عقاب أم حوار.. كيف أتعامل مع طفلي المتنمّر؟
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
كان الأمر صادما على إيمان المهدي (45 عاما) وهي أم لولدين في المرحلة الإعدادية بإحدى المدارس الدولية في القاهرة، عندما تلقت ذات صباح مكالمة هاتفية من إدارة المدرسة تستدعيها للقدوم من أجل مشكلة تخص ابنها البالغ من العمر 13 عاما.
عندما اطّلعت إيمان على تفاصيل المشكلة، هالها ما سمعته من الإدارة التي أبلغتها أن طفلها دائم التنمّر على زملائه، وتعمّد إيذاءهم نفسيا وأحيانا بدنيا.
كانت التفاصيل -التي لم ينكرها طفلها- موجعة جدا للأم التي كانت تعتقد دوما أنها فعلت من أجل طفليها كل ما تستطيع من تربية وتهذيب. لكن في النهاية، كان الموقف حزينا للغاية، إلى درجة أنها لم تستطع أن توجّه أي كلمة لولدها، بل تقبّلت طلب الإدارة عرضه على متخصص نفسي، وضرورة خضوعه لتقييم سلوكي قبل اتخاذ قرار بشأن عودته إلى المدرسة مرة أخرى.
لم تتوقّع إيمان أن تسمع يوما أن طفلها متنمّر، وأنه يلحق الأذى بالآخرين. لكن المشكلة تتجاوز ذلك، إذ أخبرها الطبيب النفسي أن طفلها يعاني من قلق الانفصال، إثر انفصالها عن والده، ويواجه صعوبة في تنظيم عواطفه وسلوكه، وأن شعوره بالقلق والخوف وعدم قدرته على مشاركة أفكاره ومشاعره مع والديه، ولّد لديه سلوك التنمّر كمحاولة منه لجذب الاهتمام.
في "دليل الصحة والنمو"، تشرح الكاتبة ليليانا هوغان، خبيرة الصحة النفسية للأطفال، أن التنمر سلوكٌ وليس هوية، وأن وصف الطفل بأنه متنمّر يزرع إحساسا في نفسه بأنه لن يكون قادرا على تغيير سلوكه العدواني، بينما في حقيقة الأمر هناك أسباب عدة لذلك السلوك، أهمها:
لديه شخصية لوّامة، إذ يُسارع إلى لوم الآخرين، هربا من تحمّل مسؤولية أفعاله. يُظهر اللامبالاة تجاه مشاعر الآخرين. كان تعرّض للتخويف بشكل متكرّر. لديه مهارات اجتماعية محدودة. غالبا ما يكون قلقا أو مكتئبا ومحبطا. يبحث الطفل المتنمّر عن دائرة اجتماعية قوية تقبله، فينضم إلى مجموعة من المتنمّرين على ضعفاء آخرين، ليس هو بينهم. البحث عن الاهتمام من المدرّسين في المدرسة أو الوالدين، أو زملاء الدراسة.من جانبه، يقول الدكتور جيمي هوارد، مدير برنامج الإجهاد والمرونة في معهد "تشايلد مايند" إن الأطفال ينخرطون في جميع أنواع السلوكيات التي لا تعكس حقيقتهم كأشخاص. وهناك أسباب كثيرة تجعل الطفل الذي يبدو حسن التصرّف قاسيا تجاه الأطفال الآخرين، وهناك طرق يمكنها كبح جماح التنمّر والمساعدة في عودة طفلك إلى إقامة علاقات مبنية على الاحترام والتعاطف مع أقرانه، أهمها:
التواصل المباشر: إذا سمعت من مدرّس طفلك أو والد طفل آخر أن ابنك متنمر، لا تبدأ الدفاع عن ابنك وتبرئته من دون الرجوع إليه والتحدث معه في المشكلة. ويفضّل أن يكون حديثك مباشرا بما سمعته، من دون التفاف حول الحدث، فحديثك الأولي مع طفلك يمكن أن يساعدك في فهم سبب حدوث العدوان، والخطوات الواجب اتخاذها من أجل إيقافه.
التعامل مع المستقبل: بمجرد التحقّق من جذور المشكلة، يمكنك مناقشة السيناريوهات التي قد يصعب على طفلك التعامل معها، وأرشده إلى ما يمكن أن يفعله في المواقف المختلفة، من دون أن يلجأ إلى فرض القوة والصداقة بالتنمر والأذى. يقول هوارد "لديك الكثير من الحلول المختلفة للقضايا التي يمكن أن يمر بها طفلك. قدّم أمثلة واضحة لما يجب عليه فعله، وليس لما يجب ألا يفعله".
النظر إلى ما وراء الحدث: الأطفال الذين يمارسون سلوكيات عدوانية أو غير لطيفة في المنزل، يكرّرون ذلك في المدرسة. لذا، عليك أن تراعي دائما -كولي أمر- طريقتك في الحوار مع الآخرين أمام أطفالك، سواء مع الزوجة أو الأصدقاء أو حتى مقدمي الخدمات، وطريقتك في التعامل مع الغضب، ستكون هي طريقة طفلك من دون وعي منك. لذا، من الضروري أن تجعل بيئة المنزل إيجابية يُعامَل فيها الجميع بلطف واحترام، لأن هذه البيئة ستنتقل مع أطفالك إلى خارج المنزل.
