ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والشهيد مار مينا بمدينة نصر، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

واستكمل قداسته سلسلة "صلوات قصيرة قوية من القداس"، وتناول جزءًا من رسالة بطرس الرسول الأولى والأعداد (٥ – ٧)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي: "الشيوخ قوّهم"، وشرح أن مفهوم "الشيوخ" غير مرتبط بالعمر وإنما بما في فكر الإنسان وإحساسه، فالشيخوخة ليست هي تجاعيد الوجه بل تجاعيد العقل، وأن المسيحي دائمًا يتشبه بعمر السيد المسيح الـ ٣٣.

وأعطى قداسة البابا أمثلة عن الشيوخ من الكتاب المقدس، مثل: سمعان الشيخ وحنة النبية ويوسف النجار ونُعمى في سفر راعوث.

وأوضح قداسته صفات الشيوخ في ثلاثة صفات، هي:

١- كنز للحكمة: هم مخزن للحكمة لأنهم أخذوا من مدرسة الحياة وتعلّموا، "مَا أَجْمَلَ الْقَضَاءَ لِلشِّيْبِ، وَحُسْنَ الْمَشُورَةِ لِلشُّيُوخِ. مَا أَجْمَلَ الْحِكْمَةَ لِلشُّيُوخِ،.. كَثْرَةُ الْخِبْرَةِ إِكْلِيلُ الشُّيُوخِ، وَمَخَافَةُ الرَّبِّ فَخْرُهُمْ" (سي ٢٥: ٦ - ٨).

٢- قلب محب: قلبهم امتلأ بالمحبة، ويسكبون الحب على المحيطين بهم، "وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ، وَأَنَا أَرْفَعُ، وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي" (إش ٤٦: ٤).

٣- يقدمون خدمة باذلة: يستطيعون القيام بالخدمة الباذلة، "إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلًا فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا" (٢تي ١: ٥).

وأشار قداسة البابا إلى عدة مشاهد من الكتاب المقدس، كالتالي:

١- موسى النبي: عندما كان قائدًا وقاضيًا لشعب بني إسرائيل، ونصحه حماه بألا ينفرد بقيادة الشعب ويحمل أحماله الثقيلة، بل أن يجمع إليه شيوخًا من شيوخ إسرائيل فيقفون معه، ويحملون معه أثقال الشعب وينظمون التقاضي بين أفراد الشعب.

٢- عندما جاءت البشارة للسيدة العذراء (صبية) وذهبت مسرعة إلى أليصابات المتقدمة في العمر لتخدمها.

٣- سمعان الشيخ: عندما كان يترجم العهد القديم من العبرية إلى اليونانية، ولم يقتنع بعبارة "هوذا العذراء تحبل"، فظهر له الملاك وجعله يكتبها كما هي وأنه سيرى هذه الآية تتحقق، "أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ" (لو ٢: ٢٨ - ٣٠)، وأبصر المولود ببصيرته الداخلية وقلبه.

وقدم قداسته ثلاث رسائل توضح المسؤولية تجاه الشيوخ، من خلال:

١- رسالة تختص بهم، لأن لهم دور كالتالي:

- تحمي الجذور بخبراتك وبالمعرفة التي اختبرتها، لأنك تحمل التقاليد وتُسلّمها، وتنقل الإيمان للصغار والشباب وإظهار المحبة العملية.

- العناية بالصغار، وهي وسيلة تعليمية مهمة لكي يفهم الإنسان الحياة.

- الخدمة بالكنيسة، مثال الأراخنة، في المساهمة في المصالحات الأسرية أو الأعمال الإدارية داخل الكنيسة وفي المجتمع.

- خبرات الحياة: كالآباء الذين خبروا الحياة الرهبانية في الأديرة.

٢- رسالة للشباب الموجودين في المجتمع المحيط بالشيوخ:

- كُن وفيًّا لهم، "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ" (مت ١٩: ١٩).

- احترمهم جدًّا، "مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ، وَتَخْشَى إِلهَكَ" (لا ١٩: ٣٢).

- تعلّم منهم، لأن الشيخ هو تاج على رؤوسنا، "تَاجُ جَمَال: شَيْبَةٌ تُوجَدُ فِي طَرِيقِ الْبِرِّ" (أم ١٦: ٣١).

- اسمعه جيدًا، لأنه يشعر بسعادة عندما يحكي عن الماضي ويجدك تتفاعل معه، فهذا يُشبعه نفسيًّا.

٣- رسالة للمجتمع:

بتقديم الرعاية بكل صورها سواء الروحية أو الجسدية أو النفسية، مثال إقامة القداسات وتنمية مواهبهم، "وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى" (يوء ٢: ٢٨).

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اجتماع الاربعاء البابا تواضروس الثاني الكتاب المقدس مركز الاعلام مسيحي مدرسة الحياة

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يستقبل رائدة العمل المجتمعي ويشيد بدورها في خدمة المجتمع المصري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، في المقر البابوي بالقاهرة، ماجي جبران، رائدة العمل المجتمعي، برفقة عدد من قيادات المؤسسات التي تشارك معها في تقديم الخدمات المجتمعية في مجالات متعددة.

رحب البابا تواضروس بالحضور، متعرفًا على كل منهم وعلى مجال الخدمة الذي يعمل فيه، معربًا عن تقديره للجهود التي يبذلها هؤلاء الأفراد في مجالات التعليم والتنمية والصحة، مؤكدًا سعادته بلقائهم وأهمية الدور الذي يلعبونه في خدمة المجتمع المصري.

كما ألقى البابا تواضروس كلمة روحية تناول فيها أهمية المحبة، مؤكدًا أنها تسبق الخدمة والعطية والفرحة.

كما تم عرض مقاطع فيديو، توثق الأنشطة والخدمات التي تقدمها المؤسسات المختلفة التي تشرف عليها ماجي جبران وفريق عملها.

ماجي جبران، المعروفة بلقب "ماما ماجي"، هي أستاذة في مجال علوم الحاسب في الجامعة الأمريكية، لكنها تركت مسيرتها الأكاديمية عام 1989 ليتفرغ قلبها وعملها لخدمة الأطفال الفقراء والمهمشين. 

أسست الجمعية الخيرية "Stephan's Children" بهدف تحسين حياة الأطفال والأسر في المناطق الأكثر فقرًا، سواء في قرى صعيد مصر أو في المناطق العشوائية في القاهرة. 

وقد نجحت الجمعية في إنشاء مدرستين في المناطق العشوائية، بالإضافة إلى العديد من الحضانات وبيوت الإيواء للأطفال، فضلاً عن تقديم خدمات صحية وتنموية أخرى.

مقالات مشابهة

  • الأرثوذكسية: دعوات حضور «قداس الميلاد» جاهزة
  • عندما يتحدث بن علوي
  • البابا تواضروس يستقبل "الأم ماجي" بالمقر الباباوي
  • البابا تواضروس يستقبل الأم ماجي ويقدم كلمة روحية
  • البابا تواضروس يكرم رائدة العمل المجتمعي ماجي جبران
  • البابا تواضروس يستقبل رائدة العمل المجتمعي ويشيد بدورها في خدمة المجتمع المصري
  • البابا تواضروس يشهد حفل تخرج أولى دفعات جامعة هولي صوفيا
  • البابا تواضروس الثاني يشهد حفل تخريج أولى دفعات جامعة هولي صوفيا
  • حفل تخريج أولى دفعات جامعة هولي صوفيا بيد البابا تواضروس.. صور
  • البابا تواضروس يترأس حفل جامعة هولي صوفيا لتخريج دفعة 2024