الحرة:
2024-07-03@13:35:49 GMT

هل حماس معنية باليوم التالي لحرب غزة؟

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

هل حماس معنية باليوم التالي لحرب غزة؟

رغم السيناريوهات التي طرحت لـ"غزة ما بعد الحرب"، إلا أن الصورة لا تزال "قاتمة وسيئة" بشأن من سيحكم تلك البقعة الملتهبة والمكتظة بالسكان، وفق ما يطرحه تحليل، يشير إلى أن حماس نفسها "قد لا تبدو مهتمة" بالعودة لحكم غزة.

ويقول التحليل، الذي نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، إن من الصعب تطبيق السيناريوهات التي يتحدث عنها البعض، لأسباب تتعلق بواقع مفروض على الأرض، مشيرا إلى جزئية لافتة ترتبط بحركة حماس، وأنها "لا تبدو مهمتة في العودة لحكم غزة"، في مقابل أنها "تريد إدارة الأمور من خلف الكواليس، بالتوازي مع المحافظة على قوتها العسكرية وبنيتها التحتية".

العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة في غزة

وفي أكثر من تقرير استعرضت وسائل إعلام غربية، احتمالات "غزة ما بعد الحرب"، وكان أبرزها تلك الخاصة بنشر قوات عربية في القطاع المحاصر فضلا قوات أممية، وخيارات أخرى تتعلق بتولي السلطة الفلسطينية زمام الإدارة أو أن تتولى إسرائيل المسؤولية الأمنية كاملة، كما أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.

لكن، جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، يقول في التحليل الذي كتبه لمجلة "فورين أفيرز" إنه لا توجد حلول سهلة في متناول اليد، سواء بالنسبة لإسرائيل التي تواصل حربها أو الولايات المتحدة الأميركية، التي طرحت منذ اليوم الأول على الأخيرة سؤالا مفاده: ما هي خطة اليوم التالي لغزة ما بعد انتهاء الحرب؟ 

هل حماس معنية؟

ومنذ بدء الحرب وحتى الآن يخيم مشهدٌ عسكري على حماس، سواء فيما يتعلق بالقرارات التي تتخذها أو بالتحركات التي تعلن عنها، والتي ترتبط في غالبيتها بالميدان، إذ تعلن بين يوم وآخر استهداف عربات ودبابات تابعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

ونادرا ما تطرقت الحركة إلى مسارات الإدارة الخاصة بها في القطاع، خلال أيام الحرب الماضية، أو عندما طرحت هذه القضية ضمن سيناريوهات ما بعد الحرب، والتي لم يحجز أي اسم للحركة، بينما أعطت خيارات عن الجهة التي ستكون بديلة عنها.

من جانب الحركة يعتقد الكاتب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، أن حماس "مهتمة الآن بإدارة المعركة وبمواجهة العدوان الإسرائيلي وبمحاولة منع الاحتلال من السيطرة على غزة وتحقيق أهدافه بتهجير الشعب الفلسطيني".

ولذلك "هي تؤجل الحديث وبحث ما بعد العدوان وما بعد الحرب".

ويقول المدهون لموقع "الحرة" إن "حماس مستعدة لكل السيناريوهات، وهي لا تطرح أبدا أن يتم استثنائها من أي ترتيبات قادمة".

فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة درويش في مخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة

"هي منفتحة ولديها مرونة كاملة مع الجميع بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وأهل قطاع غزة"، وما يزال جهازها الإداري والحكومي يعمل بحيوية وبشكل فاعل ووفق نظام الطوارئ، بحسب المدهون.

وعلى الرغم من عدم وجود استقرار، يضيف المدهون أن "الحركة قادرة على الإدارة، ومن الصعب تجاهلها في قطاع غزة".

لكن الدكتور، عامر السبايلة، وهو أستاذ جامعي ومحلل جيوسياسي، يرى أن حماس "وبلا شك لن تكون قادرة على إدارة قطاع غزة في الوقت الحالي".

وفي حديث لموقع "الحرة"، يقول السبايلة:  "نتحدث عن حرب دمرت القطاع سواء على البنية التحتية أو فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية.. بدون قبول دولي لا أحد يمكن أن يعود لإدارة غزة".

