من أبرز الرابحين والمتضررين من هدنة غزة؟ وما المخاوف بشأنها؟ محللون يجيبون
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
شدد محللون وخبراء على أهمية الهدنة المؤقتة لوقف الحرب على قطاع غزة خاصة الجانب الإنساني وانتكاسة مشروع تهجير الغزيين، وسط تشكيك حول إمكانية تمديدها في ظل تعقيد المشهد وأزمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال الأكاديمي والباحث في العلوم السياسية الدكتور إبراهيم ربايعة -خلال حديثه لبرنامج "غزة.
وشدد على أهمية الهدنة للأطراف الدولية الفاعلة كونها واجهت ضغوطا داخلية قلصت لديها هامش المناورة، حيث تشكل إنقاذا لواشنطن وحلفائها الغربيين، وكذلك الحكومة الإسرائيلية، وأشار إلى أن الأجواء ليست مهيئة نحو حل سياسي، بسبب الواقع السياسي المعقد.
وبشأن أبرز مكاسب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من الهدنة، يقول ربايعة إنها كسرت خطاب ربطها بالإرهاب والقضاء عليها، وكذلك تثبيت قاعدة أسرى مقابل أسرى بعدما كانت إسرائيل قد انتهجت سابقا سياسة تخفيف الحصار، فضلا عن الجانب الإنساني المتصل بتمكين صمود الفلسطينيين وهو ما يجعل حماس صاحبة اليد العليا.
ويعتقد ربايعة أن تمديد الهدنة مرتبط بعاملين الأول ميدانيا خاصة في حال حدوث اختراقات مما قد يؤدي إلى انهيارها، علاوة على تأثير الضغط الداخلي في إسرائيل إذ تعتقد الأخيرة أنها قدمت ثمنا تستطيع من خلاله تمديد الحرب لأجل الحصول على "صورة نصر".
مشيرا إلى وجود جدل في إسرائيل حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من الفئة الثانية -في إشارة للأسرى ذوي المحكوميات العالية والمؤبدة- خلافا للنساء والأطفال، وهو ما قد يعقد الأمور أكثر بشأن مستقبل الحرب.
وأكد ربايعة أن الجانب الإنساني مهم، ولكنه رأى أن الهدنة المؤقتة لن تكون كافية بسبب حجم الكارثة والاحتياجات الهائلة على مستوى القطاع الطبي والدفاع المدني والمساعدات العاجلة.
لملمة جراحبدوره، شدد الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة على أهمية البعد الإنساني في الصفقة المركبة من وقف إطلاق نار وتبادل أسرى بعد 48 يوما من الإبادة وجرائم الحرب والحصار والتجويع.
وأكد عفيفة أن الهدنة بمثابة استراحة محارب والتقاط أنفاس ولملمة جراح وتلبية نداءات بعدما كان المدنيون المتضرر الأكبر من الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على غزة.
وتطرق إلى جزئية النساء والأطفال المسجونين لدى إسرائيل بعدما كان الضوء مسلطا على الأسيرات المحتجزات في غزة، وأشار إلى أن إسرائيل لديها أطفال فلسطينيون في سجونها، وكذلك قتلت الآلاف من الأطفال في الحرب خلافا للمفقودين تحت الأنقاض.
ويعتقد عفيفة أن اتفاق الهدنة كافٍ بالحد الأدنى، رغم أن حماس تنظر إليه بعين الريبة والشك، وهو ما يفسر -بحسب قوله- إصرارها على سلوك الاحتلال الاستخباري خاصة طائرات الاستطلاع وإمكانية حدوث تماس مع القوات الإسرائيلية على الأرض مما قد يؤدي إلى خروقات.
ولفت إلى حاجة الاحتلال لـ"صورة نصر"، وهو ما قد يدفعه لاستغلال أي فرصة لاصطياد "صيد ثمين"، في إشارة منه إلى اغتيالات قد ينفذها بحق قادة مقاومة بارزين خاصة أن أزمة نتنياهو لا تزال قائمة واقتناع شركائه بأنه قد ورطهم بحرب انطلقت بدون رؤية.
انفراجة ومخاوفأما وليام لورانس -أستاذ العلاقات الدولية والمسؤول السابق بالخارجية الأميركية- فأكد أهمية الهدنة خاصة أنها تمثل انفراجة إنسانية، وشدد على ضرورة فتح مختلف معابر غزة بأسرع وقت وليس معبر رفح فحسب.
