الحرة:
2024-12-25@05:48:57 GMT

هل حماس معنية باليوم التالي لحرب غزة؟

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

هل حماس معنية باليوم التالي لحرب غزة؟

رغم السيناريوهات التي طرحت لـ"غزة ما بعد الحرب"، إلا أن الصورة لا تزال "قاتمة وسيئة" بشأن من سيحكم تلك البقعة الملتهبة والمكتظة بالسكان، وفق ما يطرحه تحليل، يشير إلى أن حماس نفسها "قد لا تبدو مهتمة" بالعودة لحكم غزة.

ويقول التحليل، الذي نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، إن من الصعب تطبيق السيناريوهات التي يتحدث عنها البعض، لأسباب تتعلق بواقع مفروض على الأرض، مشيرا إلى جزئية لافتة ترتبط بحركة حماس، وأنها "لا تبدو مهمتة في العودة لحكم غزة"، في مقابل أنها "تريد إدارة الأمور من خلف الكواليس، بالتوازي مع المحافظة على قوتها العسكرية وبنيتها التحتية".

العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة في غزة

وفي أكثر من تقرير استعرضت وسائل إعلام غربية، احتمالات "غزة ما بعد الحرب"، وكان أبرزها تلك الخاصة بنشر قوات عربية في القطاع المحاصر فضلا قوات أممية، وخيارات أخرى تتعلق بتولي السلطة الفلسطينية زمام الإدارة أو أن تتولى إسرائيل المسؤولية الأمنية كاملة، كما أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.

لكن، جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، يقول في التحليل الذي كتبه لمجلة "فورين أفيرز" إنه لا توجد حلول سهلة في متناول اليد، سواء بالنسبة لإسرائيل التي تواصل حربها أو الولايات المتحدة الأميركية، التي طرحت منذ اليوم الأول على الأخيرة سؤالا مفاده: ما هي خطة اليوم التالي لغزة ما بعد انتهاء الحرب؟ 

هل حماس معنية؟

ومنذ بدء الحرب وحتى الآن يخيم مشهدٌ عسكري على حماس، سواء فيما يتعلق بالقرارات التي تتخذها أو بالتحركات التي تعلن عنها، والتي ترتبط في غالبيتها بالميدان، إذ تعلن بين يوم وآخر استهداف عربات ودبابات تابعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

ونادرا ما تطرقت الحركة إلى مسارات الإدارة الخاصة بها في القطاع، خلال أيام الحرب الماضية، أو عندما طرحت هذه القضية ضمن سيناريوهات ما بعد الحرب، والتي لم يحجز أي اسم للحركة، بينما أعطت خيارات عن الجهة التي ستكون بديلة عنها.

من جانب الحركة يعتقد الكاتب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، أن حماس "مهتمة الآن بإدارة المعركة وبمواجهة العدوان الإسرائيلي وبمحاولة منع الاحتلال من السيطرة على غزة وتحقيق أهدافه بتهجير الشعب الفلسطيني".

ولذلك "هي تؤجل الحديث وبحث ما بعد العدوان وما بعد الحرب".

ويقول المدهون لموقع "الحرة" إن "حماس مستعدة لكل السيناريوهات، وهي لا تطرح أبدا أن يتم استثنائها من أي ترتيبات قادمة".

فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة درويش في مخيم النصيرات للاجئين في قطاع غزة

"هي منفتحة ولديها مرونة كاملة مع الجميع بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وأهل قطاع غزة"، وما يزال جهازها الإداري والحكومي يعمل بحيوية وبشكل فاعل ووفق نظام الطوارئ، بحسب المدهون.

وعلى الرغم من عدم وجود استقرار، يضيف المدهون أن "الحركة قادرة على الإدارة، ومن الصعب تجاهلها في قطاع غزة".

لكن الدكتور، عامر السبايلة، وهو أستاذ جامعي ومحلل جيوسياسي، يرى أن حماس "وبلا شك لن تكون قادرة على إدارة قطاع غزة في الوقت الحالي".

