صلاة وتسبيح.. هكذا يقضي الأقباط صوم الميلاد
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
يستعد الأقباط الأرثوذكس لاستقبال صوم الميلاد المجيد، يوم الأحد الموافق 25 نوفمبر، وتستمر فترة الصوم لمدة 43 يوما ينتهي في يوم احتفالية عيد الميلاد المجيد الذي يوافق 29 كيهك أي 7 يناير المقبل، وخلال هذه الأيام يعيش أقباط مصر حالة روحانية عالية؛ حيث تنطلق لليالي شهر كيهك الشهيرة التي تكثرها التراتيل والصلوات التي تقام في جميع الكنائس المصرية.
ويُعد صوم الميلاد من الدرجة الثانية من بين أصوام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويمتنع فيه الصائمون عن تناول أكل اللحوم وجميع المشتقات الحيوانية، ويسمح فقط فيه بأكل السمك - كنوع من التخفيف لكثرة الأصوام خلال السنة، وذلك كافة أيام الأسبوع ما عدا يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع.
أيام الصوم بين الكنائس
حافظت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدة الصوم الأربعين يوماً مع إضافة 3 أيام لصوم حادثة نقل جبل المقطم، بذلك تكون مدة الصوم 43 يوما، بدءاً من السادس عشر من شهر هاتور القبطي -يوافق أوخر شهرنوفمبر- حتى الثامن والعشرين من شهر كهياك القبطي يوافق أولى أيام يناير.
بينما مدة صوم كنيسة الروم الأرثوذكس تبلغ 40 يوماً، بدءاً من الخامس عشر من شهر نوفمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، ويكون الاحتفال عيد الميلاد المجيد فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.
وأما عن كنيسة الروم الكاثوليك، اختصرت مدة الصوم وجعلت مدته 15 يوماً، بدءاً من العاشر من شهر ديسمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، والاحتفال بعيد الميلاد المجيد فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.
بينما كنيسة السريان الأرثوذكس، اختصرت مدة الصوم وجعلت مدته 25 يوماً، بدءاً من الأول من شهر ديسمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، ويكون الاحتفال بعيد الميلاد المجيد فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.
واما عن الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية حافظت على مدة الصوم الأربعين يوماً بدءاً من السادس والعشرين من نوفمبر حتى الخامس من يناير الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في السادس من شهر يناير.
صلاة وتسبيح وطهارة
يقول مينا سليمان الباحث في المركز الثقافي القبطي لـ"البوابة نيوز": "تبدأ كنيستنا القبطية هذه الأيام صوم الميلاد وذلك لاستقبال، ميلاد طفل المذود "السيد المسيح"؛ حيث تبدأ الكنيسة بتهيئة كل المؤمنين بالصوم والصلاة لاستقبال ميلاد كلمة الله المتأنس وذلك بتهيئة القلوب وتطهيرها من كل الأفكار الشريرة وكذا أي انشغال يفصل الإنسان عن الله؛ فالكنيسة دائمًا ما تربط كل صوم بالصلاة الدائمة رابطين الصوم والصلاة بالسهر الدائم إن كان الرب قال "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا" (إنجيل متى 26: 41)؛ فالكنيسة صارت على هذه الدعوة إن كان بتعليمها عن السهر الروحي على خلاص النفوس وكذلك السهر الفعلي خلال سهرات الصلاة والتسبيح وخصوصًا في هذه الأيام التي تصاحب هذا الصوم وهي أيام شهر كيهك حيث تسهر الكنيسة في ليالي هذا الشهر تصلي وتسبح الله بكل طهارة فكر وقلب منتظرين في نهاية هذا السهر الروحي ميلاد المخلص يسوع المسيح "طفل المذود" في قلب كل مؤمن."
وتابع، يمتنع الأقباط في تلك الأيام عن أكل اللحوم وكل شحم ودسم في كل أيامها وذلك لكي يكون الإنسان دائمًا مثل الطائر الخفيف المنطلق والمُحلِق في السماويات والكنيسة وضعت عدم أكل اللحوم في أصوامها أي عند الانتهاء من ساعات الصوم حتى لا يقع الإنسان فريسة للغرائز التي تسيطرعليه بعد الشبع من الأكل والكنيسة طوال العام تصوم كثيرًا فيوجد أصوام كثيرة متعددة فهناك أصوام لها مكانة خاصة مثل الصوم الأربعيني وهو الصوم الذي يسبق عيد القيامة وهو خمسة وخمسون يومًا وكذلك صوم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع على مدار العام (عدا أيام الخمسين المقدسة وعيدي الميلاد والغطاس) وأيضًا صوم نينوى وهو ثلاثة أيام وكذلك صوم أيام برامون الميلاد وكذلك برامون الغطاس وفيها يكون الصوم في أعلى درجة في صوم الساعات وبعدها الأكل النباتي الخفيف الذي يجعل الناس في قمة نشاطها الروحي والجسدي وهناك أيضًا أصوام أرادت الكنيسة أن تخفف على شعبها فيه فسمحت فيه بأكل الأسماك وذلك بعد صوم الساعات ومنه صوم الميلاد وهذا الذي نحن بصدده الآن وكذلك الصوم المعروف بصوم الآباء الرسل وأيضًا الصوم المعروف بصوم العذراء القديسة مريم.
