موقع 24:
2024-07-08@11:05:15 GMT

الإقليم والقسمة الغائبة في غزة

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

الإقليم والقسمة الغائبة في غزة

المخاوف الأمريكية من اتساع نطاق الحرب في غزة، تبددت. وهو ما أتاح الفرصة لتوغل إسرائيل في سفك الدماء. الطمأنينة منحتها قدرة أكبر على توجيه الصواريخ إلى مراكز الإيواء لأونروا.

حبل الانتقام من المدنيين الفلسطينيين يطول، بمقدار ما يطول حبل القناعة بأن أحداً لن يهدد إسرائيل بشيء آخر، ليفرض وقفا لإطلاق النار بالقوة.


خيارات القوة في الإقليم كانت مستبعدة أصلاً. العديد من دول المنطقة اختارت طريق الدفاع عن الحقوق الفلسطينية بوسائل سلمية. وهو خيار عملي مفتوح، منذ اتفاقات كامب ديفيد. ولقد مرت على هذا الخيار اختبارات، أو امتحانات، كثيرة وعصيبة، إلا أنه صمد أمام عواصفها مجتمعة. لماذا؟ من ناحية، لأن القسط الأكبر من الفلسطينيين اعتبروه خيارا عمليا لأنفسهم أيضا. ومن ناحية أخرى، لأن القناعة التي تقول إنك لا تستطيع أن تحرر شعبا إذا لم تكن أنت نفسك حرا، أثبتت قوتها.

الفلسطينيون حتى وإن انقسموا حول خيار السلام، فإن انقسامهم نفسه ظل يدور حول سؤال البدائل من دون أن يلقى جوابا موحدا. والعرب حتى وإن انقسموا على الموقف من العلاقات مع إسرائيل، إلا أن كلا منهم ظل يواجه تحدياته الخاصة.
دول “"لصمود" مثل الجزائر، وسوريا، والعراق، مأزومة بنفسها. ودول السلام ترى منعطفا اقتصاديا عاصفا وتخشى أن تخسر السباق فيه، فيضيع كل شيء لمئة عام مقبلة أو أكثر. ترى بوضوح أن الفرص المتاحة اليوم سوف تختفي في غضون ربع القرن المقبل، وهي ما لم تتدارك اليوم، فإنها لن تتدارك غدا. سيكون القطار قد فات.
وهناك، ضمن هذا الفريق دول مثل الأردن، ومصر، تواجه معضلات اقتصادية لا تتعلق بتدبير شؤون الغد، وإنما بشؤون خبز اليوم، حصرا.
الأردن، في هذا السياق، اكتفى بتحديد خطوطه الحمر، على اعتبار أن تنفيذ سياسة تهجير جماعية للفلسطينيين في غزة سوف يؤدي إلى سياسة تهجير جماعية في الضفة الغربية، مما يهدد الوجود الكياني للمملكة. وهو ما اعتبره الأردن “إعلان حرب”، لأنه سيكون كذلك بالفعل.
بمعنى آخر، أرجأ الأردن التدخل في الحرب إلى حين أن تصبح حربا فعلية عليه. وهو يضغط باتجاه إحياء "حل الدولتين"، لتجنب تلك الحرب.
مصر، المأزومة بجبل من الديون، حولت الحرب إلى فرصة للحصول على إعفاءات وقروض ميسرة. خبز 100 مليون إنسان حاجز إستراتيجي لا يمكن تجاهله. ولو أن الدول المانحة هي التي ضغطت على هذا الحاجز، من دون حرب على غزة، لكان الوقوف وراء اندلاعها خيارا معقولا من الناحية الإستراتيجية.
إيران وحلفاؤها كانوا هم الوحيدين من حملة السلاح الذين يريدون تحرير فلسطين، ويوجهون الإنذارات لإسرائيل، أربع مرات كل خمس دقائق، هذا، لو أنك أحصيت ما يُدلى به من التصريحات الرسمية وغير الرسمية والميليشياوية. ولكن انتهى الأمر بأن قبض الولي الفقيه ثمن الصمت، صمت السلاح، لا صمت الضجيج، على ذبح غزة. بضعة مليارات من الدولارات، كانت كافية لجعل هذا الصمت مدويا. ولكن بقيت للضجيج مناوشات على جبهة الشمال، تساعد في إبقائه ضجيجا حيا.
الأسئلة في إيران، ولدى ميليشياتها، هي: وماذا نفعل إن لم ندّع أننا نريد الموت لإسرائيل؟ وبما نغطي مشروعنا الطائفي في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن؟ وما الذي يوفر المبرر لمجازرنا الخاصة التي ارتكبناها هنا وهناك وهنالك؟

