محللون لـ «العرب»: ثقة المجتمع الدولي بدور قطر ساهمت في تحقيق الهدنة بغزة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
أكد محللون سياسيون أن الدور القطري في الوساطة أصبح معروفاً واستثنائياً بالعالم، وأن الكل بات يدرك إمكانيات قطر في لعب دور في حل النزاعات وتخفيف التوتر، منوهين إلى أن المجتمع الدولي لديه ثقة مطلقة بالدور القطري غير المحسوب على أي أجندة، وأن هذه الثقة أكسبت المجتمع الدولي وأكسبت قطر ثقة بأن تبذل قصارى جهدها منذ اليوم الأول للحرب على غزة.
ولفتوا إلى أن قطر بذلت أقصى الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالتواصل مع كل العناصر المسؤولة على مستوى العالم، رغم ما اكتنف المفاوضات من صعوبات مختلفة.
د. محمد المسفر: الدوحة تبذل قصارى جهدها منذ اليوم الأول للحرب
أكد الدكتور محمد صالح المسفر - أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر – أن المجتمع الدولي لديه ثقة مطلقة بالدور القطري الذي ليس محسوباً على أي أجندة، وأن هذه الثقة أكسبت المجتمع الدولي وأكسبت قطر ثقة بأن تبذل قصارى جهدها منذ اليوم الأول للحرب على غزة.
وقال د. المسفر: قطر بذلت أقصى ما تستطيع بالتواصل مع كل العناصر المسؤولة على مستوى العالم، وتكللت جهودها بالنجاح بالوصول إلى اتفاق بمساعدة مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كان الدور الفاعل لدولة قطر مع جهودها المطلقة مع حركة حماس، التي تقود المعارك في قطاع غزة، وهو نجاح يُحسب لدولة قطر والمجتمع الدولي يقدر هذا الموقف.
وأضاف: تعلمنا من القرآن أن الإسرائيليين كلما عاهدوا عهداً نقضوه، فقد نقضوا عهودهم السابقة كلها، من كامب ديفيد ومؤتمر مدريد إلى اليوم، فكل التعهدات التي أخذوها على عاتقهم لتنفيذ المطالب الوطنية الفلسطينية لم يُنفذ منها شيء، حتى أن المفرج عنهم في صفقة شاليط بعام 2011 تم اعتقال الكثير منهم مجدداً.
وتابع: في الأيام الأخيرة.. تعلم إسرائيل أن هناك ضغوطا من أجل إطلاق سراح المعتقلين والأسرى، فقامت باعتقال أكثر من 2000 شخص في الضفة الغربية، ليدخلوا في نفس السياق، ولأن القضية الفلسطينية واحدة، فالوسيط القطري يصر على إطلاق سراح جميع الأسرى من الضفة وغزة على حد سواء، وانحسر ذلك في الوقت الحالي فيما يتعلق بالأطفال والنساء.
وأشار إلى أنه بعد انتهاء الجولات الأولى من الاتفاق، فإن الأسئلة المطروحة تظل فيما كان هناك ضمانة حقيقة من إسرائيل ألا تعود لاعتقال الأسرى مرة أخرى كما فعلت من قبل عن طريق العنف والقوة، كما أن هناك تساؤلا حول عودة النازحين من شمال غزة إلى أراضيهم أو تبقى الأمور على ما هي عليه، وكلها أمور ستظهرها وثيقة الهدنة.
ونوه إلى أن إسرائيل ليست سعيدة بالدور القطري، رغم ما يحققه من نجاحات، ولكن المجتمع الدولي بضغوط أمريكية وإصرار قطري وإصرار من المقاومة الفلسطينية رضوا بما قدمته الدوحة.
د. محجوب الزويري: الدور القطري في الوساطة معروف واستثنائي بالعالم
قال الدكتور محجوب الزويري - مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر: لا شك أن الدور القطري في الوساطة أصبح معروفاً واستثنائياً بالعالم، فالكل يدرك إمكانيات قطر في لعب دور في حل النزاعات وتخفيف التوتر، والوساطة فيما يتعلق بالحرب الدائرة على غزة هي آخر حلقة من حلقات هذه الوساطة، وكان واضحاً أنها تستند إلى مبادئ إنسانية واضحة وهي وقف العدوان على المدنيين في غزة، وفتح باب الامدادات الغذائية والإنسانية للدخول إلى سكان غزة، وهي المرتكزات الأساسية التي استندت إليها الوساطة.
وأضاف الزويري: جهود الوساطة لم تكن سهلة بالنظر إلى تعقد الصراع نفسه، وبالنظر إلى التعقيدات اللوجيستية، كون غزة منطقة حرب، وهناك صعوبات في التواصل معها مع تدمير العدوان الإسرائيلي لكل وسائل الاتصال والمستشفيات والمدارس وغيرها، لذا فهذه الوساطة لم تكن سهلة من حيث التواصل والعمل على تيسير التواصل مع كل الأطراف، لكن بالمحصلة، الأمور أفضت إلى هذه الهدنة التي تعد نجاحا جديدا للوساطة القطرية.
وتابع: من الواضح تماماً أن المسؤولين القطريين يعتبرون أن هذه خطوة، وليست نهاية المسار، ولكن خطوة نحو تثبيت مسألة وقف إطلاق النار، ثم الحديث عما بعد وقف إطلاق النار، فيما يتعلق بالوضع المأساوي في غزة واللجوء إلى تدابير دائمة، من حيث الحصار وإعادة إعمار غزة إلى غير ذلك، فهي مسيرة وهذه أول حلقاتها، وكان واضحاً التصميم القطري على النجاح.