"نتحدث أيضا عن مشروع إعادة إعمار ومشروع إغاثة إنسانية، وبالتالي بدأ الحديث مبكرا عن الإدارات المدنية والدور الإسرائيلي الأمني للقطاع. وهذا يشرح الواقع"، وفق السبايلة.

ويشير السبايلة إلى المبادرة التي أعلنتها حماس قبل شهر، و"كأنها تدرك أن فكرة إدارة غزة لم تعد صالحة"، وفق تعبير الباحث السبايلة.

ما هي المبادرة؟

وفي الثاني من نوفمبر الحالي قدمت الحركة، بحسب رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، للوسطاء "تصورا شاملا يشمل فتح المسار السياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وحق تقرير المصير". 

وقال هنية في كلمة متلفزة نشرت في ذلك الوقت إن "التصور الذي قدمته الحركة يشمل صفقة لتبادل الأسرى، وفتح المعابر، ووقف إطلاق النار".

ويوضح الباحث السبايلة أنه "من الواضح أن حماس تبحث أن تكون ممثلا للشعب الفلسطيني، وهو ما تعكسه الرغبة في تبييض السجون، والصفقات التي تتجاوزها لتشمل كامل الفلسطينيين".

ويضيف السبايلة قوله: "أعتقد أنها ستسعى لأن تكون جزءا من المشهد السياسي، لكن من ناحية الإدارة قد لن تكون قادرة على فعل ذلك".

الجيش الإسرائيلي سيطر على مساحات كبيرة من غزة

ويعتقد الكاتب المدهون أنه "وفي حال بقيت إسرائيل كقوة احتلال في غزة ستواصل حماس مواجهتها ومقاومتها".

و"تعتبر الحركة نفسها أنها في مشروع حركة تحرر وطني وليس من أولوياتها السلطة، ولكن من أولوياتها أن يعيش الشعب في حرية وكرامة وأن يتم ترتيب الوضع السياسي وفق المشروع الوطني الفلسطيني الكلي"، بحسب المدهون.

وبينما يعتبر المدهون أن الحديث عن "غزة ما بعد الحرب" من المبكر التطرق إليه، يرى أن "حماس ما تزال تقاوم حتى اللحظة وتسيطر ولديها تحكم وسيطرة وقادرة على البقاء والاستمرار في الظروف والسيناريوهات المختلفة".

لكن المسؤول السابق في "البنتاغون"، ديفيد دي روش يرى المشهد الخاص بالحركة في غزة مغايرا لما سبق.

ويقول لموقع "الحرة: "لم يبد أي وكيل إيراني أي اهتمام على الإطلاق بتحقيق الاستقرار أو حكم المنطقة التي يسيطر عليها إلا كوسيلة لتحقيق الربح".

فيما يتعلق بالسؤال المتعلق بحماس وأنها ما تزال تتطلع إلى إدارة غزة أم لا، يشير دي روش إلى أن "قادة الحركة يقولون إن رعاية المدنيين هي مهمة الأمم المتحدة وأنهم مهتمون فقط بالكفاح".

ولذلك "ستستمر بعد الحرب كقوة تمرد دون أي شيء آخر"، كما يتوقع المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية.

"السلطة مستعدة ونتانياهو: لا"

وفي آخر المواقف المتعلقة بغزة ما بعد الحرب أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الأربعاء، استعداد السلطة الفلسطينية لتولي المسؤولية في القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية، وفق ما ينص عليه اتفاق أوسلو.

وفي تصريحات لقناة "الحرة"، أشار أبو ردينية إلى أن السلطة الفلسطينية ترسل منذ 30 عاما كل احتياجات غزة من الكهرباء والماء والغاز، والصحة والتعليم. وهناك 88 ألف موظف بين عامل ومتقاعد يتلقون معاشاتهم من ميزانية السلطة الفلسطينية.

وأضاف: "مستعدون لتولى مسؤولياتنا في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، كما اتفقنا في أوسلو ووفق الشرعية الدولية".

لكن هذه التصريحات جاءت بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن "السلطة الفلسطينية ليست مؤهلة بشكلها الحالي" لحكم غزة.

وقف القتال يهدف أيضا إلى السماح بزيادة كمية المساعدات الإنسانية

 واتهم نتانياهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدم إدانة هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، وذكر أن "بعض كبار وزراء عباس احتفلوا بالهجوم".  

