شفق نيوز/ تناولت وسائل إعلام عربية وغربية، يوم الأربعاء، وجهة النظر للدول الغربية فيما يتعلق بـ"صفقة" إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن الفلسطينيين والإسرائيليين مقابل هدنة مؤقتة لوقف إطلاق النار لعدة أيام.

ووفقاً لموقع "إرم نيوز" فإن كل الأحداث التي رافقت الحرب في غزة، جاءت المواقف الغربية تجاه الهدنة "المؤقتة" أكثر ميلاً إلى وجهة النظر الإسرائيلية، وتبنياً لها، إذ إن سقوط مئات المدنيين كل يوم في غزة لم يكن هو ما يدفع باتجاه الضغط لوقف النار، قدر ما كان الدافع "تحرير المختطفين لدى حماس".

ومعظم الغرب الذي تبنى موقف إسرائيل من أن أي وقف لإطلاق النار سيؤدي إلى تقوية "حماس"، هو الذي عاد ليرحب بهدنة ستفضي إلى تحرير المختطفين الإسرائيليين لدى "حماس".

وفي الحالتين لم يكن استهداف كل شيء في غزة من مشافٍ ومدارس، ومنازل، ولم تكن صور القتلى والجرحى الذين لا يجدون علاجاً. كل ذلك لم يكن هو الذي يستدعي الهدنة، بل إن ما يستدعيها من وجهة الغرب هو أنها فرصة لتحرير المختطفين الإسرائيليين.

الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إن تنفيذ الاتفاق سيعني أن "النفوس الشجاعة سيتمّ لمّ شملها مع عائلاتها"، في إشارة إلى تحرير المختطفين، بينما وصفت بريطانيا الاتفاق بأنه "خطوة أساسية" باتجاه "توفير الارتياح لعائلات الرهائن ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة".

كذلك أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يعمل "بلا هوادة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن".

أما ألمانيا، التي سبق أن أعلن مستشارها أولاف شولتس رفضه أي وقف "فوري" لإطلاق النار في قطاع غزة، قائلاً إن ذلك سيؤدي إلى "تقوية حماس"، رحبت بالاتفاق وقالت إنه ينبغي الاستفادة منه لإيصال مساعدة حيوية لسكان غزة.

وفي وسائل الإعلام الغربية، وفي تصريحات المسؤولين، تتجلى الرؤية المزدوجة للحدث نفسه.

عدد من الناشطين أعادوا نشر الصور التي ظهر فيها عدد من قادة العالم وهم يتقدمون مسيرة ضد الإرهاب في باريس عام 2015؛ احتجاجاً على هجمات إرهابية أدت إلى مقتل 17 فرنسياً، بينما كان المئات يسقطون في غزة، وكانت المستشفيات تقصف دون أي موقف، ولو بالتصريحات.

وأولئك القادة أنفسهم، وغيرهم ممن حشدوا أكبر التظاهرات ضد قتل المدنيين، يحاولون إزاحة المدنيين من المشهد في غزة، ليقدموا صورة عن "حرب بين جيش ومنظمة إرهابية تتخذ المدنيين دروعاً"، وصار مقبولاً لدى معظم الساسة في الغرب أن يسقط ضحايا، وتمنع الأدوية والأغذية عن أكثر من مليوني شخص، وكأن كل ذلك مجرد آثار جانبية لتلك الحرب التي أطلق الغرب منذ بدايتها موقفاً شبه موحد يقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.

وشعار الدفاع عن النفس ما زال يتقدم كل شيء، ويواجه أي رأي آخر، حتى إن وزيرة الداخلية البريطانية، التي يلزمها قانون بلادها بحماية المتظاهرين السلميين، وجهت انتقادات حادة لمشاركين في مظاهرات احتجاجية على استمرار سقوط قتلى مدنيين في غزة.

سويلا برافرمان اتهمت المتظاهرين بأنهم "مروّجو كراهية"، كما اتهمت شرطة العاصمة بـ "ازدواجية المعايير" و"الانحياز للمسيرة". وقالت إن شوارع لندن "تتلوث بالكراهية والعنف ومعاداة السامية".

وكذلك ظهرت في الغرب مواقف متشددة من مالك منصة "إكس"، ليس لأنه أعلن تأييداً للفلسطينيين، أو لحركة حماس، بل فقط لأن منصته اتهمت بأنها تسمح بمنشورات اعتبرت مخالفة لوجهة النظر الإسرائيلية، وأنها تروج "للإرهاب".

