دبي – الوطن

نظّمت مجموعة دلسكو حملة لزراعة 300 شجرة قرم بمشاركة 100عضواً من طاقم المجموعة، والتي تضم عدة شركات منها دلسكو لحلول الأفراد ودلسكو لحلول البيئة وباريسيما وأدفانس جلوبال ريكروتمنت (AGR)، بالاضافة إلى طواقم عملائها المؤسسيين مثل مصنع الوافي للأغذية(BRF) واينوك لينك وفيشر وذلك في خطوةٍ تؤكد التزامها بإطلاق المبادرات البيئية والترويج لها، وتهدف لدعم الجهود الوطنية الرامية للمساهمة في مكافحة تأثيرات التغيُّر المناخي.

 

وتأتي هذه الخطوة في إطار أجندة الاستدامة التي تعتمدها مجموعة دلسكو تمهيداً لانعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28، وذلك بهدف دعم المشروع الوطني لعزل الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي انضمت إليه دلسكو بكل فخر في عام 2023؛ حيث يهدف هذا المشروع، الذي أطلقته وزارة التغيُّر المناخي والبيئة، إلى زراعة 100 مليون شجرة قرم جديدة في شتى أنحاء الدولة بحلول عام 2030.

 

وقام كل مشاركٍ في حملة دلسكو بزراعة شجرتين في محمية جبل علي للحياة الفطرية، والخاضعة لإدارة مجموعة الإمارات للبيئة البحرية (EMEG)؛ حيث سيتمُّ استخدام أحدث التقنيات وتكنولوجيا الواقع الافتراضي لمراقبة نمو الأشجار ومساهمتها في الحدِّ من الانبعاثات الكربونية من خلال تطبيق EcoMatcher الذي يتيح شفافيةً معزّزة لمتابعة جهود التشجير.

 

تلعب أشجار القرم دوراً هاماً في الحفاظ على البيئة عبر تثبيت التربة الساحلية وحمايتها ومنع تآكلها، ودعم الحياة الفطرية داخل الأنظمة البيئية الساحلية لتتيح موئلاً لآلاف الأنواع من الكائنات الحيّة. كما أنها تُساهم في الحد من الغازات الدفيئة الضارّة عن طريق عزل ما يصل إلى 15 كغ من الكربون عن الشجرة الواحدة كل عام، ما يعني أن الأشجار الـ300 التي تمت زراعتها في 16 نوفمبر الجاري والأشجار الـ120 التي غرستها دلسكو العام الماضي سوف تعزل مجتمعةً 6300 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

 

وتحتضن دولة الإمارات حالياً 60 مليون شجرة قرم تغطي مساحة 183 كيلومتراً مربعاً وتلتقط 43 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وبزراعة 100 مليون شجرة إضافية سيتم عزل 115 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام.

وقال جون غرينجر، المدير التنفيذي للعمليات في دلسكو للحلول البيئية: “باعتبارها قوة رائدة في الحلول البيئية، تفخر دلسكو بدعم المبادرات التي تساهم في الحفاظ على كوكبنا وتحسين واقعه البيئي. فبعدَ أول مبادرةٍ لزراعة أشجار القرم مع موظفينا في العام الماضي، حرصنا على العودة بقوّةٍ أكبر وتنظيمٍ أفضل هذا العام من خلال الجمع بين أعضاء طواقمنا، الذين نطلق عليهم ’أسرة دلسكو‘، وأعضاء فرق عملائنا، ما يؤكد التزامنا المشترك بضمان مستقبلٍ أفضل لطواقمنا ولعالمنا ككل”.

وأضاف قائلاً: “إن فريق مجموعة الإمارات للبيئة البحرية يقوم بعملٍ رائع في حماية الحياة البحرية في جبل علي، ونحن مسرورون للعب دورنا في دعم وصون النظام البيئي الطبيعي والتنوع البيولوجي للمحمية”.

 

يُشار إلى أن مبادرة دلسكو لزراعة الأشجار تضمنت أيضاً حملةً لتنظيف الشاطئ أثمرت عن إزالة 1246 كغ من النفايات، وذلك تماشياً مع التزام الشركة المستمر بحماية البيئة والترويج للتفكير الأخضر بين موظفيها وأهم أصحاب المصلحة الرئيسيين والمجتمع بشكلٍ عام.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية

كتب الدكتور عزيز سليمان استاذ السياسة و السياسات العامة

في زمن يتداخل فيه الدخان الأسود برائحة البارود، وتصدح فيه أنين الأطفال وسط خرائب المستشفيات والمدارس و محطات الكهرباء و المياه ، يبدو السودان كلوحة مأساوية رسمها الجشع البشري. لكن، يا ترى، من يمسك بالفرشاة؟ ومن يرسم خطوط التدمير الممنهج الذي يستهدف بنية تحتية سودانية كانت يومًا ما عصب الحياة: محطات الكهرباء التي كانت تضيء الدروب، والطرق التي ربطت المدن، ومحطات مياه كانت تنبض بالأمل؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في أجنحة الطائرات المسيرة التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قنابل؛ إنها تحمل مشروعًا سياسيًا وجيوسياسيًا ينفذه الجنجويد، تلك المليشيا التي فقدت زمام المبادرة في الميدان، وانكسرت أمام مقاومة الشعب السوداني و جيشه اليازخ و مقاومته الشعبية الصادقة، فاختارت أن تُدمر بدلاً من أن تبني، وتُرهب بدلاً من أن تقاتل.
هذا النهج، يا اهلي الكرام، ليس عبثًا ولا عشوائية. إنه خطة مدروسة، يقف خلفها من يدير خيوط اللعبة من الخارج. الجنجويد، التي تحولت من مجموعة مسلحة محلية إلى أداة في يد قوى إقليمية، لم تعد تعمل بمفردها. الطائرات المسيرة، التي تقصف المدارس والمستشفيات، ليست مجرد أدوات تكنولوجية؛ إنها رسول يحمل تهديدًا صامتًا: “إما أن تجلسوا معنا على طاولة المفاوضات لننال حظنا من الثروات، وإما أن نجعل من السودان صحراء لا تحتمل الحياة”. ومن وراء هذا التهديد؟ الإجابة تلوح في الأفق، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي باتت، بحسب الشواهد، الراعي الأول لهذه المليشيا، مستخدمةً مرتزقة من كل أنحاء العالم، وسلاحًا أمريكيًا يمر عبر شبكات معقدة تشمل دولًا مثل تشاد و جنوب السودان وكينيا وأوغندا.
لكن لماذا السودان؟ الجواب يكمن في ثرواته المنهوبة، في أرضه الخصبة، ونفطه، وذهبه، ومياهه. الإمارات، التي ترى في السودان ساحة جديدة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، لم تتردد في استغلال الخلافات الداخلية. استخدمت بعض المجموعات السودانية، التي أُغريت بوعود السلطة أو خدعت بذريعة “الخلاص من الإخوان المسلمين”، كأدوات لتفكيك النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لكن، هل هذه الذريعة الدينية أو السياسية كافية لتبرير تدمير أمة بأكملها؟ بالطبع لا. إنها مجرد ستار يخفي وراءه طمعًا لا حدود له.
الجنجويد، التي انهزمت في المعارك التقليدية، لجأت إلى استراتيجية الإرهاب المنظم. الطائرات المسيرة ليست مجرد أسلحة؛ إنها رمز لعجزها، ولكن أيضًا لدعمها الخارجي. فكل قصف يستهدف محطة كهرباء أو طريقًا أو مصدر مياه، هو رسالة موجهة إلى الحكومة السودانية: “لن نوقف حتى تجلسوا معنا”. لكن من يجلسون حقًا؟ هل هي الجنجويد وحدها، أم القوات المتعددة الجنسيات التي تجمع بين المرتزقة والمصالح الإماراتية؟ أم أن الجلسة ستكون مع الإمارات نفسها، التي باتت تتحكم في خيوط اللعبة؟ أم مع “التقدم”، ذلك الوهم الذي يبيعونه على أنه مخرج، بينما هو في الحقيقة استسلام للعدوان؟
هنا، يجب على الحكومة السودانية أن تتذكر أنها ليست مجرد ممثلة لنفسها، بل هي وكيلة عن شعب دفع ثمن أخطاء الحرية والتغيير، وأخطاء الإخوان المسلمين، وأخطاء السياسات الداخلية والخارجية. الشعب السوداني، الذي قاوم وصبر، يطالب اليوم بموقف واضح: موقف ينبع من روحه، لا من حسابات السلطة أو المصالح الضيقة. يجب على الحكومة أن تتحرى هذا الموقف، وأن تعيد بناء الثقة مع شعبها، بدلاً من الاستسلام لضغوط خارجية أو داخلية.
ورأيي الشخصي، أن الحل لا يبدأ بالجلوس مع الجنجويد أو راعيها، بل بفك حصار الفاشر، وتأمين الحدود مع تشاد، ورفع شكاوى إلى محكمة العدل الدولية. يجب أن تكون الشكوى شاملة، تضم الإمارات كراعٍ رئيسي، وتشاد كجار متورط، وأمريكا بسبب السلاح الذي وصل عبر شبكات دول مثل جنوب السودان وكينيا وأوغندا. كل هذه الدول، سواء من قريب أو بعيد، ساهمت في هذا العدوان الذي يهدد استقرار إفريقيا بأكملها.
في النهاية، السؤال المرير يبقى: مع من تجلس الحكومة إذا قررت الجلوس؟ هل مع الجنجويد التي أصبحت وجهًا للعنف، أم مع القوات المتعددة الجنسيات التي لا وجه لها، أم مع الإمارات التي تختبئ خلف ستار الدعم الاقتصادي، أم مع “صمود” التي يبدو وكأنها مجرد وهم؟ الإجابة، كما يبدو، ليست سهلة، لكنها ضرورية. فالسودان ليس مجرد ساحة للصراعات الإقليمية، بل هو تراب يستحقه اهله ليس طمع الطامعين و من عاونهم من بني جلدتنا .

quincysjones@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الإمارات: حل الدولتين الخيار الاستراتيجي لتحقيق الأمن والسلم
  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • محافظة عراقية تطلق حملة لزراعة 70 ألف شجرة (صور)
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين
  • الإمارات تفوز بمقعد عن مجموعة دول آسيا والباسفيك في لجنة المخدرات «CND»
  • الإمارات تفوز بمقعد عن مجموعة دول آسيا والباسفيك في لجنة تابعة للأمم المتحدة
  • نيويورك تايمز: الإمارات تشارك في الحملة الأمريكية ضد الحوثيين
  • تراجع بورصتي الإمارات بعد رسوم صينية مضادة على السلع الأمريكية