قبل الإطاحة بألتمان.. موظفو أوبن إيه آي حذروا الشركة من برنامج خارق قد يهدد البشرية
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
قبل أربعة أيام من الإطاحة بسام ألتمان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن شخصين مطلعين على الأمر، أن العديد من الباحثين الموظفين أرسلوا رسالة إلى مجلس الإدارة تحذرهم من اكتشاف قوي للذكاء الاصطناعي قالوا إنه "قد يهدد البشرية".
وقال المصدران إن الرسالة التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقا وخوارزمية الذكاء الاصطناعي كانتا تطورا رئيسيا قبل إطاحة مجلس الإدارة بألتمان، الطفل المدلل للذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأشار المصدران إلى أن هذه الرسالة تعتبر أحد العوامل من بين قائمة أطول من التظلمات المقدمة من مجلس الإدارة والتي أدت إلى إقالة ألتمان.
ولم تتمكن رويترز من مراجعة نسخة من الرسالة. ولم يستجب الباحثون الذين كتبوا الرسالة على الفور لطلبات التعليق.
ووفقًا لأحد المصادر، تحدثت ميرا موراتي، المديرة التنفيذية، الأربعاء، للموظفين عن المشروع، المسمى "كيو ستار" (Q*)، وقالت إنه تم إرسال خطاب إلى مجلس الإدارة قبل أحداث نهاية هذا الأسبوع.
وقال أحد الأشخاص لـ"رويترز" إن الشركة المصنعة لـ"تشات جي بي تي" أحرزت تقدما في مشروع "كيو ستار" والذي يعتقد البعض داخليا أنه يمكن أن يمثل تقدما في بحث الشركة الناشئة عن الذكاء الفائق، المعروف أيضا باسم الذكاء العام الاصطناعي (AGI) .
ويُعرّف "أوبن إيه آي" الذكاء الاصطناعي العام بأنه أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً من البشر.
ونظرًا للموارد الحاسوبية الهائلة، كان النموذج الجديد قادرا على حل بعض المشكلات الرياضية، حسبما قال الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال المصدر إنه رغم أداء المعادلات فقط على مستوى طلاب المدارس الابتدائية فقط، فإن التفوق في مثل هذه الاختبارات جعل الباحثين متفائلين للغاية بشأن نجاح "كيو ستار" في المستقبل.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من قدرات "كيو ستار" التي ادعاها الباحثون.
وحاولت "رويترز" شرح الذكاء الفائق، موضحة أن الباحثين يعتبرون الرياضيات بمثابة حدود لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي الوقت الحالي، يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي جيدا في الكتابة وترجمة اللغة من خلال التنبؤ إحصائيا بالكلمة التالية، ويمكن أن تختلف الإجابات على نفس السؤال بشكل كبير. لكن التغلب على القدرة على حساب المعادلات الرياضية، حيث لا توجد سوى إجابة واحدة صحيحة، يعني أن الذكاء الاصطناعي سيتمتع بقدرات تفكير أكبر تشبه الذكاء البشري. ويعتقد باحثو الذكاء الاصطناعي أن هذا يمكن تطبيقه على الأبحاث العلمية الجديدة.
وعلى عكس الآلة الحاسبة التي يمكنها حل عدد محدود من العمليات، يمكن للذكاء الاصطناعي العام التعميم والتعلم والفهم.
وفي رسالتهم إلى مجلس الإدارة، أشار الباحثون إلى براعة الذكاء الاصطناعي والخطر المحتمل، حسبما قالت المصادر دون تحديد المخاوف المتعلقة بالسلامة على وجه التحديد المذكورة في الرسالة.
ولقد كان هناك نقاش منذ فترة طويلة بين علماء الكمبيوتر حول الخطر الذي تشكله الآلات فائقة الذكاء، على سبيل المثال، إذا قرروا أن تدمير البشرية كان في مصلحتهم.
وعلى هذه الخلفية، قاد ألتمان الجهود الرامية إلى جعل "تشات جي بي تي" واحدا من أسرع التطبيقات البرمجية نموًا في التاريخ وجذب الاستثمار وموارد الحوسبة اللازمة من مايكروسوفت للاقتراب من الذكاء الفائق، أو "إيه جي آي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی مجلس الإدارة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر
أ.د رشيد عبّاس
منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.
تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.
مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.
رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.
اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.
الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق.
والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.
ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.