كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

ثمَّن الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- دَور وسائل الإعلام المصرية تجاه القضية الفلسطينية، خصوصًا في الأحداث الأخيرة.

جاء ذلك في بيانٍ لدار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، حيث نوَّه بالدَّور الكبير لوسائل الإعلام المختلفة تجاه القضية الفلسطينية؛ دعمًا للشعب الفلسطيني، بإظهار جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد أهل غزة والفلسطينيين ونشرها أمام الرأي العالمي بكل وسيلة متاحة.

وفي سياق متصل شدَّد المفتي على الاعتداد بالمواثيق باعتبار أن مراعاة مواثيق الشرف الإعلامية واجب حضاري ووطني.

من ناحية أخرى أضاف البيان أن مشاهدة آثار الحروب بشكل عام له تأثير على نفسية المُشَاهِد وخاصة كبار السن والأطفال، وخاصة من يطَّلع منهم على تلك المشاهد التي تجري في غزة بفلسطين، والتي يقوم فيها الاحتلال الإسرائيلي بقتل الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء، وتدمير البيوت والمستشفيات.

وأشار البيان إلى أن الشرع الشريف أمرنا بأن نحرص على مراعاة مشاعر الضعفاء، خاصة كبار السن والأطفال؛ وذلك بغرض الحفاظ على صحتهم النفسية، وهذه المراعاة لا تعني إنكار الأحداث ولكن ينبغي عرضها بصورة مناسبة لا تضر مشاعرهم أو تؤذيهم نفسيًّا.

وأضاف أنه ورد في السُّنة ما يؤكد أهمية حماية هذه الفئات من الآثار النفسية للمشاهد العنيفة، ومن ذلك ما جاء عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أنه: "لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى، حَتَّى إِذَا كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى، قَالَ: فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرَاهُمْ. فَقَالَ: «الْمَرْأَةَ الْمَرْأَةَ». .. فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَمَ عَلَيْكِ. قَالَ: فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا، فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لِأَخِي حَمْزَةَ، فَقَدْ بَلَغَنِي مَقْتَلُهُ فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا.. الحديث". أخرجه أحمد في "مسنده".

وأكد أهمية الدعاء لأهل فلسطين بتحقيق الاستقرار والأمن، كما حرص البيان على ضرورة مشاركة كبار السن والأطفال بالدعاء لأهل غزة في ذلك.

...

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: هدنة غزة مخالفات البناء مستشفى الشفاء انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية اليوم العالمي للتلفزيون الاحتلال الإسرائيلي ضد أهل غزة طوفان الأقصى المزيد

إقرأ أيضاً:

«المفتي» يرد على عدم الحاجة إلى الدين: الإنسان يحتاجه كالطعام والشراب

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الادعاء بعدم الحاجة إلى الدين والاكتفاء بالمشتركات الإنسانية هو شبهة قديمة متجددة، يلجأ إليها البعض ممن ينظرون إلى التعاليم الدينية على أنها عائق أمام تحقيق الأهواء والرغبات.

وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، خلال حلقة برنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة: "خلينا نقول إن هذا الموضوع لم يكن وليد هذا العصر، وإن هذه المقولة ليست جديدة، بل هي شبهة قديمة متجددة يلجأ إليها البعض ممن ينظرون إلى التعاليم الدينية على أنها حاجز يمنعهم من الانطلاق نحو تحقيق الأهواء والرغبات، حسب ما يدّعون".

وتابع: "لكن الواقع أن الإنسان، مركّب من جانبين: جانب مادي له أوصافه، وله غذاؤه الخاص، وله أشواقه ورغباته، وجانب معنوي أو روحي يحتاج أيضًا إلى ما يغذّيه من قيم ومعانٍ ومسلك، بالتالي، وجدنا أن أكثر الجماعات الهمجية، وأقربها إلى عدم التحضر والتمدن، تلتمس قوة تلجأ إليها وقت الشدة، وتبحث عنها عند الحاجة، حتى إننا وجدنا علماء ومفكرين، مسلمين وغير مسلمين، ملحدين وغير ملحدين، ينتهون إلى هذه النتيجة: أن في الطبع الإنساني جوعًا إلى الدين، تمامًا كجوع المعدة إلى الطعام".

وأكمل: "يمكنك إدراك أهمية الدين، وأن الحياة لا تستقيم إلا به، من خلال عدة أمور، أولها: القراءة المتأنية للتاريخ الإنساني، وأنا هنا لا أتحدث فقط عن التاريخ الإسلامي، بل عن التاريخ الإنساني ككل، حيث نجد أن الإنسان منذ القدم كان يبحث عن الدين من خلال محاولة الإجابة عن الأسئلة الوجودية الصعبة، مثل: لماذا خُلقنا؟، ما المصير الذي سنؤول إليه؟، عبر التاريخ، اضطربت الأفهام في الإجابة عن هذه الأسئلة، فمنهم من بحث عنها في الماء، أو الهواء، أو النار، أو التراب، أو الذرة، أو الموسيقى، أو حتى في الإنسان، أو الحيوان، أو النبات، أو الجماد، لكن عندما أدركت بعض العقول أن الإجابة تكمن في حقيقة هذا المصدر الذي أوجد هذا العالم وهو في السماء، اختلفت التصورات حول طبيعة هذا المصدر".

وأضاف: "عندما نعود إلى زمن بعثة النبي ﷺ، نجد أن الناس كانوا يبحثون عن الإله، لكنهم انقسموا إلى فريقين في تصوّرهم له: فريق المعطّلة أو المجردة: عطّلوا الله تعالى عن مباشرة اختصاصاته في هذا العالم، وجردوه من كل كمال وصفة، بحجة أن العالم مليء بالشرور، بينما الله خير، والخير لا يصدر عنه إلا الخير، فأنكروا أي علاقة بين الله والعالم، والثاني فريق المشبّهة والمجسّمة: شبّهوا الله بخلقه، وزعموا أنه يحتاج إلى الطعام والشراب والراحة، فوقعوا إمّا في التشبيه أو في التجسيم، لكن الدين جاء بعبارة واضحة وسهلة تخاطب الناس على اختلاف مستوياتهم: "ليس كمثله شيء".

وأردف: "نحن في حاجة إلى الدين لأنه هو الذي يمنحنا الراحة والطمأنينة، وهو الذي يجيب عن الأسئلة التي قد نبحث طويلًا عن إجاباتها بلا جدوى، وإذا نظرنا إلى التاريخ الإنساني، من مرحلة الهمجية والبداوة إلى مرحلة التقدم والتحضر، سنجد أن الأفهام اضطربت حول هذه الأسئلة، حتى جاءت الأديان والشرائع السماوية فأجابت عنها بوضوح، وبأسلوب راقٍ يتناسب مع كمال الله تعالى، ليس هذا فحسب، بل إذا نظرنا إلى الطبيعة الإنسانية، سنجد أنها تميل أحيانًا إلى الاستعلاء والكبر، والإنسان بطبعه كائن اجتماعي، لا يستطيع العيش بمعزل عن الآخرين، فهو يحتاج إلى رفقة، وإلى جماعة يتعاون معها لعمارة الكون وتحقيق احتياجاته الأساسية. ولكي تستقيم هذه العلاقات، لا بد من ضابط، وهذا الضابط هو الدين".

مقالات مشابهة

  • إطلاق «الشمولية الرقمية» لدعم كبار السن وذوي الإعاقة في الضمان الاجتماعي
  • البيان الختامي للقمة الإفريقية: وقف التعاون والتطبيع مع إسرائيل حتى تنهي احتلالها وعدوانها على فلسطين
  • جمعية وقار لمساندة كبار السن تحتفي باليوم العالمي للسرطان بفعالية مميزة
  •  "الشمولية الرقمية" تُسهل تسجيل كبار السن وذوي الإعاقة في الضمان الاجتماعي
  • الإفتاء الأردني .. لا تجوز الهجرة من أرض فلسطين وإخلائها لليهود
  • دراسة جديدة: فقدان حاسة التذوق يزيد من خطر الوفاة المبكرة لدى كبار السن
  • أحداث المطار.. سلام يوجه بعدم التساهل في حفظ الأمن اللبناني
  • دور الشباب في فلسطين
  • «صحة الشرقية»: تنفيذ 25 ألف زيارة منزلية لعلاج كبار السن
  • «المفتي» يرد على عدم الحاجة إلى الدين: الإنسان يحتاجه كالطعام والشراب