الجزيرة:
2025-03-16@04:39:42 GMT

عقاب أم حوار.. كيف أتعامل مع طفلي المتنمّر؟

تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT

عقاب أم حوار.. كيف أتعامل مع طفلي المتنمّر؟

‍‍‍‍‍‍

كان الأمر صادما على إيمان المهدي (45 عاما) وهي أم لولدين في المرحلة الإعدادية بإحدى المدارس الدولية في القاهرة، عندما تلقت ذات صباح مكالمة هاتفية من إدارة المدرسة تستدعيها للقدوم من أجل مشكلة تخص ابنها البالغ من العمر 13 عاما.

عندما اطّلعت إيمان على تفاصيل المشكلة، هالها ما سمعته من الإدارة التي أبلغتها أن طفلها دائم التنمّر على زملائه، وتعمّد إيذاءهم نفسيا وأحيانا بدنيا.

كانت التفاصيل -التي لم ينكرها طفلها- موجعة جدا للأم التي كانت تعتقد دوما أنها فعلت من أجل طفليها كل ما تستطيع من تربية وتهذيب. لكن في النهاية، كان الموقف حزينا للغاية، إلى درجة أنها لم تستطع أن توجّه أي كلمة لولدها، بل تقبّلت طلب الإدارة عرضه على متخصص نفسي، وضرورة خضوعه لتقييم سلوكي قبل اتخاذ قرار بشأن عودته إلى المدرسة مرة أخرى.

لم تتوقّع إيمان أن تسمع يوما أن طفلها متنمّر، وأنه يلحق الأذى بالآخرين. لكن المشكلة تتجاوز ذلك، إذ أخبرها الطبيب النفسي أن طفلها يعاني من قلق الانفصال، إثر انفصالها عن والده، ويواجه صعوبة في تنظيم عواطفه وسلوكه، وأن شعوره بالقلق والخوف وعدم قدرته على مشاركة أفكاره ومشاعره مع والديه، ولّد لديه سلوك التنمّر كمحاولة منه لجذب الاهتمام.

في "دليل الصحة والنمو"، تشرح الكاتبة ليليانا هوغان، خبيرة الصحة النفسية للأطفال، أن التنمر سلوكٌ وليس هوية، وأن وصف الطفل بأنه متنمّر يزرع إحساسا في نفسه بأنه لن يكون قادرا على تغيير سلوكه العدواني، بينما في حقيقة الأمر هناك أسباب عدة لذلك السلوك، أهمها:

لديه شخصية لوّامة، إذ يُسارع إلى لوم الآخرين، هربا من تحمّل مسؤولية أفعاله. يُظهر اللامبالاة تجاه مشاعر الآخرين. كان تعرّض للتخويف بشكل متكرّر. لديه مهارات اجتماعية محدودة. غالبا ما يكون قلقا أو مكتئبا ومحبطا. يبحث الطفل المتنمّر عن دائرة اجتماعية قوية تقبله، فينضم إلى مجموعة من المتنمّرين على ضعفاء آخرين، ليس هو بينهم. البحث عن الاهتمام من المدرّسين في المدرسة أو الوالدين، أو زملاء الدراسة. وصف الطفل بأنه متنمّر يزرع إحساسا في نفسه بأنه لن يكون قادرا على تغيير سلوكه العدواني (بيكسابي)

من جانبه، يقول الدكتور جيمي هوارد، مدير برنامج الإجهاد والمرونة في معهد "تشايلد مايند" إن الأطفال ينخرطون في جميع أنواع السلوكيات التي لا تعكس حقيقتهم كأشخاص. وهناك أسباب كثيرة تجعل الطفل الذي يبدو حسن التصرّف قاسيا تجاه الأطفال الآخرين، وهناك طرق يمكنها كبح جماح التنمّر والمساعدة في عودة طفلك إلى إقامة علاقات مبنية على الاحترام والتعاطف مع أقرانه، أهمها:

التواصل المباشر: إذا سمعت من مدرّس طفلك أو والد طفل آخر أن ابنك متنمر، لا تبدأ الدفاع عن ابنك وتبرئته من دون الرجوع إليه والتحدث معه في المشكلة. ويفضّل أن يكون حديثك مباشرا بما سمعته، من دون التفاف حول الحدث، فحديثك الأولي مع طفلك يمكن أن يساعدك في فهم سبب حدوث العدوان، والخطوات الواجب اتخاذها من أجل إيقافه.

التعامل مع المستقبل: بمجرد التحقّق من جذور المشكلة، يمكنك مناقشة السيناريوهات التي قد يصعب على طفلك التعامل معها، وأرشده إلى ما يمكن أن يفعله في المواقف المختلفة، من دون أن يلجأ إلى فرض القوة والصداقة بالتنمر والأذى. يقول هوارد "لديك الكثير من الحلول المختلفة للقضايا التي يمكن أن يمر بها طفلك. قدّم أمثلة واضحة لما يجب عليه فعله، وليس لما يجب ألا يفعله".

النظر إلى ما وراء الحدث: الأطفال الذين يمارسون سلوكيات عدوانية أو غير لطيفة في المنزل، يكرّرون ذلك في المدرسة. لذا، عليك أن تراعي دائما -كولي أمر- طريقتك في الحوار مع الآخرين أمام أطفالك، سواء مع الزوجة أو الأصدقاء أو حتى مقدمي الخدمات، وطريقتك في التعامل مع الغضب، ستكون هي طريقة طفلك من دون وعي منك. لذا، من الضروري أن تجعل بيئة المنزل إيجابية يُعامَل فيها الجميع بلطف واحترام، لأن هذه البيئة ستنتقل مع أطفالك إلى خارج المنزل.

