مجموعة دلسكو تنظّم حملة لزراعة أشجار القرم في دولة الإمارات
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
دبي – الوطن
نظّمت مجموعة دلسكو حملة لزراعة 300 شجرة قرم بمشاركة 100عضواً من طاقم المجموعة، والتي تضم عدة شركات منها دلسكو لحلول الأفراد ودلسكو لحلول البيئة وباريسيما وأدفانس جلوبال ريكروتمنت (AGR)، بالاضافة إلى طواقم عملائها المؤسسيين مثل مصنع الوافي للأغذية(BRF) واينوك لينك وفيشر وذلك في خطوةٍ تؤكد التزامها بإطلاق المبادرات البيئية والترويج لها، وتهدف لدعم الجهود الوطنية الرامية للمساهمة في مكافحة تأثيرات التغيُّر المناخي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار أجندة الاستدامة التي تعتمدها مجموعة دلسكو تمهيداً لانعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28، وذلك بهدف دعم المشروع الوطني لعزل الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي انضمت إليه دلسكو بكل فخر في عام 2023؛ حيث يهدف هذا المشروع، الذي أطلقته وزارة التغيُّر المناخي والبيئة، إلى زراعة 100 مليون شجرة قرم جديدة في شتى أنحاء الدولة بحلول عام 2030.
وقام كل مشاركٍ في حملة دلسكو بزراعة شجرتين في محمية جبل علي للحياة الفطرية، والخاضعة لإدارة مجموعة الإمارات للبيئة البحرية (EMEG)؛ حيث سيتمُّ استخدام أحدث التقنيات وتكنولوجيا الواقع الافتراضي لمراقبة نمو الأشجار ومساهمتها في الحدِّ من الانبعاثات الكربونية من خلال تطبيق EcoMatcher الذي يتيح شفافيةً معزّزة لمتابعة جهود التشجير.
تلعب أشجار القرم دوراً هاماً في الحفاظ على البيئة عبر تثبيت التربة الساحلية وحمايتها ومنع تآكلها، ودعم الحياة الفطرية داخل الأنظمة البيئية الساحلية لتتيح موئلاً لآلاف الأنواع من الكائنات الحيّة. كما أنها تُساهم في الحد من الغازات الدفيئة الضارّة عن طريق عزل ما يصل إلى 15 كغ من الكربون عن الشجرة الواحدة كل عام، ما يعني أن الأشجار الـ300 التي تمت زراعتها في 16 نوفمبر الجاري والأشجار الـ120 التي غرستها دلسكو العام الماضي سوف تعزل مجتمعةً 6300 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وتحتضن دولة الإمارات حالياً 60 مليون شجرة قرم تغطي مساحة 183 كيلومتراً مربعاً وتلتقط 43 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وبزراعة 100 مليون شجرة إضافية سيتم عزل 115 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام.
وقال جون غرينجر، المدير التنفيذي للعمليات في دلسكو للحلول البيئية: “باعتبارها قوة رائدة في الحلول البيئية، تفخر دلسكو بدعم المبادرات التي تساهم في الحفاظ على كوكبنا وتحسين واقعه البيئي. فبعدَ أول مبادرةٍ لزراعة أشجار القرم مع موظفينا في العام الماضي، حرصنا على العودة بقوّةٍ أكبر وتنظيمٍ أفضل هذا العام من خلال الجمع بين أعضاء طواقمنا، الذين نطلق عليهم ’أسرة دلسكو‘، وأعضاء فرق عملائنا، ما يؤكد التزامنا المشترك بضمان مستقبلٍ أفضل لطواقمنا ولعالمنا ككل”.
وأضاف قائلاً: “إن فريق مجموعة الإمارات للبيئة البحرية يقوم بعملٍ رائع في حماية الحياة البحرية في جبل علي، ونحن مسرورون للعب دورنا في دعم وصون النظام البيئي الطبيعي والتنوع البيولوجي للمحمية”.
يُشار إلى أن مبادرة دلسكو لزراعة الأشجار تضمنت أيضاً حملةً لتنظيف الشاطئ أثمرت عن إزالة 1246 كغ من النفايات، وذلك تماشياً مع التزام الشركة المستمر بحماية البيئة والترويج للتفكير الأخضر بين موظفيها وأهم أصحاب المصلحة الرئيسيين والمجتمع بشكلٍ عام.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
التحول الرقمي في دولة الإمارات
الفاهم محمد
أخبار ذات صلة الترجمة.. جسور إماراتية بين الثقافات جلال لقمان: لن تهزمني النارفي ظل التسارع الهائل للثورة التكنولوجية والرقمية تسعى الإمارات إلى تبني أحدث التقنيات والابتكارات، من أجل توظيفها في مختلف المجالات الاجتماعية الحيوية. ولأن التحول الرقمي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في نمط حياة الناس وتفاعلاتهم الاجتماعية وأنماط فكرهم، فإن هذا التحول يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العمل وآليات التواصل البشري، هذا إضافة إلى المشاكل المعروفة بشأن الخصوصية والأمن الرقمي والجرائم السيبرانية، وتعمل الإمارات في هذا الإطار بناءً على رؤية واستراتيجية واضحة ودقيقة، وذلك بالاستفادة القصوى من الثورة التكنولوجية، مع إدماج التراث الإماراتي والقيم الإسلامية بشكل متناعم مع التقنيات الرقمية الحديثة، كما تعمل على تعزيز الهوية الوطنية، عبر التطبيقات الذكية والبوابات الإلكترونية التي تعكس الطابع الإماراتي العربي الإسلامي، مع استخدام اللغة العربية في المحتوى الرقمي.
