ليست هى المرة الأولى التى تلوح فيها إسرائيل باستخدام السلاح النووى ضد خصومها، فما قاله عميحاى إلياهو وزير التراث الإسرائيلى خلال الحرب الهمجية على الشعب الفلسطينى الشقيق قبل أيام، بأن ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية قد يكون أحد الخيارات المطروحة، سبق وطرحه ساسة وقادة إسرائيليون آخرون، كنوع من التهديد المباشر، والإعلان شبه الرسمى عن امتلاك تل أبيب لأسلحة الدمار الشامل.

ورغم إعلان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية تجميد حضور الوزير الإسرائيلى المذكور لاجتماعات مجلس الوزراء كنوع من العقاب السياسى لخروجه عن اللياقة، إلا أنه من المحتمل، بل ومن المرجح أن تصريح الوزير لم يكن عفوياً، وإنما يدخل فى إطار تنويع الأدوار السياسية داخل حكومة إسرائيل فى إطار إدارة الحرب، وأن يكون المقصود من ذلك التلويح لقوى إقليمية أخرى بما تمتلكه إسرائيل من أسلحة غير تقليدية حال توسيع نطاق الحرب ودخول أطراف أخرى.

وما يهمنا فى مصر كدولة رائدة فى الشرق الأوسط، تمثل ثقلاً عربياً وإفريقياً، ومركزاً رئيسياً فى كافة أطروحات السلام، وما يهمنا كمجتمع عربى متماسك، وكدول شرق أوسطية متعاونة، هو أننا بصدد تهديد للسلام، لذا فإن تصريح الوزير الإسرائيلى يدفع كافة الأطراف للاصطفاف بهدف التحذير من خطر دمار شامل خارج عن السيطرة، يحمل آثاراً مفزعة لشعوب المنطقة ككل. وأتصور أن هذا التصريح يمثل نقطة انطلاق جديدة لفضح امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية دولياً، ودعوة المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته فى ترسيخ الأمن والاستقرار.

إن هناك كثيراً من المبادرات التى طرحت قبيل الحرب لتوسيع نطاق السلام، والسعى لاستئناف مفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق نوع من التعايش السلمى والتعاون الإقليمى فى المنطقة، وصار من المفترض الآن أن يتم ربط أى مبادرات مطروحة للسلام على المستوى العربى بانضمام إسرائيل لاتفاقية نزع أسلحة الدمار الشامل.

إن الدبلوماسية المصرية المخضرمة بالتعاون مع الدبلوماسية العربية فى مختلف الأقطار الشقيقة يمكن أن تلعب دورا فى صياغة ورقة عمل للتحرك فى المؤتمرات والمنتديات الدولية المعنية بنزع السلاح النووى، للضغط على إسرائيل لتصفية ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل، ذلك لأن مبادرات السلام لا يمكن أن تقوم على تفوق نووى لدولة على حساب جيرانها.

ولا شك أن إسرائيل واحدة من دول العالم التى تمتلك أسلحة نووية منذ عقود، وإن لم تعترف رسميا بذلك، فهناك تسع دول معروفة بامتلاكها للسلاح النووى منها خمس دول تعترف بذلك وهى الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا وبريطانيا، وفرنسا والصين، وهناك أربع دول أخرى تمتلك السلاح النووى دون اعتراف رسمى وهى إسرائيل، الهند، باكستان، وكوريا الشمالية.

لقد نشرت صحف ومجلات دولية عشرات الموضوعات حول ترسانة إسرائيل النووية، والتى كانت هدفاً رئيسياً للكيان الصهيونى منذ تأسيسه حتى إنه تم إنشاء هيئة للطاقة الذرية سنة 1952، وسبق أن أشارت وثائق إسرائيلية مسربة إلى أن مناقشات دارت فى حكومة جولدا مائير خلال حرب أكتوبر 1973 بشأن إمكانية اللجوء للسلاح النووى.

وكل ذلك يعنى أننا مطالبون بتفعيل القوى الناعمة، والتنديد بمخالفة إسرائيل للمواثيق والمعاهدات الدولية، ودفع المجتمع الدولى لإلزام دولة إسرائيل على التوقيع على اتفاقية منع الانتشار النووى، وربط مبادرات السلام المستقبلية بذلك.

وسلامٌ على الأمة المصرية

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هاني سري الدين الترسانة النووية الاسرائيلية الامن القومي العربي السلاح النووي عميحاي إلياهو وزير التراث الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

الكرملين ينفي اتهامات كييف باستهداف محطة تشيرنوبل النووية .. وستارمر: أوكرانيا في طريق لا رجوع فيه للناتو

عواصم "وكالات": نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاتهامات الأوكرانية بأن روسيا استهدفت محطة تشيرنوبل النووية.

وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف للصحفيين "ليس هناك أي حديث عن ضرب البنية التحتية النووية ومنشآت الطاقة النووية، أي مزاعم من هذا القبيل غير صحيحة، جيشنا لا يفعل ذلك".

