الرئيس السيسي يرحب باتفاق الهدنة: جهودنا مستمرة للوصول إلى حلول تحقّق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
بعد نحو 46 يوماً من القصف المستمر والعنيف الذى تشنّه قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة، وتحديداً منذ السابع من أكتوبر الماضى، تم الإعلان فجر أمس عن هدنة إنسانية بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى بجهود مصرية وقطرية وأمريكية، ودخلت حيز التنفيذ الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم، وفق ما أفادت به «القاهرة الإخبارية».
ورحّب الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، باتفاق الهدنة الذى تم التوصّل إليه بين إسرائيل وحركة حماس، وقال فى منشور عبر «فيس بوك»: «أود أن أعرب عن ترحيبى بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية فى الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية فى قطاع غزة، وتبادل المحتجزين لدى الطرفين»، مؤكداً «استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة».
«الخارجية القطرية» تعلن نجاح جهود الوساطة المشتركة بين مصر والولايات المتحدة فى التوصّل إلى الهدنةوكانت وزارة الخارجية القطرية أعلنت، فى بيان أمس الأول، نجاح جهود الوساطة المشتركة بين مصر والولايات المتحدة، فى التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية فى قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، والتى تستمر 4 أيام قابلة للتمديد.
وأضافت «الخارجية القطرية» أن الاتفاق يتضمّن تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال فى قطاع غزة فى المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين فى السجون الإسرائيلية، على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم فى مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق. وتابع البيان أن الهدنة ستسمح بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصّص للاحتياجات الإنسانية.
وأكدت الوزارة، فى بيانها، أن قطر تؤكد استمرار مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، وتثمّن بهذا الصدد الجهود التى بذلتها مصر والولايات المتحدة فى دعم جهود الوساطة، وصولاً إلى هذا الاتفاق.
وكشفت حركة حماس الفلسطينية، فى بيان لها، فجر أمس الأول، التفاصيل الكاملة حول التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة أربعة أيام مع الجانب الإسرائيلى، مشيرة إلى أن الاتفاق يتم بموجبه إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب، ووقف جميع الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى كل مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة فى القطاع.
تبادل 50 من الأسرى من النساء والأطفال فى غزة مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين فى سجون إسرائيلوأشادت «حماس» بالجهود المصرية والقطرية فى التوصل إلى الاتفاق بالجهود الحثيثة والمقدّرة من قيادة الحركة للبلدين، مؤكدة أن الاتفاق يشمل إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً، وإطلاق سراح 50 من محتجزى الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطينى من سجون الاحتلال دون سن 19 عاماً، وذلك كله حسب الأقدمية.
وأكدت أنه خلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال الإسرائيلى بعدم التعرّض لأحد، أو اعتقال أحد فى كل مناطق قطاع غزة، وضمان حرية حركة الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه على طول شارع صلاح الدين، موضّحة أن بنود هذا الاتفاق صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدّداتها التى تهدف خدمة الفلسطينيين، وتعزيز صمودهم فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، وعينُها دوماً على تضحيَّاته ومعاناته وهمومه، وأدارت هذه المفاوضات من موقع الثبات والقوة فى الميدان، رغم محاولات الاحتلال تطويل أمد المفاوضات والمماطلة فيها، وأنه مع إعلان التوصل إلى اتفاق الهدنة فإنها تؤكد أن أيديها ستبقى على الزناد، للدفاع عن الشعب الفلسطينى ودحر الاحتلال والعدوان. ووعدت «حماس» الشعب الفلسطينى بأنها ستكون من الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم وصبرهم ورباطهم وتطلعاتهم فى التحرير والحرية واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ترحيب الرئيس الفلسطينى محمود عباس باتفاق الهدنة، وكتب فى منشور عبر «إكس»: «الرئيس محمود عباس والقيادة يرحبون باتفاق الهدنة الإنسانية، ويثمنون الجهد القطرى المصرى الذى تم بذله، ونُجدد الدعوة إلى الوقف الشامل للعدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، وإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ الحل السياسى المستند إلى الشرعية الدولية، وبما يؤدى إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطينى حريته واستقلاله وسيادته». وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت رسمياً على تنفيذ صفقة الأسرى واتفاق الهدنة المؤقت لمدة 4 أيام اعتباراً من اليوم، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة وافقت على صفقة إطلاق سراح نحو 50 رهينة إسرائيلية لدى حماس بعد 6 ساعات من المناقشات.
