البوابة نيوز:
2024-07-06@15:57:20 GMT

الكلمة صارت جسدًا

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

يبدأ إنجيل يوحنا بهذه الكلمات: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ." (يوحنا 1: 1) ويكمل بعدها: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." (يوحنا 1: 14) في يوم عيد الميلاد الذي يطل علينا كل عام ما بين 25 ديسمبر و7 يناير، تتعدد الأفراح، والسبب هو الفرق بين التقويم الجولياني والتقويم الغريغوري واختلافهم في حركة الشمس والقمر في السماء منذ آلاف السنين.

وليكن، 25 ديسمبر أو 7 يناير فهما أعياد تحتفل بعيد الشمس، عيد النور، قديمًا كان الأصل هو الإحتفال بعيد النور، إن يسوع يقول عن نفسه في انجيل يوحنا "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ" (يو 8: 12). نعم، لقد ظل البشر آلاف السنين منذ معصية آدم وحواء في ظلام العصيان للخالق إلى أن أشرق النور علينا فصرنا نبصر مجد الله ونحتفل بخلاص يسوع المسيح الذي جلبه لنا من خلال مسيرة حب مجاني، محرر من كل قيود الطقوس المائتة التي أصبحت فارغة من كل معنى على يد معاصريه من الفريسيين والكتبة ورجال الدين.

إن الإحتفال بتجسد الكلمة، كلمة الله هو الإحتفال بينابيع الحياة تتفتح أمامنا لتروي عطشنا إلى الحب والحرية والسعادة، ولأن الإنسان في مقدوره أن ينحط إلى درجة كائن تافه غير ذي جدوى فقد عبد الأصنام والنجوم والعجول ورفض الله الحي الذي أنقذه من عبودية الفرعون في مصر، لقد ظل شعب الله المختار اربعين يومًا في البرية، يتمردون على الله وعلى موسى وهارون، ولم يتحملوا مشقات السير في الصحراء حتى يصلوا إلى أرض الميعاد التي وعدهم بها الله.

الانسان يمكنه أن يكون كسولًا جدًا، وما أشبه اليوم بالبارحة، فنحن نعيش في عالم استوطنت فيه آفة القتل، قتل الخ لأخيه والأم لإبنها والأب لبناته. دائمًا هناك ضجة للقاتل لا بل ومنطق ، لقد استطاع الإنسان المُعاصر أن يستخدم عقله لكي يوقر العالم ألف مرة، وإذا بحثت عن الأسباب ستجدها أسباب تمليها الغرائز وليس العقل، السيطرة على الموارد الأولية من أراضٍ شاسعة وخيرات ممتدة، الطمع والسلطة والتسلط على الآخرين بأي ثمن، وما رؤساء الدول والممالك إلا نسخة من هيرودس الذي قتل أطفال بيت لحم ليقتل يسوع.

غابت الكلمة الحية من عالمنا، ومن يتشرفون بحملها أصبحوا قلائل وصوتهم خافت، وشهاداتهم لله الحي مجروحة، لأنهم فقدوا مصداقيتهم أمام شعوبهم من كل الأديان، للأسف فالمسيحيون الذين يفتخرون بإنتمائهم للمسيح فارقهم المسيح منذ فترة طويلة، وجف كلام المسيح في حلقهم وإن كانت حناجيرهم أحيانًا قوية فإن أفعالهم تكذبهم.

اليوم نحتفل للمرة الالفين وشوية بمجيء يسوع الكلمة إلى عالمنا، وجاء بالخلاص يدعو للمحبة، للغفران، للسلام، للعدالة، فلم يبقى من كل ذلك إلا التماثيل الممسوخة للمخلص أما كلامه فقد فُقد في غياهب الضمائر الميتة، ووسط تسليع الانسان والحيوان والمادة، لم يبقى هناك اشخاص. تحولوا الى تماثيل مثل التي نراها في متاحف الشمع في العالم.

