شعاع ليزر يتوجه من الفضاء إلى الأرض.. هل مصدره الكائنات الفضائية؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
لقد ضرب الأرض مؤخرًا شعاع ليزر من مسافة تزيد عن 10 ملايين ميل، ولكن هذا الليزر غير ضار، وتقول وكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء إن الكائنات الفضائية ليست مسؤولة عن ذلك.
فقد تم إرسال الليزر نحو الأرض بواسطة مركبة الفضاء Psyche التابعة لناسا، والتي تبعد حاليًا أكثر من 10 ملايين ميل (16 مليون كيلومتر) عن الأرض، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويعتبر شعاع الليزر القادم إلى الأرض أبعد من القمر بـ 40 مرة، وتأمل ناسا أن تسمح التكنولوجيا الجديدة لرواد الفضاء في مهمات مستقبلية بإجراء مكالمات فيديو بالأرض من أماكن بعيدة مثل المريخ.
كان هذا أول اختبار، أو أول ضوء، لنظام الليزر للاتصالات الضوئية في الفضاء السحيق (DSOC)، كما أنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الليزر لإرسال بيانات من مكان أبعد من القمر.
وتقول وكالة ناسا إنها تريد استخدام التكنولوجيا التي تم اختبارها هنا لبناء شبكة اتصالات في الفضاء، تمامًا مثل شبكة كابلات الألياف الضوئية المستخدمة على الأرض.
تركب DSOC مع المركبة الفضائية Psyche بينما تكمل رحلتها البالغة 2.2 مليار ميل (3.6 مليار كيلومتر) إلى الكويكب 16 Psyche الواقع بين المريخ والمشتري.
في الطريق، ستكمل Psyche التحليق بالقرب من المريخ، مما يمنح مهندسي ناسا فرصة لمعرفة ما إذا كانت بعثات المريخ المستقبلية يمكنها استخدام الليزر للبقاء على اتصال مع الأرض.
وقالت ترودي كورتيس، مديرة العروض التكنولوجية في مقر ناسا: "إن تحقيق الضوء الأول هو أحد المعالم الهامة العديدة لـ DSOC في الأشهر المقبلة".
وأضافت كورتيس أن الاختبار يمهد الطريق أمام "اتصالات ذات معدل بيانات أعلى قادرة على إرسال معلومات علمية وصور عالية الوضوح وبث الفيديو لدعم القفزة العملاقة التالية للبشرية".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
اكتشاف معدن السيدريت على المريخ يعيد كتابة تاريخه
في اكتشاف علمي لافت، تمكنت مركبة "كوريوسيتي" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ناسا من تحديد وجود كميات كبيرة من معدن الـ"سيديريت" على سطح كوكب المريخ، وهو ما يعزز الفرضيات القائمة حول أن الكوكب الأحمر كان في الماضي يتمتع بمناخ دافئ ورطب، سمح بوجود مسطحات مائية كبيرة وربما احتضن شكلا من أشكال الحياة الميكروبية.
وقد عُثر على هذا المعدن ضمن عينات صخرية جُمعت في 3 نقاط مختلفة داخل فوهة "غيل" البركانية خلال عامي 2022 و2023، وهي فوهة واسعة تشغلها جبال رسوبية تشير إلى وجود بحيرة قديمة.
يتكون معدن السيديريت من كربونات الحديد، ويعد مؤشرا جيولوجيا على وجود بيئة غنية بثاني أكسيد الكربون، ذلك الغاز الذي يمثل دورا مركزيا في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتدل نسبة المعدن المكتشفة، والتي بلغت نحو 10.5% من وزن بعض العينات، على أن المريخ كان يتمتع بغلاف جوي كثيف قادر على تسخين سطحه بما يكفي لاحتواء مياه سائلة.
ويقول بنيامين توتولو، عالم الجيوكيمياء بجامعة كالغاري والباحث الرئيس في الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس"، أن هذه النتائج تفسر لغزا ظل يحيّر العلماء لسنوات، وهو: إذا كان ثاني أكسيد الكربون ضروريا لتدفئة الكوكب، فأين اختفت كمياته الهائلة؟
إعلانوبحسب توتولو، في بيان صحفي رسمي من جامعة كالجاري، فإن هذه الكميات من ثاني أكسيد الكربون ربما احتُجزت في الصخور عبر عمليات جيولوجية، وتحولت إلى معادن كربونية ترسبت في القشرة المريخية، وهو ما يؤكده وجود معدن السيديريت في الصخور الرسوبية القديمة التي تعود إلى 3.5 مليارات سنة، عندما كانت فوهة غيل تحتضن بحيرة نشطة.
يعكس هذا الاكتشاف تحولا بيئيا عميقا عاشه المريخ، إذ يشير العلماء إلى أن الكوكب فقد خلال فترة غير معروفة توازنه المناخي، فتحول من عالم يحتمل أن يكون مأهولا إلى سطح جاف وهش يكاد يخلو من الغلاف الجوي.
ويقول العالم "إد وين كايت"، المتخصص في علوم الكواكب وعضو الفريق البحثي، إن هذا التحول يمثل "أكبر كارثة بيئية موثقة في تاريخ الكواكب المعروفة".
وعلى عكس الأرض، التي تنظم غلافها الجوي من خلال آليات مثل الصفائح التكتونية والبراكين، لا يمتلك المريخ نظاما جيولوجيا يعيد تدوير الكربون إلى الغلاف الجوي، ما تسبب في احتجاز الكربون داخل الصخور من دون رجعة، وبالتالي انخفاض الضغط الجوي وتبريد الكوكب.
وتشير هذه النتائج إلى أن الظروف التي سادت المريخ قبل مليارات السنين قد تكون مناسبة لنشوء الحياة، ما يعيد إحياء فرضيات سابقة حول وجود كائنات ميكروبية في مياهه. فالصخور التي احتوت السيديريت هي جزء من تكوينات جيولوجية منتشرة على سطح الكوكب، ما يرجّح أن هذا المعدن شائع أيضا في مناطق أخرى، وقد يخفي في طياته سجلا كاملا لتاريخ المناخ وربما أدلة على حياة قديمة.
ومع التقدم في تحليل الصور المدارية للسطح، قد يصبح من الممكن تحديد أماكن أخرى غنية بالمعادن الكربونية، مما يوفر أهدافا دقيقة للبعثات المستقبلية الرامية إلى جمع عينات وإعادتها إلى الأرض أو تنفيذ تجارب للكشف عن آثار الحياة.
إعلانويُعد هذا التقدم خطوة أساسية في إطار فهم دورة الكربون على المريخ، وفهم التفاعلات الكيميائية التي أدت إلى تحوله البيئي الكبير، كما يُسهم في إعداد الأرضية العلمية اللازمة لمهام استكشافية مأهولة في المستقبل القريب، سعيا لفهم إمكانية استعمار الكوكب الأحمر أو إعادة تأهيله للحياة.