هناك العديد من المبادرات التي قامت بها الحكومة، من أجل دعم جهود التحول الرقمي في المجتمع الإماراتي مع المحافظة على تراثها الحضاري والثقافي، في مواجهة موجات التحول الرقمي، نذكر من بينها ما يلي:
1- استراتيجية الإمارات الرقمية 2025: وهي عبارة عن خريطة طريق شاملة، من أجل تحويل الإمارات إلى دولة رقمية متطورة في العالم، بحلول هذا التاريخ. تركز هذه الخريطة على النهوض بالبنية التحتية الرقمية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الاجتماعية الحيوية.
2- مبادرة الإمارات السحابية: وهي مبادرة تهدف إلى تحويل الحكومة الاتحادية، إلى بيئة سحابية آمنة وذكية، كما تسهم في تعزيز التعاون الرقمي، وتبادل البيانات بين كافة الجهات الحكومية، ضمن ما يعرف بالشبكة الاتحادية.
3- برنامج المهارات الرقمية للجميع: يركز هذا البرنامج على تطوير المهارات الرقمية للمواطنين، عبر توفير دورات تدريبية، ومنصات تعليمية للرفع من قدرات المجتمع في التقنيات الرقمية الحديثة.
4- مبادرة الحكومة الذكية: وتهدف إلى تحويل الخدمات الحكومية، إلى منصات رقمية ذكية وسهلة الاستخدام. كل ذلك من أجل تعزيز التفاعل الإلكتروني بين الحكومة والمواطنين. هذا وقد استفاد القطاع الحكومي من هذا التحول، حيث ازدادت كفاءة العمليات الداخلية للحكومة، كما تم تطبيق الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، واستثمار ذلك في صنع القرار.
5 - المنطقة الحرة للتكنولوجيا والابتكار «دبي تيك»: وهي المنطقة التي تسعى الإمارات من خلالها، إلى توفير بيئة داعمة للشركات التقنية الناشئة، وكذا الإسهام في تطوير الابتكار والريادة الرقمية.
وكما يشير التقرير الصادر عن اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، فإن هناك العديد من المجالات الاجتماعية، التي استفادت من هذا التحول. فبالإضافة إلى القطاع الحكومي الذي سبقت الإشارة إليه، هناك قطاع الرعاية الصحية، الذي عرف العديد من التطورات مثل تطبيقات الرعاية، وتعزيز التواصل الرقمي بين المرضى والأطباء. هناك أيضاً التجارة الرقمية ومنصات التسوق، التي بدأت تعرف ازدهاراً متنامياً. دون أن ننسى كذلك الخدمات المصرفية الرقمية، والتحول نحو الدفع الإلكتروني، والقطاع التعليمي والبيئي والأمني والقضائي، وغيرها من القطاعات التي باتت لا تستغني عن عملية الرقمنة.
أبرز التحديات
من أبرز التحديات التي تواجه أي دولة أمام تحقيق التحول الرقمي الشامل والمستدام:
- التحديات المرتبطة بالبنية التحتية: وتقتضي ضمان توفير البنية التحتية الرقمية المتطورة والموثوقة في جميع أنحاء الدولة. وكذا تطوير القدرات التقنية القادرة على استيعاب وتطبيق التقنيات الحديثة، مثل إنترنت الأشياء والجيل الخامس وغيرها.
- التحديات المالية والاقتصادية: حيث يجب ضمان التمويل الكافي للمشاريع الرقمية الطموحة، والعمل على إعداد القوى العاملة المدربة في هذا المجال.
- التحديات الثقافية والاجتماعية: الرفع من الوعي المعلوماتي، والذي من شأنه أن يدفع إلى انخراط المواطنين بشكل إيجابي في التحول الرقمي. كما يجب العمل في الآن ذاته، على الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل تأثيرات الثورة الرقمية الجامحة.
- التحديات التنظيمية والتشريعية: يجب وضع إطار تنظيمي مرن، يعمل على تنظيم البيئة الرقمية، وتطوير السياسات والقوانين اللازمة المؤطرة لهذا المجال.
نحو مجتمع الإعلام والمعرفة
هكذا، فإن كل الجهود التي بذلتها الإمارات في سبيل ترسيخ عملية التحول الرقمي، تعبر عن أنها تسير بخطى حثيثة نحو ما يصطلح عليه بـ «مجتمع الإعلام والمعرفة». وهو المجتمع الذي أصبحت فيه المعلومات والمعرفة، هي المصدر الرئيسي للثروة والتقدم. كما أنه يتميز بالتطور السريع، بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية. إضافة إلى المشاركة النشطة والإبداعية للمواطنين في إنتاج ونشر المعرفة. ويمكن التأكيد على أن الإمارات تسعى بخطى ثابتة نحو بناء مجتمع معرفي متكامل، قادر على المنافسة العالمية. من الضروري الحديث في هذا السياق عن مشروع تحويل دبي إلى مركز عالمي للابتكار في التكنولوجيا المتقدمة، وكذا إنشاء المعاهد المتخصصة لذلك.
الهوية الحضارية
من دون شك، يلعب التحول الرقمي دوراً كبيراً في التأثير على الهوية الحضارية للمجتمعات. فعلى الرغم من التطور التكنولوجي السريع تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للحفاظ على هويتها الثقافية العربية الأصيلة، فهي تعمل - كما ذكرنا سابقاً - على إدماج التراث الإماراتي والقيم الإسلامية بشكل متناعم مع التقنيات الرقمية الحديثة، وتعزيز الهوية الوطنية وضرورة استخدام اللغة العربية في المحتوى الرقمي.
وبهذه الجهود المتكاملة، يمكن القول بأن دولة الإمارات تنجح في الحفاظ على هويتها الحضارية، جنباً إلى جنب تسخير التقنيات الرقمية، لتعزيز مكانتها كنموذج ريادي في التطور التكنولوجي.