ولا تتحدث الحالة الفلسطينية في الوقت الحالي عن البدائل بل التشاركية والتكامل، كما يوضح المدهون، ويقول إن "حماس مستعدة للانفتاح على كل الفصائل ولديها علاقات مع الجميع".

ويضيف: "لذلك لا بديل عن حركة حماس إلا حماس ولا بديل عن فتح إلا فتح ولا الجهاد إلا الجهاد"، مشيرا إلى أن "الحركة خاضت عدة حروب سابقة وحافظت على إدارتها بعد الانتهاء منها".

ورغم أن الحرب الحالية تبدو مختلفة اعتبر المدهون أن "لدى حماس قدرة على الضغط في الأزمات الكبرى ولديها قدرة على استعادة النظام الإداري والحيوية لعدة أسباب، كونها لا تنحصر في غزة فقط، بل قياداتها موزعون في الضفة والخارج وفي الشتات الفلسطيني".

وكان الجيش الإسرائيلي قدّر، الجمعة، أنه قتل حوالي ألف فرد من مسلحي حماس، وهو جزء صغير من القوة التي يبلغ عددها أكثر من 30 ألفا، التي قال إنها كانت في صفوف الحركة قبل الحرب.
 ومن المتوقع أن تستمر المرحلة الحالية من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة لأسابيع قبل أن يتجه الجيش الإسرائيلي نحو الجنوب، وفقا لتقييم المخابرات الأميركية الذي قدمه مسؤول أميركي لـ"وول ستريت".

وتتجه الأنظار حاليا إلى "صفقة الهدنة" التي ستدخل حيز التنفيذ، الخميس، وما إذا كانت ستتمدد بالتدريج أم تنتهي عند اليوم الخامس كما هو مقرر بالنسبة لها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة غزة ما بعد الحرب قطاع غزة أن حماس فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد شهور من العدوان الجوي والبري.. «فورين أفيرز»: المقاومة الفلسطينية «قوية» وانتصار إسرائيل «يَبْتعد»!

اعترفت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، القريبة من دوائر صنع القرار الأمريكى، بأن «تسعة أشهر من العمليات القتالية الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة لم تهزم المقاومة الفلسطينية، وأن إسرائيل ليست قريبة من هزيمة حماس».

وقالت المجلة (التى تؤخذ توصياتها واستشارتها على محمل الجد من قبل المسئولين الأمريكيين): إنه «منذ هجوم حماس في أكتوبر العام الماضي، غزت إسرائيل شمال وجنوب غزة بنحو 40 ألف جندي مقاتل، وهجّرت 80% من السكان قسراً».

ولفتت «فورين أفيرز» إلى أن إسرائيل «قتلت أكثر من 37 ألف شخص، وأسقطت نحو 70 ألف طن من القنابل على القطاع، وهو ما يتجاوز الوزن الإجمالي للقنابل التى تم إسقاطها على لندن ودريسدن وهامبورج طوال الحرب العالمية الثانية».

وأشارت المجلة الشهيرة إلى أن إسرائيل «دمرت وألحقت أضرارًا بأكثر من نصف المباني في غزة، وقيدت وصول المنطقة إلى المياه والغذاء والكهرباء، مما ترك السكان بالكامل على حافة المجاعة، وسط مزاعم من قادة إسرائيل بأن الهدف هو هزيمة حماس وإضعاف قدرتها».

ورغم الادعاءات الإسرائيلية، التي تحاول تبرير العدوان على المدنيين، قالت «فورين أفيرز» إن «قوة حماس آخذة في النمو فعلياً -!!- على غرار قوة الفيتكونج في فيتنام الجنوبية عامي 1966 و1967 أمام القوات الأمريكية، آنذاك».

ترى المجلة الأمريكية أن «حماس لا تزال قائمة، بعدما تطورت الحركة إلى قوة عصابات عنيدة ومميتة في غزة، مع استئناف العمليات القتالية في المناطق الشمالية التي كان من المفترض أن تقوم إسرائيل بتطهيرها قبل بضعة أشهر فقط».

أشارت المجلة إلى أن «الخلل الرئيسي في استراتيجية إسرائيل ليس فشل التكتيكات أو فرض قيود على القوة العسكرية، كما في فيتنام، بل ناجم عن سوء الفهم لمصادر قوة حماس، وبالتالي، فعدوان إسرائيل على غزة زاد قوة عدوها».

