لا أريد أن أصيبك بالهلع والفزع، وإنما أرجو تحذيرك ولفت انتباهك! انتشرت فى الآونة الأخيرة عمليات تهكير الحسابات الشخصية لمستخدمى الشوشيال ميديا. إحدى أسوأ نتائج هذا التهكير هو الابتزاز المالى بالتهديد بفضح الأسرار الشخصية، أو طلب الأموال من الأصدقاء، بعد انتحال أسمائهم وصفاتهم، وطلب مساعدتهم على عبور ضائقة مالية مفاجئة.
- كثير من الناس تعرضوا لمثل هذه التهديدات ولمثل هذا النصب! هناك جرائم أخرى على الإنترنت باتت تمثل خطرًا من نوع آخر.. فقد تلقيت عبر بريدى الشخصى فيديوهات لمنتجات يزعم أنها دوائية تعالج أمراضاً مختلفة ويتفننون فى الترويج لها بمختلف الأشكال والأساليب. من بين ما يروح له كبسولات يشاع انها تعالج أمراضا معينة.. تباع مغلقة فى علب تطابق علب الدواء، تفتح الكبسولة المغلقة تجد بها مسامير! نعم مسامير.. أنت لم تخطئ القراءة وأنا لم أخطئ الكتابة! والحال كذلك فقد هرعت إلى بعض علب الأدوية عندى، المشتراة من الصيدلية أو من الانترنت، وقمت مذعورًا بفتحها تباعًا!
كيف يتجرأون على حياتنا ويحاولون النيل من صحتنا بهذا الشكل الرديء؟! قد يكون فى الأمر خدعة أو فوتوشوب، ولكن فى كل الأحوال، ثبت أن بيع الدواء عبر الانترنت مسألة مميتة وواجب التوقف عنها. أعرف العشرات ممن تدعوهم ظروفهم للشراء عبر الانترنت، بسبب سهولة التوصيل، وربما شكل المعروضات وجاذبيتها، لكن فى النهاية الفخ قد يكون قاتلاً وثمنه الوحيد هو الحياة، أو المرض فى أحسن الفروض!
لا أتخيل أن هناك خسة ووضاعة أكثر من هذا فى محاولة التربح الخيالى القاتل. ومن هنا يبدو لى أن الاعلام المرئى والمسموع وحتى المقروء - رغم أنه فقد الكثير من محبيه بفعل الميديا - مدعو إن لم يكن مطالباً بالوقوف مع الناس أكثر فأكثر. هذه القضايا الخطيرة أهم بكثير من برامج السفرة والطبيخ والأزياء والتجميل.. إلخ. لا بد من حملات اعلامية مدروسة لتوعية الناس بمخاطر شراء سلع ومنتجات معينة عبر الانترنت، مهما كانت الإغراءات. على جانب آخر لا يقل أهمية يجب أن يحدث تطبيع فى العلاقات بين مباحث الإنترنت وبين جمهور السوشيال ميديا. قد تكون القوانين المطبقة اليوم صارمة وتحقق الهدف منها، وتمنع العشرات من مرتكبى الجرائم من المضى قدما، لكن فيما يبدو لى أن «الرِجْل لسه مخدتش على الذهاب إلى مقار مباحث جرائم الإنترنت»! تحتاج المسألة إلى جهاز أكبر وأكثر احترافا، وعناصر تقنية مؤهلة ومدربة، وأيضاً رجال مباحث من نوع خاص يجيد التعاون مع الجمهور ويسهل عمليات الشكوى والإبلاغ، وفى نفس الوقت الاهتمام لأقصى حد بهذه الشكاوى، خاصة ما يتعلق بتهكير الحسابات، إذ يقترن بها جرائم خطيرة، أقلها الحصول على المساعدات بطريق الخداع، وأسوأها الابتزاز بالتهديد بفضح الأسرار الذى قد يوصل لارتكاب جرائم الشرف.. أو التفكك الأسري!
هذه قضية خطيرة للغاية، اضطررت أن أفسح لها المجال اليوم - من هاتين الزاويتين فقط- ذلك أن جرائم الانترنت تتعدد وتتنوع وتمارس بأساليب مذهلة وتفوق الخيال وبشكل لا حصر له. يقينا فإن عمليات غش المنتجات التى قد تباع على أنها أدوية، وحشو كبسولاتها بالمسامير فيها من الخسة والدناءة ما يجعل المرء يناشد الدولة ويرجوها بذل أقصى جهد لتعقب مجرميها ومعاقبتهم بأشد العقوبات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود الشربيني الآونة الأخيرة الحسابات الشخصية
إقرأ أيضاً:
بين وصية نصر الله وهدنة هوكشتاين.. اتفاق لبنان في حسابات النصر والهزيمة
مع سريان وقف إطلاق النار في لبنان، بدأت التقييمات للاتفاق وحول إمكانية تنفيذه، وانعكاساته سواء على الاحتلال أو حزب الله.