وأشار بيسكوف إلى أن مسؤولين أوكرانيين أطلقوا هذا الإدعاء بشأن ضرب(البنية التحتية النووية ومنشآت الطاقة النووية)، الليلة الماضية نظرا لانهم كانوا يريدون عرقلة جهود إنهاء الحرب من خلال المفاوضات، بعد أن تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن التوصل إلى اتفاق سلام".

وقال بيسكوف "من الواضح أن هناك أشخاص(في الحكومة الأوكرانية) سيواصلون معارضة أي محاولات لإطلاق عملية تفاوض ومن الواضح أن هؤلاء الأشخاص سيفعلون كل شيء لمحاولة عرقلة هذه العملية".

وذكر زيلينسكي والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مستويات الإشعاع لم ترتفع جراء الهجوم.

وأضاف زيلينسكي أن الضربة أحدثت تدميرا في القبة وتسببت في اندلاع حريق تم إخماده.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الضربة وقعت في الساعة 0150 صباحا (2350 بتوقيت جرينتش). ولفتت إلى أنه لا يوجد "مؤشر على حدوث صدع في قبة العزل الداخلية".

يشار إلى أن القبة هي غطاء للحماية يحيط بالمفاعل الرابع بالمحطة، الذي انفجر عام 1986 مما تسبب في حدوث واحد من أخطر الحوادث في التاريخ النووي.

من جهتها ذكرت وزيرة خارجية فنلندا إلينا فالتونين اليوم أنها لا ترى أي فرصة لإنهاء سريع للحرب في أوكرانيا، على الرغم من الجهود الأمريكية لإحلال السلام في أوكرانيا.

وأضافت في تصريحات نشرتها مجموعة ريداكسيونسنيتسفيرك دويتشلاند الإعلامية، في ألمانيا " لدي ثقة ضئيلة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتزم بخطة السلام الأمريكية".

وقالت الوزيرة الفنلندية "بعد كل ما فعله الروس في السنوات الـ15 الماضية والطريقة التي لا يزالون يهاجمون بها أوكرانيا اليوم ويشنون حربا هجينة غادرة ضد أوروبا، فإن تحقيق السلام مع روسيا لا يزال بعيدا".

وأضافت فالتونين "طالما تواصل موسكو التركيز على اقتصاد الحرب والمضي قدما في أهداف سياسية تتجاوز أوكرانيا بكثير، لا يمكن أن نقتصر المفاوضات على أوكرانيا ولا يمكن أن نثق في الروس".

النهج الأمريكي يضر أوكرانيا

قال وزير الخارجية الأوكراني السابق دميترو كوليبا إن موقف كييف التفاوضي مع موسكو قد تدهور بسبب النهج الذي اتبعته الإدارة الأمريكية الجديدة.

وقال كوليبا في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في برلين: "إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته تعرض الهدف النهائي للمفاوضات والتسوية التي يسعى إليها الرئيس ترامب للخطر".

وقال ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض لولاية ثانية قبل أقل من شهر، إنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال إجراء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تحدث معه عبر الهاتف يوم الأربعاء الماضي.

وفي الوقت نفسه، قال وزير دفاعه، بيت هيجسيث، في بروكسل إن آمال كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كانت غير واقعية.

كما قال هيجسيث إنه من غير المحتمل أن تتمكن أوكرانيا من استعادة الأراضي التي فقدتها منذ عام 2014، واستبعد إرسال جنود أمريكيين أو مهمة لحلف الناتو إلى أوكرانيا لفرض أي اتفاق سلام.

وقال كوليبا، الذي شغل منصب وزير خارجية أوكرانيا من عام 2020 حتى أجبر على ترك منصبه في تعديل حكومي في سبتمبر2024"يبدو أن هذين الموقفين الحاسمين قد تم التخلي عنهما حتى دون الوصول إلى مرحلة المساومة والتفاوض".

وأوضح أن "بوتين لا يتعين عليه حاليا تقديم أي شيء من أجل شيء قد تم التنازل عنه بالفعل".

وتابع كوليبا بالقول إن الأداة الوحيدة المتبقية هي العقوبات والأصول الروسية المجمدة والمواد الخام التي أبدى ترامب اهتماما بها.

لكن أوكرانيا لن تستسلم بسهولة. وأوضح كوليبا أن أوكرانيا ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها حتى الصيف باستخدام الأسلحة التي يتم تسليمها حاليا والتي تصنعها بنفسها.

وقال كوليبا إنه يتوقع من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ألا يتصرف بالطريقة التي يتوقعها ترامب منه".

وبالتالي يتوقع "محادثة صعبة" بين زيلينسكي ونائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس في مؤتمر ميونخ للأمن، الذي يبدأ الجمعة.