وفي حديث لموقع "الحرة"، يقول السبايلة:  "نتحدث عن حرب دمرت القطاع سواء على البنية التحتية أو فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية.. بدون قبول دولي لا أحد يمكن أن يعود لإدارة غزة".

"نتحدث أيضا عن مشروع إعادة إعمار ومشروع إغاثة إنسانية، وبالتالي بدأ الحديث مبكرا عن الإدارات المدنية والدور الإسرائيلي الأمني للقطاع. وهذا يشرح الواقع"، وفق السبايلة.

ويشير السبايلة إلى المبادرة التي أعلنتها حماس قبل شهر، و"كأنها تدرك أن فكرة إدارة غزة لم تعد صالحة"، وفق تعبير الباحث السبايلة.

ما هي المبادرة؟

وفي الثاني من نوفمبر الحالي قدمت الحركة، بحسب رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، للوسطاء "تصورا شاملا يشمل فتح المسار السياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وحق تقرير المصير". 

وقال هنية في كلمة متلفزة نشرت في ذلك الوقت إن "التصور الذي قدمته الحركة يشمل صفقة لتبادل الأسرى، وفتح المعابر، ووقف إطلاق النار".

ويوضح الباحث السبايلة أنه "من الواضح أن حماس تبحث أن تكون ممثلا للشعب الفلسطيني، وهو ما تعكسه الرغبة في تبييض السجون، والصفقات التي تتجاوزها لتشمل كامل الفلسطينيين".

ويضيف السبايلة قوله: "أعتقد أنها ستسعى لأن تكون جزءا من المشهد السياسي، لكن من ناحية الإدارة قد لن تكون قادرة على فعل ذلك".

الجيش الإسرائيلي سيطر على مساحات كبيرة من غزة

ويعتقد الكاتب المدهون أنه "وفي حال بقيت إسرائيل كقوة احتلال في غزة ستواصل حماس مواجهتها ومقاومتها".

و"تعتبر الحركة نفسها أنها في مشروع حركة تحرر وطني وليس من أولوياتها السلطة، ولكن من أولوياتها أن يعيش الشعب في حرية وكرامة وأن يتم ترتيب الوضع السياسي وفق المشروع الوطني الفلسطيني الكلي"، بحسب المدهون.

وبينما يعتبر المدهون أن الحديث عن "غزة ما بعد الحرب" من المبكر التطرق إليه، يرى أن "حماس ما تزال تقاوم حتى اللحظة وتسيطر ولديها تحكم وسيطرة وقادرة على البقاء والاستمرار في الظروف والسيناريوهات المختلفة".

لكن المسؤول السابق في "البنتاغون"، ديفيد دي روش يرى المشهد الخاص بالحركة في غزة مغايرا لما سبق.

ويقول لموقع "الحرة: "لم يبد أي وكيل إيراني أي اهتمام على الإطلاق بتحقيق الاستقرار أو حكم المنطقة التي يسيطر عليها إلا كوسيلة لتحقيق الربح".

فيما يتعلق بالسؤال المتعلق بحماس وأنها ما تزال تتطلع إلى إدارة غزة أم لا، يشير دي روش إلى أن "قادة الحركة يقولون إن رعاية المدنيين هي مهمة الأمم المتحدة وأنهم مهتمون فقط بالكفاح".

ولذلك "ستستمر بعد الحرب كقوة تمرد دون أي شيء آخر"، كما يتوقع المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية.

"السلطة مستعدة ونتانياهو: لا"

وفي آخر المواقف المتعلقة بغزة ما بعد الحرب أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الأربعاء، استعداد السلطة الفلسطينية لتولي المسؤولية في القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية، وفق ما ينص عليه اتفاق أوسلو.

وفي تصريحات لقناة "الحرة"، أشار أبو ردينية إلى أن السلطة الفلسطينية ترسل منذ 30 عاما كل احتياجات غزة من الكهرباء والماء والغاز، والصحة والتعليم. وهناك 88 ألف موظف بين عامل ومتقاعد يتلقون معاشاتهم من ميزانية السلطة الفلسطينية.

وأضاف: "مستعدون لتولى مسؤولياتنا في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، كما اتفقنا في أوسلو ووفق الشرعية الدولية".

لكن هذه التصريحات جاءت بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن "السلطة الفلسطينية ليست مؤهلة بشكلها الحالي" لحكم غزة.

وقف القتال يهدف أيضا إلى السماح بزيادة كمية المساعدات الإنسانية

 واتهم نتانياهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدم إدانة هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، وذكر أن "بعض كبار وزراء عباس احتفلوا بالهجوم".  

ولا تتحدث الحالة الفلسطينية في الوقت الحالي عن البدائل بل التشاركية والتكامل، كما يوضح المدهون، ويقول إن "حماس مستعدة للانفتاح على كل الفصائل ولديها علاقات مع الجميع".

ويضيف: "لذلك لا بديل عن حركة حماس إلا حماس ولا بديل عن فتح إلا فتح ولا الجهاد إلا الجهاد"، مشيرا إلى أن "الحركة خاضت عدة حروب سابقة وحافظت على إدارتها بعد الانتهاء منها".

ورغم أن الحرب الحالية تبدو مختلفة اعتبر المدهون أن "لدى حماس قدرة على الضغط في الأزمات الكبرى ولديها قدرة على استعادة النظام الإداري والحيوية لعدة أسباب، كونها لا تنحصر في غزة فقط، بل قياداتها موزعون في الضفة والخارج وفي الشتات الفلسطيني".

وكان الجيش الإسرائيلي قدّر، الجمعة، أنه قتل حوالي ألف فرد من مسلحي حماس، وهو جزء صغير من القوة التي يبلغ عددها أكثر من 30 ألفا، التي قال إنها كانت في صفوف الحركة قبل الحرب.
 ومن المتوقع أن تستمر المرحلة الحالية من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة لأسابيع قبل أن يتجه الجيش الإسرائيلي نحو الجنوب، وفقا لتقييم المخابرات الأميركية الذي قدمه مسؤول أميركي لـ"وول ستريت".

وتتجه الأنظار حاليا إلى "صفقة الهدنة" التي ستدخل حيز التنفيذ، الخميس، وما إذا كانت ستتمدد بالتدريج أم تنتهي عند اليوم الخامس كما هو مقرر بالنسبة لها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة غزة ما بعد الحرب قطاع غزة أن حماس فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

اليوم التالي الفلسطيني في غزة

لقد وصل الوضع في غزة إلى منعطف حرج، حيث تشير التقارير إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل وتبادل الأسرى قد يكون أقرب من أي وقت مضى. ومع ذلك، فإن تعقيد المشهد السياسي والاجتماعي والاستراتيجي المحيط بالصراع يتطلب استكشافا أعمق لتداعياته ودوافعه الأساسية ونتائجه المحتملة. يوفر مسار هذه التطورات عدسة للديناميكيات الجيوسياسية الأوسع والتحديات الدائمة التي تواجه القضية الفلسطينية.

سياق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

إن المؤشرات التي تشير إلى أن وقف إطلاق النار قد يتحقق، بشرط غياب الشروط الجديدة من جانب إسرائيل، تؤكد على الطبيعة الهشة للمفاوضات. اقترحت حركة حماس أن هذا الاتفاق قد يتحقق بحلول نهاية العام، شريطة ألا يتدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرقلته. وهذا يشير إلى تفاؤل حذر، معتدل بالاعتراف بالعقبات الكامنة في أي مفاوضات تنطوي على خصوم مستعمرين لهم سوابق مهمة في تقويض الاتفاقات والمفاوضات السابقة.

