قالت وكالة "بلومبيرغ" إن إسرائيل شعرت أن عليها قبول اتفاق الهدنة، وتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بينما يأمل العرب والاتحاد الأوروبي أن يتم تمديد وقف إطلاق النار، فيما تريد واشنطن خوض الحرب بطريقة مختلفة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة.

وتابعت الوكالة في تقرير لها من إعداد كل من فيونا ماكدونالد، وسيمون ماركس، وجوين أكرمان، بأن الأسلحة ستهدأ، وسيدخل الغذاء والدواء لمن هم في حاجة إليه، وسيتم تبادل الأسرى وستبدو الأمور وكأن الحرب انتهت، لكنه أمر غير مؤكد.



وذكّر التقرير بتصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بعد الموافقة على صفقة تبادل الأسرى بـأن إسرائيل في حالة حرب، وستواصل الحرب.



ولفت إلى أن كلمات نتنياهو تدعو إلى خيبة أمل عربية، وأوروبية، بعد الكثير من الدعوات إلى وقف إطلاق قصير قد يؤدي لاحقا إلى شيء أكثر ديمومة.

أما على الجانب الأمريكي، فإن موقف واشنطن مختلف بعض الشيء، حين أنها تدرك أن القتال من المرجح أن يستأنف، لكنها تريد أن تتحلى إسرائيل بمزيد من ضبط النفس بعد عودة القتال.

ويقول الدبلوماسيون، أنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار مرة واحدة، يمكن أن يتبع ذلك وقف آخر، وقال وزير الخارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان: "آمل أن يكون الاتفاق أساسا لفترات توقف طويلة، تنتهي بوقف إطلاق نار تام".

لكن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ترى أن الهدف الذي تشارك فيه واشنطن تل أبيب، هو أن إسرائيل تحتاج إلىا لقتال لكن بعناية أكبر، ما يعني فترة قتال طويلة.

ونقلت الوكالة عن أربعة مسؤولين أمريكيين كبار، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إن واشنطن أبلغت إسرائيل أن قتل عدد كبير للغاية من المدنيين الفلسطينيين سيجعل من الصعب مواصلة الحملة ضد حماس حتى نهايتها.

وأعرب بعض الإسرائيليين عن قلقهم من أن وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام – والذي من المتوقع أن يبدأ صباح الخميس وقد يتم تمديده إذا تم إطلاق سراح المزيد من الرهائن – يمكن أن يسبب مشاكل لجيشهم.



إن قسماً كبيراً من مظاهر الحياة في إسرائيل متوقف، والاقتصاد يعاني، مع وجود مئات الآلاف في الخدمة الاحتياطية، وإن بضعة بلا قتال القتال قد تخلق الرغبة في المزيد، وقد تؤدي إلى إبطاء الزخم العسكري.

ونقلت عن المحلل يوسي يهوشوع في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قوله: "الجنود في الميدان الذين هم في قمة الجهد الهجومي المنجز للغاية سيدخلون في وضع ثابت وسيتعين على القادة أن يمنعوهم من الإهمال أو الرضا عن النفس".

والاتفاق الذي تم التوصل إليه في الأيام الأخيرة لا يختلف كثيرا عن الاتفاق الذي رفضته إسرائيل قبل أسابيع. ولكن حدث شيئان منذ ذلك الحين.

قامت عائلات الأسرى بحملة فعالة لوضع هذه القضية فوق النصر العسكري، وقد حققت أسابيع من الهجمات الجوية والقتال البري بعض المكاسب.

وبما أن الأسرى كانوا ضحايا فشل إسرائيل في الدفاع عن حدودها وحماية مواطنيها في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فقد كان هناك شعور متزايد بأن التخلي عنهم مرة أخرى من خلال رفض الصفقة سيكون أمراً غير مبرر.

وقال ياكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق: "من الواضح جدًا لصناع القرار أنهم لا يستطيعون التوقف".

وقال للصحفيين: "المشاعر الإسرائيلية لن تسمح لهم بذلك. إذا توقفوا بعد أربعة أو خمسة أو ستة أيام من وقف إطلاق النار، فستكون هذه نهاية هذه الحكومة".

واعترف عميدرور بأن الهدنة قد تسمح لحماس بتجديد واستعادة قواتها، لكنه قال إن ذلك لن يغير ميزان القوى أو يؤثر بشكل كبير على الخسائر الإسرائيلية.

وحتى لو سارت هذه الهدنة على النحو المنشود في غزة، فإن الأمر غير المعروف هو كيف سيؤثر ذلك على تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود اللبنانية والذي يبدو أنه اشتد في الأيام الأخيرة.

والحرب بحسب الوكالة، ليس رسميًا جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقد تتوقف النيران على أي حال، مما قد يسمح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين أخلوا الشمال بالعودة إلى منازلهم. أو ربما يرى حزب الله في الهدنة فرصة لمضاعفة هجماته.

