3 أصوات مبدعة في «بيت الشعر» بالشارقة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة البطائح والشارقة.. ديربي «التلميذ والأستاذ» سلطان بن أحمد القاسمي يفتتح منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفرضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية يوم الثلاثاء، الموافق 21 نوفمبر 2023، شارك فيها الشعراء: عبدالسلام حاج نجيب، محمود الجيلي، وحسام شديفات، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر، وقدمتها نور نصرة التي أشادت بتجربة بيت الشعر في الحياة الثقافية، كونه يعمل بشكل مباشر على تجديد إلهام الشعر من خلال إبراز الأصوات الشعرية المختلفة، ومن ثم الاحتفاء بالنماذج الحقيقية في الشعر من أصحاب التجارب المحلقة في فضاء الشعرية العربية، مشيدة أيضاً بتفاعل الجمهور مع الأمسيات، والحضور بكثافة في ظل الدعم غير المحدود من قبل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تمثل مبادراته الثقافية شريان حياة للشعر والشعراء.
وقد حلقت قصائد الشعراء في فضاء الدهشة، واتسمت بالجمال، برمزيتها العالية ومجازاتها المحلقة، لتبرز أشكالهم الفنية المتنوعة، فقد انسجمت كلماتهم الشعرية مع كل ما هو إنساني، فجاءت صورهم محملة بالدلالات التي غمرت الحضور بجمال الإبداع، ودهشة الإيقاع، إذ عبروا في قصائدهم عن هموم الذات، وأحلام المستقبل، فلامست كلماتهم القلوب وعبرت للمتلقي دون تكلف.
وافتتح القراءات الشاعر عبدالسلام حاج نجيب بمقطوعات من شعره، كشفت عن طاقات جمالية يمتلكها، لتفيض على الحضور دهشة وجمالاً، حيث عبرت المقطوعة الأولى عن أمنيات حائرة، ترتحل في قلب الشاعر لكي يستعيد الزمان الجميل. ثم قرأ مقطوعة أخرى محملة بالدلالات الإنسانية في شراع الحياة، ومحطاتها المتعرجة، فجسد ببلاغة خطاه العابرة، وهو مسكون بعطر التشبيهات وحميميتها.
وقرأ الشاعر محمود الجيلي مجموعة من القصائد التحمت بمواجدها مع وجدان الجمهور الذي تفاعل بإيجابية، وتميزت قصائده بطابعها الأليف في الصورة والخيال، وكأنه يكتب جزءاً من سيرته بقالب رومانسي يفيض بالحيوية والجمال. ثم قرأ قصيدة أخرى تتميز بطابعها الغنائي، بأسلوب درامي معبر، لا يستنفد الحس الموسيقي ودلالاته، فهو يقيم حواره الشعري بألفة من خلال الوصف الحالم.
واختتم القراءات الشاعر حسام شديفات الذي استطاع بلغته البليغة بدلالاتها أن يأسر القلوب، وقرأ قصيدة بعنوان «الحقيقة»، وفيها يبدو الشاعر متوهجاً في الكلمات، متشبعاً بفكرته وهو يستحضر حقيقية القول الذي يملأ كيانه. ثم ألقى نصاً آخر بعنوان «بتهوفن» وهو نص مشحون بصدق العاطفة وفضاء الفلسفة والتأمل الوجودي.
وفي الختام، كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمتها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بيت الشعر الشارقة منتدى الثلاثاء محمد البريكي بیت الشعر
إقرأ أيضاً:
دراسة نقدية حول مظاهر التجديد في الشعر العربي
محمد عبدالسميع (الشارقة)
في معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 43، وقع الباحث والناقد الأمير كمال فرج كتابه الجديد «القصيدة العربية.. مراحل التطوير والتجديد» الصادر عن دائرة الثقافة في حكومة الشارقة. «القصيدة العربية.. مراحل التجديد والتطوير» دراسة نقدية حول مظاهر التجديد في الشعر العربي، رصد فيها المؤلف مراحل تطور القصيدة منذ البداية، فبدأ بنشأة الشعر، ودوافع ظهوره، وتعريف القصيدة، والبنية الشعرية، وحدّد السمات الشكلية والموضوعية لها، مركزاً على دعوات التجديد في القصيدة، والتي بدأت في العصر العباسي، وتصاعدت في العصر الأندلسي، وكان أحد ثمارها الموشحات. واستعرضت الدراسة أبرز المدارس التجديدية في الشعر العربي، مثل مدرسة الإحياء، ومدرسة الديوان، وجماعة أبولو، والمدرسة الرومانسية، ومدرسة المهجر، محددةً سمات التجديد في كل مدرسة، والتغييرات الشكلية والفنية. أفرد المؤلف جزءاً موسعاً لمناقشة التحول الرئيس في القصيدة العربية، والذي تمثل في ظهور الحداثة الشعرية في الأربعينيات، والتي أثمرت عن شعر التفعيلة، فحدّد التغيرات الشكلية والأسلوبية فيه، وجهود رواده، وأعاد ترتيب الأوراق، كاشفاً عن رواد مجهولين، وحدد السمات الأسلوبية في القصيدة الحديثة والتكنيك الفني، مستعرضاً فلسفة الحداثة. ثم ناقش الكاتب قصيدة النثر، وتاريخ النثر الفني، وبواكير الشعر المنثور، وقصيدة النثر في مصر، وجماعة إضاءة 77، وموجة الرفض الثانية التي لاقتها إلى أن تحولت بمرور الوقت إلى حقيقة واقعة، لينتقل بعد ذلك إلى القصيدة التشكيلية أو الشعر الكونكريتي، ومناقشة أبعاده بين الحداثة والأصالة. وقام الباحث بمراجعة الحداثة الشعرية في جانبيها الشكلي والفني، لتحديد منجزات القصيدة الحديثة، والتحديات التي تواجهها. واقترح مصطلح «الحداثة العمودية»، ثم تطرق إلى الصراع بين الأصالة والمعاصرة، ومستقبل التجريب في القصيدة العربية، ليصل إلى واقع الشعر العربي المعاصر، ليختتم بحثه باستشراف مستقبل القصيدة. ورغم اتساع نطاق البحث والمساحة الزمكانية الكبيرة التي يعمل عليها، حرص المؤلف على أن يرصد كل مظاهر التجديد في الشعر العربي، وتجميع القطع، لتكوين فسيفساء متكاملة، لأهمية ذلك في توضيح ما حدث، واستشراف ما سيحدث. واتبع الباحث المنهج التحليلي الوصفي، وجمع بين التأصيل النظري والتحليل الفني، وقدم رؤى جديدة حول التحولات الكبيرة التي شهدها فن العربية الأول.