وأضاف، المسيح أعطى للمؤمن أن يتسلح بالصوم والصلاة هذه الأسلحة التي لا يقدر إبليس أن يقوى عليها فقد قال عن جنس الشياطين "وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ»." (مت 17: 21). فالمؤمن لابد وأن يصوم ويصلي لكي يكون في استعداد دائم ضد محاربات الشيطان وكل أفكاره فالمسيح أيضًا أوضح لنا هذا، ولم تضع الكنيسة الأصوام والصلوات كفروض ولكن لإعانة شعبها على المواصلة في الحياة الروحية للنفس الأخير وذلك حتى يفرح كل مؤمن في النهاية ليس على سبيل تأدية الفروض والأعمال القائمة على البر الذاتي ولكن لأجل محبته في الرب والسير بالإيمان وتطبيقه بالمحبة القائمة على ترويض الجسد ومنعه من الوقوع في الكسل والتواني وإتمام الشهوات الرديئة.
وأكمل سليمان، الكنيسة تصلي طوال أيام السنة ففي الصباح القداس الإلهي وفي المساء الصلوات والتسابيح حيث العشيات الروحية؛ فنجد الكنيسة طوال العام تصلي وتسبح في الليالي بكتاب الإبصلمودية وكتاب الإبصلمودية هو كتاب يضم الصلوات والتسابيح وقد نشأ كتاب الإبصلمودية منذ قرون طويلة؛ والإبصلمودية أخذت في التطور منذ نشأتها حتى وصلت لنا هذه الأيام في شكلها الأخير، وكلمة إبصلمودية من الكلمة اليونانية إبصالموس وتعني ترتيلة أو ترنيمة ومنها إبصالتيس الذي يعني "مُرتل أو مرنم" فالمؤمنون هم المرتلون الذين يرنمون لله طوال العام؛ فهناك الإبصلمودية السنوية التي تحتوي على الصلوات والتسابيح التي تُصلَى طوال العام وهناك الإبصلمودية الخاصة بشهر كيهك فقط وتُسمى "الإبصلمودية الكيهكية" وهي تخص هذا الشهر وفيه
واختتم قائلاً: "ترتيب الصلوات والترانيم والتسابيح الموضوعة لهذا الشهرعينه؛ الكنيسة لم تضع الصوم فقط فيكون الإنسان في فراغ ولكن أرفقت له الصلوات الجماعية أي الليتورجيا ونظمت التسابيح والترانيم المناسبة لكل فترة تعيشها الكنيسة ومنها كما أشرت بفترة شهر كيهك التي لها طابع خاص من التسابيح؛ حيث تقضي الكنيسة الليل كله في التسبيح لله وكذلك التأمل في قديسية الذين عاشوا الفضائل وكانوا أمثلة حية وجميلة عكست لنا عمل الله وعلى رأس هؤلاء القديسين العذراء القديسة مريم حيث إنها قالت "فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي" (إنجيل لوقا 1: 48). ولا عجب فهناك من المصطلحات التي أطلقها البعض على شهر كيهك فمنها "الشهر المريمي" وذلك بسبب التسابيح الكثيرة التي تتأمل في دور القديسة العذراء مريم التي ولدت المسيح كلمة الله".
بينما يقول الأب ديمسكينوس راعى طائفة الروم الأرثوذكس بالقاهرة: «تبدأ كنيسة الروم الإرثوكس الصوم في 15 نوفمبر ونختتمه بصلوات العيد في 25 ديسمبر، وهذا الصوم ملزماً فقط لمن يقدر جسديًّا على ممارسته، وهناك بعض الأيام المتفرقة التى نمتنع فيها عن أكل اللحوم والبياض وهى يوما الأربعاء والجمعة من كل أسبوع باستثناء الأسبوعين اللذين يليان الفصح والعنصرة، وما بين عيد الميلاد وبرامون الظهور الإلهي، وكأن هذه الأصوام مجتمعة تشير إلى طبيعة كنيسة الروم الأرثوذكسية التى تتطلع إلى الإنسان بكلّيته نفسا وجسد، إنها صائمة فى العالم وعنه وشاهدة لملكوت الله الذى ليس هو «طعاما وشرابا» وقداستِهِ.»
والصوم حرية لأنه يعتق الذين يتقبّلونه من شهوة الجسد، فلنلاحظ، ليس الصائم هو عبدا للجسد بل المكبَّل بشهوة الطعام هو العبد، الصائم حرّ طليق يعلو عمّا هو أرضيّ لا كرها به بل حبا بالوصية وطاعةٌ لها.
واختمم ألاب ديمسكينوس بالقول: " صوم الميلاد لا ينتهي بحلول عيد الميلاد، لأن كل الجهادات الروحية التى يعملها المؤمن الحقيقى تنتهى عندما لا يبقى شيء يُنتظر، أى عندما يصبح الله الكل فى الكل، وذلك لأن مجيء الله إلى العالم ليس حدثا وقع مرة فى التاريخ ومرّ عليه الزمن فطواه.
د.ذمسكينوس الأزرعي - رئيس دير مارجرجس البطريركي للروم الأرثوذكسالباحث مينا سليمان
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاقباط الارثوذكس ارثوذكس الكنيسة القبطية الكنائس المصرية كنيسة الروم الكاثوليك عيد الميلاد الاقباط کنیسة الروم صوم المیلاد طوال العام أکل اللحوم هذه الأیام
إقرأ أيضاً:
صيام الأيام البيض .. ترددت هل أكمل الصوم أم أفطر فهل يأخذ هذا من ثوابي
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من نوى صوم التطوع كصيام الأيام البيض، أو صيام الإثنين والخميس أو صيام يوم عرفة ، ولكنه تردد فطالما أنه تردد ولم يطعم ولم يشرب شيئا فالأصل أنه صائم.
وأضاف عثمان، فى إجابته على سؤال « تسحرت ونويت صيام الأيام البيض وعندما استيقظت شعرت بالعطش وترددت هل أكمل الصيام أم أفطر، فهل يجوز صيامى أم لا؟» قائلا: أن من نوى أن يصوم يوما -في غير رمضان- ثم لم يصم فلا يلزمه قضاؤه.
ومن ابتدأ في صوم تطوع كصيام الاثنين فله أن يفطر أثناء النهار، ولا يلزمه قضاء اليوم على الراجح من قولي العلماء، لكن يستحب له ذلك.
وتابع قائلا: "أنه طالما أنك لم تأكل ولم تشرب وكنت ناوى للصوم فالأصل أنك صائم ولا يلتفت الى هذا التردد طالما انك لم تطعم ولم تشرب فصومك صحيح".
حكم تخصيص شهر رجب بعبادة معينة.. دار الإفتاء تجيبحكم الصيام في رجب وما هي صحة الأحاديث الواردة عنه.. دار الإفتاء تجيبفضل صيام الأيام البيض
فضل صيام الأيام البيض، يعد صيام الأيام البيض سنة مستحبة ولا بدعة فيها كما أن استحباب الإكثار من صيام شهر رجب جائز شرعا فهو من الأشهر الحرم، ويستحب الإكثار الدعاء في هذه الأيام عند الإفطار خاصة وأن للصائم دعوة لا ترد، ويكفينا قول الله عز وجل: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ..البقرة: 186
وفي فضل صيام الأيام البيض أن الله عز وجل أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، وفي الحديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد، وال 3 أيام تخصيص من الله عز وجل لعظمة هذه الأيام ، كما أن لعبادة الصيام طابع خاص أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي ,إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه.
هل من نوى صيام التطوع ثم افطر عليه كفارة ؟
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من كان صائما صوم تطوع، وأراد أن يفطر؛ فلا حرج في ذلك.
وأضاف "شلبي"، فى إجابته عن سؤال "هل إذا نويت صيام تطوع ولم أصم فهل يجب علي تعويض؟"، أن صيام التطوع هو سنة فى أصله والسنة لا تنقلب إلى فرض، فلا يكون الإنسان ملزما بها أو ما يتعلق بها إن لم يؤديها، فلو نوى شخص صيام تطوع ولم يصمه فهذه لن تسمى نية، لأن النية لأبد أن تكون مقترنة بالفعل فهذا يسمى عزم وليس نية، فالعزم قصد الشيء ولكن عدم فعله، أما النية فهي قصد الشيء وفعله.
وتابع: "كذلك من كان صائما صيام تطوع ولكنه شعر بالتعب خلال صومه فإن أراد أن يفطر فلا حرج فى ذلك لأن الصائم المتطوع أمير نفسه، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فلا حرج وليس عليك قضاء هذا الصوم".
عليا كفارة اطعام 60 مسكينا هل يصح اعطائها لعائلتين على فترات ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأوضح شلبي:قائلا: أن كفارة صيام شهرين متتابعين او اطعام 60 مسكينا بتكون نتيجة اما جماع فى نهار رمضان او فى حالة القتل الخطأ او امرأة وجبت عليها كفارة اطعام 60 مسكين يصح ان تعطيها لعائلتين وأقل شئ للقيمة 10 جنيهات لكل واحد.