صحيفة الاتحاد:
2024-11-22@08:35:36 GMT

تحذيرات من مخاطر استمرار الأزمة في السودان

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

دينا محمود (الخرطوم، لندن)

أخبار ذات صلة تونس.. «السرعة القصوى» «الأغذية العالمي»: توقف المساعدات يهدد 1.4 مليون شخص في تشاد

في غمار مخاوف وكالات أممية ومنظمات إغاثية من أن يفتح الغياب النسبي للاهتمام الدولي بالأزمة في السودان الباب أمام ارتكاب المزيد من الانتهاكات على الأرض، حذر محللون غربيون، من خطورة التبعات الجيوسياسية الإقليمية، للقتال الذي يشهده هذا البلد، منذ أكثر من 7 شهور.


وبالتوازي مع تقلص احتمالات إيجاد نهاية قريبة للقتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، شدد المحللون على أن أياً من الطرفيْن، لم يُبد حتى الآن القدرة على توجيه «ضربة قاصمة» للآخر، حتى وإن حقق مكاسب ميدانية في هذه المنطقة أو تلك، وهو ما يزيد من معاناة المدنيين، في المقام الأول.
وفي ظل توقعات متشائمة بإمكانية أن يقود استمرار الاقتتال إلى حدوث انهيار أمني وسياسي في السودان، على غرار ما شهدته بعض دول الجوار، انتقد كاميرون هدسون الباحث في مركز «الدراسات الاستراتيجية والدولية» ومقره واشنطن، ما اعتبره استهانة العالم، بمثل هذا الخطر، في ظل انشغاله بأزمات، كتلك المحتدمة في قطاع غزة وأوكرانيا.
وحذر هدسون، من أن مساحة السودان، التي تزيد على نظيرتها في ليبيا، ستجعل أي انهيار له «كارثياً»، بما يتجاوز في تبعاته ما نجم عن الاضطرابات والفوضى الأمنية التي سادت الساحة الليبية، على إثر سقوط نظام معمر القذافي في أغسطس 2011.
وقال الخبير الغربي في تصريحات نشرتها صحيفة «تليجراف» البريطانية على موقعها الإلكتروني، إن «تجسيد سيناريو الفوضى على أرض الواقع في السودان، قد يدفع عشرات الملايين من سكانه، إلى الفرار سواء عبر بلدان القارة الأفريقية الأخرى، أو من خلال البحر الأحمر، هرباً من انزلاق بلادهم، في أتون العنف والاقتتال العرقي».
ويُخشى من أن يُفسح ذلك المجال، للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، لدخول هذا المشهد الفوضوي، من أجل سد الفراغ السياسي والأمني، الناتج عن أي تفكك كامل محتمل لمؤسسات الدولة السودانية، وهو ما سيُضاف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، التي جعلت قرابة نصف السكان، البالغ عددهم قرابة 50 مليون نسمة، في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية.
وفي حين تفيد التقديرات الأممية، بأن عدد قتلى الأزمة السودانية تجاوز الآن 10 آلاف شخص، يشير مراقبون إلى أن العدد الفعلي ربما يكون أكبر من ذلك بكثير، في ظل توقف المستشفيات عن العمل، واضطرار كثير من الأسر، لدفن أحبائهم في مقابر مرتجلة، من دون تسجيلهم في قوائم الوفيات.
وفي الوقت نفسه، تشكو منظمات الإغاثة الدولية، من عجزها عن إيصال مساعداتها إلى المحتاجين إليها في أنحاء مختلفة من السودان، ويقول بعضها إنه يتم منعه من الاضطلاع بدوره، على هذا الصعيد، خاصة في مناطق القتال الرئيسة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.
وفي هذا الإطار، دعا مسؤولو منظمة «أطباء بلا حدود» المجتمع الدولي، إلى إبداء اهتمام أكبر بالوضع الإنساني المتدهور الذي يكابده السودانيون، لا سيما في ظل تزايد حجم الاحتياجات الإغاثية، ونقص التمويل اللازم لتوفيرها للمتضررين من القتال، ما يجعل الأزمة السودانية «محنة إنسانية مسكوتاً عنها» في الوقت الحاضر، على الأقل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السودان الجيش السوداني أزمة السودان قوات الدعم السريع الدعم السريع فی السودان

إقرأ أيضاً:

العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية

الفيتو الروسي اليوم (18 نوفمبر 2024م) أبطل مشروع قرار الدول الغربية الذي قدمته بريطانيا لمجلس الأمن، والرامي لشرعنة التدخل الإنساني في السودان، وحظر الجيش وكافة عملياته، بالتوقف القسري لجميع العمليات ضد الميليشيا وشرعنة النهب والاغتصاب وقتل المدنيين، مما يعني عمليا تقسيم السودان بين مناطق سيطرة الميليشيا وتلك التي يتواجد فيها الجيش. وهذا يعني انفصال دارفور فعلياً، وخلق كانتونات في الجزيرة وولاية الخرطوم وغيرها، وإصدار شهادة ملكية للميليشيا وشرعنتها بالقانون الدولي والفصل السابع.

نفس القرار طبق من قبل على عراق صدام حسين في التسعينيات، فأدى لإنفصال إقليم كردستان من الناحية العملية، ومثيله القرار ضد ليبيا القذافي عام 2011م فأفضى إلى تشكيل حكومتين في بنغازي وطرابلس لا تزالان تختصمان حتى اليوم.

الذي يحمد للإتحاد الروسي مصداقيته في الوقوف مع سيادة السودان بالعمل وليس بمجرد العبارات المنمقة، كما فعل مع سوريا من قبل. فأوقف مسلسل العبث الطاغي والمتطاول على سيادة السودان، وتسييره مغلولا ومعصوب العينين من قبل دول الاستعمار الجديد المعروفة، لإمضاء مخططاتها المتماهية مع أعدائه المعلنين.

هذا موقف مشرف من الإتحاد الروسي يستحق التقدير ورد التحية بأحسن منها، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

بيد أنه تبين الآن أن تطاول عمليات حسم هذا التمرد المدعوم بأجندة الخارج تعيق التقدم دبلوماسيا، وتكبل السياسة الخارجية. وظل هذا شأن السودان مع هذه الدول منذ الاستقلال، وعلى كافة الحكومات، الإنقلابية والعسكرية، بالتآمر المستمر، وتبادل الأدوار في كل مرحلة حسب مقتضياتها. وينشط التآمر الخارجي بنصب الحبائل في أجواء المعاناة المكفهرة التي تصنعها بيادقه من جيوش العملاء المتماهين مع المرتزقة حملة السلاح، ومن خانوا قسم الولاء للوطن فخانوه، ورفعوا السلاح المعد للعدى في صدور زملائهم رفقاء العقيدة الوطن.

ولذا فيتعين على الحكومة القائمة التعامل مع الوضع الراهن بالجدية والحسم المطلوبين. فأول مطلوب عملي هو تسريع عمليات تطهير البلاد من جيوب التمرد الآفل في كل مسارح العمليات، وبدءا بولاية الجزيرة، قلب السودان النازف، وتسريع عمليات تطهير بقايا التمرد في أطراف الخرطوم لإعلانها ولاية خالية من التمرد، والشروع في إنفاذ برامج إعادة البناء والإعمار.

ففي كل يوم تتأخر فيه القوات المسلحة المدعومة، أكثر من أي وقت مضى، بالمستنفرين والمقاومين، وكل شعب السودان، عن الحزم الموعود، فإن ذلك المدى الزمني يفتح فصولا جديدة من التآمر والتربص ونصب الحبائل. فقد أعلم بمثيل هذا التربص المولى تعالى رسوله، وهو في ساحة الجهاد مع المسلمين السابقين الأولين بقوله:-
“ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا” ثم أوصاهم بعدم التهاون والتردد في الحسم مهما كانت التضحيات:
“ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” موصياً ومحرضاً لهم بالثبات على المبدأ وتحديد الوجهة والتوكل الحازم.

أما على مستوى العلاقات الخارجية الثنائية، فقد تبين الآن للجميع، وبوضوح ساطع، من يقف مع السودان، ومن يدبر له المكائد.

وبالتالي فيتعين أن تعتمد مقاصد وتوجهات السياسة الخارجية هذه البوصلة التي لا تكذب.