وأوضح د. الزويري أن الإسرائيليين لديهم حالة من الشك والريبة في كل الأطراف، وكون قطر دولة عربية مسلمة ساعدت غزة بشكل كبير جداً، ويكفي أن صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، هو الزعيم العربي الذي زار غزة، والإسرائيليون يعرفون ذلك جيداً، وأن ما تريده قطر في المحصلة يخدم الشعب الفلسطيني، ولكن لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل يستطيعان الحصول على ما وصلا إليه دون الدور القطري.
ونوه إلى أنه رغم التحيز المبدئي من قطر نحو عدالة القضية الفلسطينية.
د. عصام عبد الشافي: قطر تنحاز للعدل والحق وما يتوافق مع القوانين الدولية
أكد الدكتور عصام عبد الشافي، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس أكاديمية العلاقات الدولية بتركيا أن الدور الدبلوماسي القطري ليس وليد اليوم، ولكنه ترسخ خلال العقود الثلاثة الأخيرة، واكتسبت قطر خبرات واسعة بحكم تجاربها في تسوية النزاعات والوساطة في الصراعات، سواء في الأزمة السودانية أو التشادية أو الأفغانية، وفي العديد من محطات الصراع العربي – الإسرائيلي، وهو الأمر الذي جعل الدبلوماسية القطرية موضع تقدير من العديد من الأطراف.
وقال عبد الشافي: من وجهة نظري قطر ليست منحازة للشعب الفلسطيني، ولكن انحيازها هو للعدل والحق وما يتوافق مع القوانين والمواثيق الدولية التي تعطي للفلسطينيين حق الدفاع الشرعي عن أنفسهم والحق في تقرير مصيرهم، هذا بجانب أن قطر تمتلك قدرات عالية على التحرك والمرونة عبر العديد من الأطراف بحكم علاقاتها المتميزة مع العديد من المنظمات الدولية والإقليمية المنوط بها إدارة القضية الفلسطينية، بجانب الدعم الكبير الذي تقدمه للمنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة التي تقوم بأدوار إغاثية وإنسانية، تستفيد منها مختلف الجنسيات المتضررة من الكوارث والأزمات.
وأضاف: كما أن علاقة قطر القوية بمختلف القوى السياسية وحركات المقاومة الفلسطينية تمنحها مزايا إضافية في التواصل الفعال، وهو ما تحتاجه كل أطراف الصراع في هذه المرحلة، وهو ما لا يتعارض وفكرة الوساطة النزيهة، لأن الوساطة النزيهة ليست تلك التي تقف على مسافة واحدة من أطراف النزاعات والصراعات، ولكنها تلك التي تمتلك القدرة على وقف نزيف الدماء والتدمير الممنهج للبنى التحتية وللمؤسسات المدنية.
ورداً على سؤال حول قدرة الوسيطين القطري والمصري على مد فترة الهدنة استجابة للأوضاع الإنسانية، تابع عبد الشافي: أعتقد ذلك وبدرجة كبيرة، لأن مجرد الموافقة على الهدنة يعني كسر حاجز الشك وعدم اليقين، وينزع مرحلياً فتيل الرغبة الإسرائيلية المتفاقمة للثأر والانتقام، ويعطي الجميع فرصة لإعادة تقييم الأوضاع، كما أن الهدنة المؤقتة من شأنها أن تفتح المجال في الداخل الإسرائيلي حول تقييم دور حكومتهم في إدارة الأزمة، وهو ما يمكن أن يدفع باتجاه التمديد.
وأشار إلى أن واشنطن كان دورها شديد السلبية في إدارة هذه الأزمة، وراهنت لأكثر من شهر ونصف الشهر على قدرة حكومة الكيان على سحق المقاومة الفلسطينية وعلى تدمير مقدراتها وإنهاء وجود حماس، ولذلك فإن نجاح الوساطة القطرية يحفظ ماء الوجه لهذه الأطراف التي راهنت على قطر ودورها لاحتواء الموقف، وتجنب الجميع المزيد من الاستنزاف، لذلك كان طبيعياً أن تشيد واشنطن بالدور القطري والوساطة القطرية، بعد أن فقدت الولايات المتحدة الكثير من نزاهتها في التعامل مع الأزمة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الوساطة القطرية الهدنة في غزة الحرب على غزة قطاع غزة المجتمع الدولی الدور القطری التواصل مع عبد الشافی العدید من إلى أن
إقرأ أيضاً:
"الخارجية الفلسطينية" تحمل مجلس الأمن المسؤولية عن الفشل في وقف حرب الإبادة بغزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم /الأحد/، مجلس الأمن الدولي، المسؤولية الكاملة عن الفشل في إجبار دولة الاحتلال على وقف حرب الإبادة والتهجير التي تشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وذكرت الخارجية الفلسطينية ـ في بيان اليوم، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن ما يجري في قطاع غزة استخفاف غير مسبوق بالمجتمع الدولي والرأي العام العالمي وللمرجعيات القضائية الدولية وما أصدرته من أوامر وقرارات تطالب بوقف الحرب وتأمين وصول المساعدات بشكل مستدام، في ظل عجز دولي وفشل ذريع في احترام وتنفيذ تلك القرارات وصلت لدرجة التواطؤ المريب.
وأشار إلى أنه بعد 443 يوما يواصل الاحتلال تعميق حرب الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، ويصعّد من ارتكاب مجازره ضد المدنيين الفلسطينيين، ويشن هجوما شرسا على المستشفيات، خاصة كمال عدوان والعودة، على طريق إخلاء وتدمير كامل شمال القطاع وتحويلها لأرض محروقة لا تصلح للحياة البشرية.
وأكدت الوزارة أنها تواصل حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي مع مراكز صنع القرار في العالم لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية ذات الصلة، وفي المقدمة منها الوقف الفوري لحرب الإبادة والتهجير والعدوان على الشعب الفلسطيني.