وفي كل الأحوال، فإن ميلاد المسيح اليوم يذكرنا بأن الرجاء مازال موجودًا، وأن الله يمد يده إلينا بكل قوة، ينتظر منا اختيارًا حر له ويدعونا الطفل يسوع اليوم .. اليوم وليس غدًا فعلينا أن لا نقسي قلوبنا بل نفتحها إستقبالًا للحي الذي لا يموت والذي عنده يوم واحد كألف سنة، لنفرح ونبتهج لأنه اليوم يصنع خلاصنا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الميلاد عيد الميلاد يسوع المسيح صوم صوم الميلاد ال ک ل م ة

إقرأ أيضاً:

حزب الله بعد حرب الإسناد.. تغييرات مُنتظَرة تشمل التحالفات؟!

لا شكّ أنّ العالم ما بعد السابع من تشرين الأول 2023، ليس نفسه العالم ما قبله، فقد غيّرت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، وما أعقبها من حرب إسرائيلية دموية لم تنتهِ فصولاً على غزة، وما تفرّع عنها من "حروب إسناد" في أكثر من جبهة، وجه العالم بصورة أو بأخرى، حتى أنّ إسرائيل أصبحت "معزولة" في مكانٍ ما، تلاحقها المحاكم الدولية، ويطاردها الرأي العام حتى في دول كانت تتبنّى سرديّتها.
 
وكما تركت الحرب الإسرائيلية على غزة تداعياتها على العالم برمّته، فإنّها تركت تأثيراتها على الساحة اللبنانية، التي تواجه منذ نحو تسعة أشهر، حربًا متصلة ومنفصلة عن غزة، بدأت على شكل "جبهة إسناد" فتحها "حزب الله" تضامنًا مع الفلسطينيين، لكنّها تمدّدت شيئًا فشيئًا، على وقع انقسام داخليّ في مقاربتها، بين فريق يعتبر ما يقوم به الحزب "واجبًا إنسانيًا"، وآخر يحمّله مسؤولية أخذ البلاد إلى "مجهول"، وبالتالي توريطه في ما لا تحمد عقباه.
 
وعلى وقع التصعيد الذي لا يُعرَف مداه، وما إذا كان سيفضي إلى حربٍ أوسع وأشمل كما يتكهّن البعض، أم سيبقى محدودًا ومضبوطًا بسقف عدم الانزلاق للحرب، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، عن مقاربة "حزب الله" تحديدًا لمرحلة ما بعد "حرب الإسناد"، أو "اليوم التالي"، فما الذي تغيّر أو سيتغيّر على خطّها؟ وما صحّة الحديث عن "تحالفات جديدة" في قاموس الحزب، الذي بدأ إعادة النظر بالكثير من العلاقات، فضلاً عن المقاربات؟!
 
"لا تغيير في مواقف الحزب"
 
يرفض المحسوبون على "حزب الله" والمقرّبون منه السؤال من الأساس، حول التداعيات السياسية المحتملة للحرب الدائرة في الجنوب، أيًا كانت نتيجتها، حيث يذكّرون بأنّ الحزب ليس ممّن "يوظّفون" المجريات العسكرية في الجنوب، وهو حين انتصر في حرب تموز 2006، لم يعمد إلى استغلال ما حقّقه في السياسة، بل بقي ثابتًا على دعواته للشراكة والتفاهم، وهو ما جسّده في أدائه على امتداد السنوات اللاحقة للحرب، حتى يومنا هذا.
 
بهذا المعنى، يقول العارفون إنّ الحزب بعد الحرب لن يكون مختلفًا عنه ما قبل الحرب، فهو باقٍ على ثباته على المواقف المبدئية التي لطالما آمن بها، علمًا أنّ قياديّيه من المستوى السياسي لم يعدّلوا في خطابهم حتى خلال مرحلة الحرب، وهم يدعون دائمًا إلى فصل الاستحقاقات السياسية بما فيها رئاسة الجمهورية عن الحرب في غزة ولبنان، وذلك في إطار التفاهم الوطني الذي لا يُعتبَر تعذّره نتيجة للحرب، باعتبار أنّ أزمة الرئاسة سابقة لها.
 
وإذا كان هناك من يراهن على الحرب لرفع أسهم مرشح من هنا أو هنالك، حتى إنّ بعض من يصنَّفون ضمن خانة "المحسوبين على الحزب"، يعتقدون أنّ فرص رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية سترتفع بعد الحرب، سواء أفضت إلى انتصار أو تسوية، فإنّ العارفين بأدبيّات الحزب يؤكدون أنّ الموقف يبقى ثابتًا لجهة دعم فرنجية، معطوفًا على الدعوة إلى الحوار والتفاهم، بوصفها المدخَل الوحيد للحلّ، بمعزل عن الحرب أو غيرها.
 
تحالفات جديدة يُبنى عليها
 
لا يعني ما تقدّم أنّ شيئًا لن يتغيّر في مقاربات "حزب الله" وتحالفاته بعد الحرب، بحسب ما يقول العارفون، الذين يلفتون إلى أنّ الحزب يسجّل الكثير من "المآخذ" على المواقف التي يتّخذها العديد من الفرقاء منذ فتح الجبهة، وبينهم حلفاء وأصدقاء وحتى خصوم تجاوزوا منطق الخصومة بشكل أو بآخر، كما يبدي في المقابل اهتمامًا بالعديد من القوى السياسية التي ما كانت قريبة منه يومًا، لكنّها تعاملت مع أحداث الجنوب بإيجابية قلّ نظيرها.
 
في هذا السياق، ثمّة من يعتقد أنّ أكثر العلاقات التي سيعيد "حزب الله" النظر بها بعد الحرب هي علاقته مع "التيار الوطني الحر"، في ضوء المواقف التي اتخذها رئيسه الوزير السابق جبران باسيل من فكرة فتح الجبهة الجنوبية، وربط المسارات، وانتقاداته المتكرّرة للحزب، إلا أنّ الحزب الذي غضّ النظر عن الكثير من هذه المواقف، يتفهّم بحسب العارفين، "سياقها السياسي" السابق للحرب، وإن كان يدرك أنّ "مراجعة" ستكون مطلوبة في مرحلة ما.
 
لكن، إلى جانب العلاقة مع "التيار"، ثمّة علاقات أخرى يستعدّ "الحزب" لإعادة النظر بها، منها علاقته ببعض القوى التي بالغت برأيه في "تبنّي" السردية الإسرائيلية، لدرجة مطالبتها الحزب، لا إسرائيل، بتطبيق القرار 1701، في مقابل قوى أخرى، خصوصًا في الساحة السنّية، فاجأته باندفاعتها مع المقاومة، ومنها قوى اختارت النزول إلى الميدان، جنبًا إلى جنب الحزب، وهو ما يفترض كثيرون أنّ "ترجمته السياسية" لن تكون ببعيدة في المرحلة المقبلة.
 
يقول الحزب إنّه ثابتٌ على مواقفه، فعلى الرغم من رفضه للحديث الدولي المتكرّر عن "جناحين" سياسي وعسكري في صفوفه، إلا أنه "يفصل" بين عمله المقاوم، والأداء السياسي، وإن كان الأخير برأيه يأتي مكمّلاً للأول، أو ربما سندًا له. لكنّ الأكيد بحسب ما يقول العارفون، أنّ التموضعات والمواقف التي اتخذها البعض في مرحلة الحرب، ستفعل فعلها في "اليوم التالي" لها، وأنّ الغد لناظره قريب.. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بطريرك السريان الكاثوليك يحتفل بقداس المناولة الأولى لـ 74 طفلاً في أستراليا
  • تذكار الأعياد السيدية الكبرى الثلاثة.. أحداث بارزة في التاريخ المسيحي
  • حزب الله بعد حرب الإسناد.. تغييرات مُنتظَرة تشمل التحالفات؟!
  • المطران جورج خضر المعلم الكثير النقاء
  • مقدمات النشرات المسائية
  • ذكرى شهيد الكنيستين.. القديس يوحنا وزير المستنصر بالله الفاطمي
  • عبد المسيح من الديمان: لن نقبل بأن يقرّر أحد مصيرنا أو يجرّنا الى حروب
  • بعيداً عن السياسة
  • تكرس كنيسة الأنبا صرابامون.. أحداث من ذاكرة التاريخ القبطي
  • عبد المسيح: لانتداب قاض أرثوذكسي من ديوان المحاسبة لتسيير مرفق إدارة السير