فيتعين إبرام اتفاقيات دفاع مشترك واتفاقيات اقتصادية وتجارية، واتفاقيات التبادل النقدي مع دول صديقة وموثوقة كالإتحاد الروسي والصين وكافة الدول الصديقة، التي أكدت بالقول والفعل احترمها لسيادة السودان ووحدة ترابه واستقلال قرار شعبه السياسي، بدلا من الخضوع المتقاعس لأجندة الخارج التركيعية، وتوعداته التثبيطية، التي لن تقود إلا لمزيد من التشظي والفرقة، وبذر الشقاق والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد، والسعي لتموضع العملاء والوسطاء لإذكاء المزيد من الفتن واستطالة أمد الحرب.

بالأمس اجتمع المستشار الألماني أولاف شولتز مع الرئيس بوتين، وقد خلص المراقبون إلى أن الهدف من اللقاء المفاجئ، الذي أذهل العديد منهم، يصب في خدمة السياسة المعلنة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي قرر إنهاء الحرب في أوكرانيا، كما أن ألمانيا نفسها ظلت تعاني من التدهور الاقتصادي بسبب قطع إمدادات الغاز والنفط الروسي عنها منذ عام 2022م ، فأدى ذلك لإغلاق عدد من مصانع السيارات مثل شركة فلكسواجن، وتجميد استثمارات أجنبية لصناعة الموصلات الإلكترونية تقدر ب 30 مليار دولار، وتزايد نسب العطالة والتذمر واستقالة وزير المالية والاقتصاد وتصدع الائتلاف الحاكم، فضلا عن أن نسبة النمو الاقتصادي خلال العام الجاري تناقصت إلى 0.2% وعلما بأن الاقتصاد الألماني يؤثر على كل دول الإتحاد الأوربي وضَعفه يعاني معاناتها. وبالتالي فلم يعد لأوروبا من مناص سوى التوصل لحل لمشكلة أوكرانيا نزولا على مبدأ الرئيس ترمب.
وبالتالي فإن الرهان الأوربي للوقوف مع أوكرانيا ضد روسيا وهزيمتها بدون أمريكا أصبحت معالمه واضحة للجميع.

بالأمس أعلنت حكومة الانقلاب في القابون التي يترأسها الجنرال بريس انقويما نتيجة الاستفتاء العام على الدستور الجديد، والذي حصل على تأييد أكثر من 91% من المواطنين، وجاء ذلك بموافقة ورعاية فرنسا ماكرون للانقلاب العسكري الذي جرى في أغسطس 2023م ضد حكومة الرئيس المنتخب علي بونقو في ديسمبر 2022م. وفي السودان نحتاج لتجربة أفضل لأن مرور خمس سنوات دون حكومة منتخبة يضحي أمرا مقلقاً.

عموما على الرئيس البرهان العمل والتصرف كرئيس حكومة أمر واقع، ودولة ذات سيادة، فعليه الشروع في تشكيل حكومة المهام الانتقالية من الخبراء والتكنوقراط، وإعلان برنامج إعادة الإعمار، وإصدار خارطة طريق للانتخابات لاستعادة المشروعية المسنودة بسيادة الشعب وسلطة حكم القانون. فالعالم لا يحترم من يتقاعس وينتزع موقعه المستحق بين الدول، ولا يحتفي بالمترددين المرتكسين المنتظرين لإشارات الآخرين. فالمياه الراكدة يفسدها طول الركود فتفسد ما حولها. والله يخاطب الرسول القائد تعليما للمسلمين في مثل هذه المواقع: ” فإذا عزمت فتوكل على الله”..

دكتور حسن عيسى الطالب
المحقق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مكامن الداء في استمرار الأزمة الليبية
  • روث بيلفيل… سيدة توقيت جرينتش التي باعت الزمن!
  • العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية
  • توم بيرييلو: تأهل المنتخب السوداني لأمم إفريقيا مثال آخر على الروح السودانية التي لا تقهر في مواجهة الشدائد
  • السودان يكسب( ١٤+ فيتو)
  • السودان ما بين استبدال القوى السياسية أو استبدال الأمة السودانية
  • طلب البعثة الاممية التي قدمه حمدوك كانت تصاغ وتُكتب من داخل منزل السفير الانجليزي في الخرطوم!!!
  • أطباء بلا حدود: تستأنف عملياتها في مستشفى بشائر جنوبي العاصمة السودانية
  • البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية .. بيريلو: الولايات المتحدة تدعم وضع حد للفظائع المرتكبة ضد الشعب السوداني
  • البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية