الثورة نت:
2025-04-11@03:15:04 GMT

عطاء العظماء (2)

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

 

عطاء الشهداء العظماء لا يحده حد، ولا يوصفه واصف، عطاء غير مشروط، عطاء خال من أي مطامع أو مصالح أو مكاسب دنيوية، عطاء لله وفي سبيله، يجودون بأرواحهم الطاهرة الزكية، وهي أغلى ما يملكون، دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والسيادة، لا يبحثون عن مناصب ، ولا رتب ، ولا مرتب ، كل همهم القتال والاستبسال في سبيل الله، إما النصر وإما الشهادة ، ولا خيار ثالث لهم مطلقا ، ومن أجل ذلك تحركوا بكل فاعلية ، من منطلق الواجب المقدس ، واجب الجهاد ، ذروة سنام الإسلام، وأحد أبواب الجنة الذي أعده الله وجهزه لخاصة أوليائه .


ما من شهيد قدم روحه الطاهرة من أجل أن يحظى بمنصب سياسي أو رتبة عسكرية أو من أجل وظيفة هنا أو هناك ، الشهيد قدم روحه الطاهرة في سبيل الله من أجل أن نعيش أعزاء كرماء ، من أجل أن نحيا الحياة التي خلقنا الله من أجلها، حياة العبودية والخضوع والاستسلام لله ولرسوله ، والعمل بمقتضى كتابه الكريم، حياة الشموخ والإباء ، التي لا يمكن القبول بسواها مهما بلغ حجم الأخطار، ومهما وصلت التضحيات ، وليس له أي رغبة في هذه الدنيا ، فهو يراها على حقيقتها، حياة فانية حقيرة ، أشبه بمحطات الترانزيت يتزود منها الإنسان بالزاد النافع له في الآخرة، التي تعد الحياة الحقيقية التي يجب أن يتنافس الجميع على الفوز بها .
لا يرى الشهيد في الدنيا ما يغريه للانغماس خلف ملذات الدنيا وترك واجب الجهاد المقدس، ولذلك لا أهمية لها بالنسبة له، وهو بذلك يجسد أسمى وأرقى صور العطاء والتفاني التي لا نظير لها، كلنا استمعنا إلى وصايا العديد من الشهداء الخالدين العظماء، الأحياء عند ربهم يرزقون، هل سمعنا في وصية أحدهم أنه يطالب الدولة أو الحكومة بمنح ابنه أو شقيقه أو قريبه وظيفة مرموقة أو رتبة عسكرية كبيرة؟ أو أنه طالب القيادة والحكومة بالعناية والاهتمام بأولاده وأسرته وتقديم كل سبل الدعم والعون لهم؟!
كلنا نعرف الإجابة مسبقا ، فما سمعنا ولن نسمع ذلك على الإطلاق ، لأن الشهيد لديه اهتمامات أخرى متجردة من المصالح والمكاسب الدنيوية ، اهتمامات جاهد من أجلها ، وأستشهد في سبيل الله من أجل تحقيقها ، اهتمامات لا علاقة لها بمعايير الربح والخسارة الدنيوية ، لذا تكاد تنحصر وصايا الشهداء العظماء في دعوة أهلهم وذويهم بالسير على خطاهم والالتحاق بركب المسيرة القرآنية ، والانخراط في صفوف المجاهدين وعدم التقاعس والتكاسل في أداء هذا الواجب ، ولسان حالهم يتجسد في قوله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين).
بالمختصر المفيد عطاء الشهداء هو أرقى صور العطاء، وإخلاصهم وتفانيهم وزهدهم في الدنيا وملذاتها ومغرياتها مدعاة للزهو والافتخار والاقتداء والتآسي لأهلهم وذويهم، للسير على ما ساروا عليه، والعمل بمقتضى وصاياهم التي تجسد طلاقهم البائن للدنيا وعدم اكتراثهم بها، وسعيهم من أجل الفوز بالشهادة والظفر بها، والتي تمثل العطاء الرباني الذي حباهم الله به، مقابل العطاء الذي قدموه، والذي لا عطاء ولا جود أغلى منه .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تأمين القليوبية يُجسد الوفاء في عيد الأم ويكرم رموز العطاء في عيدهن