طريقتك في التعامل مع الغضب ستكون هي طريقة طفلك من دون وعي منك (بيكسلز)

عقوبات صارمة ذات مغزى: إذا اكتشفت أن طفلك المراهق ينخرط في تنمّر عبر الإنترنت، فيجب أن تقابل أفعاله بقطع شبكة الإنترنت عنه فوراً وحرمانه من الهاتف، وإلغاء الامتيازات الخاصة في المستقبل القريب. لكن إذا كانت أشكال التنمّر أقل حدة، فيجب أن يكون العقاب على قدر الجرم، وأن يعرف الطفل أن امتيازاته ستعود مرة أخرى بعد أيام.

المراقبة وبناء تواصل مستمر: بشكل واضح وحاسم، أخبر طفلك بأنك ستراقبه على الإنترنت لاكتشاف ما إذا كان مستمرا في سلوكياته السيئة أم لا، حتى يثبت أنه قادر على التعامل بمسؤولية. يوصي هوارد بضرورة البقاء على تواصل مستمر مع الطفل، وأن تجعل هناك مساحة آمنة لحوار يومي بينكما، لسؤاله عن أصدقائه وأحوال المدرسة، وعن خطط يومه، وعن المسائل الرائعة التي حدثت له في يومه، وكذلك الأمور المزعجة. وهذا من شأنه أن يقلّص الكثير من المشكلات في المستقبل، ويُجنبك شعور الخزي الذي ستتعرض له عند سماعك جملة "طفلك متنمّر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التعامل مع من دون

إقرأ أيضاً:

الأمن يكشف سبب حادث مثلث الذهيبة المرّوع

#سواليف

وقع بعد منتصف ليلة امس حادث تصادم مأساوي بين مركبتين على مثلث الذهيبة باتجاه الرجم الشامي، نتج عنه وفاة 3 اشخاص و 11 اصابة.

وقال ضابط غرفة عمليات السير عبر اذاعة الامن العام الخميس، أنه تم تشكيل لجنة خاصة برئاسة مدير شعبة التحقيق المروري للوقوف على مسببات الحادث، وأفاد التقرير بأن أحد سائقي المركبات ارتكب مخالفة عدم التقيد بعلامات الطرق الأرضية ما تسبب بوقوع الحادث .

ونوه الى ان العلامات الأرضية ملزمة للتقيد بها مثل باقي الاشارات خاصة على الشوارع غير المفصولة بجزيرة وسطية .

مقالات ذات صلة ارتفاع في نسب الأتربة والغبار في الأجواء على العديد من المناطق الساعات القادمة 2025/03/13

وبدوره قال ضابط غرفة عمليات الدوريات الخارجية، إنه تم التعامل صباح اليوم مع حادث تصادم مركبتين على الطريق الـ100 او التنموي باتجاه الزرقاء، حيث تواجدت الفرق المختصة وعملت كوادر الدفاع المدني على نقل مصاب للمستشفى، فيما شهد الموقع تباطؤ وكثافة مرورية ويجري التعامل مع الأثر المروري ورفع العوائق.

وأضاف انه تم التعامل صباح اليوم مع حادث تدهور وانقلاب على الصحراوي وتحديدا عند منطقة سطح معان باتجاه عمان، نتج عنه اصابة متوسطة، كما وقع حادث تدهور وصدم بحاجز حديدي على طريق القويرة باتجاه العقبة نتج عنه اصابة متوسطة، بالاضافة الى حادث تدهور مركبة شحن على الطريق الصحراوي منطقة المحمدية ونتج عنه 3 اصابات متوسطة، مبينا انه تم نقل المصابين الى المستشفيات القريبة للعلاج .

واشار الى أن التقارير الفنية أوضحت ان سبب الحوادث المذكورة هي تغيير المسرب بشكل مفاجئ والتعامل الخاطئ مع المنعطفات وعدم أخذ احتياطات السلامة المرورية أثناء القيادة .

ودعا مندوبا السير والدوريات الخارجية السائقين إلى الالتزام بقواعد وأولويات المرور والابتعاد عن المخالفات الخطرة للمحافظة على انسيابية حركة السير وللمحافظة على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق، والى عدم التردد بالاتصال على رقم الطوارئ الموحد 911 إذا دعت الحاجة إلى ذلك .

مقالات مشابهة

  • أمريكا تطرد الحقيقة.. إبراهيم رسول جريمة دبلوماسية بلا عقاب!
  • حوار يناقش دور الأسرة في بناء المجتمعات
  • مجدى الجلاد لـ«كلم ربنا»:  علاقتي مع الله ليست مجود دعاء بل حوار مستمر ومباشر
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة يؤثر على مساره في المدرسة
  • أنت شعبان وبتعمل علينا حوار| علياء 8 سنوات تفوز بـ 200 ألف جنيه في مدفع رمضان
  • قبلان: البلد يعيش في قعر الأزمات وإمكان النهوض به من دون تضامن وتعاون وطني أمر صعب
  • السلطات اللبنانية تواجه تحديات التعامل مع الركام الناجم عن القصف الإسرائيلي
  • ميمي جمال: أقيم بمفردي منذ وفاة زوجي وأشارك بفيلمين في عيد الفطر| حوار
  • «حوار التواصل» يستعرض مشاريع التنمية والتحولات النوعية في المحافظات
  • الأمن يكشف سبب حادث مثلث الذهيبة المرّوع