ومع ذلك يعتقد لورانس أن هناك عدم وضوح في بعض بنود الهدنة، ومدى إمكانية احترامها من مختلف الأطراف، وأبدى تشكيكه في إمكانية تمديدها في ظل المفاوضات الصعبة التي سبقت إعلانها ووجود أسرى لدى جهات أخرى غير حماس.
وأشار إلى أن مسيرة نتنياهو وصلت إلى نهايتها، وأضاف أنه كان بوضع سيئ قبل الحرب والآن يلومه معظم الإسرائيليين بعد هجوم حماس، خاصة أن حكومته انقسمت وضعفت سياسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وهو ما
إقرأ أيضاً:
تاريخ "اللحظات الفارقة".. أبرز محطات ملف رهائن إسرائيل
منذ السابع من أكتوبر 2023، تصاعدت الأحداث في قطاع غزة بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر 251 رهينة، بينهم إسرائيليون وأجانب.
كان هذا بداية لحرب طويلة كان فيها ملف الرهائن أحد أوجه الصراع التي شكلت لحظات فارقة في تطور الأحداث.
2023.. بداية الأزمة والرهائن في قبضة حماس
7 أكتوبر 2023: الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل أسفر عن أسر 251 رهينة.
20 أكتوبر 2023: أفرجت حماس عن رهينتين إسرائيليتين تحملان الجنسية الأميركية.
23 أكتوبر 2023: تم الإفراج عن مسنتين من الرهائن الإسرائيليين، مما أضاف المزيد من التعقيد والتساؤلات حول كيفية إدارة التبادل.
30 أكتوبر 2023: نجحت قوات إسرائيلية في تحرير جندي إسرائيلي كان قد أُسر في الهجوم نفسه الذي وقع في السابع من أكتوبر.
21 نوفمبر 2023: تم الإعلان عن هدنة لتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس. وتضمنت الهدنة إطلاق سراح نساء وأطفال أجانب بالإضافة إلى 240 فلسطينيا.
15 ديسمبر 2023: قتلت قوات إسرائيلية بالخطأ ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين في غزة، وهو ما أثار انتقادات حادة من داخل إسرائيل حول استراتيجيات الحرب.
2024.. الجهود المستمرة للإفراج عن الرهائن
على مدار عام 2024، ازدادت الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من خلال حملات عائلات الرهائن. هذا العام شهد العديد من عمليات الإنقاذ والتطورات الحاسمة:
12 فبراير 2024: الجيش الإسرائيلي ينقذ رهينتين في عملية خاصة في رفح جنوب غزة.
8 يونيو 2024: قوات إسرائيلية تنقذ أربعة رهائن في حي النصيرات بغزة.
27 أغسطس 2024: تم الإعلان عن إنقاذ رهينة إسرائيلي آخر من نفق في جنوب غزة.
31 أغسطس 2024: عثرت القوات الإسرائيلية على جثث لستة رهائن إسرائيليين، ما أدى إلى احتجاجات حاشدة في إسرائيل.
ديسمبر 2024: شهدت محادثات وقف إطلاق النار مزيدا من الضغوط الدولية، مع تصريحات قوية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهديدات باتخاذ خطوات عسكرية حاسمة في حال عدم الإفراج عن الرهائن قبل تنصيبه في يناير 2025.
2025: اتفاقات وقف إطلاق النار ومراحل التبادل
في بداية عام 2025، بدأ تنفيد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة:
8 يناير 2025: تم العثور على جثتي يوسف الزيادنة وابنه حمزة في نفق بغزة، بعد أشهر من احتجازهما.
19 يناير 2025: بدأ تنفيذ أول مرحلة من اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يتضمن الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلي، مقابل إطلاق سراح نحو 2000 أسير فلسطيني. في ذات اليوم، تم الإفراج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين، مع تبادل 90 أسيرا فلسطينيا.
24 يناير 2025: أعلنت حركة حماس أنها ستطلق سراح أربع رهائن إسرائيليات هن: كارينا أرئيف، دانييل جلبوع، نعمة ليفي، وليري إلباج، في خطوة وصفها البعض بأنها جزء من استكمال تنفيذ الاتفاق.
يظل ملف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة محورا رئيسيًا في النزاع، حيث تحولت كل لحظة فارقة في هذا الملف إلى أحداث محورية تخللتها صفقات وتبادلات تنطوي على تعقيدات سياسية وإنسانية.