ووجه كوليبا أيضا تحذيرا للاتحاد الأوروبي، داعيا التكتل إلى إرسال مؤشر واضح في ميونخ بأنه سيستثمر أكثر في الدفاع.

وقال كوليبا منتقدا سرعة التكتل-أو فشله- في اتخاذ قرارات "يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يوضح كيف سيتعامل مع أمنه بدون الولايات المتحدة".

"طريق لا رجوع فيه للناتو"

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده ملتزمة تجاه كون أوكرانيا في "طريق لا رجوع فيه" للانضام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعدما بدا أن الولايات المتحدة تستبعد عضوية كييف في التحالف العسكري، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي. أيه. ميديا) الجمعة.

وأدلى ستارمر بالتصريحات في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي بينما يجتمع قادة العالم في مؤتمر ميونخ للأمن.

وتسعى بريطانيا حتى الآن للحفاظ على توازن دقيق بين دعم كييف في مواجهة الحرب وبين إبقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إنه اتفق مع فلاديمير بوتين على بدء المفاوضات لإنهاء الحرب، إلى جانبها.

لكن التصريحات الأخيرة تتناقض مع موقف واشنطن الذي يفيد بأن عضوية أوكرانيا في حلف الناتو ليست احتمالا واقعيا.

وقالت متحدثة باسم ستارمر في قراءة للمكالمة: "بدأ رئيس الوزراء بالتشديد على الدعم الملموس من المملكة المتحدة لأوكرانيا، طالما ظلت تحتاجه".

رئيس وزراء المجر يتوقع

ذكر رئيس وزراء المجر القومي الجمعة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستعيد ربط روسيا باقتصادات وشبكات الطاقة في الدول الغربية، إذا انتهت الحرب في أوكرانيا، التي تدخل الآن عامها الثالث تقريبا.

وفي تصريحات أدلى بها بثتها الإذاعة الرسمية، قال فيكتور أوربان إن ترامب بادر إلى إحداث تحول شامل في النهج بين الدول الغربية تجاه العديد من القضايا، بما في ذلك الحرب الروسية ،وأن جهود ترامب الأخيرة للتفاوض لإنهاء الصراع يمكن أن تؤدي إلى عودة موسكو إلى الحظيرة الغربية.

وأضاف أوربان، المقرب من ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إذا نجح الرئيس الأمريكي في تحقيق سلام، وإذا تم التوصل إلى اتفاق، اعتقد أن روسيا سيتم إعادة دمجها في الاقتصاد العالمي وإعادة دمجها في نظام الأمن الأوروبي وحتى الطاقة الأوروبية".

وتابع "هذا سيعطي الاقتصاد المجري دفعة هائلة. إنها فرصة كبيرة. نستفيد كثيرا من السلام".

وكانت مكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين قد جرت أمس الأول الأربعاء، اتفق خلالها الاثنان على بدء مفاوضات بشأن إنهاء الحرب، مما أنهى بشكل مفاجئ جهود قادتها الولايات المتحدة استمرت ثلاث سنوات لعزل الزعيم الروسي بشأن أوكرانيا وأثارت مخاوف في كييف وعواصم أوروبية أخرى بأن تسوية قائمة على التفاوض يمكن أن تحدث بدون مشاركتها المباشرة.

لكن أوربان، الذي انتقد منذ فترة طويلة الجهود الغربية لدعم دفاع أوكرانيا وهدد باستخدام حق النقض ضد عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، أشاد بترامب بسبب مناقاشاته مع بوتين، قائلا إن الرئيس الأمريكي "يريد السلام".

كان ترامب قد صرح اليوم لصحفي في واشنطن إنه يؤيد توسيع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لتشمل روسيا مرة أخرى.

مقالات مشابهة

  • رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الجديد يؤكد سعيه لتعزيز السلام في القارة الأفريقية
  • «الدفاع الإسرائيلية» تعلن وصول شحنة أمريكية من قنابل MK-84 الثقيلة إلى إسرائيل
  • أسلحة إسرائيل بيد حماس .. كيف حصلت عليها القسام؟ .. فيديو
  • فيديو.. أسلحة إسرائيل بيد حماس.. كيف حصلت عليها "القسام"؟
  • خبير علاقات دولية: المبادرة «المصرية - العربية» لإعمار غزة تحمل رسائل سياسية واضحة للعالم برفض المخططات الإسرائيلية
  • وزير الخارجية السوداني ينفي استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب بالبلاد
  • غدا..أوبرا الإسكندرية تحتفل بعيد الحب على مسرح سيد درويش
  • الكرملين ينفي اتهامات كييف باستهداف محطة تشيرنوبل النووية .. وستارمر: أوكرانيا في طريق لا رجوع فيه للناتو
  • الشرطة الإسرائيلية تطلق النار على شخص يشتبه بحمله جسما مشبوها في مدينة طمرة شمالي إسرائيل
  • واشنطن بوست: إسرائيل مستعدة لضرب منشآت إيران النووية