تولي إيران اهتمامًا خاصًا بالصومال لعدة أسباب؛ حيث تهدف إلى استغلال ثروات البلد العربى الأفريقى، وبالفعل تم رصد عمليات صيد للسفن الإيرانية فى مياه الصومال دون الحصول على تراخيص رسمية، كما أن إيران تعمل على توظيف الجماعات المتطرفة فى الصومال لتحقيق أجندتها فى الشرق الأوسط.

علاقات سرية مع الشباب

وقد أسست إيران علاقات سرية مع حركة "الشباب" الإرهابية فى الصومال؛ حيث تنشط تلك الحركة فى القرن الأفريقى وجنوب البحر الأحمر.

وفقا لمؤشر الإرهاب العالمى الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام لعام ٢٠٢٠، اعتبرت حركة "الشباب" فى الصومال من بين أكثر الجماعات الإرهابية دموية فى أفريقيا فى عام ٢٠١٩. وأفاد التقرير أن العمليات الإرهابية فى الصومال أسفرت عن مقتل ٥٦٩ شخصا فى عام ٢٠١٩، وكانت حركة "الشباب" مسئولة عن ٨٨٪ من تلك الضحايا.

نشر التشيع

بدأت إيران تعمل على الاستفادة من منظماتها الخيرية لنشر التشيع فى الصومال من خلال التعاون مع حركة "الشباب"؛ حيث قامت بفتح باب التعليم الدينى أمام البعثات الدراسية القادمة من أفريقيا، خاصة إقليم شرق أفريقيا، وتمكنت من جذبهم للدراسة فى الحوزات الدينية فى مدن مثل قم.

استندت العلاقة بين إيران وحركة "الشباب" على تحقيق المصالح المتبادلة للطرفين، وأظهر تقرير لجنة الأمم المتحدة عام ٢٠١٨ دور إيران فى تمويل وتسليح حركة الشباب، وانتهاك العقوبات المفروضة على الحركة.

نقاط عبور إيرانية لصادرات الفحم الصومالية

وقامت إيران بتحويل موانئها وأراضيها لتصبح نقاط عبور لصادرات الفحم غير المشروعة من المناطق المسيطر عليها من قبل حركة الشباب؛ حيث يتم إعادة تصديرها كمنتجات إيرانية فى الموانئ النهائية.

وفى عام ٢٠١٧، سمحت إيران لنفسها بالحصول على اليورانيوم من مناجم تحت سيطرة حركة "الشباب" لتعزيز أنشطتها النووية.

ونجحت إيران فى إقامة علاقات وثيقة مع مجموعات متطرفة فى منطقة القرن الأفريقى، ما أتاح لها فرصة نقل الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية فى اليمن وإلى عدة دول أخرى فى المنطقة، مثل كينيا، وتنزانيا، وجنوب السودان، وموزمبيق، وجمهورية أفريقيا الوسطى.

هذه العلاقة المشبوهة أتاحت لإيران الفرصة لاستغلال تلك المجموعات المتطرفة فى تهريب النفط الإيرانى إلى داخل الصومال قبل إعادة بيعه عبر دول أفريقية أخرى، وذلك بهدف تفادي العقوبات الأمريكية.

كما تم استخدام بعض عائدات هذا التجارة غير الشرعية لتمويل الميليشيات فى الصومال واليمن.

وتمثل هذه الممارسات تهديدا مباشرا للمصالح الأمريكية فى المنطقة، بما فى ذلك مصالحها فى البحر الأحمر وأفريقيا بأكملها، إذ أشارت تقارير عديدة إلى تورط إيران ووكلائها فى هجمات حركة "الشباب" المتطرفة على الجيش الأمريكى والقوات الصومالية والقوات الأفريقية فى الصومال وكينيا.

وعلى الرغم من جهود المجتمع الدولى لمكافحة تهريب الأسلحة وجرائم الجريمة المنظمة فى المنطقة، فإن إيران ما زالت مستمرة فى نشاطها غير القانونى فى القرن الأفريقى، وتعتبر الصومال جهة مفضلة لها لتنفيذ تلك الأنشطة.

تهريب بشكل منهجي

وظهرت دراسة أجريت بواسطة "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية" فى نوفمبر ٢٠٢٢، أن الأسلحة الإيرانية يتم تهريبها بشكل منهجى عبر خليج عدن إلى الصومال.

واستند تقرير المنظمة إلى مجموعة من البيانات حول أكثر من ٤٠٠ قطعة سلاح تم توثيقها فى ١٣ موقعا مختلفا فى الصومال على مدار ٨ أشهر، بالإضافة إلى ضبط ١٣ قاربا تم اعتراضها من قبل سفن عسكرية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إيران أرض الصومال الارهاب مؤشر الإرهاب العالمي التشيع

إقرأ أيضاً:

بعد قطيعة 8 سنوات.. إيران والبحرين تتفقان على استئناف العلاقات

بغداد اليوم- متابعة

اتفقت ايران والبحرين على الشروع في مفاوضات حول كيفية استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ 8 أعوام، وفق ما أعلنت، اليوم الإثنين، (24 حزيران 2024)، وزارة الخارجية الإيرانية.

يأتي هذا الإعلان على هامش زيارة نادرة لوزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، إلى طهران للمشاركة في منتدى "حوار التعاون الآسيوي".

وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أنه خلال لقاء مع نظيره الإيراني علي باقري، "اتفق الطرفان على إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما".

وبعد الاتفاق السعودي بوساطة الصين ومن ثم عودة التمثيل الدبلوماسي الكامل مع الإمارات، العام الماضي، ظلت البحرين الدولة الخليجية الوحيدة التي ليس لها علاقات رسمية بإيران.

وقطعت البحرين العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 2016، على خلفية تخريب السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد (شمال غرب) من قبل متظاهرين يحتجون على إعدام الرياض للمرجع الشيعي السعودي المعارض، نمر النمر.

وكانت إيران والسعودية قد استأنفتا علاقاتهما في مارس آذار 2023 بموجب اتفاق برعاية الصين.

وتحاول طهران منذ ذلك الحين إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دول عربية أخرى، مثل مصر.

وكان الزياني قد زار إيران في مايو آيار الماضي، للمشاركة في جنازة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهمها الذين توفوا في حادث تحطم مروحية في 19 مايو ايار في شمال غرب ايران.


مقالات مشابهة

  • انسحاب مرشحين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية
  • قنبلة بميكروفون وذراع بلا حراك .. قصة محاولة اغتيال خامنئي
  • مقتل 7 من عناصر حركة الشباب وسط الصومال
  • مقتل 7 من عناصر حركة “الشباب” الإرهابية وسط الصومال
  • الخارجية الإيرانية: طهران و موسكو ستوقعان قريباً اتفاقاً للتعاون الإستراتيجي
  • إرهاب مشترك.. لماذا تسعى الميليشيا الحوثية للتعاون مع حركة الشباب الصومالية؟
  • تحليل الروابط بين إيران والحوثيين والصومال: أبعاد جيوسياسية واستراتيجية
  • الصومال يتهم القوات الإثيوبية بالتوغل داخل أراضيه
  • الصومال يتهم القوات الإثيوبية بتوغل “غير قانوني” عبر الحدود
  • بعد قطيعة 8 سنوات.. إيران والبحرين تتفقان على استئناف العلاقات