نظّم فرع التأمين الصحي بالقليوبية، إحتفالية عيد الأم لعام 2025، بحضور الدكتور سيد جلال، مدير الفرع، والدكتورة بثينة يوسف، مدير عام الإدارة العامة للتمريض بالهيئة، إلى جانب عدد من الزملاء العاملين بالفرع ووحداته، وذلك تكريمًا لكل أم مصرية وتقديرًا لدورها الريادي في بناء الأسرة والمجتمع.

هدفت الاحتفالية إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية ودعم أواصر المحبة بين العاملين، بالإضافة إلى تكريم الأمهات العاملات تقديرًا لعطائهن وتحفيزًا لهن على الاستمرار في أداء دورهن المؤثر في بناء مجتمع مترابط قائم على العطاء.

وفي كلمته، رحّب الدكتور سيد جلال، مدير التأمين الصحي بالقليوبية، بالسادة الحضور، معربًا عن سعادته بمشاركة الدكتورة بثينة يوسف، وموجهًا الشكر لجميع من ساهم في تنظيم الاحتفالية وظهورها بشكل متميز.

وأشاد مدير الفرع بدور الأم المصرية، التي تحملت مسؤولية تربية الأجيال وبناء الوعي وتحقيق مستقبل أفضل لأبنائها عبّر رحلة طويلة من العطاء والتفاني والتضحية، مؤكدًا أن عيد الأم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل وقفة تقدير لعطاء الأم ودورها العظيم.

وأكد دعمه الكامل لدور المرأة وقدرتها على الإنجاز وتحمل المسؤولية والصعوبات، متمنيًا لجميع الأمهات دوام الصحة والعافية واستمرار رحلة العطاء.

من جانبها، وجهت الدكتورة بثينة يوسف، مدير الإدارة العامة للتمريض، تحية إعزاز وتقدير لكل الأمهات في عيدهن، مؤكدةً أنهن عماد المجتمع والداعم الأساسي في شتى مجالات الحياة.

وأعربت عن تهانيها القلبية لكل أم مصرية ربت وسهرت واجتهدت وأنتجت، مشيرةً إلى أن وراء كل أم مثالية قصة كفاح عظيمة وتضحية تستحق التكريم.

وأضافت أن هذا التكريم يأتي احتفالًا بيوم المرأة المصرية وتقديرًا للدور الإنساني والاجتماعي للأمهات، واختتمت كلمتها قائلة، نقف جميعًا إحترامًا لكل أم مصرية عظيمة، كلكن عظيمات وتستحقن التكريم.

وفي ختام الحفل، قام كل من الدكتور سيد جلال، والدكتورة بثينة يوسف، بتكريم عدد من الأمهات المثاليات من العاملات بالفرع ووحداته، تقديرًا لدورهن الفعال في تطوير العمل وتقديم العلم والتدريب بكفاءة عالية في جميع الوحدات التابعة للفرع.

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. صوت الحكمة وعنوان العطاء لوقف الحرب في السودان
  • 35 عاماً من العطاء.. محاكم دبي تكرّم النائب السابق للمدير
  • تأمين القليوبية يُجسد الوفاء في عيد الأم ويكرم رموز العطاء في عيدهن
  • 116.5 مليار جنيه.. أذون الخزانة المصرية تشهد إقبالاً كثيفاً في عطاء البنك المركزي اليوم
  • الخثلان يوضح الأعمال التي تُدخل الإنسان الجنة بلا عذاب.. فيديو
  • والي الجزيرة: الشهداء قدموا أرواحهم للحفاظ على وحدة البلاد
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان