بوابة الوفد:
2025-02-03@06:04:32 GMT

تعظيم سلام إلى مصر القوية القادرة

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

هذه هى مصر وقدرتها السياسية الواسعة الكبيرة التى نجحت فى الوصول إلى هدنة ووقف للهجمات الإسرائيلية البشعة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى. وهذا يعكس الدور الريادى والقيادى لمصر فى المنطقة والإقليم والعالم أجمع. فالرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية يبذلان كل الجهود المضنية والحثيثة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الفلسطينى، وهذا يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن مصر لا يمكن أبداً أن تتخلى عن الأشقاء فى فلسطين وتحقيق مصالحهم العليا بما يحقق المطالب المشروعة للفلسطينيين، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

إن الدولة المصرية على مدار تاريخ القضية الفلسطينية تُعد الداعمة الأولى للحقوق الفلسطينية المشروعة، وتحمل على كاهلها هذه القضية بشكل أكثر من رائع منذ وعد بلفور وحتى كتابة هذه السطور وستظل هكذا إلى أبد الدهر، ولم نجد يوماً من الأيام على مر التاريخ الطويل تقصيراً أو تغييراً فى أى موقف داعم للأشقاء العرب، وعلى رأسهم الأشقاء فى فلسطين، لأن هذا هو دور مصر الرائد والقيادى الذى يسعى دائماً إلى الحفاظ على الحقوق المشروعة من أجل نشر الأمن والاستقرار فى المنطقة وعلى المستوى الإقليمى.

إن الهدنة التى تبدأ اليوم الخميس وحتى لعدة ساعات تعد انتصاراً لكل الفصائل الفلسطينية، خاصة بعد التصريحات المتكررة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بعدم وقف الحرب، والتى لم تحقق فيها إسرائيل سوى المذابح والمجازر بحق الشعب الفلسطينى الأعزل، وكذلك تم تفويت فرصة المحتل فى تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول أخرى.. ولذلك فإن الموقف المصرى فى هذا الشأن يستحق الإشادة والثناء، لقدرة مصر على تحقيق الهدنة ووقف آلة الحرب الإسرائيلية حتى ولو كان ذلك جزئياً، بالاتفاق والتنسيق المتواصل مع مختلف الأطراف الفاعلة. ولذلك فإن هذه الهدنة تعد بداية جيدة وبشير خير، خاصة بعد قتال متواصل منذ 7 أكتوبر الماضى، والذى تخطى حوالى خمسة وأربعين يوماً. وهذا يعنى أنه من الممكن الوصول إلى هدن أخرى، حتى يتم الوقف النهائى لآلة الحرب الإسرائيلية وإعادة ترتيب الأوراق من جديد. وهذا يعنى أيضاً استمرار تدفق المساعدات الطبية والغذائية والوقود إلى الفلسطينيين.

والحقيقة أن هذه الهدنة تعد فى صالح كل الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، وتعد انتصاراً فلسطينياً على المحتل الغاصب. كما أن الدور المصرى فى هذا الشأن يعد محل تقدير واسع وكبير من كل أطراف المجتمع الدولى، وكذلك كل شعوب الدنيا التى ترفض هذه الحرب الإسرائيلية الغاشمة. فالعالم كله يتأكد له يوماً بعد الآخر أن مصر الدولة القوية القادرة التى ترفع راية السلام، قادرة على فعل المستحيل، وهل كان أحد يتوقع أن تتم هذه الهدنة وفى الإمكان تحقيق هدن أخرى حتى يتم وقف إطلاق النار تماماً؟.

هذه هى مصر وقيادتها السياسية وشعبها الصلب الذى ينسى آلامه فى سبيل الحفاظ على الأمن القومى العربى، والسعى بكل السبل إلى تحقيق المطالب المشروعة للشعب العربى وعلى رأسه الفلسطينيون.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني الإسرائيلية البشعة الأمن والاستقرار فلسطين

إقرأ أيضاً:

الكارثة والبطولة على الطريقة الفلسطينية

انتصرت المقاومة الفلسطينية على غزو المنظومة الاستعمارية الدولية بقيادة "إسرائيل" لقطاع غزة، كان انتصارا مرا مكلفا وكارثيا بكل المعاني، وكان يفترض وفق المعايير المادية الظاهرة أن يخرج مقاتلو القسام من خنادقهم وهم يرفعون الرايات البيضاء، ولكن هذا المشهد الذي انتظر رؤيته الغزاة لم يقع، وبدلا منه رأوا خروجا ملحميا للمقاتلين من تحت الأنقاض وهم بكامل أناقتهم وانضباطهم وكأن شيئا لم يحصل جراء إلقاء ما يوازي أكثر من ست قنابل نووية خلال أربعمائة وواحد وسبعين يوما من النار والجحيم!

لم بدأت الحرب؟ ولم كان الرد العالمي على هجوم السابع من أكتوبر بمثل هذه الوحشية المفرطة، التي ستسجل كأكثر مواجهة دموية في العصر الحديث؟ ما الذي فعلته المقاومة الفلسطينية حتى تستدعي هذا الاستنفار العالمي المجلجل، فتتداعى قوى دولية جرارة لإسكاتها ومحاولة سحقها؟

كان "التحرش" الخشن بالسياج الأمني بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 تحرشا بحدود العالم، كان ذلك السياج المحصن إلكترونيا وعسكريا بشكل أسطوري، تحرشا بمنظومة معقدة من القوة العالمية المتحالفة مع القوة الصهيونية الغاشمة، والحقيقة أن كلمة "متحالفة" ليست دقيقة هنا، فالقوة الإسرائيلية كانت مجرد رأس حربة لقوة عالمية تضم طيفا واسعا من الترسانات العسكرية يقودها البنتاغون، ويصطف وراءها قوى الغرب المتوحش، الذي استنفر كل ما يقع تحت يديه من آلة التدمير لشحنها إلى الجبهة التي فتحتها "إسرائيل".

لم بدأت الحرب؟ ولم كان الرد العالمي على هجوم السابع من أكتوبر بمثل هذه الوحشية المفرطة، التي ستسجل كأكثر مواجهة دموية في العصر الحديث؟ ما الذي فعلته المقاومة الفلسطينية حتى تستدعي هذا الاستنفار العالمي المجلجل، فتتداعى قوى دولية جرارة لإسكاتها ومحاولة سحقها؟وبهذا المعنى، مقاومة غزة لم تكن تقاتل "جيش الدفاع" بل كانت تواجه "جيوش الدفاع" الغربية بكل ما أوتيت من قوة تدمير واستطلاع وجمع معلومات وحصار وخبراء وبوارج حربية وأساطيل ودعم سياسي ولوجستي، ومن وراء كل هذا دعم مرئي وغير مرئي من نظام عربي رسمي لم يكتف بالجلوس في مقاعد المشجعين للعدوان، بل نزل بعضه إلى "الملعب" ليحاول تسجيل الأهداف، وكانت النتيجة النهائية لغزا كبيرا سيحار المؤرخون العسكريون كثيرا في تفكيكه ومحاولة فهمه.

كان من الطبيعي أن يتمكن العدوان المحلي والدولي من تدمير كل مقدرات الحياة في تلك البقعة الصغيرة المسماة قطاع غزة، ولكن لم يكن طبيعيا أن "يصمد" هذا القطاع متشبثا بما لديه من أسرى للعدو، وما بقي له من أسباب الحياة رافعا إشارة النصر، وهذا المشهد كان كفيلا بتحرك محموم في اللحظات الأخيرة للملمة وستر "الفضيحة" الغربية  عبر إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، ليس لإنقاذ ما بقي من حياة في غزة، بل لإنقاذ ما بقي في وجه "العدو" من ماء صهيونيا كان أو أمريكا أو أوروبيا.

