المقارنة بين هجوم حماس والهولوكوست يثير ضجة وانقساماً في إسرائيل
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
رغم الصدمة التي خلفها في نفوس الإسرائيليين، يؤكد مدير النصب التذكاري للمحرقة داني ديان على التمييز بين المأساة التي عاشها اليهود على أيدي النازيين وهجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر،
وتثير المقارنة بين الحدثين نقاشاً محتدماً في الدولة العبرية، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هجوم حماس الدامي بأنه "أسوأ جريمة ترتكب ضد اليهود منذ المحرقة".
لكن ديان يشدد على التمييز قائلاً لوكالة فرانس برس: "لا أقبل المقارنة التبسيطية مع المحرقة، رغم أن هناك تشابها في نوايا الإبادة وسادية وهمجية حماس".
شاهد| نتنياهو في مكالمة هاتفية مع بايدن: "تعرّضنا لهجوم لم نشهد وحشيته منذ المحرقة"ويضيف الدبلوماسي السابق "الجرائم التي ارتكبت في 7 تشرين الأول/أكتوبر من الدرجة نفسها لجرائم النازيين، لكنها ليست المحرقة".
ويشير إلى الفرق بين دوافع الإبادة في حق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، التي خلفت ستة ملايين قتيل في أوروبا أساساً، وهجوم حماس الذي تسبّب بمقتل 1200 شخص في إسرائيل، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ويوضح: "قد يبدو التشابه بديهيا بالنسبة لأي يهودي سمع عن قصص عائلات تغلق أفواه الرضع كي لا يبكون، جميعنا فكر في الأمر".
ويتدارك "لكن لا يمكن أن نقارن مع الفترة التي وقعت فيها المحرقة، لأن هناك جيشا يقاتل ويجعل حماس تدفع ثمن (جرائمها)".
فمنذ هجوم حماس تشن إسرائيل قصفاً مدمّراً على قطاع غزة أوقع 14128 قتيلاً بينهم 5840 طفلاً، وفق وزارة الصحة في غزة.
كما بدأت عمليات برية واسعة داخل القطاع منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر. وتفرض الدولة العبرية "حصاراً مطبقاً" على قطاع غزة الذي لا تصله إمدادات وقود ومواد غذائية ومياه.
مدارس لأطفال مهجرينسبق لديان أن انتقد ظهور السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتّحدة جلعاد إردان بنجمة صفراء على صدره وتأكيده، خلال اجتماع لمجلس الأمن أواخر تشرين الأول/أكتوبر، أنه سيستمر في تعليقها "بكل فخر" طالما أنّ الأخير "لم يدِن" حماس.
تحيل النجمة الصفراء على محرقة اليهود، اذ كانت ألمانيا النازية تجبرهم على تعليقها على ملابسهم قبل أن تقتادهم إلى معسكرات الإبادة.
لكن ديان اعتبر أن إردان "يهين ضحايا المحرقة ودولة إسرائيل"، كما كتب على موقع إكس (تويتر سابقا).
وأضاف: "ترمز النجمة الصفراء لعجز الشعب اليهودي وارتهانه للآخرين، بينما لدينا الآن دولة مستقلة وجيش قوي (...) اليوم نعلق على ستراتنا علما أبيض وأزرق وليس نجمة صفراء".
وفي تصريح آخر أكثر حدة انتقد ديان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بعدما أكد أن مجازر حماس "لم تحدث خارج أي سياق"، في إشارة إلى خضوع الشعب الفلسطيني "على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق".
في ذكرى المحرقة.. رئيس إسرائيل يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز محاربة معاداة السامية"إنكار الهولوكوست إشارة إلى الضعف".. الإمارات تدخل المحرقة في مناهجها الدراسيةوقال المسؤول الإسرائيلي "أي سياق يمكن أن يفسر تقطيع أطفال، اغتصاب أو إطلاق نار على شباب في مهرجان موسيقي؟".
خلف هجوم حماس ضحايا من أسرة المتحف أيضا، اذ انقطعت أخبار كل من الكس دانسيغ وهو اسرائيلي بولندي يعمل مدربا فيه وليات اتزيلي التي تعمل مرشدة. وهما محتزجان ضمن الرهائن الإسرائيليين في غزة.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ألغيت دورات التدريب على تدريس المحرقة، في النصب الذي أقيم العام 1953، لإحياء ذكراها.
كما تحولت بعض قاعاته الشاغرة إلى حجرات دراسية لنحو 400 تلميذ تم إجلاؤهم من جنوب إسرائيل، وذلك بعدما تمت "أقلمة" المكان مع خصوصيات هؤلاء الأطفال، بحيث نزعت من جدرانه الصور التي تحيل على المحرقة "كي لا نفاقم صدمتهم"، وفق قول ديان.
بدوره يرفض شلومو بلسام، الذي يعمل مدرباً في المتحف، المقارنة بين المحرقة وهجوم حماس، ولو أنه يعتقد أن "هناك روابط بين الإيديولوجيا النازية وإيديولوجيا الإسلامويين"، ورغم أن "ناجين يقولون إن الهجوم يذكرهم بفترة المحرقة، خصوصاً إخفاء الأطفال" خلال المجازر التي ارتكبتها حماس.
