صحيفة الاتحاد:
2024-09-19@02:56:28 GMT

تحذيرات من مخاطر استمرار الأزمة في السودان

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

دينا محمود (الخرطوم، لندن)

أخبار ذات صلة تونس.. «السرعة القصوى» «الأغذية العالمي»: توقف المساعدات يهدد 1.4 مليون شخص في تشاد

في غمار مخاوف وكالات أممية ومنظمات إغاثية من أن يفتح الغياب النسبي للاهتمام الدولي بالأزمة في السودان الباب أمام ارتكاب المزيد من الانتهاكات على الأرض، حذر محللون غربيون، من خطورة التبعات الجيوسياسية الإقليمية، للقتال الذي يشهده هذا البلد، منذ أكثر من 7 شهور.


وبالتوازي مع تقلص احتمالات إيجاد نهاية قريبة للقتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، شدد المحللون على أن أياً من الطرفيْن، لم يُبد حتى الآن القدرة على توجيه «ضربة قاصمة» للآخر، حتى وإن حقق مكاسب ميدانية في هذه المنطقة أو تلك، وهو ما يزيد من معاناة المدنيين، في المقام الأول.
وفي ظل توقعات متشائمة بإمكانية أن يقود استمرار الاقتتال إلى حدوث انهيار أمني وسياسي في السودان، على غرار ما شهدته بعض دول الجوار، انتقد كاميرون هدسون الباحث في مركز «الدراسات الاستراتيجية والدولية» ومقره واشنطن، ما اعتبره استهانة العالم، بمثل هذا الخطر، في ظل انشغاله بأزمات، كتلك المحتدمة في قطاع غزة وأوكرانيا.
وحذر هدسون، من أن مساحة السودان، التي تزيد على نظيرتها في ليبيا، ستجعل أي انهيار له «كارثياً»، بما يتجاوز في تبعاته ما نجم عن الاضطرابات والفوضى الأمنية التي سادت الساحة الليبية، على إثر سقوط نظام معمر القذافي في أغسطس 2011.
وقال الخبير الغربي في تصريحات نشرتها صحيفة «تليجراف» البريطانية على موقعها الإلكتروني، إن «تجسيد سيناريو الفوضى على أرض الواقع في السودان، قد يدفع عشرات الملايين من سكانه، إلى الفرار سواء عبر بلدان القارة الأفريقية الأخرى، أو من خلال البحر الأحمر، هرباً من انزلاق بلادهم، في أتون العنف والاقتتال العرقي».
ويُخشى من أن يُفسح ذلك المجال، للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، لدخول هذا المشهد الفوضوي، من أجل سد الفراغ السياسي والأمني، الناتج عن أي تفكك كامل محتمل لمؤسسات الدولة السودانية، وهو ما سيُضاف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، التي جعلت قرابة نصف السكان، البالغ عددهم قرابة 50 مليون نسمة، في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية.
وفي حين تفيد التقديرات الأممية، بأن عدد قتلى الأزمة السودانية تجاوز الآن 10 آلاف شخص، يشير مراقبون إلى أن العدد الفعلي ربما يكون أكبر من ذلك بكثير، في ظل توقف المستشفيات عن العمل، واضطرار كثير من الأسر، لدفن أحبائهم في مقابر مرتجلة، من دون تسجيلهم في قوائم الوفيات.
وفي الوقت نفسه، تشكو منظمات الإغاثة الدولية، من عجزها عن إيصال مساعداتها إلى المحتاجين إليها في أنحاء مختلفة من السودان، ويقول بعضها إنه يتم منعه من الاضطلاع بدوره، على هذا الصعيد، خاصة في مناطق القتال الرئيسة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.
وفي هذا الإطار، دعا مسؤولو منظمة «أطباء بلا حدود» المجتمع الدولي، إلى إبداء اهتمام أكبر بالوضع الإنساني المتدهور الذي يكابده السودانيون، لا سيما في ظل تزايد حجم الاحتياجات الإغاثية، ونقص التمويل اللازم لتوفيرها للمتضررين من القتال، ما يجعل الأزمة السودانية «محنة إنسانية مسكوتاً عنها» في الوقت الحاضر، على الأقل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السودان الجيش السوداني أزمة السودان قوات الدعم السريع الدعم السريع فی السودان

إقرأ أيضاً:

الآثار السودانية المنهوبة تُباع على الإنترنت بشكل غير مسبوق

كشفت صحيفة التايمز البريطانية الاثنين أن قطعا أثرية سودانية لا تقدر بثمن تعرض للبيع على موقع "إيباي" بعد تهريبها من البلد الذي مزقته حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويُعتقد أن القطع، التي تشمل تماثيل وأواني ذهبية وفخارا، قد نُهبت من المتحف الوطني في الخرطوم، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وبحسب الصحيفة، نُهبت آلاف من الآثار بما في ذلك شظايا تماثيل وقصور قديمة خلال أكثر من عام من القتال الذي قُتل فيه ما يصل إلى 150 ألف شخص ووضعت الآثار الثمينة تحت رحمة اللصوص.