حماس نفسها تعرف الآن أن "وحدة الساحات" مع إيران وحزب الله كانت وهما ليس أقل دويا من قصف الصواريخ لغزة. تعرف أكثر أن الرهان على مشروع طائفي تسبب بسلسلة طويلة من المجازر في العراق وسوريا، وكان رهانا أرعن. لا توجد كلمة أفضل من هذا الوصف.
وحدة الساحات الحقيقية التي كان يجدر الرهان عليها، هي الساحات الفلسطينية بالذات. ليس ساحة الضفة الغربية، والقدس وحدهما، وإنما ساحة الداخل الفلسطيني أيضا. هذه الساحات وإن كانت هي مصدر القوة الحاسمة في التغلب على المشروع الصهيوني، فإنها تتطلب جرأة أكبر من إطلاق الصواريخ على العدو المشترك. كانت تتطلب جرأة على تقديم خيار وطني، نضالي مشترك، يعيد تقسيم المواقف والبدائل الإستراتيجية، على قاسم أعظم.
هذه الجرأة هي التي ظلت ناقصة. وليس من المتوقع أن تتوفر قريبا.
بحرب أم من دونها، غزة لا يمكنها أن تحقق نصرا من دون ساحاتها الداخلية. لا يحتاج الأمر فهما معقدا. سبعة ملايين فلسطيني هم الظهير الوحيد الذي يمكن التعويل عليه. وما لم يقتسم الفلسطينيون قسمتهم المشتركة، فيما بينهم، على وجهة إستراتيجية، غالبة على الأقل إن لم تكن موحدة، فلا تعجب لماذا تتحول سلطة محمود عباس في الضفة الغربية إلى مسخرة، كما لا تعجب لماذا تتحول سلطة حماس في غزة إلى مجزرة. كما لا تعجب كيف يسود الخوف والرهبة في أوساط فلسطينيي 48. في ظروف أخرى، كان فلسطينيو الداخل هم السباقين في المواجهة مع الاحتلال والعنصرية.

"يوم الأرض"، الذي يحتفل به الفلسطينيون في كل مكان، هو يوم للمقاومة أقامه ويديمه فلسطينيو الداخل. أين هم اليوم؟ حتى أنك لن تعثر على تظاهرة!
هذه مفارقة. ولكن عجز حماس عن الانخراط في القسمة، وإيمانها القاطع بأن طريقها وحده هو الصحيح، هما اللذان يقفان وراءها.
حسن تماما أن تتمكن من تكبيد عدوك خسائر "فادحة". ولكن كم هي "فادحة" حقا؟ ألف، ألفان، ثلاثة آلاف جندي، زائد ناقص، هل سيغير الكثيرَ بالنسبة للمشروع الصهيوني، أو لمن يقف خلفه؟ وعشرة أو عشرون أو خمسون مليار دولار من الخسائر الاقتصادية، هل تشكل معضلة لإسرائيل فعلا؟ هل أدلّك على شركة واحدة في الولايات المتحدة تستطيع تعويض هذا المبلغ من دون الحاجة إلى طلب دعم من الكونغرس؟

