عبد الباري عطوان لو كانت هنا ذرة من الحياء في وجه كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، لأعلنوا فورا حلها، وتقديم استقالتهم، وتسليم القيادة الى كتائب عرين الأسود والنمور والفهود، والعودة الى بيوتهم احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، وبعد طرد ثوار المخيم لممثليها، الذين هرعوا للمشاركة في جنازات الشهداء، ولكنهم لم، ولن يفعلوا، حفاظا على امتيازاتهم، ولأنهم ما زالوا يعتقدون انهم في الفاكهاني (مقر المقاومة في لبنان) ويحتلون العناوين الرئيسية بسبب عمليات مقاومتهم البطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الحين.
فقوات من السلطة التي يزيد تعدادها عن 60 الفا، لم تكتف بمواصلة التنسيق الأمني مع الاحتلال في ذروة العدوان، وحماية مستوطنيه، والوقوف موقف المتفرج المتواطئ، بل أقدمت على اعتقال العديد من قوات الامن الشرفاء والمجاهدين من كافة الكتائب، وخاصة “عرين الأسود” وكتائب شهداء الأقصى (فتحاوية) والقسام وسرايا القدس وبعض كوادر الأجهزة الأمنية الذين كانوا في طريقهم للدفاع عن المخيم. *** المسيرة التي نظمتها كتائب شهداء الأقصى في المخيم بعد هزيمة هجوم مدرعات الاحتلال ومسيراته ومروحياته والآلاف من قواته، واقدام هذه الكوادر لاحقا على منع ممثلي السلطة من المشاركة في تشييع الشهداء، تؤكد مدى انهيارها وشعبيتها في أوساط الشعب الفلسطيني، وتنظيم حركة “فتح” خاصة ووصولها الى ما تحت الحضيض، وتضاعف حجم السخط ضد قيادة هذه السلطة من القمة وحتى القاع. الصفعة القاتلة جاءت عندما أصدر اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بزعامة بنيامين نتنياهو يوم امس الاحد بيانا اكد فيه العمل على عدم انهيار السلطة وانقاذها، وتقديم الأموال اللازمة، والمغريات المادية السطحية الأخرى مثل زيادة عدد بطاقات VIP، وبعض المشاريع الاقتصادية التي تخدم تكريس الاحتلال وليس تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، مقابل العديد من الشروط المهينة، وأبرزها العودة للتجسس على المقاتلين، واعتقالهم، بل تصفيتهم اذا لزم الامر، وتعديل المناهج الدراسية، ووقف التحريض المشروع ضد الاحتلال، وكل الملاحقات القضائية امام المحاكم الدولية. السيد حسين الشيخ الوريث “غير المتوج” للرئيس عباس في زعامة السلطة، مهد لحملة الانقاذ الإسرائيلية هذه عندما اعلن ان السلطة على حافة الإفلاس المالي و(السياسي) وقال انها تدرس إعادة مفاتيح السلطة وإدارة الضفة الى نتنياهو، ولم يكذب الأخير (نتنياهو) خبرا، وهرع الى عقد الاجتماع الطارئ لحكومته الأمنية المصغرة، ولا نستبعد ان كل التصريحات التي رفضت شروط حزمة الإنقاذ هذه كانت قنابل دخان لإخفاء الموقف الحقيقي للسلطة، وهو الرضوخ الكامل للشروط الاسرائيلية، مثلما كان عليه الحال في جميع المرات السابقة. نناشد فصائل المقاومة التي تملك أجنحة عسكرية فاعلة تقاوم الاحتلال على الأرض، ونخص حركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية، بعدم التجاوب للضغوط المصرية للقبول بدعوة الرئيس عباس، والمشاركة بالتالي في اجتماع أمناء الفصائل المقرر عقده في القاهرة خلال أيام، لأنه يأتي لإضفاء “الشرعية” على السلطة، وتكريس قيادتها، وتمثيلها، وتلميع صورتها مجددا، وإعادة تسويقها الى الشعب الفلسطيني، ومحاولة محو جميع خطاياها، وأبرزها التنسيق الأمني الذي لم يتوقف مطلقا عن خدمة الاحتلال، وحماية مستوطنيه. قبل عامين تقريبا، وجهنا المناشدة نفسها الى قادة الفصائل الفاعلية، وليس الصورية، بعد تلبية دعوة مماثلة وجهها الرئيس الفلسطيني لعقد اجتماع مماثل في آب (أغسطس) عام 2020 في رام الله، وفي بيروت (عبر فيديو كونفرس)، للتصدي لـ “صفقة القرن” وإفشال مخططات الضم، وإنجاز