يأتي تقرير "التايمز" بعد أيام قليلة من إعراب هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، على أيدي الجماعات المسلحة.

المتحف الوطني السوداني في الخرطوم من الخارج

ودعت المنظمة الخميس في بيان المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غير المشروع.

وحذرت هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) من أن التهديد الذي تتعرض له أعظم كنوز البلاد وصل إلى "مستوى غير مسبوق".

وتشير صحيفة التايمز إلى أن اللوحات والأشياء الذهبية والفخار تدرج في بعض الأحيان على موقع إيباي باعتبارها آثارا مصرية، لكنها في الحقيقة جاءت من المتحف الوطني السوداني في الخرطوم، بحسب ما نقلت عن خبراء.

يقع المتحف في منطقة من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، والتي نشأت من ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين من الزمان. وتخوض قوات الدعم السريع صراعًا على السلطة مع الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان.

تتضمن المجموعة الضخمة للمتحف قطعا أثرية من العصر الحجري القديم وعناصر من موقع كرمة الشهير بجوار النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.

ونفت قوات الدعم السريع تورطها في النهب.

لكن خبراء يرون أن الحرب جعلت من السهل سرقة القطع المخزنة أثناء عمليات التجديد التي كانت جارية في المتحف قبل اندلاع الصراع.

"لم يدخلوا بيوت العرب".. تحقيق يوثق تفاصيل "مجزرة التسع ساعات" في شمال دارفور "وصل العرب وبدأوا في قتل الناس".. بدأ تحقيق مشترك أجرته مجموعة من وسائل الإعلام الدولية، بهذه العبارة لرصد تفاصيل مجزرة الثالث من يونيو عام 2023، والتي وصفت بإحدى حلقات الفظائع بدوافع عرقية في الحرب السودانية بين قوات الجيش والدعم السريع.

ورغم حذف إيباي عددا من القطع بعد تواصل الصحيفة معهم، يستمر الاتجار بالآثار السودانية المنهوبة، وسط تحذيرات من علماء الآثار بشأن تهديد مواقع تاريخية أخرى، مثل جزيرة مروي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

وجزيرة مروي عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة، معقل مملكة كوش، التي كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد.

وكانت تتألف من الحاضرة الملكية للملوك الكوشيين في مروي، بالقرب من نهر النيل، والمواقع الدينية في نقاء والمصورات الصفراء.

ويذكر موقع اليونسكو أنها كانت مقرًّا للحكام الذين احتلوا مصر لما يقرب من قرن ونيف، من بين آثار أخرى، مثل الأهرامات والمعابد ومنازل السكن وكذلك المنشآت الكبرى، وهي متصلة كلها بشبكة مياه. امتدت إمبراطورية الكوشيين الشاسعة من البحر الأبيض المتوسط إلى قلب أفريقيا، وتشهد هذه المساحة على تبادل للفنون والهندسة والأديان واللغات بين المنطقتين.

جانب من جزيرة مروي

وحثت منظمة "اليونسكو" التجار وجامعي التحف على الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان، معتبرة أن "أي بيع غير قانوني أو تهجير لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وتعريض تعافي البلاد للخطر". 

والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

السودان.. معارك عنيفة في الفاشر بعد هجوم "الدعم السريع" تجدّدت المعارك العنيفة، السبت، في الفاشر في جنوب غرب السودان حيث تشن قوات الدعم السريع "هجوما" دانته واشنطن، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.

مقالات مشابهة

  • دكتاتورية الجغرافيا
  • الصحف الأردنية تبرز تحذيرات الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني من خطورة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة وغزة
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • جوبا متفائلة باستئناف تصدير النفط عبر السودان
  • امتحانات الشهادة السودانية ستنعقد (قريبا جدا)
  • الوطنية السودانية واستقلال السودان (2 -2)
  • تأثير الحرب السودانية على التراث الثقافي: نهب المتاحف والمواقع الأثرية
  • تحذيرات من مخاطر الفيضانات بعد اجتياح إعصار بوريس وسط أوروبا
  • تحذيرات في بولندا والتشيك من مخاطر الفيضانات نتيجة إعصار “بوريس”
  • الآثار السودانية المنهوبة تُباع على الإنترنت بشكل غير مسبوق