بحسب المجلة «يتم تركيز الاهتمام على عدد عناصر حماس، الذين قتلتهم إسرائيل، كما لو كانت هذه الإحصائية هي المقياس الأكثر أهمية لنجاح الحملة العسكرية، تقول إسرائيل إنها قتلت 14 ألفاً من نحو 40 ألفاً، هم عدد مقاتلي الحركة».

في المقابل، تقول حماس إنها فقدت ما يقرب من 8000 من مقاتليها، بينما تشير مصادر استخباراتية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي لقتلى الحركة نحو 10 آلاف، دون وجود تقييم حقيقي لهذه الأرقام، ولقوة حماس نفسها.

رغم خسائرها، لاتزال حماس تسيطر على مساحات واسعة من غزة، لاسيما المناطق التي تتركز فيها تجمعات مدنية في القطاع، حاليا، ووفقاً لتقييم إسرائيلي «أصبح لدى حماس مجموعات أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية من غزة».

أكدت «فورين أفيرز» أن «حماس تشن حرب عصابات، وتنصب كمائن وقنابل بدائية الصنع، غالبا ما تكون مصنوعة من ذخائر غير متفجرة أو من أسلحة الجيش الإسرائيلي، ومن المرجح أن لدى حماس نحو 15 ألف مقاتل جاهزين».

توضح الحركة أنه «لايزال أكثر من 80% من شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة للحركة صالحة للاستخدام في التخطيط وتخزين الأسلحة والتهرب من المراقبة والهجمات الإسرائيلية، وأن معظم القيادات العليا لحماس في غزة على حالها»!

نبهت المجلة إلى أن «قوة حماس لا تأتي من العوامل المادية النموذجية التي يستخدمها المحللون للحكم على قوة الدول، التى تشمل حجم اقتصادها، والتطور التكنولوجي لجيوشها، ومدى الدعم الخارجي الذي تتمتع به، وقوتها العسكرية».

بينت المجلة أن «المصدر الأكثر أهمية لقوة حماس وغيرها من الجهات المسلحة هو القدرة على التجنيد، وخاصة قدرتها على جذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الذين ينفذون عمليات الجماعة».

أضافت المجلة الأمريكية: «تكمن قدرة حماس على زيادة صفوفها فى حجم وشدة الدعم الذى تستمده من مجتمعها، الذى يعزز عبادة الاستشهاد ويكرم المقاتلين، ورغم قتل إسرائيل عدة آلاف من حماس، فإن هذه الخسائر يتم تعويضها».

خلُصت المجلة إلى أنه «بعد تسعة أشهر من الحرب المرهقة، لا يوجد حل عسكري فقط لهزيمة حماس التى يزداد عدد مقاتليها، كما أنها لن تختفى فى أى وقت قريب، وأن استراتيجية إسرائيل العدوانية تعزز قوة حماس»!

اقرأ أيضاًالمقاومة الفلسطينية تفجّر آليات متنوعة للاحتلال في تل السلطان برفح

الغول المرعب.. لحظة قنص المقاومة الفلسطينية لرقيب جيش الاحتلال «إيال شاينز»|«فيديو»

بصواريخ متنوعة.. المقاومة الفلسطينية تستهدف تجمعًا للاحتلال ومقر قيادته

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: إسرائيل تريد وقف الحرب حتى لو بقيت حماس
  • إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.. وكبار الجنرالات يطالبون بالتوقف
  • أميركا والصين تستعدان لحرب كبرى تستمر لسنوات.. فلمن ستكون الغلبة؟
  • حرب غزة.. إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة ونتنياهو يوافق على مشاركة السلطة في إدارة القطاع
  • انقسام بالداخل الإسرائيلي بشأن خطة اليوم التالي للحرب في غزة
  • صراع اليوم التالي في غزة ورهان الغرب المرتعش
  • حماس غير معنية بانتقال إسرائيل الى المرحلة الثالثة للحرب: جبهات الإسناد مستمرّة
  • تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة
  • أكاديمي إسرائيلي يستعرض تاريخ الصراع مع حماس.. لن ترفع الراية البيضاء
  • بعد شهور من العدوان الجوي والبري.. «فورين أفيرز»: المقاومة الفلسطينية «قوية» وانتصار إسرائيل «يَبْتعد»!