إسرائيل لا تخوض حربا في غزة. الحرب بدأت وانتهت، كما يقول القيادي الفلسطيني محمد دحلان، يوم 7 أكتوبر. كل ما بقي منها هو الانتقام. كل ما بقي هو سفك الدماء الذي لا يُفضي إلى شيء أكثر من سفك الدماء نفسه. لا سياسة، ولا أفق، ولا حتى مفاوضات على أي شيء يتعدى تبادل الأسرى.
معادلة حماس اللاتوافقية، أو التي ظلت تمتنع عن القبول بالقسمة بين الخيارات الفلسطينية، انتهت إلى صفر سياسي وإستراتيجي كبير.
هذا أمر لا علاقة له بالموقف البطولي الذي يواجه به المسلحون الفلسطينيون قوات الاحتلال في غزة. إذا كنت تبحث عن "دفاع عن النفس"، فهذا هو الدفاع عن النفس. إنه شيء تفعله تلقائيا، وبديهيا، من دون أي اعتبارات سياسية أو فكرية. أعط أي غزاوي بندقية ودعه يتصرف، من دون أن تسأله عن أي انتماء آخر غير أنه ابن تلك الأرض فقط.
إذا كان ثمة تعويض جدير بأن تنحني له الظهور، ولكل ما تم تقديمه من ضحايا، فهو السعي لبناء إستراتيجية قسمة فلسطينية مشتركة، قسمة تراهن على سبعة ملايين فلسطيني، وتكف عن الرهان على إيران وحزب الله، أو على مشروع ميليشياوي طائفي كان وراء مقتل وتهجير ما لا يقل عن 18 مليون إنسان في العراق، وسوريا وحدهما، فما بالك بجوع لبنان، وخراب اليمن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة من دون

إقرأ أيضاً:

ضياء الدين بلال في نسخته البرهانية

 

ضياء الدين بلال في نسخته البرهانية

رشا عوض

أكبر دليل على أن البرهان (حائر به الدليل) هو استنفاره لكتيبة إعلامية يقودها ضياء الدين بلال ظنا منه إنها يمكن أن تكون طوق نجاة له من مأزقه العسكري والسياسي المركب بعد أن قلب له الكيزان ظهر المجن! وسلطوا عليه أبواقهم الإعلامية محاولين أن يجعلوا منه شماعة وحيدة يعلقون عليها هزائمهم النكراء وخيباتهم المتوالية في هذه الحرب اللعينة، ويبدو أن الأفق مسدود أمام البرهان لدرجة إنه لم يجد مفرا من الكيزان الذين يريدون سحقه بالضربة القاضية السريعة إلا إلى كيزان آخرين أكثر لؤما وخبثا يرغبون في تخديره أولا ثم توجيه الضربة إليه في الوقت المناسب! عموما البرهان يستحق كل ما سيحدث له من هذه العصابة الكيزانية المأفونة بكل أشكالها وألوانها القديمة ومتحوراتها الجديدة، غير مأسوف عليه لأنه أكثر شخصية ألحقت الضرر والخسران بهذه البلاد وشعبها.

ولكن ما توقعناه من قائد الكتيبة البرهانية القادمة للتو من وراء الحدود، باعتباره الصحفي الأعلى قدرات في التضليل وتسميم الوعي وغرس الأكاذيب الكبرى، والأكثر فصاحة في المعسكر “العسكرامنوكيزاني” هو أن يتحفنا بالجديد المثير في صنعة “غسيل الجيش وإعادة تسويق قائده” وهي الوظيفة التي استنفروه من الدوحة للقيام بها، ولكن السيد ضياء الدين لم يفعل شيئا سوى إعادة توزيع نفس “العلف” المسموم دون بذل أدنى مجهود في تحسينه أو حتى الإبداع في تغليفه! اكتفى بأجر المناولة لعلف متراكم في الساحة منذ بداية هذه الحرب اللعينة فقد المستهدَفون به من عامة الناس شهيتهم لالتهامه! لأنه ذبُل وحط عليه الذباب وفاحت عفونة الكذب منه فبات مقرفا ولا يجلب لحامله سوى الإزراء والنفور!