هل نكون مبالغين حين نقول إن غزة هزمت الغرب كله (والنظام العربي الرسمي أيضا!) عسكريا وأخلاقيا وسياسيا، ولم تهزم "إسرائيل" فقط؟

لا أعتقد ذلك، نعم هزمتهم جميعا، وكان الثمن باهظا جدا إلى حد كارثي، فكانت كصاحب النقب في التاريخ العسكري الإسلامي الذي ضحى بنفسه من أجل تحقيق نصر كبير، ولمن لا يعرف قصة صاحب النقب هذه نقول باختصار، أن مسلمة بن عبد الملك كان أميرًا على جيش من جيوش الدّولة وكان يُحاصِر بجيشه حصنًا من حصون الأعداء، واستعصى هذا الحصن على الجيش، فلم يستطع له فتحًا ولا اقتحامًا، فحرّض جُنده على التضحية والإقدام حتى يحدث بعضهم في ذلك الحصن ثغرًا أو نقبًا، فتقدّم من وسط الجيش جندي مُلثّم غير معروف وقذف بنفسه إلى جهة الحصن غير مبالٍ بسهام الأعداء ولا خائف من الموت؛ حتى أحدث فيه نقبًا كان سببًا في سقوط الحصن ودخول الجيش فيه، ولئن كان صاحب النقب نجا من سهام الأعداء، فصاحب النقب الغزي لم يزل يواجه طيفا واسعا من القوى التي تريد أن تأخذ منه بالسياسة ما عجزت الحرب على سلبه منه.

لم تضع الحرب أوزارها، فقد بدأت للتو حرب أخرى اعتدنا على رؤيتها عقب كل مواجهة بين غزة والعدو، حيث يعمد "الحلفاء" جميعا عربا وعجما إلى حرمان المقاتلين من قطف ثمار ثباتهم ومقاومتهم و"نصرهم" المجلل بالدم، ثبتت غزة ولهذا يجب معاقبتها على هذا الثبات، لأنها كسرت كل قواعد الحروب في التاريخ العسكري كله، وخرج علينا من يقترح "تهجير" المنتصرين من ساحة انتصارهم بحجة أنها لم تعد صالحة للحياة، واشتعلت العواصم العربية بنقاشات وجدل علني لا علاقة له بما يجري بالسر(!) فقد اعتدنا في بلاد العرب أن نسمع علنا كلاما وتصريحات لا علاقة لها بما يجري في الغرف المغلقة، والعمدة في كل هذا هو موقف صاحب النقب وجماعته، فهم أصحاب القرار، وهم ملاذ المرتعدين من "غضب" مطور العقارات الذي بدا أنه يحكم العالم، ويحسب سكان القصور له ألف حساب، أما سكان الخنادق والأنفاق فلهم حساباتهم من قبل ومن بعد، فالكلمة الأخيرة لهم شاء من شاء وأبى من أبى، فهم لم يدفعوا كل ما دفعوا من أثمان باهظة كي يستمعوا إلى هذيان هذا أو ذاك سواء كانوا مطوري عقارات أو مقاولين بدم الشعوب ومصائرهم!

انتصرت غزة انتصارا وبطولة بطعم الكارثة، والسفر لم يزل طويلا، أطول من زحف الغزيين من جنوبهم إلى شمالهم، لكنهم بدأوا بكتابة أول سطر في كتاب التاريخ الجديد ليس لغزة وللعرب فقط بل للعالم كله.

مقالات مشابهة

  • سمير فرج: نتنياهو يخطط لإعادة الحرب في غزة.. وهذا موقف ترامب (فيديو)
  • سمير فرج: نتنياهو يخطط لإعادة الحرب وترامب لن يوافق على كسر الهدنة
  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
  • هل تنازل الثنائي الشيعي حكوميا؟
  • وزير الخارجية: بدون حل القضية الفلسطينية لا سلام ولا استقرار في المنطقة
  • تعظيم القيمة المضافة.. المصرية للتعدين: ننتج ألواح الكوارتز .. والمجمع به 6 مصانع
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • الكارثة والبطولة على الطريقة الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: الشعب المصري بكل أطيافه يرفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
  • تباين بين الاحزاب المسيحية وسلام والتغيريين؟