حذر والتقاط للأنفاس.. هكذا استقبل الغزيون في رفح أنباء الهدنة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
غزة- بفرحة ممزوجة بالترقب والقلق، استقبل سكان قطاع غزة اتفاق هدنة مؤقتة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، أعلنت عنه دولة قطر في ساعة مبكرة من صباح لـ4 أيام قابلة للتمديد، ويتضمن وقفا لإطلاق النار وإطلاق سراح نساء وأطفال أسرى من الجانبين.
مضت نحو 7 أسابيع منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الأكثر ضراوة على هذا الشريط الساحلي الصغير، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تتوقف خلالها أصوات الانفجارات نتيجة غارات جوية وبرية وبحرية، وقد آن للغزيين أن يلتقطوا أنفاسهم ويلملموا جراحاتهم.
في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، وكغيرها من مدن القطاع في جنوبه وشماله، كان لهذا الاتفاق وقعه على سكان المدينة، والنازحين إليها الذين يقدر عددهم بأكثر من 300 ألف، أجبروا على هجر منازلهم في مدينة غزة وشمال القطاع، فضلاً عن آلاف آخرين أجبروا على النزوح الداخلي من منازلهم في المناطق الشرقية المتاخمة للسياج الأمني الإسرائيلي، نحو مراكز الإيواء في المدارس والمرافق العامة، وفي منازل الأقارب والأصدقاء.
عودة مؤقتةتقول أم محمد الصوفي للجزيرة نت إن أيام الهدنة ستساعدها وزوجها للوصول إلى منزلهما في منطقة "الشوكة" القريبة من السياج الأمني، شرق مدينة رفح، وجلب بعض الاحتياجات الضرورية من ملابس وأغطية شتوية، بعدما اضطرا إلى النزوح بأطفالهما الستة، من دون أمتعة، في اليوم الأول للحرب الإسرائيلية.
وتقيم هذه النازحة الأربعينية مع أسرتها في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في وسط المدينة، ولا تعتزم العودة إلى منزلها للإقامة فيه قبل توقف الحرب كليا، وتستحضر تجربة أليمة مرت بها في الحرب الثالثة على غزة عام 2014، عندما انهار اتفاق هدنة مؤقتة، وانهمرت الصواريخ والقذائف على المنطقة، ونجت وأسرتها بأعجوبة.
وبالنسبة لأم محمد فإنه "لا أمان للاحتلال"، وتقول "رغم أنهم يستهدفون كل شيء حتى المدارس، فإن بقاءنا مع الناس (النازحين) في المدرسة، أكثر أمنا من بيتنا بالشوكة".
وتتلهف أم محمد لبدء سريان الهدنة، لتفقد منزلها الذي لا تعلم ما حل به خلال الأسابيع الماضية، وتمنّي نفسها أن تتطور الهدنة إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وألا يطول بهم المقام في المدرسة.
وضاعفت أجواء الشتاء القاسية من معاناة أم محمد ومئات آلاف النازحين في المدارس والمرافق العامة، التي تفتقر لأبسط المقومات لمجابهة البرد والأمطار، ووفقا لها فإن ما تقدمه أونروا للنازحين من طعام وأغطية غير كاف، وتقول "الحياة هنا مأساوية، والناس بيناموا (ينامون) على البلاط، والأطفال يرتجفون من البرد".
وإذا كانت أم محمد أكثر حظا لأن أيام الهدنة ستمكّنها من العودة -ولو مؤقتا- إلى منزلها وجلب مستلزمات تحسّن من حياتها وأسرتها في مركز الإيواء، فإنه لن يكون بمقدور إيمان تايه (41 عاما) التحرك من مركز الإيواء ذاته إلى منزلها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ويتيح اتفاق الهدنة لسكان شمال القطاع بالتحرك جنوبا مع ضمان عدم تعرض الاحتلال لهم، بينما لن يتمكن آلاف النازحين من العودة إلى منازلهم في مدينة غزة وشمال القطاع، ومنهم إيمان، التي اضطرت وأسرتها وعدد من أقاربها، إلى النزوح مرتين خلال الحرب، الأولى من منازلهم في حي الشجاعية، والثانية من مركز إيواء في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، نحو مدينة رفح.
وتساءلت إيمان بصوت يملؤه الحزن والقهر "ما فائدة الهدنة لنا كنازحين من غزة؟"، مستدركة "الحمد لله على كل حال، يكفي أنها ستوقف نزيف الدم والقتل والدمار".
وتداخلت نازحة تشاركها الغرفة ذاتها بالحوار، وقالت وكأنها تذكرها بفائدة أخرى للهدنة "وكمان (وكذلك) ستحرر نساء وأطفالا من سجون الاحتلال".
وبموجب الاتفاق، تطلق حماس سراح 50 امرأة وطفل من أسرى مستوطنات غلاف غزة، في مقابل تحرير الاحتلال 150 امرأة وطفل، من بين نحو 300 طفل، و33 أسيرة، تعتقلهم في سجونها، وقالت إيمان "ربنا يفرجها على كل أسرانا، ويفرجها علينا في غزة، ويعيدنا سالمين إلى بيوتنا".