العلف رقم(1):

لم تتفتق عبقرية قائد الكتيبة إلا عن ترديد أسطوانة العمالة للمنظمات الأجنبية واختزال آرائي التي عجز عن مناقشتها في أنها مدفوعة القيمة بالدولار وأن دوافعي للكتابة هي مال السحت!

مال السحت يا سيد ضياء الدين يسأل عنه أمثالك من ملاك العمارات في الخرطوم وساكني الفلل في الدوحة! ومن يمتلكون الأرصدة والسيارات الفاخرة التي لو اعتمد أحدهم على مال الحلال لما استطاع الحصول عليها حتى نهاية عمره! ولكن البجاحة والجرأة تجعل الأثرياء المتخمين بمال الأجهزة الأمنية والاستخبارات العسكرية يتطاولون على أمثالي ممن لا يملكون في هذه الدنيا سوى شرف الكلمة والموقف الوطني! وأتحداك أنت ومن وراءك من كتائب الإفك والبهتان أن تثبتوا عمالتي لأي جهة أجنبية من خلال ما أكتبه من آراء! أو من خلال أدلة مادية على إنني أمتلك أموالا طائلة مجهولة المصدر ويمكن تفسيرها بأنها أموال مشبوهة مثل أموالك أنت وأموال بعض أفراد الكتيبة الإعلامية التي تقودها إلى بلاط البرهان!

هل انتقاد الجيش عمالة؟

أولياء نعمتك من الكيزان يا سيد ضياء هم الآن أكثر  الناس شتيمة للجيش ويشتمون قائده بألفاظ بذيئة يعف عنها أكبر قحاتي أو تقدمي! ويطالبون بتصفيته علنا! الأمر الذي جعله يستنجد بأمثالك! (كالمستجير من الرمضاء بالنار)! فهل تجرؤ على وصف أولياء نعمتك بالعملاء والخونة؟ أم أن هذه البلاد ملكية خاصة لكم فأنتم لكم الحق المطلق في قول أي شيء ونقيضه، وفعل أي شيء ونقيضه وغير مسموح لأي شخص من خارج عصابتكم المأفونة هذه أن يكون له قوله الخاص في شأن هذا الوطن المنكوب بكم؟

رسالة الكتائب الإعلامية الكيزانية والبرهانية المنزوعة الشرف هي إقناع الشعب السوداني بأن الشرف عبارة عن عُملة انقرضت تماما  وما عاد لها وجود أصلا! فالجميع عملاء ومرتزقة ومرتشون! والجميع لاعقو بوت! مثلما هم يلعقون بوت العسكر يلعق غيرهم أحذية المخابرات الأجنبية! وقمة الاستهبال عندما يقول” فلعق بُوت أيِّ عسكري أغبـر وأتـرب في طول البلاد وعرضها، أشرف وأكرم من لعق الأحذية الأنِيقَة لرجال المُخابرات الأجنبية”! لا يا شيخ!! (بصوت عادل إمام)!

أنت يا سيد ضياء الدين لا تلعق بوت العسكري الأغبر الذي يقاتل! اأنت تلعق بوت المستبدين والفسدة الكبار  في المؤسسة العسكرية الذين سحقوا هذا العسكري الأغبر وسرقوا منه ومن سائر الشعب اللقمة وجرعة الدواء  وتركوه جائعا بحذاء مهترئ وملابس بالية وأسلحة صدئة ودفعوا به إلى المحرقة لحماية كراسيهم!

الأموال التي يجب إنفاقها على إطعام هذا العسكري الأغبر وتدريبه وتأهيله لإعداده لمثل هذا اليوم أنفقها المستبدون والفسدة الكبار على أمثالك من الأرزقية! ولذلك عندما اندلعت الحرب، تلفت البرهان يمينا ويسارا فوجدكم أنتم! ولم يجد العسكري الأغبر الذي كشف الملعوب وصوَّت باقدامه ضد الحرب هاربا إلى تشاد وإلى جنوب السودان وإلى مصر!