ويرى مراقبون أن إتمام هذا الاتفاق قد يكون بداية حقيقية فى خطوات وجهود خفض التصعيد الجارى، وقد يدفع جميع الأطراف للوصول بأن تتبعها هدن إنسانية وصفقات أخرى لتبادل الأسرى والمحتجزين، وسيشجع كل الأطراف الإقليمية والدولية على دعم هذا المسار للوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار، موضحين أن الجهود الأمريكية والمصرية والقطرية عملت على مدى أكثر من أسبوعين للوصول إليه، وهناك جولات من المباحثات والاجتماعات شهدتها القاهرة مع مسئولين إسرائيليين ومن «حماس» بتنسيق كامل مع الطرف الأمريكى بهدف تذليل جميع العقبات أمام إتمام اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى، كما أنه سيُسمح بنفاذ جميع المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كل مناطق غزة، بما فيها شمال القطاع، الذى كانت ترفض إسرائيل وصول أى مساعدات إليه، وهذا سيُخفف كثيراً من معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن ظلوا فى الشمال ورفضوا النزوح للجنوب.
وقال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه على مدار الأسبوعين الماضيين، كثّفت مصر وقطر والولايات المتحدة جهودها للوصول إلى هذا الاتفاق والصفقة، حيث تم عقد الكثير من الجولات والمباحثات والاجتماعات التى بدأت من القاهرة، وتم فيها البحث مع عدد من المسئولين من حركة المقاومة «حماس»، ومن الجانب الآخر من تل أبيب، بوجود مسئولين من الولايات المتحدة، بهدف تذليل جميع العقبات الموجودة لإتمام الهدنة الإنسانية وحدوث صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين.
وأكد «حجازى» لـ«الوطن» أن مصر تحمل لواء القضية الفلسطينية منذ البداية، وأنها تتدخّل منذ عقود، موضّحاً أن مصر لها خبرات واسعة فى ملف الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، مشيراً إلى أن مصر تتحيّز للجانب الفلسطينى، ولكن هذا لم يمنع أن تحظى بالثقل السياسى فى المنطقة، مشدداً على أن حدوث هدنة فى غزة يُعد أول انفراجة حقيقية فى الصراع القائم منذ السابع من أكتوبر الماضى، وسيكون بمثابة أمل لجميع الأطراف الإقليمية والدولية لدعم عملية وقف إطلاق النار الدائم فى القطاع، ووقف الممارسات العدوانية التى يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.
دخول عدد أكبر من قوافل المساعدات بما فيها الوقودوأشار إلى أن الجزء الأهم فى الاتفاقية التى تم إقرارها، هو إدخال جميع المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها الوقود، الذى مُنع إدخاله لمدة تجاوزت الأربعين يوماً، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية، التى سيتم توصيلها إلى جميع أنحاء القطاع، بعدما كانت دولة الاحتلال تمارس ضغوطاً واسعة وتمنع وصول أى مساعدات إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن عانوا من القصف والغارات.
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن القاهرة تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى بوصلة لتحديد جميع الاتجاهات المباشرة فى ما يتعلق بوقف الحرب فى غزة، فالدور المصرى ليس دوراً سياسياً فقط، بل هو تنموى أيضاً للحفاظ على القضية الفلسطينية.
وأوضح «فهمى» أن مصر تتحرك على جزئيات وعموميات، الجزئيات هى الأسرى وأعمال الإغاثة والمساعدات، بينما العموميات هى إعادة القضية الفلسطينية وإضافة صورة أكثر عمقاً، وتأكيد حل الدولتين، مؤكداً أن دور مصر اقتصادى وتنموى واستراتيجى للحفاظ على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنها هى قلب التفاعلات التى تمّت وتجرى فى ملف الهدنة الإنسانية، نتيجة امتلاك مصر إمكانيات وخبرات متراكمة.
وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربى للدراسات السياسية، إن وقف إطلاق النار لتبادل المحتجزين سيكون خطوة جيدة، كما سيكون هدنة إنسانية لدخول المزيد من المساعدات والتقاط الأنفاس لأهالى فلسطين، وإعادة ترتيب الأوضاع السياسية، وهى خطوة مهمة إذا تم تنفيذها بشكل صحيح، مؤكداً أنها ستُعطى مصر دوراً مهماً فى سياستها الخارجية.
وقال السفير أحمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر لها دور تاريخى فى ما يتعلق بالصراع الفلسطينى، يتنوع بين خبرات وحدود وتاريخ مشترك، وتاريخ أيضاً من الدعم الإنسانى والحضارى فى كل المجالات، ومصر عنصر مؤثر للغاية فى ما يحدث فى قطاع غزة من حرب تشنّها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة. وأوضح أن هناك رصيداً وتركة من التأثير المصرى على الجانب الفلسطينى، ويتمثل فى دور الوساطة وإنهاء الاصطدامات بين إسرائيل وفلسطين، ومصر لديها خبرة كبيرة فى التفاوض ووضع حد للصدامات التى يُستخدم فيها السلاح، ودور تاريخى وخبرة متراكمة، وتدرك كل أبعاد الصراع، وهى مهمّة تكتسب أهميتها من الأبعاد الجغرافية والحدود المشتركة وتاريخ الحروب وإقامة السلام، كما أن مصر تواجهت مرات كثيرة مع إسرائيل ودخلت فى جولات تفاوض، فتراكمت لديها الخبرة فى ما يتعلق بالملف الإسرائيلى العربى أو الفلسطينى.
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن مصر تبنّت منذ اليوم الأول الرواية الفلسطينية، وهى الحقيقية التى حاولت أن تقنع العالم بها، كما أن المتغيّرات التى حدثت لدى بعض الدول، ومنها فرنسا، كانت بناءً على جهود مصر، موضحاً أن مصر رغم اتفاق السلام بينها وبين الاحتلال إلا أنها تمارس دورها بشكل كبير فى دعم القضية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيسي الشعب الفلسطيني الرئيس السيسي قطاع غزة المساعدات الإنسانیة من النساء والأطفال القضیة الفلسطینیة والولایات المتحدة الشعب الفلسطینى باتفاق الهدنة اتفاق الهدنة هدنة إنسانیة هذا الاتفاق إطلاق النار فى قطاع غزة إطلاق سراح التوصل إلى حرکة حماس إلى اتفاق کل مناطق أن مصر فى غزة
إقرأ أيضاً:
منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات ترامب بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من غزة
يمانيون../ ادانت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الأربعاء، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن دعوته إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني خارج قطاع غزة، ودعمه “السيادة الإسرائيلية” المزعومة على الأرض الفلسطينية ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وعدّت، في بيان، أن ذلك يساهم في ترسيخ الاحتلال والاستيطان الاستعماري والاستيلاء بالقوة على الأرض الفلسطينية، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2334، ومن شأن ذلك تقويض فرص السلام وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
كما أعربت المنظمة عن رفضها المطلق لأي مخططات ترمي إلى تغيير الواقع الجغرافي أو الديموغرافي أو القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين المحتلة، داعية إلى تضافر الجهود من أجل تثبيت وقف إطلاق النار الشامل والمستدام، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، وتعزيز صمود الفلسطينيين في أرضهم وعودتهم الآمنة إلى منازلهم، وتوفير الإغاثة العاجلة والإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار لقطاع غزة، وضمان المساءلة عن جميع الجرائم التي اقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وجددت المنظمة، دعمها الثابت لوكالة الأونروا ودورها المحوري الذي لا يمكن استبداله، معربة عن رفضها المطلق لأية محاولات للمساس بوجودها أو ولايتها القانونية، باعتبار ذلك أولوية إنسانية وإغاثية قصوى، وشاهداً على الالتزام الدولي تجاه حقوق اللاجئين الفلسطينيين وعنصر استقرار في المنطقة.
كما أكدت تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني ودعمها الثابت لنضاله العادل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، من أجل استعادة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وتجسيد سيادة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية وشرقي القدس عاصمة لها، مجددة التزامها بدعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام العادل
والدائم والشامل في المنطقة بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ “حل الدولتين” القائم على مبادئ القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة ومبادرة “السلام العربية”.