عقوبات صارمة ذات مغزى: إذا اكتشفت أن طفلك المراهق ينخرط في تنمّر عبر الإنترنت، فيجب أن تقابل أفعاله بقطع شبكة الإنترنت عنه فوراً وحرمانه من الهاتف، وإلغاء الامتيازات الخاصة في المستقبل القريب. لكن إذا كانت أشكال التنمّر أقل حدة، فيجب أن يكون العقاب على قدر الجرم، وأن يعرف الطفل أن امتيازاته ستعود مرة أخرى بعد أيام.
المراقبة وبناء تواصل مستمر: بشكل واضح وحاسم، أخبر طفلك بأنك ستراقبه على الإنترنت لاكتشاف ما إذا كان مستمرا في سلوكياته السيئة أم لا، حتى يثبت أنه قادر على التعامل بمسؤولية. يوصي هوارد بضرورة البقاء على تواصل مستمر مع الطفل، وأن تجعل هناك مساحة آمنة لحوار يومي بينكما، لسؤاله عن أصدقائه وأحوال المدرسة، وعن خطط يومه، وعن المسائل الرائعة التي حدثت له في يومه، وكذلك الأمور المزعجة. وهذا من شأنه أن يقلّص الكثير من المشكلات في المستقبل، ويُجنبك شعور الخزي الذي ستتعرض له عند سماعك جملة "طفلك متنمّر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التعامل مع من دون
إقرأ أيضاً:
أحمد أمين: النُّص ملحمة صعاليك.. وأحلم بترك رصيد له قيمة| حوار
أسماء أبو اليزيد تشع طاقة تمثيل وأتوقع لها نقلة كبيرة في مشوارها أحتاج جهة إنتاج لا تخاف المغامرة لتقديم عمل رمضاني للأطفال تاريخ مصر مليء بالدراما والروعة وأنا مغرم بسيرة علي الزيبق
أصبحت أعمال الفنان أحمد أمين وجبة رمضانية لها طابع خاص على سفرة المشاهدين كل عام، ويشارك هذا الموسم بمسلسه التاريخي "النُّص".
يقدم أحمد أمين في النُّص، شخصية نصاب تحول إلى بطل شعبي وانضم للمقاومة بشكل مختلف، وينتظر الجمهور منه الكثير هذا العام.
وكشف أحمد أمين في حواره مع موقع صدى البلد، كواليس اختيار فكرة مسلسل النُّص، ورأية في الأبطال المشاركين، وأحلامه الفنية التي لم تتحقق بعد.
وإلى نص الحوار..
- من الصفارة ل النص.. ماذا تغير في معايير اختيارات أحمد أمين للعمل الرمضاني؟ وبماذا يصف عمله الجديد للجمهور؟
لم يتغير شيء في معايير الاختيار وأحاول دائما اختيار عمل ذو قصة جيدة تترك أثر إيجابي عند المتلقي، وأحاول أن أكون ضمن فريق عمل مخلص يحب عمله.. أما اذا كان هناك وصف لمسلسل "النُّص" فهو ببساطة ملحمة صعاليك من وحي تاريخ مصر.
- النص عمل تاريخي عن حقبة قديمة.. كيف كانت التحضيرات لهذه المرحلة وكم كانت صعوبة اختيار الملابس المناسبة وطريقة الحديث والتعبيرات الملائمة للشخصية؟
لا شك أن الأعمال التاريخية أصعب وخصوصا إذا اتخذ صناع العمل قرار أن يقتربوا من الواقع وأن يقدموا الحقبة للأجيال الجديدة وللعالم بصورة واقعية يمكن تصديقها.. بالتالي الأساس في بداية التحضير للعمل كان البحث وجمع الصور والفيديوهات والمعلومات وقام بذلك كل أقسام المسلسل.. وبأمانة لقد اكتشفنا في تاريخنا مواقف وحقائق مدهشة أكثر من التي عرضت في المسلسل.. بصراحة تاريخ مصر مليء بالدراما والروعة.
- بم يتميز "النص" ما يؤهله ليبقى في ذاكرة الجمهور طوال رمضان وما بعده؟
لا أعرف.. على الجمهور أن يذكر ما هي مؤهلات الشخصية لتنجح ولكن بالنسبة لي أحببت الشخص الذي لديه حيلة وذكاء ويخفي ذلك بخفة الظل والصعلكة.. هو من المصريين جدا ولكن قرر أن يخرج من الحارة لعوالم أخطر.
