بوابة الوفد:
2025-03-15@05:54:28 GMT

ثغرات فى قانون التصالح

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

لا يصدر قانون فى مصر إلا ويحتاج تعديلاً، إن لم يكن إلغاء واستبدالاً بقانون جديد، نضطر إلى تغييره هو الآخر لسد ثغرات التطبيق على أرض الواقع، وما قانون التصالح على مخالفات البناء إلا نموذج لهذا التخبط.

من المعروف أن كل قانون له لائحة تنفيذية مدتها ستة شهور تقريبا، من المفترض أن تتلافى هذه اللائحة عيوب القوانين السابقة، وبما لا يتعارض مع قوانين أخرى سارية، وأن تسمح مواد اللائحة بعلاج أى عيب يظهر عند تطبيق القانون الأحدث وهو ما يعرف بـ« قياس الأثر التشريعى».

ورغم أننى ضد «الترقيع» وكنت أفضل تعديل قانون البناء الموحد بشموله هذه الضوابط الجديدة للتصالح ليكون لدينا قانون واحد شامل وجامع، ولكن طالما وقعت الفأس فى الرأس ووافق البرلمان، حسناً ما فعلته الحكومة عندما أدخلت بعض التيسيرات والتسهيلات لتصحيح الأوضاع وحماية الثروة العقارية والقضاء على فوضى البناء.

ولكن كما يقول المثل (الحلو ما يكملش)، وحمل القانون الجديد عدة ثغرات، بسبب إدمان المشرع المصرى لاستخدام عبارات مطاطة ومبهمة تسمح للأسف بالالتفاف حول القانون، وإيجاد مساحة خفية للرشوة والمحسوبية، وفتح شهية بعض ضعاف النفوس الذين يستثمرون مثل هذه العبارات والثغرات؛ لإبقاء أدراج مكاتبهم مشرعة دائما لـ«المعلوم» أو ما يعرف بـ«الونجز علشان ننجز».

ومن هذه العبارات ما أسماه القانون الجديد «الأحوزة العمرانية» و«الكتل السكنية القريبة منها» وغيرها من العبارات غير الواضحة والمبهمة، فلم يخبرنا القانون بما هى تلك الأحوزة خاصة أن هناك عشرات من المدن والقرى لم تحدد حتى الآن وبشكل كامل ونهائى أحوزتها العمرانية؛ مما سيخلق مشكلات كثيرة، ولا سيما المناطق التى يكون فيها البناء بالطوب اللبن ولا يوجد لها مخطط ولا مرافق رسمية.

كما لم يحدد مفهوم الكتل، هل المقصود بها المتخللات الملاصقة لحدود الكردون، أم تمتد إلى المبانى المقامة داخل الأراضى الزراعية المجاورة دون الحصول على ترخيص؟ فكان يفترض تحديد المسافة بالكيلو متر شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً فى كل مدينة وقرية، حتى لا ندخل فى «هيصة» أخرى من البيوت المخالفة بحجة التصالح.

كما لم يعالج القانون الجديد «تغيير الاستخدام» وترك هذا الشرط مفتوحاً... هل سيسمح بتغيير الاستخدام من بدروم أو جراج للسيارات إلى سكنى وتجارى وخدمى وهل هناك مدن أو مناطق بعينها غير مسموح أو مسموح فيها بهذا التغيير؟

ولم يراع القانون أيضاً طبيعة الحياة فى القرى والريف، فالفلاحون هناك وبحكم الحياة الزراعية، لا يحتاجون إلى جراجات بقدر ما يحتاجون إلى حظائر «زرايب» لمواشيهم، قد تكون أسفل البيت أو خلفه أو بالقرب منه، ولذا كان لا بد من استثناء القرى من شرط الجراج أو على الأقل، اشتراط مكان لسيارة أو سيارتين وتترك بقية المساحة لاستخدامات الفلاح.

وتجاهل القانون، حقوق السكان فى سطح العمارة أو ما يعرف باسم «الرووف»، فهناك من يشترى الرووف على الورق فقط بنسبة بناء لا تزيد عن نسبة 25% من مساحة السطح وفقا للقانون، إلا أنه سرعان ما يجور ويبنى عليه بالكامل، ثم يسرع ويطلب التصالح ويذل السكان ويحرمهم من استخدام السطح أو الصعود اليه.