كتائب الإفك والبهتان لا سقف أخلاقي لها وتكذب كما تتنفس، لذلك  تجدهم بكل بساطة يوزعون الاتهامات المجانية متوكئين على حجج تفضح جهلهم ومحدودية أفقهم! مثل أسطوانة المنظمات الأجنبية ومحاولة تكريس فكرة غوغائية بلهاء عن أن مال هذه المنظمات لا يمسه إلا الخونة والعملاء!

طبعا من الصعب جدا أن يفهم ضياء الدين بلال وكل من كان أُفقه الفكري محدودا بحدود الخرائب الانقاذية، أن في الغرب المتحضر وكجزء من سيرورة تطوره الحضاري هناك “وقفيات” مالية كبيرة لها مؤسساتها تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة وضحايا الديكتاتوريات حول العالم دعما غير مشروط بالتنازل عن الاستقلالية الفكرية والسياسية، لأن هذا الدعم هو استثمار في تنمية القيم المشتركة بين سكان العالم،  تفعل ذلك انطلاقا من رؤية فلسفية يصعب شرحها لكتائب الإفك والبهتان.

لا يستوعبون أن في الغرب تعددية حقيقية هي سر تقدمه!

ولكن المضحك في الأمر أن هذه الكتائب تجرمنا بسبب شفافيتنا في الإفصاح عن مصادر تمويلنا!! رغم أن هذه الشفافية والوضوح أكبر دليل على الاستقامة وانعدام الشبهات!! وبالمناسبة تقدم في  مؤتمرها الأخير توجهت بالشكر للمنظمات التي دعمتها لوجستيا وكل هذا موثق بالصوت والصورة، فليست هناك جريمة متستر عليها أيها البلهاء! ولكن الغرض مرض خصوصا الغرض المخدوم بواسطة الجهلاء الذين من فرط جهلهم يسددون أهدافا في مرمى المشروع الضلالي الذي يدافعون عنه! ألم تؤسس الانقاذ مفوضية طويلة عريضة قوامها ضباط أمن للأشراف على استلام التمويل الأجنبي؟ ألم تدعم ذات المنظمات الممولة لأنشطة تقدم أنشطة لمؤسسات سيادية في عهد الإنقاذ مثل المحكمة الدستورية التي تدرب قضاتها في إطار مشروع ممول من منظمة ألمانية!

ألم تتمول منظمات على رأسها كيزان من العيار الثقيل مثل “اتجاهات المستقبل” من الاتحاد الأوروبي ومن المعونة الأمريكية!

وقبل ذلك بعقود، ألم تتمول جماعة الاخوان المسلمين (أس البلاء كله) بقيادة حسن البنا شخصيا من حكومة الاستعمار البريطاني لمصر ممثلة في شركة قناة السويس!

كتائب الإفك والبهتان عاجزة تماما عن أي نقاش موضوعي محترم لقضية التمويل الأجنبي وضوابطه وحدوده والفرق بين منظمات المجتمع المدني غير الحكومية في الغرب  وأجهزة المخابرات التي تجند العملاء، لأن أكل عيش هذه الكتائب مرتبط بمدى قدرتها على الكذب وإثارة الغبار الكثيف بأقصى درجة ممكنة من الغوغائية والصفاقة لاغتيال الأبرياء والتجني عليهم خدمة للبوت العسكري.

ويا لها من مسخرة أن يكون حراس بوابة الوطن من العمالة والخيانة هم ربائب الذين باعوا اخوة الجهاد المزعوم لـ(CIA)! ولاعقي بوت الرجل الذي تسلل سرا إلى عنتبي لمقابلة نتنياهو! ولاعقي بوت سلفه الذي توسل إلى روسيا لإقامة قاعدة عسكرية لحماية حكمه!

