NYT تكشف جهود إدارة بايدن السرية للتوصل لصفقة تبادل بين الاحتلال وحماس
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
تناول مراسل البيت الأبيض لصحيفة "نيويورك تايمز" في مقال الجهود التي بذلتها خلية سرية مشكلة من كبار مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن للتوصل إلى هدنة وصفقة تبادل أسرى جزئية بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وقال مسؤولو البيت الأبيض، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأسابيع الخمسة من المفاوضات الحساسة التي أدت إلى التوصل إلى اتفاق، إن الاتفاق سيشمل إطلاق سراح ثلاثة أمريكيين: امرأتان وطفل صغير.
وجاءت الموافقة الأولية لمجلس الوزراء الإسرائيلي على الصفقة بعد أن عملت "خلية سرية" من كبار مساعدي الرئيس بايدن بجهد على مدى الأسابيع القليلة الماضية على شبكة من المفاوضات التي تشمل قطر ومصر و"إسرائيل"، وهو جهد أعاقه انقطاع الاتصالات في غزة. وسلسلة من الخلافات في اللحظة الأخيرة التي أخرجت المحادثات عن مسارها.
وتشير الصحيفة إلى أن اتفاق الهدنة والتبادل هو أحدث دليل على اتساع الفجوة بين البيت الأبيض ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن رد "إسرائيل" الساحق على هجمات حماس؛ فعلى مدى أسابيع، حاول بايدن، علنا وسرا، إقناع نتنياهو بوقف قصف غزة مؤقتا للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وقد رفض نتنياهو باستمرار النظر في وقف واسع النطاق للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ما لم يؤد ذلك إلى إطلاق سراح الرهائن.
وقال مسؤولو البيت الأبيض إنه على مدى الأسابيع القليلة الماضية، خلص بايدن إلى أن إقناع نتنياهو بقبول تعليق القتال لمدة أيام – بدلا من فترات توقف محدودة لعدة ساعات في المرة الواحدة – سيتطلب ربط ذلك باتفاق لتحرير الأسرى.
وقال المسؤولون إن بايدن طرح هذه القضية بإلحاح متزايد مع نتنياهو خلال 13 مكالمة هاتفية منذ هجمات حماس واجتماعا وجها لوجه في "إسرائيل"، مما يؤكد رغبة الرئيس في زيادة الضغط على نتنياهو. تطور احتضان بايدن الكامل لحق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها في الساعات التي تلت هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى دعوات متكررة لضبط النفس من قبل القوات الإسرائيلية في غزة.
وقال مساعدون إن الرئيس يأمل أيضا في أن يكون إطلاق سراح الأسرى خطوة مبكرة نحو سلام أوسع في المنطقة بمجرد انتهاء الأزمة المباشرة. وفي مقال رأي نُشر في صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، وصف بايدن إلى أي مدى تمتد طموحاته إلى ما بعد وقف القتال لمدة أربعة أيام المتفق عليه يوم الثلاثاء.
وأوضح نتنياهو، الثلاثاء، أنه يعتزم استئناف العمليات العسكرية بمجرد إطلاق سراح الرهائن بموجب الاتفاق.
وقال نتنياهو: "ستستمر الحرب".
لكن بعض كبار المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أنهم لن يصابوا بخيبة أمل إذا أصبح وقف إطلاق النار أكثر ديمومة. إذا حاول البيت الأبيض استخدام صفقة الأسرى للضغط من أجل وقف إطلاق النار على المدى الطويل والبدء في التحرك نحو الأسئلة الأكبر حول الاحتلال وحل الدولتين، فإن ذلك قد يضع بايدن على مسار تصادمي آخر مع نتنياهو. عندما يكون من المقرر استئناف القتال.
وقال مسؤول كبير في الإدارة، أطلع الصحفيين الثلاثاء في الساعات التي سبقت الانتهاء من الاتفاق، إن وقف القتال كان خطوة نحو الدفع في نهاية المطاف نحو السلام. لكن المسؤول حذر من أن مثل هذا الاحتمال بعيد المنال.
وقال المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته إنه على المدى القصير، يقول الرئيس ومساعدوه إنهم يركزون على ضمان وفاء حماس بالوعود التي قطعتها الجماعة المسلحة خلال أسابيع من المفاوضات التي بدت في كثير من الأحيان محكوم عليها بالفشل.
جاءت أولى علامات التقدم في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، عندما تلقى المسؤولون الأمريكيون كلمة عبر وسطاء في قطر ومصر مفادها أن حماس قد تقبل صفقة لإطلاق سراح النساء والأطفال. وفي المقابل، أرادوا من "إسرائيل" إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وإيقاف القتال، وتأخير الغزو البري.
ومع احتشاد القوات الإسرائيلية خارج غزة، ناقش المسؤولون في "إسرائيل" والولايات المتحدة ما إذا كانوا سيقبلون الصفقة. ولم يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن حماس جادة بشأن العرض ورفضوا تأجيل الهجوم البري. ورفضت حماس تقديم أي دليل على أن الأسرى على قيد الحياة وتعثرت المفاوضات.
وفي البيت الأبيض، واصل بايدن وفريقه للسياسة الخارجية الضغط. وفي 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، تضخم الأمل مرة أخرى بعد أن اتصل نتنياهو بالرئيس ليقول له إنه يمكن أن يقبل العرض الأخير من حماس. ولكن بعد ساعات فقط من المكالمة، اقتحمت القوات العسكرية الإسرائيلية مستشفى الشفاء في غزة، الذي قالوا إنه كان بمثابة مركز قيادة لحماس. وفجأة توقفت الاتصالات بين حماس والمسؤولين في قطر ومصر. وعندما عادت حماس إلى الظهور بعد ساعات، أوضحت أن الصفقة قد ألغيت.
ولعدة أيام، طالبت حماس القوات الإسرائيلية بالانسحاب من المستشفى، وهو ما رفضته "إسرائيل". واستغرق الأمر عدة أيام لاستئناف المحادثات، بعد مكالمة هاتفية من بايدن إلى أمير قطر.
وواصل مسؤولو الإدارة الضغط على "إسرائيل"، ومن خلال وسطاء، على حماس. وبعد مكالمة بايدن، التقى كبار المساعدين، بما في ذلك مدير وكالة المخابرات المركزية، مع أمير قطر لمراجعة المسودة الأخيرة، وهو نص من ست صفحات يتضمن خطوات مفصلة للتنفيذ من كلا الجانبين.
وفي غضون أسبوع، أتى الضغط الدبلوماسي بثماره. وفي مساء الثلاثاء، عندما أجرت الحكومة الإسرائيلية تصويتها النهائي للموافقة على الصفقة، توجه بايدن خارج واشنطن لقضاء عطلة عيد الشكر لمدة خمسة أيام مع عائلته في جزيرة نانتوكيت.
ومن شأن القرار الإسرائيلي، الذي أعلنه مكتب نتنياهو، أن يسمح بتوقف القتال في غزة لمدة أربعة أيام على الأقل. وإذا صمد، فسيكون ذلك أطول وقف للأعمال القتالية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي بيان صدر مساء الثلاثاء، تعهد بايدن بالعمل مع القادة الإقليميين "لضمان تنفيذ هذه الصفقة بالكامل. ومن المهم أن يتم تنفيذ جميع جوانب هذه الصفقة بالكامل".
ولكن حتى مع وجود الاتفاق، يواجه بايدن تحديات في المستقبل. ولا يزال الأمريكيون محتجزين في غزة، ولا تظهر التوترات في الولايات المتحدة، وداخل حزبه، إلا القليل من علامات التراجع.
وقال المسؤولون إنهم يدركون تمام الإدراك أن الرعب الذي تعانيه عائلات أولئك الذين ما زالوا في الأسر في غزة لن ينتهي حتى يعود أحباؤهم إلى ديارهم.
بالنسبة لبايدن، لا يمكن أن يحدث ذلك في وقت قريب بما فيه الكفاية.