وفي حين أن مثل هذا الاتفاق قد يجلب الإغاثة الفورية للمدنيين في غزة، الذين تحملوا معاناة هائلة بسبب الجرائم الإسرائيلية المستمرة، فإنه يثير أيضا المخاوف بشأن احتمال أن تكون هذه الهدنة المؤقتة بمثابة مقدمة لمزيد من العنف. تاريخيا، كانت وقف إطلاق النار في هذا السياق يستخدم في كثير من الأحيان كهدنة استراتيجية، مما يمكّن الأطراف -وخاصة إسرائيل- من إعادة التجمع عسكريا وسياسيا. هذا الاحتمال ذو الحدين يتطلب اليقظة بين القادة الفلسطينيين، الذين يجب عليهم إيجاد التوازن الدقيق بين اغتنام الفرص للإغاثة قصيرة الأجل وحماية التطلعات الطويلة الأجل لشعبهم.

صمود غزة الدائم، على الرغم من العدوان المستمر، يعكس التزام شعبها الثابت بحقوقه وهويته، هذا الصمود يفرض مسؤولية عميقة على القادة الفلسطينيين لرسم مسار يكرم التضحيات المقدمة. لا يمكن المبالغة في ضرورة تبني موقف مبدئي ضد التسوية، وخاصة في مواجهة الضغوط الخارجية
صمود غزة والحتمية الاستراتيجية

إن صمود غزة الدائم، على الرغم من العدوان المستمر، يعكس التزام شعبها الثابت بحقوقه وهويته، هذا الصمود يفرض مسؤولية عميقة على القادة الفلسطينيين لرسم مسار يكرم التضحيات المقدمة. لا يمكن المبالغة في ضرورة تبني موقف مبدئي ضد التسوية، وخاصة في مواجهة الضغوط الخارجية.

في الوقت نفسه، يتعين على قيادة غزة أن تتعامل مع انتشار الأجندات الخارجية، والتي صُممت العديد منها لتخفيف أو إخماد القضية الفلسطينية. إن مشاركة الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، تحت ستار إعادة الإعمار وبناء السلام، غالبا ما تخفي دوافع خفية. إن دعوة السيناتور ليندسي غراهام للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لقيادة الجهود الرامية إلى إنشاء "كيان فلسطيني" يتعايش بسلام مع إسرائيل توضح هذه الديناميكية. وفي حين يتم التستر عليها بلغة التنمية والمصالحة، فإن مثل هذه المقترحات تتوافق في كثير من الأحيان مع استراتيجيات أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي بطرق تقوض السيادة الفلسطينية وتقرير المصير.

إعادة الإعمار وأبعادها الخفية

أصبح السرد المحيط بإعادة إعمار غزة نقطة محورية في الخطاب الدولي، وفي حين أن جهود إعادة الإعمار ضرورية لمعالجة الأزمة الإنسانية المباشرة، إلا أنها لا ينبغي أن تكون بمثابة ذريعة لفرض أطر سياسية خارجية تتجاهل تطلعات سكان غزة. إن مفهوم "النظام السياسي الهجين" المصمم ليتماشى مع الرؤى الأجنبية للاستقرار والسيطرة يرمز إلى محاولات إضعاف القضية الفلسطينية. يجب على أي نهج لإعادة الإعمار أن يعطي الأولوية لأصوات واحتياجات شعب غزة على المصالح الاستراتيجية للقوى الخارجية.

دور الجهات الفاعلة الإقليمية والتطبيع

لقد أدى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، إلى تعقيد الديناميكيات الإقليمية بشكل أكبر. تسلط الاجتماعات الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والقادة الإماراتيين الضوء على تقاطع التطبيع مع الأجندات الجيوسياسية الأوسع، وغالبا ما تنطوي هذه التفاعلات على مناقشات حول التخطيط لما بعد الحرب والاستراتيجية الإقليمية، والتي تهدف ظاهريا إلى تعزيز الاستقرار ولكنها غالبا ما تتماشى مع أهداف إسرائيل طويلة الأجل.