عن أي وطن تحدثنا كتائب الإفك والبهتان؟ الوطن الذي أنتم موحدون فقط خلف هدف تدميره بالحرب ومختلفون حول أنصبتكم من الغنائم؟

العلف رقم (2)

أسطوانة المليشيا المجرمة وما فعلته من جرائم  ووصف موقفي بالآتي (تأتي رشا ثقيلة الخُطَى، خفيضة الصَّوت، لإدانة كل ذلك بانتقاداتٍ خجولةٍ وملساء، وبثوبٍ حِيادي زَلقٍ ومُخادعٍ، كثير السُّقوط)!

يواصل السيد ضياء في توزيع “العلف المركزي” للدعاية الحربية وهو أن تاريخ الحروب والانتهاكات في السودان بدأ يوم 15 أبريل 2023 ، وهنا لا بد من سؤال السيد ضياء عن جرائم الجنجويد في دارفور على أيام سيده عمر البشير، تلك الجرائم التي فاقت في وحشيتها جرائم الدعم السريع في الحرب الحالية لدرجة مطالبة محكمة الجنايات الدولية بالقبض على سيده السابق، فأين كانت خطاك المسرعة وصوتك الجهور وأين كانت إداناتك ولو بصورة خجولة وملساء لتلك الجرائم؟ ماذا كتبت عندما كانت المجازر الجماعية ترتكب والقرى تحترق والنساء تغتصب وتختم بختم من الحديد الملتهب لتثبيت وصمة الاغتصاب؟ أين كنت وماذا كنت تكتب حينها يا أخو البنات ومقنع الكاشفات؟ كنت أنت وأمثالك مشغولين في توزيع تهم العمالة والارتزاق على الذين يكشفون تلك الجرائم ويدينونها! وكنتم مشغولين في الدفاع عن البشير رمز السيادة الوطنية الذي لا يجب المساس به بسبب “أزمة دارفور المصنوعة”!  وكنتم مشغولين في بناء عماراتكم!

كنتم تمارسون “النقد البنَّاء” بالمعنى الحرفي وليس المجازي!

وعندما أسس  البشير قوات الدعم السريع وقال “حميدتي حمايتي” أين كان موقفك الوطني الباسل وانحيازك للدولة وجيشها ومؤسساتها؟

أما موقفي من “الدعم السريع” وانتهاكاته الموثق في مقالات منشورة فهو واضح وضوح الشمس بلا خجل او لجلجة، هو ذات موقفي من انتهاكات الجنجويد أيام البشير، والأهم من ذلك هو إنني انتقدت بالتفصيل السردية السياسية للدعم السريع وفي القلب من ذلك الإشارة الواضحة للتعارض البنيوي بين مصالحه وقيم الحكم الديمقراطي المدني، ومن أمثلة ذلك السيطرة على مورد قومي كالذهب وتهريبه خارج قنوات وزارة المالية، فهل تجرؤ أنت وكتيبتك البرهانية على مساءلة البرهان عن تهريب الذهب وهو شريك أصيل في هذا النشاط الذي زاد ازدهارا أثناء الحرب؟

 

الوسومالبرهان البشير حميدتي رشا عوض ضياء الدين بلال

مقالات مشابهة

  • الحرب وغياب دور الأحزاب
  • ماذا بعد الحرب: اليوم التالي
  • أمريكا ليست قدراً
  • تحليل: حرب غزة تفرض عملية توازن صعبة على الأردن
  • ضياء الدين بلال في نسخته البرهانية
  • كيف كانت مدينة العلمين قبل 85 عاما؟.. من «الحرب» إلى «الجنة على الأرض»
  • في مؤتمر القاهرة اليوم .. تصميم الشعار والخلفية .. الناظر لها يشعر أنها مخاطبة ونشاط خاص بالدعم السريع !
  • وفاة أحمد رفعت: نجم كرة القدم الذي غادرنا وراءه تصريحات مؤثرة
  • حالة إنسداد!!
  • مصطفى بكري لمصراوي: لولا نجاح 30 يونيو كانت هتتولد ثورة إسلامية في مصر