وقال بايدن في بيانه: "كرئيس، ليس لدي أولوية أعلى من ضمان سلامة الأمريكيين المحتجزين كرهائن حول العالم"، مضيفا: "اتفاق اليوم يجب أن يعيد المزيد من الرهائن الأمريكيين إلى الوطن، ولن أتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة هدنة تبادل أسرى غزة امريكا غزة هدنة تبادل أسرى صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البیت الأبیض إطلاق سراح فی غزة
إقرأ أيضاً:
أنباء عن تقلص الفجوات ونتنياهو يتحدث عن تقدم بصفقة تبادل الأسرى
أشار مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون، الاثنين، إلى تقلص بعض الفجوات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بشأن إمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة، بحسب وكالة رويترز، فيما قال نتنياهو أمام الكنيست إن هناك "تقدما" لم يكشف ماهيته.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وكذلك لم يتم الاتفاق بشأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.
وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني متوافقا مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض. ومع ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.
وقال شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان): "يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض". وأضاف أن الكثير يتوقف على السلطات التي ستدير غزة وتعيد تأهيل القطاع بمجرد توقف القتال.
وقال المسؤول الفلسطيني إن "مسألة إنهاء الحرب تماما لم يتم حلها بعد".
من جانبه، ادعى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، وجود "تقدم معين" في مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرا إلى عدم معرفته بالمدة التي ستستغرقها تلك المفاوضات.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العامة للكنيست، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال نتنياهو، إن "مهمة إعادة أولئك الذين ما زالوا في الظلام إلى ديارهم هي على رأس أولوياتنا، ولا أستطيع أن أخبركم بكل الأشياء التي نقوم بها، ونحن نتخذ إجراءات مهمة على جميع المستويات لإعادة أحبائنا".
وأضاف: "أقول بحذر أن هناك تقدما معينا في المفاوضات، ولا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر".
على جانب آخر، قال مسؤولون إسرائيليون، السبت الماضي، إنّ إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية ليستا قريبتين من إبرام صفقة تبادل أسرى، وأن الفجوات بينهما ما زالت كبيرة.
ونقلت هيئة البث الرسمية، عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، قولهم إنّ "هناك فجوات لا تزال قائمة، وأنّ التقدم نحو صيغة مقبولة من جميع الأطراف لا يزال بعيدا".
من جانبه، اتهم رئيس حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس، الأحد، نتنياهو بتخريب المفاوضات بشأن إبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وانتقد غانتس في كلمة متلفزة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، حديث نتنياهو مع وسائل إعلام أجنبية بشأن الصفقة الجاري بلورتها مع حماس.
وأضاف: "نحن في أيام حساسة- الحياة والموت حقا يتحكم فيهما اللسان".
تصريحات غانتس جاءت على خلفية مقابلة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قبل يومين مع نتنياهو قال فيها: "لن أوافق على إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس (..)، لن نتركهم في السلطة في غزة على بعد 50 كيلومترا من تل أبيب لن يحدث ذلك"، وفق يديعوت أحرونوت.
وقال غانتس: "كما قال نتنياهو نفسه قبل أسبوع واحد فقط كلما تحدثنا أقل، كان ذلك أفضل، بينما المفاوضون يعملون، نتنياهو يخرب المفاوضات من جديد".
ومخاطبا نتنياهو قال: "ليس لديك تفويض لتخريب عودة المختطفين مرة أخرى لأسباب سياسية، عودتهم هو الشيء الصحيح الإنساني والأمني والوطني".
وفي سياق متصل، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن "عيناف تسينغوكر"، والدة الأسير "ماتان" قولها: "الخوف الأكبر لعائلات المختطفين وللجمهور بأكمله هو أن الحكومة الإسرائيلية ستترك مختطفين وراءها"، في إشارة إلى سعي الحكومة لصفقة جزئية.
وأضافت: "رئيس الوزراء يتعرض للابتزاز من قبل المتطرفين في حكومته الذين يريدون بناء المستوطنات على ظهر المختطفين. نحن بحاجة إلى إنهاء الحرب مقابل التوصل إلى صفقة شاملة".
واعتبرت تسينغوكر أن "نهاية الحرب ليست ثمنا ولا عائقا، بل مصلحة واضحة وهي إعادة إسرائيل إلى وضعها الطبيعي".
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.