عقدت وزارة التغير المناخي والبيئة أمس المجلس السادس ضمن مبادرة “مجلس صناع التغيير لــ COP28″، وذلك في فندق ريتز كارلتون صحراء الوادي في إمارة رأس الخيمة، لمناقشة الدور الحيوي لإزالة الكربون في مسيرة الدولة نحو تحقيق الحياد المناخي، مستعرضاً آراء المشاركين حول الحلول المبتكرة اللازمة لتعزيز جهود الإمارات نحو إزالة الكربون.

وتتألف المبادرة من ثمانية مجالس تنعقد قبيل انطلاق مؤتمر الأطراف COP28 نهاية الشهر الجاري في الإمارات، وذلك بمشاركة عدد من القادة والخبراء في مجال المناخ من الحكومة والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي ومختلف القطاعات المجتمعية.

وترأس المجلس معالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، وأدارت الجلسة منى العمودي مدير إدارة التغير المناخي في الوزارة، بحضور كل من سعادة الدكتور سيف الغيص، المدير العام لهيئة حماية البيئة والتنمية في إمارة رأس الخيمة، وسعادة المهندس إسماعيل حسن البلوشي مدير عام هيئة رأس الخيمة للمواصلات، وسعادة هبة فطاني مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة رأس الخيمة.

وشهد المجلس حضور عدد من قيادات وزارة التغير المناخي والبيئة، وهم سعادة المهندس محمد موسى الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنوع الغذائي، سعادة المهندسة عذيبة القايدي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة بالوكالة، وسعادة شيخة أحمد آل علي وكيل الوزارة المساعد لقطاع المناطق بالوكالة.

وأكدت معالي مريم المهيري أن دولة الإمارات تلعب دور ريادي في مسيرة العمل المناخي العالمي، وكانت أول دولة في المنطقة التي تعلن عن هدفها في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، مشيرة إلى أن تلك الرؤية تمت ترجمتها بشكل عملي من خلال إطلاق الحكومة “استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050” والتي ستعمل على خفض الانبعاثات من ست قطاعات رئيسية هي الطاقة والصناعة والزراعة والنفايات والنقل والبناء، وهو ما يستلزم إيجاد حلول عملية لإزالة الكربون من تلك القطاعات الحيوية.

وأشارت معاليها إلى الدور الكبير الذي يقوم به القطاع الخاص في جهود إزالة الكربون، والذي تعول دولة الإمارات عليه خلال السنوات المقبلة لتحقيق تقدم ملحوظ وفق الخطط الموضوعة ضمن الاستراتيجية، مشيدة بدور الشركات الموقعة على تعهد الشركات المسؤولة مناخياً ضمن مبادرة “الحوار الوطني للطموح المناخي” والذين يعتبرون نواة لتحقيق الحياد المناخي في مختلف القطاعات المستهدفة. مؤكدة في الوقت نفسه أن مؤتمر الأطراف COP28 الذي ينطلق في الإمارات خلال نحو أسبوع سيكون فرصة لتبادل الخبرات والتجارب من أجل إيجاد المزيد من الحلول لإزالة الكربون.

وخلال المجلس، أكدت معالي مريم المهيري على أهمية النظر إلى ما هو أبعد من الطاقة والصناعة عند التفكير في الحد من الانبعاثات الكربونية. “إذا أردنا تحقيق هدفنا المتمثل في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، فعلينا مواجهة العوامل الرئيسية الأخرى المساهمة في بصمتنا الكربونية. فعلى سبيل المثال، تمثل النظم الغذائية ما يصل إلى 33% من إجمالي الانبعاثات، وفي جميع أنحاء العالم، تعد الزراعة أكبر مستخدم منفرد للمياه العذبة”.

وسلطت معالي وزيرة التغير المناخي والبيئة الضوء على “برنامج إعادة استخدام المياه والري الفعال” و”برنامج الطاقة من المياه” في رأس الخيمة، ضمن “استراتيجية رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة 2040”. وقالت في هذا الصدد: “هذان مثالان رائدان على المبادرات التي تساهم في مواجهة تأثير أنظمتنا الخاصة بالغذاء والنفايات والمياه على الكوكب. تلعب مثل هذه المبادرات على مستوى الإمارة دوراً حيوياً في تحقيق طموحات الدولة، ونحن بحاجة إلى التفكير في كيفية الارتقاء بها إلى المستوى الوطني”.