ومن عيوب القانون أنه حدد مدة ثلاث سنوات بعدها تتم الإزالة، فإطالة المدة هنا ستخلق تجاوزات أخرى، فالمواطن المصرى له ثقافة خاصة فى مثل هذه الحالات، يمارس «الطناش» ولا يتحرك إلا فى الدقائق الأخيرة، تماماً مثلما يفعل فى صلاة الجمعة، فيذهب إلى المسجد قبيل ختام الخطبة ولا يشرب ماء السحور إلا مع الأذان.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قانون فى قانون فى مصر الترقيع

إقرأ أيضاً:

السكرتير العام ببني سويف يناقش موقف طلبات التصالح على مخالفات البناء

عقد اللواء حازم عزت السكرتير العام لمحافظة بني سويف، اجتماعًا موسعًا لمتابعة موقف طلبات التصالح على مخالفات البناء، بحضور رؤساء الوحدات المحلية، وأعضاء اللجنة التنسيقية لمنظومة التصالح، إضافة إلى مديري المتغيرات المكانية والشئون المالية بديوان عام المحافظة. 

وخلال الاجتماع، شدد السكرتير العام على ضرورة الإسراع في إنهاء ملفات التصالح العالقة، واستيفاء كافة المتطلبات الفنية والإدارية الخاصة بشهادات البيانات والمعاينات والإحداثيات. 

مؤكدا أهمية المتابعة اليومية لجميع اللجان المختصة، لضمان تنفيذ الإجراءات وفقًا للجدول الزمني المحدد، مع الالتزام بالدقة والشفافية في التعامل مع الطلبات المقدمة من المواطنين. 

 

عيد بني سويف القومي.. المحافظ يضع أكليل الزهور على النُصُب التذكاري لشهداء الوطنأخبار بني سويف.. افتتاح مبنى الإدارة التعليمية الجديد في سمسطا.. وصرف مساعدات للمواطنينمحافظ بني سويف: مشروع الصكوك يسهم في خلق فرص عمل حقيقية للسيداتمحافظ بني سويف يتفقد سير منظومة العمل في ملف التصالح

وناقش الاجتماع آليات تسريع وتيرة العمل داخل المراكز التكنولوجية بالوحدات المحلية، وتوفير الدعم اللازم للجان المعنية بملف التصالح، لضمان تقديم الخدمات للمواطنين بكفاءة وسهولة، كما تم استعراض العقبات التي تواجه الفرق الميدانية خلال تنفيذ أعمال الفحص والمعاينة، مع اقتراح حلول عملية لتجاوز أي معوقات قد تؤثر على سير العمل. 

 

وأكد السكرتير العام على ضرورة حسن استقبال المواطنين وتقديم التسهيلات المطلوبة لهم، مع توفير الردود الوافية على استفساراتهم بشأن إجراءات التصالح، موجها بضرورة إعداد تقارير دورية عن نسب الإنجاز، ورفعها إلى الجهات المختصة بديوان عام المحافظة، لضمان المتابعة المستمرة والتأكد من تنفيذ التكليفات على الوجه الأمثل.


 

مقالات مشابهة

  • 5 اختصاصات للمجلس الأعلى للأجور بمشروع قانون العمل الجديد
  • احذر قبل الشراء.. عقارات لن يشملها التصالح وسيتم إزالتها فورًا
  • نقيب العلوم الصحية: القانون الجديد ينظم كافة العلاقات داخل العمل
  • محافظ قنا يشدد على تطبيق القانون في ملف التصالح وإزالة التعديات
  • امتدادا للقانون الحالي.. 50% خصم من أجر الزوج للنفقة بالمشروع الجديد
  • احذر.. حالات تؤدي إلى إلغاء طلب التصالح في مخالفات البناء
  • السكرتير العام ببني سويف يناقش موقف طلبات التصالح على مخالفات البناء
  • الجنح والجنائي.. متى تنقضي الدعوى الجنائية بمشروع القانون الجديد؟
  • قانون العمل الجديد في مصر.. حقوق أقوى ومكافأة نهاية خدمة مُحسّنة
  • مجلس النواب المصري: دعوات الإضراب تهديد للأمن القومي.. ماذا يحتوي قانون العمل الجديد؟