بلسام هو الرئيس الشرفي للجمعية الإسرائيلية للأطفال المخفيين في فرنسا أثناء المحرقة (الوميوم)، الذين صار الأحياء منهم اليوم متقدمين في السن.
وقد اجتمع بعضهم في جلسة للبوح في المتحف التابع للدولة. وتحدث البعض عن ذكرياته عن الحرب، فيما عبر آخرون عن مخاوفهم على مصير الرهائن الإسرائيليين أو أحفادهم الجنود المقاتلين في غزة.
نزحوا من شمال غزة.. مقتل عائلتين في قصف إسرائيلي على جنوب القطاعشاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لعملية لجنوده في غزةشاهد: الجيش الإسرائيلي يفجر أنفاقا في غزةوتقول مئيرا برستاين-برير الناجية من المحرقة "الأطفال المحتجزون في غزة وحيدون مثلنا، تماما كما كنا وحيدين خلال الحرب" العالمية الثانية.
وأُعلن فجر الأربعاء ان إسرائيل وحماس توصلتا إلى اتّفاق على "هدنة إنسانية" تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال، مقابل إطلاق سراح "عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين" المسجونين في إسرائيل.
أما برت بادهي (91 عاماً) فتشعر بأن "الخوف الذي كان ينتابني في تلك الفترة قد عاد". وكانت اختبأت في جنوب شرق فرنسا لدى إحدى المزارعات ونجحت في النجاة من المحرقة في الحرب العالمية الثانية.
وتضيف بحزم: "لكننا سنخرج منتصرين".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ: منظمة Greenpeace وLinkedIn تعملان على تعزيز الاقتصاد الأخضر لماذا يغادر آلاف اليهود مجتمع المتدينين المتطرفين في إسرائيل؟ شاهد: آلاف اليهود يؤدون "صلاة التوبة" قرب حائط البراق في القدس متحف اليهودية طوفان الأقصى حركة حماس هولوكوست الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: متحف اليهودية طوفان الأقصى حركة حماس هولوكوست الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط فلسطين بنيامين نتنياهو ضحايا قطاع غزة حزب الله طوفان الأقصى إسرائيل حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط فلسطين تشرین الأول أکتوبر یعرض الآن Next فی إسرائیل هجوم حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
بيان رسمي.. هجوم مصري حاد على إسرائيل
القاهرة - أدانت مصر القرار الصادر عن الحكومة الإسرائيلية بوقف ادخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة الإنسانية، بحسب روسيا اليوم.
وأكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن تلك الإجراءات تعد انتهاكا صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار وللقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية.
وشددت مصر علي عدم وجود أي مبرر أو ظرف أو منطق يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، لاسيما خلال شهر رمضان كسلاح ضد الشعب الفلسطيني.
وطالبت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية وغير الإنسانية التي تستهدف المدنيين وإدانة محاولات تحقيق الأغراض السياسية من خلال تعريض حياة الأبرياء للخطر.
وفي وقت سابق شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة تنفيذ طرفي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التزاماتهما كاملة من تبادل الأسرى والمحتجزين، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية.
وقال إن "هناك اتفاقا لوقف إطلاق النار له 3 مراحل، انتهينا من المرحلة الأولى وعلينا تنفيذ باقي الالتزامات والدخول في مفاوضات سريعة للحديث عن المرحلة الثانية من الاتفاق"، منوها بضرورة النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية "ولن نتوانى في ذلك"، بحسب تعبيره.
وقد أوقفت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة اليوم الأحد في وقت تتصاعد فيه أزمة تواجه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوقف القتال على مدى ستة أسابيع ودعت حركة حماس الوسطاء القطريين والمصريين للتدخل.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء قرر اعتبارا من صباح اليوم (الأحد) "تعليق دخول السلع والإمدادات إلى قطاع غزة"، وأن إسرائيل "لن تقبل بوقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح رهائننا، إذا استمرت حماس في رفضها، ستكون هناك عواقب أخرى".
من جانبها علقت حركة حماس على قرار الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، معتبرة أن هذا القرار يرقى إلى حد "الابتزاز الرخيص" وهو "جريمة حرب"، وناشدت الوسطاء الضغط على إسرائيل لإنهاء "إجراءاتها العقابية وغير الأخلاقية".
وردا على تلك الخطوة الإسرائيلية دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأحد إلى الاستئناف "الفوري" لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بعدما أعلنت إسرائيل تعليق دخول السلع والإمدادات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان إنّ الأمين العام "يدعو إلى الاستئناف الفوري لـ(دخول) المساعدات الإنسانية إلى غزة وإلى إطلاق سراح جميع الأسرى"، مضيفاً أنه "يحث جميع الأطراف على بذل الجهود اللازمة لتجنّب العودة إلى الأعمال العدائية في غزة".
Your browser does not support the video tag.