المصالحة، وكان على رأس الحضور السيد إسماعيل هنية وزياد النخالة، ولكن لم تجد هذه المناشدة أي استجابة، وصفق المشاركون إعجابا وتثمينا لخطاب الرئيس في رام الله، وقراراته وأبرزها تكثيف اعمال المقاومة وتشكيل قيادة جماعية وموحدة، وانهاء التنسيق، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على أرضية المقاومة، ولم يتم تنفيذ أي من هذه القرارات وعادت “دار أبو عباس” الى حالها، وبتعاون اكبر مع الاحتلال. *** ختاما نقول ان كتائب المقاومة التي تصدت للهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين حققت انتصارا كبيرا بصمودها وابداعاتها القتالية التي اذهلت العدو واذلته، وهذا النصر لا يجب “تنجيسه” باجتماعات هنا هناك، ومشاركة شخصيات بات معظمها عنوانا للتواطؤ مع الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته، بإعذار متعددة، وأبرزها حماية المشروع الفلسطيني الوهمي الكاذب، فهذا المشروع مشروع مقاومة، وتحرير، وليس التجسس للمحتل. القوات الإسرائيلية لم تستطع احتلال الا بعض إجزاء من مخيم جنين الذي لا تزيد مساحته عن نصف كيلومتر مربع، ولاقل من 48 ساعة، وانسحبت هاربة بعد سقوط اول قتيل في صفوفها، والآن، وبعد تآكل الردع، امام تعاظم قوة المقاومة الشابة، يريد نتنياهو ان يستنجد بالسلطة وقواتها، للقيام بهذه المهمة القذرة التي فشل في تحقيقها مقابل حفنة من الشيكلات المسمومة، والملوثة ايضا، وعلى كتائب المقاومة ان تتصدى وبقوة لهذه المؤامرة الخيانية، ووأدها بأسرع وقت ممكن، ونحن على ثقة ان هذه الكتائب المقاتلة ستقوم بواجبها الوطني المشرف في هذا المضمار، والزمن لن يعود الى الوراء.. والأيام بيننا.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب: الاجتماع مع “حماس” مفيد جدا
#سواليف
قال مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى #آدم_بولر، إن “اجتماعه مع حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) في الدوحة كان مفيدا جدا”.
وأشار في لقاء مع شبكة /سي إن إن/ الأمريكية، إلى أنه “من غير المعروف هل سيتفاوض مجددا مع الحركة، لكنه سيكون أحيانا في المنطقة وقد يلتقي بهم”.
وأضاف “أعتقد أنه بإمكاننا إطلاق سراح كل #الرهائن وليس #الأميركيين فقط”، مؤكدا أنه “قد يتم التوصل إلى شيء ما بشأن غزة و(المحتجزين) خلال أسابيع”.
مقالات ذات صلة

سباق بين متهورين ينتهي بوفاة شخص وحجز المركبتين في عمان 2025/03/10
كما أشار إلى أنه يتفهم “القلق الإسرائيلي” من #مفاوضات إدارة الرئيس دونالد #ترامب المباشرة مع “حماس”.
وشدد بولر على أنه “من الصعب للغاية التوصل إلى نوع من الهدنة حتى نعرف ماذا تريد (حماس)”، مضيفا “أردت أن أسألها ما الهدف النهائي لها وما الذي تعتقد أنه واقعي في هذه المرحلة؟”.
وكان البيت الأبيض قد أكد، الأربعاء الماضي، إجراء مباحثات مباشرة مع حركة “حماس” عقب تسريبات نشرتها وسائل إعلام أميركية وعبرية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي، إن “إدارة ترامب أجرت مباحثات مباشرة مع (حماس)، وإن المحادثات مستمرة”.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يوم 19 كانون الثاني/يناير 2025، بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة.
وفي مطلع الشهر الجاري، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يوما، وتتنصل قوات الاحتلال من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء العدوان.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت قوات الاحتلال مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتهدد بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أميركي مطلق، ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود