بعد أكثر من 40 يومًا من اندلاع الحرب في غزة، ودون وقف لإطلاق النار ليوم واحد، أعلنت قطر اليوم الأربعاء توصّل إسرائيل وحماس إلى اتّفاق على "هدنة إنسانية" مدّتها أربعة أيام قابلة للتمديد، وتضمن ذلك الاتفاق اطلاق سراح 50 امرأة وطفل تحتجزهم رهائن في قطاع غزة، على أن يتم الإفراج عن عدد عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية.

معلومات عن الهدنة الإنسانية في غزة

تبدأ الهدنة خلال 24 ساعة من موعد الإعلان عنها، وتستمر لمدة 4 أيام، ويشمل الاتفاق  تبادل 50 من الأسرى من النساء والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، في مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية، ويتم في المراحل التالية زيادة أعداد المفرج عنهم، ومن المتوقع أن يلي الافراج عن الـ 50 عمليات أخرى من الافراج عن الأسرى ليتم تمديد الهدنة لأكثر من 4 أيام.

وتتم عمليات تبادل الأسرى من خلال موظفين الهلال الأحمر الفلسطيني، وعدد من المسئولين من حماس وإسرائيل وقطر، ويتيح  التفاق بالإضافة إلى ذلك إدخال  عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصّص للاحتياجات الإنسانية

العوامل التي سبقت توقيع الهدنة في غزة

أوضحت الدكتورة نجلاء مرعي الخبيرة السياسية أن الهدنة الإنسانية في قطاع غزة التي تم التوصل إليها لم توقع حتى الآن ولكن بالرغم من ذلك نجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في توقيعها، مؤكدة أنه يمكن الاستفادة من هذه الهدنة في إنهاء الحرب، عندما تتكاتف الدول وتطالب بتحرك المجتمع الدولي، لاستغلال تلك الهدنة وتحويلها إلى وقف دائم لاطلاق النار في غزة.

وأشارت "مرعي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن التوصل لتلك الهدنة جاء بناءً على عدد من العوامل أهمها ضغط الرأي العام الغربي على حكوماتهم بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، حيث تم استغلال تلك الجرائم في الضغط على الدول الغربية والتوصل إلى الاتفاق، بالإضافة إلى المظاهرات التي قام بها سكان الولايات الأمريكية التي أثرت على دوائر صنع القرار في تلك الدول، ما ساعد في جعل إسرائيل توافق على تلك الهدنة.

ولفتت "مرعي" إلى أن قلق واشنطن من توسيع دائرة الحرب ودخول أطراف جديدة مثل إيران وما قامت به من احتجاز السفينة الإسرائيلية والذي يعني تهديدًا لأمن الملاحة الدولية، فخوفهم من ذلك التهديد جعلهم يضغطون على إسرائيل للموافقة على تلك الهدنة، هذا فضلًا عن عدم تحقيق إسرائيل لأهدافها من هجماتها التكتيكية التي كانت تأمل بها القضاء على حركة حماس جعلها تواق على توقيع ذلك الاتفاق.


وأكدت "مرعي" أن الهدنة التي تم توقيعها ماهي إلا هدنة إنسانية لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات إلى غزة، ولكن قد تساهم شيئءًا ما في الدفع للوصول إلى حل القضية الفلسطينة، مشيرة أن توقيع الاتفاق تسبب في حالة فوضى داخل حكومة نتنياهو، بالإضافة إلى وجود انهيار كامل للثقة بين الشعب الإسرائيلي وحكومته، والذي ظهر جليًا في المظاهرات التي اندلعت في تل أبيب وأكدت عدم ثقتها بنتنياهو وطالبت بإجراء انتخابات مباشرة بعد انتهاء الحرب.

هل تساعد الهدنة في حل القضية الفلسطينية؟

قال الدكتور علي الأعور الخبير السياسي الفلسطيني إنه من المبكر الحديث عن حل للقضية الفلسطينية وتوقيع اتفاقية سلام بالشرق الأوسط، موضحًا أن الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها، هدفها إطلاق سراح الأسرى المحتجزين من الجانبين وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فقط.

وتابع الأعور خلال حديثه مع "الفجر" أن الخاسر الوحيد بعد توقيع اتفاقية تبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد فشله في اعادة الأسرى الإسرائيليين، وتوهج الرأي العام الإسرائيلي ضده، والضغط السياسي والجتمعي ضده، كل ذلك جعل نتنياهو وحكومته يفقدون التاثير السياسي والعسكري والحربي في إسرائيل وخروجه خاسرًا من تلك الحرب.