ازدواجية المعايير تنطلق من الأهداف السياسية الراهنة، وليس من المواقف المبدئية أو الأخلاقية، فتلك لا مكان لها في سوق السياسة، وهكذا تصير "الهدنة" فرصة لإطلاق سراح إسرائيليين مختطفين، قبل أن تكون فرصة لوقف عداد الموت الذي لم يتوقف في غزة:

"هناك طفل يموت كل 10 دقائق"، الأمم المتحدة هي التي قالت ذلك، ورغم ذلك لم يتحرك أحد بشكل جدي لطلب ولو هدنة لمدة ساعة تُنقذ ستة أطفال على الأقل.

ويشكل الاتفاق على هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، نقطة مفصلية في الحرب المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسقط خلالها أكثر من 14 ألفاً من القتلى وما يزيد على 33 ألف جريح.

ويقضي اتفاق الهدنة بوقف القتال 4 أيام، للسماح بإطلاق سراح 50 رهينة محتجزة في غزة، بينهم نساء وأطفال، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، وكذلك دخول مساعدات إنسانية تضم مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى قطاع غزة.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اسرائيل حماس اطلاق سراح الرهائن هدنة مؤقتة إطلاق سراح فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية بريطانيا الجديد يعيد التأكيد على موقف بلاده بشأن الحرب في غزة

قال وزير الخارجية البريطاني الجديد، ديفيد لامي، لرويترز، السبت، إن بلاده ترغب في اتخاذ موقف متوازن إزاء الحرب في الشرق الأوسط وستستخدم الجهود الدبلوماسية لضمان التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.

ويزور لامي ألمانيا حاليا في أول رحلة خارجية له بعد الفوز الساحق الذي حققه حزب العمال في الانتخابات البريطانية، الجمعة، والذي أنهى حكم المحافظين الذي دام 14 عاما ودفع بكير ستارمر إلى منصب رئيس الوزراء.

وقال لامي في مقابلة في برلين: "لقد حان الوقت كي تتواصل المملكة المتحدة مجددا مع العالم الخارجي".

وأضاف "أريد العودة إلى اتخاذ موقف متوازن بشأن إسرائيل وغزة. لقد أوضحنا تماما أننا نريد أن نرى وقفا لإطلاق النار... نريد إطلاق سراح هؤلاء الرهائن".

وتابع "يجب أن يتوقف القتال ويجب أن تدخل المساعدات وسأستخدم كل الجهود الدبلوماسية لضمان التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، دون أن يذكر أي تفاصيل.

ورغم فوزه الساحق في الانتخابات البرلمانية، مني حزب العمال بانتكاسات كبيرة في المناطق التي يقطنها عدد كبير من المسلمين خلال الانتخابات التي جرت الجمعة بسبب غضبهم من موقف الحزب من الحرب في غزة.

واكتسبت الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة زخما الجمعة بعد أن قدمت حماس اقتراحا معدلا بشأن بنود الاتفاق كما قالت إسرائيل إن المفاوضات ستستمر هذا الأسبوع.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 38 ألف فلسطيني قتلوا في الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر ردا على الهجوم الذي قادته حماس على بلدات إسرائيلية في اليوم ذاته.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال لامي إن بريطانيا ستسعى إلى إعادة ضبط مواقفها عالميا حيال بعض القضايا من بينها أزمة المناخ بالإضافة إلى العلاقات الرئيسية، مثل علاقاتها مع القوى الأوروبية والقوى الناشئة.

وأضاف "دعونا نضع سنوات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلفنا... هناك أشياء كثيرة يمكننا القيام بها معا"، في إشارة إلى فكرة طرحت في وقت سابق بشأن اتفاقية أمنية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن لامي سيسافر، الأحد، إلى بولندا والسويد حيث سيركز مباحثاته على مجالات من بينها التعاون في حلف شمال الأطلسي والحرب في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية بريطانيا الجديد يؤكد موقف بلاده بشأن الحرب في غزة
  • وزير خارجية بريطانيا الجديد يعيد التأكيد على موقف بلاده بشأن الحرب في غزة
  • رويترز: حماس توافق على بدء محادثات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين خلال المرحلة الأولى
  • الكشف عن التفاصيل الكاملة لاقتراح إنهاء الحرب في غزة منها وقف نار وانسحاب وإطلاق أسرى
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تصف التصريحات الإسرائيلية بشأن استئناف المفاوضات بـ«الانفراجة»
  • تفاصيل اجتماع "الكابنيت" بشأن صفقة تبادل الأسرى - تفاؤل إسرائيلي
  • جحيم طائرات الحزب.. تقرير يشكف ما أحدثته في إسرائيل
  • «نتنياهو» يبلغ الرئيس الأمريكي بموافقته على إرسال وفد للتفاوض بشأن المحتجزين
  • الإعلام العبري يكشف حقيقة الخلافات الإسرائيلية حول صفقة مع غزة
  • انفراجة جديدة بشأن حرب غزة.. التفاصيل الكامل بعد رد حماس والمرحلة المقبلة