وتباينت الآراء من الاتفاق الذي حظي بترحيب أمريكي كبير من قبل إدارة بايدن الموشكة على الرحيل، حتى وصفه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بأنه يمثل لحظة تاريخية في المنطقة.
وأضاف، أن الدعم الأمريكي سيبقى قويا لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران، مبينا أن واشنطن ستتشاور مع حلفائها الدوليين لدعم تنفيذ وقف إطلاق النار.
وركز على الاتفاق على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، وعلى اقتصار القوات المنتشرة جنوب نهر الليطاني على القوات اللبنانية واليونيفيل.
بنود الاتفاق
نشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتضمنت:
- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى الموجودة في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد الاحتلال
- لن يقوم الاحتلال بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك على الأرض، في الجو وفي البحر.
- يعترف لبنان ودولة الاحتلال بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
- هذه الالتزامات لا تلغي حق الاحتلال أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.
- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
- أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.
- تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة.
- تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.
- ستشكّل لجنة تكون مقبولة لدى الاحتلال ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
- لبنان والاحتلال سيبلغان اللجنة وقوات اليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.
- ينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كل الحدود والمعابر والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.
- ترسل إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يوما.
- تعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
بنود غير مرضية
ذكرت هيئة البث العبرية، أن الاتفاق تشوبه نقاط ضعف بالنسبة للطرف الإسرائيلي، بحسب مصادر اطلعت على نسخته الأخيرة ومسؤولين سياسيين وأمنيين كبار.
وقالت الهيئة، إن أبرز تلك النقاط هي عدم وجود منطقة عازلة من شأنها أن تبقي العناصر اللبنانية بعيدا عن خط الصراع، بالإضافة لغياب نص صريح يسمح لإسرائيل بمهاجمة لبنان عند حدوث أي انتهاك.
كما لا يضمن الاتفاق الضرر الذي يلحق بالمشروع الاقتصادي لحزب الله، فضلا أن القوة التي ستنفذ الاتفاق هي الجيش اللبناني واليونيفيل، وفقا للهيئة.
من جانبه، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إن الاتفاق مع لبنان مُوقع على الجليد، معتبرا أن حزب الله سيعود للتسلّح مرة أخرى.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بن غفير قوله، إن "الحرب في لبنان يجب أن تنتهي عندما تهزم إسرائيل الطرف الآخر".
وأضاف بن غفير أن "إسرائيل تضيّع فرصة تاريخية لتركيع حزب الله وبإمكانها الاستمرار في سحقه".
عقدة التنفيذ
وفقا لمصادر تحدثت لهيئة البث الإسرائيلية، فإن إحدى نقاط الضعف في الاتفاق كانت أن القوة المسؤولة عن تنفيذه ستكون مقتصرة على الجيش اللبناني واليونيفيل.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الاتفاق سيُنفذ "بشكل كامل" ولن يكون هناك انتشار للقوات الأمريكية في جنوب لبنان.
كما ذكر المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين أن الاتفاق لا يشمل نشر قوات أمريكية لكن واشنطن ستدعم الجيش اللبناني.
وهذه النقطة يبدو أنها كانت شرطا للاحتلال، خصوصا أن وكالة بلومبرغ ذكرت في وفت سابق أن المقترح يتضمن نشر قوات أمريكية في جنوب لبنان وستنسحب بعد الانتشار الكامل للجيش اللبناني في الجنوب في غضون ستين يوما.
عن ذلك يقول الكاتب اللبناني أسعد أبو خليل، "في 2006 كنت شديد الانزعاج من قرار 1701 لكن غيّرت رأيي فيه بعد متابعة التنفيذ. العبرة في التنفيذ".
أنا في ٢٠٠٦ كنت شديد الانزعاج من قرار ١٧٠١ لكن غيّرت رأيي فيه بعد متابعة التنفيذ. العبرة في التنفيذ. — asad abukhalil أسعد أبو خليل (@asadabukhalil) November 26, 2024
النسخة الأخيرة
واختفت عدة بنود من الاتفاق المعلن كانت قد راجت في الإعلام بوقت سابق، منها نزع سلاح الحزب، كما لم يذكر الاتفاق أي دور للقوات الدولية (اليونيفيل)، بما يخص الصلاحية الأمنية في جنوب لبنان، بل يحصر الأمر بالجيش اللبناني.
يقول الصحفي اللبناني حسن عليق في منشور على منصة إكس، إن الاتفاق يمثل نسخة مخففة من الاتفاق 1701، مبينا أن "غالبية ما نُشر في الإعلام الإسرائيلي عن الاتفاق وجرى التعامل معه كحقيقة مطلقة في الإعلام اللبناني لم يَرِد في النسخة الأخيرة من الاتفاق".
وأضاف، أن "الأداء هو ما دفع بالعدو إلى اختيار وقف الحرب، وهو ما جعل السقف الإسرائيلي في الاتفاق منخفضاً، مقارنة بما أُعلِن في الأسابيع الماضية".
اتفاق وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ صباح الغد. والنازحون سيعودون، غداً أيضاً، بعد إصدار الرئيس نبيه بري بياناً بشأن ذلك.
الاتفاق يكاد يكون نسخة "مخفّفة" من بنود القرار ١٧٠١، الصادر عام ٢٠٠٦:
- الاتفاق محصور بمنطقة جنوب الليطاني.
- لا يوجد أي ذِكر لمناطق شمال النهر،… — Hasan illaik (@Hasanillaik) November 26, 2024
"نصر مؤزر"
مع تباين الآراء من الاتفاق بين معترض ومؤيد يقول العميد اللبناني المتعاقد منير شحادة، إن "70 ألف جندي ومئات الميركافا وفوقهم مئات الطائرات الحربية الحديثة وآلاف الأطنان من القنابل وبخدمته كل مخابرات العالم و مدعوم من أعظم دول لم يستطع الدخول سوى 5 كلم هذا النصر مختوم من إسرائيل".
١/١
النصر ليس حسب نواياك و لا أمنياتك ،لا بل ليس لإقناعك بأنه نصر .
إن إقتنعت أم لم تقتنع سيَّان .
٧٠ ألف جندي ومئات الميركافا وفوقهم مئات الطائرات الحربية الحديثة وآلاف الأطنان من القنابل وبخدمته كل مخابرات العالم و مدعوم من أعظم دول ، يضاف إليهم عدد كبير من متصهيني الداخل . — General Mounir Shehadeh (@MounirShehadeh) November 25, 2024
وفي ذات السياق أظهر استطلاع رأي بثته القناة 13 الإسرائيلية أن أغلبية كبيرة تعتقد أن إسرائيل لم تهزم حزب الله اللبناني، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن التوصل لاتفاق بين الطرفين ينهي المواجهة المفتوحة منذ أكثر من شهرين.
ورأى 60.8 بالمئة، من المستطلعة آراؤهم أن إسرائيل لم تحقق النصر على حزب الله، فيما يعتقد 25.8% فقط أن إسرائيل انتصرت، و13.4 بالمئة غير متأكدين، كما أيد 44 بالمئة إنهاء الحرب في لبنان فيما 37 بالمئة عارضوا التسوية مع حزب الله.
تحقيق مطلب إسرائيلي جوهري
يقول الباحث والكاتب السياسي لقاء مكي، إن "اتفاق وقف إطلاق النار هو أهم اختبار لقدرة الشيخ نعيم قاسم على ملء مركزه، وتثبيت سيطرته على القرار في حزب الله.
وأضاف في منشور على "إكس" أنه "لن يكون مفاجئا أن يعترض قياديون ميدانيون أو سياسيون على الاتفاق، لا سيما وأن الحزب ظل حتى اللحظة الأخيرة يقاتل، ويقصف إسرائيل، ويؤكد أنه يحتفظ بجزء كبير من قوته، مما يثير تساؤلات عن سبب القبول باتفاق يحقق مطلبا إسرائيليا جوهريا بدفع الحزب إلى شمالي الليطاني".
وتابع، "سيصبح الأمر أكثر قسوة، حينما يتساءل أعضاء الحزب وجمهوره عن سبب التفريط بوعود نصر الله باستمرار دعم غزة حتى النهاية، ووعيده بمنع عودة سكان شمال اسرائيل، وعن الفرق ببن زعيم قاد الحزب ليكون قوة إقليمية، وبين خليفته الذي وافق دون سبب معلن على ما يجعل الحزب في أسوأ موقع استراتيجي له منذ تأسيسه".
اتفاق وقف اطلاق النار هو أهم اختبار لقدرة الشيخ نعيم قاسم على ملء مركزه، وتثبيت سيطرته على القرار في حزب الله. لن يكون مفاجئا أن يعترض قياديون ميدانيون أو سياسيون على الاتفاق، لا سيما وأن الحزب ظل حتى اللحظة الأخيرة يقاتل، ويقصف إسرائيل، ويؤكد أنه يحتفظ بجزء كبير من قوته، مما… — لقاء مكي (@liqaa_maki) November 26, 2024