أحمد فؤاد أباظة: جهود التعاون بين «القاهرة والدوحة» دليل لنجاح فرض الرؤية العربية على المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
رئيس لجنة الشئون العربية بـ«النواب»: مصر مارست ضغوطاً دولية كبيرة لإقرار الهدنة
أكد النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أنّ مصر تلعب دوراً محورياً بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لوقف إطلاق النار بشكل دائم بين قوات الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس الفلسطينية، وإقرار هدنة لمدة أربعة أيام مع الاتفاق على تبادل الأسرى بين الجانبين.
ما تعليقك على نجاح الوساطة المصرية القطرية الأمريكية فى إقرار الهدنة التى أعلن عنها أمس ومن المقرر بدء سريانها اليوم؟
- تمثل الوساطة المصرية القطرية الأمريكية لإقرار الهدنة بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والجانب الفلسطينى، بداية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى الأعزل، فضلاً عن أنها ستتيح الفرصة لدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ومن المؤكد أيضاً أن الجهود التى بذلتها مصر وقطر من خلال مفاوضات مستمرة كانت بمثابة ورقة ضغط ترتب عليها إقرار الهدنة بدعم أمريكى.
كيف ترى الجهود التى بذلتها مصر لدعم القضية الفلسطينية؟
- منذ السابع من أكتوبر الماضى تبذل مصر قصارى جهدها لوقف العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وبدأت الجهود بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لعقد قمة القاهرة بدعوة العديد من الدول المؤثرة لمناقشة الأزمة، تزامناً مع إجراء القيادة السياسية اتصالات هاتفية مع رؤساء الدول الكبرى من أجل الوصول إلى تسوية عادلة وعاجلة من خلال إقرار حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية.
ما مدى أهمية دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال معبر رفح؟
- إقرار الهدنة سيعمل على تهدئة الأوضاع والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والعلاجية والوقود إلى قطاع غزة، وهو أمر مهم وضرورى فى ظل المعاناة التى يواجهها أهالينا منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى، والواقع يشير إلى أن توجيهات القيادة السياسية منذ الأيام الأولى كانت واضحة لكل أجهزة الدولة والمؤسسات الوطنية التى نجحت بالفعل فى تجهيز قوافل الإغاثة للشعب الفلسطينى.
ماذا عن الجهود المصرية - القطرية لدعم الأشقاء الفلسطينيين؟
- الجهود المصرية القطرية، نالت إشادات دولية من بينها إشادة الرئيس الأمريكى جو بايدن، لذلك ساهمت جهود التعاون بين البلدين فى التوصل لاتفاق الهدنة، ومن المهم التأكيد أنه لولا الجهود المصرية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضى فى مسار التهدئة ما كنا وصلنا إلى الهدنة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، والاتفاق يحقق مصالح كل الأطراف، وهو ما عبر عنه أيضاً الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، وكذلك بيان حركة حماس التى وجهت الشكر لمصر فى هذا الشأن.
ما رؤيتك لرفض مصر عمليات التهجير القسرى؟
- الشعب المصرى يقف خلف القيادة السياسية فى اتخاذ كل ما يراه مناسباً للحفاظ على الأمن القومى، ولذلك أعلنت القيادة السياسية مراراً رفضها لمحاولات التهجير القسرى للشعب الفلسطينى الأعزل من أراضيه، الأمر الذى يترتب عليه المساس بالأمن القومى المصرى إلى جانب محاولة تصفية القضية الفلسطينية، والجلسة البرلمانية التى عقدها مجلس النواب، أمس الأول، للرد على طلبات الإحاطة التى قدمها النواب، كشف رفض الحكومة المصرية القطعى لعمليات التهجير القسرى لأشقائنا الفلسطينيين إلى الأراضى المصرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيسي الشعب الفلسطيني الرئيس السيسي قطاع غزة المساعدات الإنسانیة القیادة السیاسیة المصریة القطریة التهجیر القسرى
إقرأ أيضاً:
الديموقراطية نبراس الحقيقة
التوازن قد يرقى ليكون سنة إلهية، وقانونا كونيا يضع الأمور فى نصابها الصحيح، ويبعدها عن المغالاة، لكى يكون فى مقدور كل حالة أن تقاس وفق قدرها بحسب السن والجنس ومرحلة النمو والهدف وحجم المنفعة والاستقلالية بما يمكنها من تقدير العواقب والحرص على بناء علاقة سليمة تضفي عليها المرونة وتبعدها عن التحديات والتقلبات. وتأتى الديموقراطية تتصدر الواجهة بوصفها الملكة المتوجة بالنسبة للجميع، وأكثر مكتشفات الإنسانية بالتصديق والولاء.