الاتفاق الحالي يهدف لهدنة طويلة الأمد وليس حلًا للقضية الفلسطينية

يرى الدكتور رمضان قرني أستاذ العلوم السياسية أن الحديث عن حل للقضية الفلسطينية في الوقت الحالي سابقًا لأوانه بكثير، فالحلول السياسية تمر بثلاثة مراحل أولها الهدنة الموقتة كالتي تم توقيعها في غزة وتستمر لمدة 4 أو 5 أيام ويتم فيها تبادل إطلاق سراح الأسرى، ويكون الغرض منها اكتشاف كلا الطرفين قدرة الطر الآخر على استكمال الحرب أو الوصول إلى حلول سياسية.

وأشار قرني في تصريحاته مع "الفجر" أن المستوى الثاني من الحلول السياسية هو الهدنة طويلة الأمد، تكون القصيرة اختبارًا للوصول إليها بين الطرفين من خلال تمديدها لمدة أكثر، أما المستوى الثالث يتعلق بالوصول إلى حل للقضية الفلسطينية وهو مستبعد في الوقت الحالي.

وأكد قرني أن الحرب الحالية في قطاع غزة خلفت انتصارًا كبيرًا لحركة حماس، وذلك بسبب عدة اعتبارات أهمها استحواذها على تعاطف كبير من الشعوب العربية وغيرها، ما يحافظ على شرعيتها داخل قطاع غزة، وهذا من شأنه جعل حماس كطرف فاعل وأساسي في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة اسرائيل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية مصر للقضیة الفلسطینیة الهدنة الإنسانیة فی قطاع غزة تلک الهدنة التی تم عدد من فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الحرب الصهيوني يأمر جيشه بمنع تكرار مظاهر الاحتفالات الفلسطينية بتحرير الأسرى

الثورة نت/..

أصدر وزير الحرب الصهيوني، يسرائيل كاتس، تعليمات إلى جيشه بمنع مظاهر الاحتفال بتحرير الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل مع حركة حماس.

وذكرت وسائل إعلام العدو الصهيوني أن كاتس أوعز لرئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، باتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع تكرار الاحتفالات والمسيرات الجماهيرية التي تُنظم في الضفة الغربية بمناسبة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، كما طالب باستهداف أي فلسطيني مسلح يشارك في هذه المسيرات.

وقبل الإفراج عن الأسرى، اقتحمت شرطة العدو منازل عائلات الأسرى الفلسطينيين في القدس المحتلة، كجزء من إجراءات استباقية لمنع الاحتفالات بتحرير الأسرى، لكن ذلك لم يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بخروج أسراهم.

ويشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي، وتنتهي المرحلة الأولى منه في غضون 42 يوما، ويفترض أن يفرج خلالها عن 33 محتجزا إسرائيليا مقابل 1900 أسير فلسطيني.. وتترافق مع وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة.

وفي اليوم السابع من الاتفاق ستنسحب قوات العدو الصهيوني من شارع الرشيد شرقا حتى شارع صلاح الدين، وتبدأ عمليات تفكيك كل المواقع في هذه المنطقة، لتبدأ عودة النازحين إلى مناطق سكنهم، مع ضمان حرية تنقل السكان في جميع القطاع.

كذلك سيُسمح للمركبات بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها من شركة خاصة يحددها الوسطاء مع الجانب الإسرائيلي، بناء على آلية متفق عليها.

وفي اليوم 22 من بدء تنفيذ الاتفاق، تنسحب قوات العدو من وسط القطاع، خاصة من “محور نتساريم” و”دوار الكويت”، إلى منطقة قريبة من الحدود، ويتم تفكيك المنشآت العسكرية بالكامل، مع استمرار عودة النازحين إلى أماكن سكنهم، ومنح السكان حرية التنقل في جميع مناطق القطاع.

وبدعم أمريكي، ارتكب العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • إعمار غزة أولاً ثم المصالحة الفلسطينية ثانياً
  • الهلال الأحمر يواصل تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في اليوم الخامس من الهدنة
  • قطر: العمل جار حاليًا لإعداد وصياغة المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • ‏وزارة الصحة الفلسطينية: قتيلان و25 جريحا من جراء الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • ‏وزارة الصحة الفلسطينية: مقتل شخص نتيجة قصف إسرائيلي في جنين
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • وزير الحرب الصهيوني يأمر جيشه بمنع تكرار مظاهر الاحتفالات الفلسطينية بتحرير الأسرى
  • جيش الاحتلال يتحدث عن موعد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة
  • شئون الأسرى الفلسطينية: نثمن دور مصر لإتمام صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة