مواقع تلخيص الكتب: جسر لفهم أعماق المعرفة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
في عصرنا الحديث المليء بالمعلومات، يعاني الكثيرون من قلة الوقت لقراءة الكتب بشكل كامل، ولكن الرغبة في الاستفادة من حكمة الكتب تظل قائمة. هنا تبرز أهمية مواقع تلخيص الكتب، التي تعتبر جسرًا فعّالًا لتحصيل المعرفة دون الحاجة لاستثمار وقت طويل في قراءة الكتب. هذه المواقع تلعب دورًا حيويًا في توفير فهم شامل وسريع لمضامين الكتب.
يعد Goodreads ليس فقط موقعًا لتتبع وتقييم الكتب ولكن أيضًا مكانًا رائعًا للعثور على تلخيصات قارئين آخرين. يمكن للأعضاء في الموقع مشاركة ملخصاتهم وآرائهم بشكل مباشر، مما يوفر للقارئ نظرة شاملة عن محتوى الكتاب.
2. Blinkist:Blinkist هو موقع وتطبيق يقدم تلخيصات لأفضل الكتب غير الروائية في مدة قصيرة، مما يتيح للمستخدم الاطلاع على أفكار ومفاهيم الكتاب بسرعة. يشمل Blinkist مجموعة واسعة من المواضيع، من التطوير الشخصي إلى الأعمال وعلوم النفس.
3. Summarystory:يُعد Summarystory موقعًا خاصًا بتلخيصات الكتب، حيث يقدم ملخصات قصيرة وفعّالة للكتب الرائجة في مختلف المجالات. يسهل استخدام الموقع وتصفحه للبحث عن الكتب المهمة.
4. Book Summary Club:هذا الموقع يوفر تلخيصات للكتب الأكثر مبيعًا، ويقوم بتقديم ملخصات تتميز بالوضوح والشمول. يساعد Book Summary Club القرّاء في الوصول إلى الفكرة الرئيسية للكتاب بسرعة.
5. Instaread:Instaread يقدم خدمة تلخيص الكتب إلى شكل ملخص يمكن قراءته خلال دقائق. يتميز بالتركيز على الكتب الغنية بالأفكار والتي تقدم رؤىً ملهمة.
مصادر معلومات التنمية البشرية لنماء القدرات السلوكيةمواقع تلخيص الكتب تشكل حلًا مثاليًا لأولئك الذين يرغبون في الاستفادة من محتوى الكتب دون إهمال أهميتها. ومع ازدياد توفر هذه المنصات، يمكن للأفراد الاطلاع على أفكار وآراء كتب متنوعة دون الحاجة إلى قضاء ساعات طويلة في القراءة. بذلك، تصبح المعرفة أكثر إمكانية ويسهل الوصول إليها، مما يسهم في تعزيز ثقافة القراءة والتعلم المستمر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكتب
إقرأ أيضاً:
شقاوة العقل !
ذو العقل يشقى فـي النعيم بعقله، وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم. يأخذ بعض الناس هذا البيت أخذا فـي غير موضعه وفـي غير مكانه الصحيح؛ فمعناه الحقيقي هو أن العاقل العارف يشقى لا بمعرفته وعلمه، بل بما يعرف ويعلم من الأمور. فالمعرفة والعلم فـي أصلهما وأُسِّهما سعادة وبهجة ونور، ولكن المعرفة التي تجعل المرء يرى ما خلف الأبواب المغلقة، وما خلف الجدران والأغلفة تصيبه بالشقاء والتعب الذهني والبدني. أما الشطر الثاني فإن الجاهل يظن بأنه فـي خير عميم؛ لأنه يرى ما تحت قدميه -كما يقول الناس- فحسب، ولا يرى أبعد من ذلك. وأصل هذا الكلام حوار طويل مع صديق أخذنا النقاش فـي هذه الفكرة.
وذلك لأن مما يتردد على الأسماع قول البعض إن البؤس والشقاء رهينا الوعي، وأن المرء أجدر به أن يكون جاهلا مغيبا عن الواقع لا يعرف منه شيئًا أو يتألم بسبب معرفته تلك. ولكن هل لهذا القول وجه من الصواب؟ نعم، ولا. إن المعرفة الصحيحة هي أخت السعادة وربيبتها؛ فهي من تجعل المرء يقبل على الحياة إقبال المتفائل الواثق، ولا يعني التفاؤل بحال أن يكون المرء ناسيًا الواقع أو غافلًا عن إمكانية وجود المنغصات والكروب، إنما هو متفائل لعلمه بأسباب تلك المنغصات وبقدرة المعرفة على تخفـيف آلامه وتحسين حياته ونظرته إلى الأمور. أما قولنا بنعم؛ فهي للمعرفة التي يستعملها المرء كما يستعمل الطالب معلوماته للاختبارات وينساها فور انتهاء تلك الاختبارات وحصوله على النتائج، فهي معرفة آنية مؤقتة ذات مهمة منتهية. أو قد تكون تلك المعرفة منقوصة بها خلل فـي التأسيس أو غياب للمنطق.
إن العبارات التي نأخذها كمسلمات؛ لأنها نوع من الثقافة الشعبية المرتبطة بالأمثال والحكم، هي عبارات خطيرة بصدق. فـيمكن لعبارة صادقة حسنة أن تؤثر تأثيرًا طيبًا على متلقيها، فـيبذل فوق ما يستطيع بحماسة وإقبال منقطع النظير. ويمكن لعبارة هادمة هدَّامة أن تجعل ذلك المتلقي محطمًا لا يلوي على شيء، ولا يرغب بشيء، بل ربما ينعزل ويعتزل قائل العبارة والمحيط الذي قيلت فـيه.
العقل أداة فـي الإنسان ولأجل الإنسان، فإما أن تقوده إلى الهناء والسعادة أو الشقاء والتعب والنصب. ولأنه أداة، فهو قابل للتغيير والتغير، وقابل للفساد والإفساد على السواء، ففساده بمرضه أو بالمدخلات الخاطئة التي يقيس ويعتمد عليها فـي تعامله مع الحياة والناس. ولنتذكر قول الشاعر اللبناني الكبير إيليا أبو ماضي:
فَامْشِ بِعَقْلِكَ فَوْقَهَا مُتَفَهِّمًا
إِنَّ الْمَلَاحَةَ مِلْكُ مَنْ يَتَفَهَّمُ
فالعقل يقود المرء الواعي به، المدرك له إلى السعادة والنعيم، ويقوده إلى الجحيم إن أُهمل وطُرِح. وهذا يذكرني بتلك العبارة المتداولة أيضًا «العقل السليم فـي الجسم السليم» وهي منسوبة إلى غير واحد من اللاتينيين القدماء، أحدهم شاعر والآخر فـيلسوف، وبغض النظر عن القائل، فإن عبارته الدقيقة خلاصة حياة من التأمل والتجربة. فالعقل الذي يتغذى الغذاء السليم الطيب، لا ينتج إلا طيبًا جميلًا، والعكس بالعكس. لذلك لا يتعجب المرء حين يقابل اِمرَأً يحمل شهادة الدكتوراة أو بلغ الأستاذية ولكنه ضيّق الفكر والنفس، لا يعرف إلا تخصصه ولا ينتفع بعلمه فـي الخير. وهو ما تجلى على سبيل المثال فـي التاريخ الغربي القديم والمعاصر فـي أمثلة لا يجد المرء تفسيرًا منطقيًا لها. فكيف بفـيلسوف يتحدث عن الجمال والأخلاق والروح كهيجل ثم يرى أقواله وأفكاره عن العبودية؟ ومن يتخيل بأن يبرّر فلاسفة وأطباء وعلماء دين إبادة شعب كما يحدث فـي غزة اليوم رغم الصور والبيانات والمعلومات المتاحة التي لا تدع مجالا للبس أو الشك! ليست المعرفة ولا العلم من يجعلان المرء شقيا إذن، بل الكيفـية التي يرى بها الأمور والعقل الذي يعالج به معترك الحياة وما يطرأ فـيها وعليها.