واختتمت معالي مريم المهيري حديثها بالقول: “إن استثمارنا في الطاقة النظيفة والتقنيات الجديدة في جميع القطاعات يساهم في سرعة انتقالنا إلى اقتصاد منخفض الكربون. وتوفر عملية إزالة الكربون فرصاً كبيرة، من خلق فرص العمل إلى الشراكات والفرص التعليمية. وإذا تمكنا من العمل المشترك، فيمكننا تحقيق كامل نطاق هذه الفوائد للناس وكوكب الأرض”.

ومن جهته، وجه سعادة الدكتور سيف الغيث الشكر إلى وزارة التغير المناخي والبيئة على تنظيم مجلس صناع التغيير لـ COP28 الذي يعكس حرص الوزارة على التواصل المستمر مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع للمشاركة في جهود الدولة الرامية إلى خلق مستقبل مستدام للجميع.

وأشار سعادته إلى أهمية بذل المزيد من جهود إزالة الكربون وخفض الانبعاثات في القطاعات المستهدفة مع ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بما يعرف بتقنيات مصرف الكربون أو بالوعة ثنائي أكسيد الكربون التي تعد خزانا حيويا أو اصطناعيا يقوم بتجميع ثاني أكسيد الكربون لفترة غير محددة. وأكد سعادته بأن مختلف الجهات المعنية في الإمارة والقطاع الخاص على استعداد دائم للحوار والنقاش مع الوزارة لتعزيز التقدم نحو تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050.

ومن جانبه، أشار سعادة المهندس إسماعيل حسن البلوشي إلى أن تعزيز وعي الشباب وأفراد المجتمع يساهم بشكل مباشر في جهود إزالة الكربون من خلال تبنيهم نمط حياة مستدام، وهو ما سوف يساعد الحكومة على تقديم خطوات أكبر في مسيرة التحول الأخضر في قطاعات متعددة منها النقل والمواصلات. كما أشار سعادته إلى أنه من الضروري أن يكون هناك مشروعات مستدامة في كل إمارات الدولة تساهم في تعزيز نمط الحياة المستدام لأفراد المجتمع لتكون بمثابة دافع لبذل الحكومة المزيد من المشاريع ذات الصلة وهو ما أكدت عليه معالي المهيري من خلال إبرازها تحول الإمارات نحو بناء مدن مستدامة، لتشجيع المجتمع على تبني هذا النمط الجديد في الحياة القائم على الحركة والنشاط والزراعة، وتبني سلوكيات مستدامة في استهلاك الطاقة والمياه وغيرها، وأشارت معاليها إلى توسع كل إمارات الدولة في بناء مدن مستدامة في المستقبل، وهو ما سيساهم في تقليل الاستهلاك وخفض الانبعاثات.

وأشارت سعادة هبة فطاني، إلى دور الإعلام البارز في هذا التوجه من خلال تبادل المعلومات والبيانات بين الجهات الاتحادية مثل وزارة التغير المناخي والبيئة والمكاتب الإعلامية وكل وسائل الإعلام من أجل المساهمة في تثقيف المجتمع وإلقاء الضوء على المشاريع والتوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.

واستعرض الحضور في مجلس صناع التغيير لــ COP28 سبل إزالة الكربون من مختلف القطاعات الحيوية ومنها إنتاج الطاقة والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة كالأسمنت وغيرها، مع ضرورة تعزيز مرونة السياسات والقوانين التي تسمح للقطاع الخاص بالاستثمار بشكل أكبر في تكنولوجيا إزالة وتخزين الكربون في تلك الصناعات والتوسع في سوق الإمارات فيما بينت معالي المهيري أن الإمارات تعمل بجانب تمكين تكنولوجيا إزالة الكربون على نشر الحلول القائمة على الطبيعة والتي تعمل كخزانات طبيعية للكربون مثل أشجار القرم التي تنوي الدولة زراعة 100 مليون شجرة منها بحلول عام 2030.

كما ألقى المجلس الضوء على ضرورة التوسع في إيجاد حلول لبدائل الوقود، وإيجاد معايير خاصة بدولة الإمارات في هذا الإطار ونشر استخدامها على مختلف الصناعات، وهو ما سيساهم في الحد من النفايات والانبعاثات في الوقت نفسه.