بالنسبة للفلسطينيين، تؤكد مثل هذه التطورات على ضرورة الحفاظ على الوحدة والانسجام بينهم في تشكيل مستقبلهم، وتثير الطبيعة السرية لهذه المشاركات مخاوف بشأن تآكل التضامن داخل العالم العربي وإمكانية التطبيع لتشجيع الجهود الرامية إلى تهميش القضية الفلسطينية.

الوضع المتكشف في غزة يقدم فرصا وتحديات في الوقت نفسه، وفي حين أن احتمال وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يقدم بصيصا من الأمل، فمن الضروري التعامل مع هذه التطورات بعين ناقدة. إن التفاعل بين المرونة المحلية والديناميكيات الإقليمية والأجندات الدولية يتطلب استجابة استراتيجية ومبدئية من جانب القادة الفلسطينيين
إن ضرورة الوحدة الفلسطينية تكمن في قلب هذه التطورات، حيث يكمن المبدأ الذي لا يقبل الجدل في أن مستقبل غزة وفلسطين يجب أن يحدده شعبها. إن المرونة والصمود اللذين أظهرهما الفلسطينيون في مواجهة الشدائد يشكلان شهادة على التزامهم الثابت بأرضهم وهويتهم وحقوقهم. إن أي محاولات خارجية لإملاء شروط مستقبلهم لا تهدد فقط بتقويض سيادتهم، بل وتؤدي أيضا إلى إدامة دورة الصراع والمقاومة.

إن العبء يقع على عاتق القادة الفلسطينيين لاستغلال هذه اللحظة لتعزيز الوحدة والتعبير عن رؤية متماسكة لفترة ما بعد الحرب، وهذا يتطلب معالجة الاحتياجات الإنسانية الفورية مع مقاومة الضغوط للرضوخ لأجندات خارجية تعرض النضال الأوسع من أجل العدالة وتقرير المصير للخطر.

إذا، الوضع المتكشف في غزة يقدم فرصا وتحديات في الوقت نفسه، وفي حين أن احتمال وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يقدم بصيصا من الأمل، فمن الضروري التعامل مع هذه التطورات بعين ناقدة. إن التفاعل بين المرونة المحلية والديناميكيات الإقليمية والأجندات الدولية يتطلب استجابة استراتيجية ومبدئية من جانب القادة الفلسطينيين.

وفي حين تجتاز غزة هذه اللحظة الحرجة، فإن الأولوية الشاملة يجب أن تظل الحفاظ على الوحدة الفلسطينية وحماية قضيتهم من الاستنزاف أو الاستيعاب. إن التضحيات التي تحملها شعبها تتطلب مستقبلا يتشكل وفقا لتطلعاتهم، خاليا من فرض الأطر الخارجية. وفي هذا السياق، يتطلب المسار إلى الأمام ليس فقط المقاومة الثابتة للظلم، ولكن أيضا جهدا استباقيا لتحديد ومتابعة رؤية التحرير المتجذرة في مبادئ تقرير المصير والكرامة والعدالة.

مقالات مشابهة

  • WP: عملية السلطة في جنين لها علاقة بالحصول على دور في غزة بعد الحرب
  • WP: عملية السلطة بجنين لها علاقة بالحصول على دور في غزة بعد الحرب
  • حماس: نحذر من خطاب التحشيد المناطقي وآثاره على النسيج الوطني
  • يابوس تحت القصف: محاولات جر الحركة الشعبية إلى الحرب
  • حماس تحذر وتدين انتهاكات السلطة في الضفة الغربية
  • ارتقاء طفل برصاص السلطة في مخيم جنين
  • سموتريتش: نعارض التوصل لصفقة تبادل مع حماس وسنبذل كل ما في وسعنا لمنعها
  • حماس تدين انتهاكات السلطة الفلسطينية وخطاب التحشيد المجتمعي ضد المقاومة
  • اليوم التالي الفلسطيني في غزة
  • كيف يستغل نتنياهو الحرب للبقاء في السلطة؟| أستاذ علوم سياسية يجيب