ومهما كانت نتائج وقف القتال، فإن هنالك دولا غاضبة عدم القدرة على إجبار إسرائيل على وقف حربها على غزة، وعلى رأسها الأردن حيث قال وزير خارجيتها أيمن الصفدي: "لماذا لا يستطيع أحد أن يفعل شيئا حيال ذلك؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة إسرائيل الاحتلال غزة إسرائيل اسرى احتلال غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. ومزاعم بتراجع حماس

تحدثت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، عن صعوبات وصفتها بـ"الملموسة" خلال المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مزاعم إسرائيلية عن تراجع حركة حماس عن الشروط التي أدت إلى تجديد جولة المفاوضات الأخيرة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "صعوبات ملموسة تعتري المفاوضات مع حركة حماس بشأن مسار صفقة التبادل، وترفض الحركة تقديم قائمة بأسماء الأسرى الأحياء والأموات الذين من المفترض أن تشملهم المرحلة الأولى من الصفقة".

وأشارت الهيئة إلى أنه عاد مساء أمس الوفد الإسرائيلي، بعد مكوث عشرة أيام في قطر، مشددة في الوقت ذاته على أن المصادر المطلعة تؤكد أن المفاوضات لم تصل إلى "طريق مسدود، وإنما في مرحلة تحتاج لقرارات من المستوى السياسي".

حماس تتجاهل الضغوط
ونوهت المصادر الإسرائيلية إلى أن "حماس تتجاهل ضغوط الوسطاء، وزعيم حماس في قطاع غزة محمد السنوار يعرض مواقع أكثر تشددا من شقيقه يحيى"، مضيفة أن "إسرائيل ستعيد وفدها إذا طرأ تقدم في الاتصالات".

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي، أن "حركة حماس تراجعت عن الشروط التي أدت إلى تجديد مفاوضات صفقة التبادل"، وفق مزاعمه.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "لا أحد يعرف ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم لا (..)، لقد انسحبت حماس بالفعل من التخفيف الذي أدى إلى استئناف المحادثات، وتطالب مرة أخرى بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة، كشرط لتنفيذ مرحلتها الأولى".



ويرفض نتنياهو وقف الحرب، ويتلاعب الاحتلال الإسرائيلي بالمصطلحات، ويريد أسماه وقف "العمليات العسكرية"، كي يستمر في عدوانه على قطاع غزة حتى بعد انتهاء صفقة التبادل.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه "في أي لحظة قد يكون هناك انفراج، لكن في هذه اللحظة لا يوجد اتفاق، وهناك نقاط خلاف أخرى إلى جانب مسألة إنهاء الحرب"، مضيفا أنه "حتى لو تراجعت حماس فجأة، فإن هناك علامات استفهام حول قدرتها على تسليم الحد الأدنى من الأسرى بالنسبة لإسرائيل، في ظل الضربة التي تلقتها الحركة وقطاع غزة".

ولم يتبق سوى أربعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق بشأن الصفقة، قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقد هدد الرئيس الأمريكي المنتخب عدة مرات منطقة الشرق الأوسط بحال لم يتم إطلاق سراح الأسرى.

وكانت حركة حماس قد أكدت في وقت سابق، أنها التقت وفودا من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وأجرت بحثا معمقا لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الوسطاء، لوقف إطلاق النار صفقة التبادل ومجمل التغيرات على مستوى المنطقة.

وقالت الحركة في بيان صحفي، إن "المجتمعين توقفوا أمام معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه والجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني على مدار الساعة، للنيل من صمود شعبنا الأسطوري وثباته في مواجهة مخططات التهجير وجريمة الإبادة الجماعية".

أقرب من أي وقت مضى
وتابعت: "كما قدر القادة عاليا أداء المقاومة وعملياتها النوعية والمشاهد العظيمة لمقاتلينا الأبطال، الذين يوقعون خسائر مادية وبشرية يومية في العدو".

وبحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وتم التأكيد على حرص الجميع على وقف العدوان على شعبنا والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل تواطؤ دولي مشين، معتبرين أن إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.

كما بحثت الوفود آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأعرب الجميع عن تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة.

واتفقت الفصائل الثلاثة على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك اللقاء مرة أخرى في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

مقالات مشابهة

  • "حماس" تكشف سبب تأجيل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى
  • إسرائيل ترد على اتهامات حماس بعرقلة الهدنة
  • حماس: الاحتلال فرض شروطاً جديدة حالت دون إتمام اتفاق كان متاحاً
  • عاجل - حركة حماس: مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين تسير بشكل جدى
  • حماس: مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين تسير بشكل جدي
  • الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. وحماس تعلق
  • الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. ومزاعم بتراجع حماس
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • أنباء متضاربة حول مصير صفقة التبادل.. دعوات إلى اتفاق شاملة
  • آخر تطورات صفقة الأسرى ووقف الحرب في غزة.. عاجل