وإلى حين هذه العودة، تأمل إيمان أن تحسن أونروا والمؤسسات المعنية من حياة النازحين في مراكز الإيواء، وتمدهم بمقومات الحياة الأساسية. وقالت وهي تنظر نحو ابنتها هديل (20 عاما)، التي ولدت قبل 14 ساعة فقط من النزوح مشيا على الأقدام "لا نجد لها الطعام المناسب، وبصعوبة بالغة أعددت لها شوربة العدس على نار الحطب".
وينتظر محمد عودة سريان الهدنة، وتدفق المساعدات من أجل التزود بكميات وافية من الوقود ومستلزمات المنزل الأخرى كغاز الطهي والأغذية المعلبة، ويقول للجزيرة نت "لا نعلم حتى اللحظة ما المساعدات التي ستدخل عبر معبر رفح مع مصر؟ ونتمنى أن تلبي احتياجاتنا".
وبحسب بيان أصدرته حماس فإن اتفاق الهدنة ينص على تدفق مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، بما في ذلك الوقود، الذي ظلت إسرائيل متمسكة برفض دخوله للقطاع، ولم يشمله الاتفاق الثلاثي المصري الأميركي الإسرائيلي، الذي سمح بتدفق كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية، شملت عبوات من مياه الشرب، وأغذية معلبة، ومستلزمات طبية بسيطة.
وواجه محمد خلال الأسابيع الماضية، كالغالبية من الغزيين، صعوبة في توفير كمية قليلة من السولار لتشغيل مولد صغير، يستخدمه لرفع المياه إلى خزانات أعلى سطح منزله في مخيم الشابورة للاجئين وسط مدينة غزة، ويقول للجزيرة نت إنه اضطر إلى شراء لتر واحد بنحو 7 أضعاف سعره الحقيقي.
ودفعت أزمة الوقود، بما فيها غاز الطهي، بمحمد -حاله حال الكثيرين- للعودة إلى الوسائل البديلة، كالحطب، الذي ارتفعت أسعاره لأكثر من الضعف، وهو ما ينطبق على كل السلع التي نفدت من الأسواق، ولم يعد لها بديل، جراء استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، منذ بداية الحرب، وشهدت أسعار الكميات الشحيحة المتبقية من بعض هذه السلع ارتفاعا كبيرا.
أما محمد أيوب، فلا يشغل باله من الهدنة سوى تمكنه من زيارة قبر ابنته الشهيدة ولاء التي ارتقت في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بناية لعائلة زوجها، تضم شقتها السكنية، وحوّلتها إلى كومة من الركام.
وبعد نحو شهر على هذه الغارة، لا يزال أيوب تحت تأثير الصدمة، ويقول للجزيرة نت "الحجر والشجر معوض، لكن مين (من) يعوضني عن ابنتي ولاء؟".
ومنذ أن دفنها بمشاركة عدد محدود من عائلته وعائلة زوجها، التي فقدت ثلة من أفرادها جلهم من النساء والأطفال، يتلهف أيوب لزيارة قبرها في المقبرة الغربية بمدينة رفح، والمكوث مطمئنا إلى جوارها يقرأ القرآن، ويحدثها بهدوء لا تعكره أصوات الانفجارات.
هذه الهدنة ستتيح لأيوب تحقيق رغبته بزيارة قبر ابنته، وستتيح للآخرين دفن ذويهم، ممن لم تسنح لهم الفرصة لانتشالهم من الشوارع والطرقات، ومن تحت أنقاض المباني والمنازل السكنية المدمرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: منازلهم فی للجزیرة نت مدینة رفح مدینة غزة أم محمد
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة استقبل مفتي بعلبك ونقيبتي المستلزمات الطبية والمهن البصرية
إستقبل وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وتناول البحث شؤونا تتصل بتعزيز الخدمات الصحية في المنطقة.
كما التقى الوزير ناصر الدين في مكتبه في وزارة الصحة العامة نقيبة المستلزمات الطبية سلمى عاصي مع أعضاء النقابةK وتركز البحث على تحسين جودة المستلزمات، ووضع تصور حول كيفية تطوير القطاع والتعاون المستمر لما فيه مصلحة المرضى والنظام الصحي.