ما أحوجنا اليوم إلى تطبيق الديموقراطية النزيهة كشكل من أشكال الحكم، ومرجعا أساسيا للجميع لحماية حقوق الإنسان بوصفها توفر البيئة الملائمة لحماية هذه الحقوق وتفعيلها بصورة ايجابية. واليوم وبعد مضي فترة على تحقيق الديموقراطية في مختلف أنحاء العالم قد يبدو للبعض أن هناك أنظمة تتراجع عن تطبيقها، وهو الأمر الذى يكون له انعكاساته السلبية على المجتمع لا سيما وقد اعتاد عليها الإنسان ويتشبث بها كمعيار بالغ الأهمية بالنسبة له.
ولا يغيب عن أحد الدور الذى تقوم به الديموقراطية فى مجال دعمها للاقتصاد الوطني من خلال تعزيزها للاستثمار وتشجيعها على الابتكار بما يؤدى إلى تحسين الاقتصاد، وتحقيق المساواة والعدالة في المجتمع. كما أنها تكفل حقوق الإنسان وحرياته العامة وتحميها من أية انتهاكات قد تتعرض لها. وتتميز الديموقراطية بالسياسات التي تنتهجها يتصدرها البعد الكامل عن سياسة الاضطهاد، والتغول على الأفراد وإجبارهم على التعايش في ظل مناخ ديكتاتورى بعيد كل البعد عن حرية الاختيار.
تعد الديمقراطية الاجتماعية فلسفة سياسية واجتماعية واقتصادية داخل الاشتراكية التي تدعم بدورها الديموقراطية السياسية والاقتصادية كنظام سياسي وصفه الأكاديميون بأنه يدعو إلى التدخل فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية لتعزيز العدالة الاجتماعية فى إطار نظام حكم ديموقراطى ليبرالى.. ولعل المعنى الحقيقي لمفهوم الديموقراطية هو أنها تعد القيمة المشتركة للبشرية جمعاء ليظل المعنى الحقيقى لها يتمثل في كونها أفضل وسيلة يتم معها التوافق للتنسيق بين طموحات ومطالب المجتمع بأكمله، وصنع قرارات تتوافق مع مصالح الشعب طويلة الأجل. ولا شك أنها تجسد أيضا أهمية بالغة بالنسبة لتعزيز كرامة المواطن وحريته من خلال توفيرها للقوانين والسياسات التي يتصدرها الحق في المساواة بالنسبة للجميع.
إنها الديمقراطية التى يتعامل بها الأفراد فى المجتمع مع بعضهم البعض بعيدا عن إطارها الحكومى، فهي الديموقراطية التى تحمل فى طياتها كل المعاني التي تطورت عبر الأجيال بفعل التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية. هى الديموقراطية التى ما زالت تنبض فى شرايينها روح القيم والفضائل والأخلاق. هى ديموقراطية السلوك والموقف الذي يخدم مصلحة الفرد والجماعة بدون أى تعارض.إنها الديموقراطية التى ينبغى على أفراد المجتمع الأخذ بها موازاة مع الأنظمة لتحقيق توافقية داعمة لما يقوم به المواطن وما يرنو إليه النظام لكى تمارس بشكل اعتيادى وتلقائى من قبل الجميع، ليجرى التعامل مع بعضهم البعض بنفس المبادئ والأسس تحقيقا لمعاني الحرية والمساواة والمشاركة فى اتخاذ القرارات والتقيد بالقواعد والقوانين من أجل إعلاء العدالة الاجتماعية وترسيخ الحقوق والواجبات سعيا وراء الصالح العام المشترك.