كما تمت الإشارة إلى جبال الحجر في رأس الخيمة وأهميتها في استخراج الهيدروجين كوقود نظيف في المستقبل، ما يساهم في خفض الانبعاثات باستخدامه في مختلف الصناعات. واستعرض المجلس كذلك سبل إزالة الكربون من قطاع النقل البحري في رأس الخيمة وكافة إمارات الدولة، ما يتطلب تعاونا بين العديد من الجهات الاتحادية والمحلية في كل إمارة بما يواكب أحدث المعايير العالمية وبما يعزز مكانة الدولة في هذا القطاع الاستراتيجي المهم.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حزب المصريين: القيادة السياسية أحدثت طفرة تنموية غير مسبوقة بمختلف القطاعات

قال المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب المصريين، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، إن جماعة الإخوان الإرهابية ولجانها الإلكترونية المأجورة والمنصات والقنوات المأجورة في الخارج تبث شائعات مغرضة ضد الدولة المصرية بهدف تأجيج الرأي العام، والنيل من الاقتصاد.

وأضاف «أبو العطا»، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية تتعرض لحرب شائعات هدفها التشكيك في إنجازات الدولة ومواقفها في مختلف القضايا سواء المحلية أو الإقليمية، موضحا أن مصر خلال الفترة الأخيرة تواجه شائعات لا مثيل لها وعلى مدار الساعة ويوميا بهدف بث روح الفرقة وإضعاف الروح المعنوية، ومشاعر الإحباط واليأس خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت بيئة خصبة لبث الشائعات دون التأكد من صحة المعلومات، وتحقق انتشارا واسعا في مدة زمنية قصيرة.

ضرورة شرح أبعاد الأزمة الاقتصادية بشكل متوازن بالنشرات الإخبارية 

وأوضح رئيس حزب المصريين، أن وسائل الإعلام يجب أن يكون لها دور مؤثر في مختلف القضايا، وأبرزها القضايا الاقتصادية، وشرح أبعاد الأزمة الاقتصادية بشكل متوازن بالنشرات الإخبارية والبرامج، مع تنويع أساليب المعالجة، وإتاحة الفرصة لمشاركة الجمهور، لدحض هذه الشائعات وكذلك في المجالات السياسية والأمنية.

وأشار إلى أن القيادة السياسية أحدثت طفرة تنموية غير مسبوقة في مختلف القطاعات، بعدما كانت تعاني مصر من التدهور في عدة مجالات بعد ثورة 30 يونيو، فضلاً عن التحديات الكبيرة التي تمثلت في مكافحة الإرهاب بسيناء.

تنفيذ مشروعات قومية عملاقة 

وأكد أن الدولة المصرية نفذت مشروعات قومية عملاقة حسنت بدورها حياة المواطنين وعززت الجمهورية الجديدة، ما أثار حفيظة أعداء الوطن الذين يسعون إلى نشر الشائعات بهدف التشكيك في هذه الإنجازات، مطالبا الشعب المصري العظيم بعدم الانسياق وراء الشائعات والأبواق المعادية المغرضة التي تستهدف النيل من الوطن، وتعزيز الوعي المجتمعي ووضع ملف صناعة الوعي ضمن أولويات الحكومة المصرية.

مقالات مشابهة

  • جناح الإمارات في COP29 يناقش سبل تطوير آليات التمويل المناخي
  • برنامج "منصة الإطلاق" يتيح للشركات الناشئة استعراض تقنيات خفض الكربون
  • برنامج «منصة الإطلاق» من «المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي» يتيح لشركات ناشئة ومشاريع صغيرة ومتوسطة استعراض تقنيات خفض الكربون قبل مؤتمر الأطراف (كوب 29)
  • رئيس الدولة: الإمارات تسهم في تسريع العمل المناخي بالعالم
  • رئيس الدولة: الإمارات حريصة على التعاون مع مختلف الأطراف لدفع العمل المناخي
  • محمد بن زايد: الإمارات حريصة على دعم التعاون الدولي لتعزيز العمل المناخي
  • حزب المصريين: القيادة السياسية أحدثت طفرة تنموية غير مسبوقة بمختلف القطاعات
  • رئيس الدولة: «اتفاق الإمارات» التاريخي الناتج عن «كوب 28» يعزز العمل المناخي
  • رئيس الدولة يغادر أذربيجان بعد زيارة عمل شارك خلالها في افتتاح «قمة قادة دول العالم للعمل المناخي»
  • رئيس الدولة يحضر افتتاح قمة قادة دول العالم للعمل المناخي في كوب 29