- العمل مستوحى من كتاب "مذكرات نشال".. هل كان الكتاب اختيارك أم عرض عليك السيناريو جاهزا؟ وهل تدخلت في تفاصيل رسم الشخصية؟
منتج العمل هو شركتي أروما وشركة سينيجرام ولقد عرض علي الكتاب من صديقي المنتج محمد جبيلي صاحب شركة سينيجرام.. وعملنا على معالجة درامية لمدة ثلاث سنوات تقريبا.. واستوحينا من مذكرات "عبد العزيز النص" بعض التفاصيل واستخدمناها في صناعة دراما متكاملة وأبعاد لكل شخصية في العمل.
- كيف فكرت أثناء التحضير للتصوير؟ وهل تركز على عدم وجود أي تشابه في الشخصيات التي تقدمها مع الأعمال المتتابعة؟
أكثر ما يشغلني وقت التحضير هو كيف يمكنني أن أتطور وأقدم أفضل ما لدي سواء ككاتب أو ممثل.. ولا أبحث عن التنوع من أجل التنوع وحسب ولكن الاختلاف الكبير بين الشخصيات التي أقدمها يخلق لدي تحدي لأذاكر وأتمرن وأبحث وأصل إلى أفضل أداء يمكنني تقديمه.
- من هو البطل الشعبي المفضل للفنان أحمد أمين؟ وهل تؤمن بفكرتهم؟
طبعا هناك أبطال شعبيين كثيرين.. ولا أعرف من هو المفضل ولكني مغرم بسيرة على الزيبق تحديدا.. وبدون شك أحببت سيرة بني هلال.. أدهم الشرقاوي.. حسن ونعيمة وغيرهم.
- ظهرت كضيف شرف في أعمال متعددة خلال الفترة الماضية.. هل كنت محتاج لإجازة من ضغط القصص الكبيرة.. أم مشاركتك هذه رغبة منك في مساعدة زملائك؟
أنا استمتع بفكرة ضيف الشرف.. غالبا ما تكون مغامرة قصيرة وظهور خاص وأتمنى أن يكون كل ظهور قمت به أضاف شيئا ما للعمل.. والمسألة ليست مساعدة أو مجاملة أنا أشعر بسعادة عندما أشارك في عمل بالذات لو مع فنانين مميزين ولو بمشهد واحد وأرحب بالفكرة دوما.
- من الشخص الذي يمتن له أحمد أمين في مشواره الفني .. ومن تتمنى أن يأخذ فرصته من النجوم الصاعدين ويستحق الدعم؟
أنا ممتن لكل من أشار لي وأضاء طريق.. ولكل من جهني لأحد عيوبي.. بالتالي هم كثيرين جدا بداية من أسرتي ومدرسين لا أنسى أفضالهم وانتهاءا بزملاء وأصدقاء.. وبما أننا نتحدث عن مسلسل "النُّص" فهناك من أتمنى لهم التألق في القريب عاجل لأنهم يستحقون منهم عبدالرحمن محمد وميشيل ميلاد.
- هل فعلا اختفت فكرة المنافسة سواء في رمضان أو في السينما .. والأمر أصبح مجالا كبيرا يتسع للجميع؟
هل اختفت فكرة المنافسة؟ لم أسمع عن ذلك.. أظن أن هناك منافسة على الأقل على مستوى شباك تذاكر السينما والإيرادات.. أو ربما على مستوى الاستفتاءات والجوائز.. ولكن نستطيع أن نقول أن هناك عدد كبير من الفنانين أصبح لا يضع المنافسة والتفوق التجاري معيار وحيد للنجاح وأنا منهم بصراحة.. أنا أحلم بتقديم أعمال جميلة وترك رصيد له قيمة ربما تنجح تجاريا وربما لا.. لقد قدمت برامج متخصصة جدا منها عن التربية ومنها عن الكوميديا وأنا أعلم جيدا أنه لن يستقطب إلا المتخصصين ولن ينافس بأي شكل ولكن أحببتهم جدا وسأستمر في تقديم ما يشبه ذلك دول تردد.
- برأيك هل أسماء أبو اليزيد موهبة كوميدية لم تأخذ حقها في هذا الجزء؟ وما رأيك في التعاون معها؟
أسماء ممثلة لديها قدرة أن تشع طاقة تمثيل في كل لقطة.. في كثير من المشاهد كنت أترك ما أقوم به وأتفرغ في مشاهدتها كيف تؤدي جملها.. ولديها الكثير لم يظهر بعد.. وهي مدركة وتبحث عن الجديد فأتوقع نقلة كبيرة في مشوارها قريبا.
- ما الذي تحتاجه لتقديم عمل رمضاني للأطفال على شاكلة عمو فؤاد وبوجي وطمطم .. وهكذا ؟
أحتاج جهة انتاج جيدة لا تخاف من المغامرة.. وأنا مستعد وأتمنى.
- مازال الجمهور ينتظر أول فيلم من بطولة أحمد أمين .. ما سر التأجيل؟ وهل الدراما من منطقة أكثر أمانا للفنان؟
أسباب التأجيل ليست من طرفي كل شيء نصيب.. وأشعر أنها اقتربت جدا.. أظن ٢٠٢٥ سيكون عاما به سينما.
- ماهي خطوتك القادمة بعد النص؟
أتمنى نص تاني