سيف النعيمي: العالم على موعد مع «نسخة استثنائية» في ياس
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
وصف سيف راشد النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة إثارة، النسخة الخامسة عشرة من جائزة الاتحاد للطيران الكبرى لـ «الفورمولا-1» التي تستضيفها حلبة مرسى ياس بداية من اليوم، بالاستثنائية، وأكد أن النسخة الحالية لها خصوصية شديدة، لا سيما أنها تأتي ضمن احتفال الحلبة باستضافة الحدث العالمي للعام الخامس عشر على التوالي، كما أنها النسخة الأولى التي تنظمها شركة إثارة، ما يعني أن الجمهور على موعد مع حدث كبير واستثنائي على المضمار وفي الواحات، وكذلك خارج الحلبة في الفعاليات الترفيهية مثل الحفلات.
وأعلن وجود مجموعة من المنتجات الجديدة التي تطل بها حلبة ياس هذا العام، أبرزها تطبيق «أبوظبي جي بي» الذي يتيح تجربة ممتعة ورائدة لجمهور «الفورمولا-1» وزوار ياس، وكشف عن تدشين مجموعة من المدرجات الجديدة التي سوف تقام خلال هذه النسخة لتوفير أكبر عدد من المقاعد لتلبية الإقبال الزائد على تذاكر السباق.
وقال: «هناك مدرجات بسعة 3 آلاف مقعد تم بناؤها على نهاية الخط المستقيم، وكذلك ستوجد المدرجات في بداية الخط المستقيم والتي كانت موجودة في نسخة العام الماضي أيضاً، كما أعلن وجود مقاعد جديدة بشرفة المنعطف الثاني بعدد 700 مقعد، مشيراً إلى أن هذه الشرفة توفر زاوية رؤية جديدة تماماً ويستمتع الحضور بها بشكل كبير للغاية، منوهاً إلى أن هذه الشرفة يتم توفير الخدمات فيها مع مجموعة من المطاعم العالمية الكبرى.
وفيما يخص التذاكر وكيفية الدخول بها وكذلك طرق الحصول عليها، أعلن النعيمي إطلاق تطبيق «أبوظبي جي بي» لتسهيل الأمور كافة للجمهور، خاصة فيما يتعلق بطريقة الحصول على التذكرة، وكذلك نقلها من شخص إلى آخر بطريقة سلسلة وآمنة للغاية.
وتحدث النعيمي عن شركة إثارة، مؤكداً أنها تمتلك خبرات طويلة للغاية في مجال تنظيم الفعاليات الترفيهية والرياضية لكونها ناتجة عن دمج بين شركتي فلاش وأبوظبي لإدارة رياضة السيارات، مشيراً إلى امتلاك إثارة لفريق عمل محترف ومتميز، لديه خبرات تصل إلى أكثر من 15 عاماً، تم خلالها تنظيم أكثر من 700 فعالية على مستوى عالمي، ووصل عدد الجمهور الذي تابع هذه الفعاليات إلى 16 مليون مشاهد من أرض الأحداث.
وأضاف: «هذه الخبرات ستكون في خدمة جائزة الاتحاد للطيران الكبرى لـ (الفورمولا-1)»، منوهاً إلى أنه تم التركيز على مجموعة من المنتجات التي تخدم السياحة في أبوظبي، لا سيما أن 73 بالمائة من زوار النسخة الماضية جاءوا من خارج الدولة، الأمر الذي يعني ضرورة توفير منتجات تساعدهم في التعرف على معالم أبوظبي الشهيرة.
وأكد أن عدد الحضور في العام الماضي وصل إلى 160 ألف متفرج على مدار الأيام الأربع، لذلك فإن الجميع مستعد لاستقبال الجمهور الغفير.
وأعلن إتاحة الفرصة أمام حاملي تذاكر «الفورمولا-1» لزيارة معالم كبيرة في أبوظبي مثل متحف اللوفر وقصر الوطن دون مقابل، كما أكد أن التذكرة تتيح لحاملها دخول أحد الحدائق الترفيهية الكبرى في ياس، بما فيها «سي وورلد» التي تم افتتاحها مؤخراً في السعديات.
على الصعيد الفني وتأثير حسم لقب بطولة العالم من جانب الهولندي فيرستابن، سائق فريق ريد بول منذ فترة، قال: «أبوظبي لها خصوصية شديدة لدى عشاق (الفورمولا-1)، ودائماً تشهد المزيد من الإثارة على مضمار ياس من أجل ختام الموسم بشكل جيد من جانب السائقين، وكذلك الفرق، بغض النظر عن حسم اللقب من عدمه»، مشيراً إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على مشاهدة جولة ياس منذ النسخة الأولى لانطلاقتها عام 2009 نظراً للخصوصية الشديدة التي تتمتع بها والإثارة التي يجدها الجميع على المضمار.
الاستدامة مستمرة
أكد سيف راشد النعيمي أن حلبة مرسى ياس مستمرة في تجربتها مع الاستدامة من خلال توفير التذاكر الإلكترونية، وكذلك مجموعة من الأمور الأخرى مثل إضاءة الحلبة بكشافات «إل إي دي» التي توفر في الطاقة بشكل كبير للغاية، وكذلك استخدام المواد المعاد تصنيعها والمواد غير المضرة بالبيئة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سيف النعيمي حلبة مرسى ياس أبوظبي الإمارات جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 الفورمولا 1 الفورمولا 1 مجموعة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025
محمد الربيعي
بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن
في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.
منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.
ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.
البداية: قصة حب ملهمة
تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.
ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع
تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.
ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.
من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:
ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.
جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.
سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.
سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.
هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.
وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة
تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.
ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟
الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:
تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.
توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.
انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.
جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.
وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
ومن الامثلة على ذلك:
شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.
شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.
شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.
هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة
ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.
الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة
باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.