ومن زوار وزير الصحة العامة نقيبة المهن البصرية جهاد أبي حيدر على رأس وفد من النقابة حيث تم التطرق إلى شؤون تتصل بتنظيم المهنة. مواضيع ذات صلة الصحة الفلسطينية للعربية: نطالب بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى غزة Lebanon 24 الصحة الفلسطينية للعربية: نطالب بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى غزة 23/04/2025 17:47:31 23/04/2025 17:47:31 Lebanon 24 Lebanon 24 وزارة الصحة في صنعاء للتلفزيون العربي: نعاني من نقص المستلزمات الطبية جراء العدوان والحصار المستمر لكننا صامدون Lebanon 24 وزارة الصحة في صنعاء للتلفزيون العربي: نعاني من نقص المستلزمات الطبية جراء العدوان والحصار المستمر لكننا صامدون 23/04/2025 17:47:31 23/04/2025 17:47:31 Lebanon 24 Lebanon 24 مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة بغزة للجزيرة مباشر: نناشد المنظمات الإنسانية التدخل لإنقاذ حياة المرضى بسبب العجز الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية Lebanon 24 مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة بغزة للجزيرة مباشر: نناشد المنظمات الإنسانية التدخل لإنقاذ حياة المرضى بسبب العجز الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية 23/04/2025 17:47:31 23/04/2025 17:47:31 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الصحة: نعمل على تطوير القوانين الخاصة بكافة الاختصاصات الطبية Lebanon 24 وزير الصحة: نعمل على تطوير القوانين الخاصة بكافة الاختصاصات الطبية 23/04/2025 17:47:31 23/04/2025 17:47:31 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً تعميم صورة موقوف بجرائم احتيال وتزوير Lebanon 24 تعميم صورة موقوف بجرائم احتيال وتزوير 10:44 | 2025-04-23 23/04/2025 10:44:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس التواب.. إليكم ما سيشهده شارع المصارف غداً Lebanon 24 تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس التواب.. إليكم ما سيشهده شارع المصارف غداً 10:42 | 2025-04-23 23/04/2025 10:42:19 Lebanon 24 Lebanon 24 استعدوا.. هذه مفاجأة "طقس لبنان" اليوم وغداً Lebanon 24 استعدوا.. هذه مفاجأة "طقس لبنان" اليوم وغداً 10:30 | 2025-04-23 23/04/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن تعديل قانون الانتخاب لبلديّة بيروت... الصايغ: أسحب توقيعي Lebanon 24 بشأن تعديل قانون الانتخاب لبلديّة بيروت... الصايغ: أسحب توقيعي 10:19 | 2025-04-23 23/04/2025 10:19:33 Lebanon 24 Lebanon 24 عيسى الخوري أعلن المباشرة بورش العمل الإصلاحية: القطاع الصناعي سيادي بامتياز Lebanon 24 عيسى الخوري أعلن المباشرة بورش العمل الإصلاحية: القطاع الصناعي سيادي بامتياز 10:12 | 2025-04-23 23/04/2025 10:12:07 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة المرض نفسه يجمع كريم فهمي وياسمين عبد العزيز.. اليكم التفاصيل Lebanon 24 المرض نفسه يجمع كريم فهمي وياسمين عبد العزيز.. اليكم التفاصيل 12:23 | 2025-04-22 22/04/2025 12:23:47 Lebanon 24 Lebanon 24 3 خطوط جديدة.. التنقل من بيروت وإليها أصبح أسهل وأرخص! Lebanon 24 3 خطوط جديدة.. التنقل من بيروت وإليها أصبح أسهل وأرخص! 09:30 | 2025-04-23 23/04/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تقدمان خدمات ذات طابع غير قانوني.. توقيف سيدتين في هذه المنطقة Lebanon 24 تقدمان خدمات ذات طابع غير قانوني.. توقيف سيدتين في هذه المنطقة 14:59 | 2025-04-22 22/04/2025 02:59:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد وصول الحرارة إلى 35 درجة.. أمطار غزيرة ستضرب لبنان هذا ما كشفه الأب خنيصر Lebanon 24 بعد وصول الحرارة إلى 35 درجة.. أمطار غزيرة ستضرب لبنان هذا ما كشفه الأب خنيصر 03:24 | 2025-04-23 23/04/2025 03:24:25 Lebanon 24 Lebanon 24 أصبحت نسخة عنها.. ابنة هيفا وهبي تستمتع بوقتها على البحر بإطلالة صيفية (صورة) Lebanon 24 أصبحت نسخة عنها.. ابنة هيفا وهبي تستمتع بوقتها على البحر بإطلالة صيفية (صورة) 00:35 | 2025-04-23 23/04/2025 12:35:15 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 10:44 | 2025-04-23 تعميم صورة موقوف بجرائم احتيال وتزوير 10:42 | 2025-04-23 تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس التواب.. إليكم ما سيشهده شارع المصارف غداً 10:30 | 2025-04-23 استعدوا.. هذه مفاجأة "طقس لبنان" اليوم وغداً 10:19 | 2025-04-23 بشأن تعديل قانون الانتخاب لبلديّة بيروت... الصايغ: أسحب توقيعي 10:12 | 2025-04-23 عيسى الخوري أعلن المباشرة بورش العمل الإصلاحية: القطاع الصناعي سيادي بامتياز 10:09 | 2025-04-23 جابر من واشنطن: موافقة مبدئية حصلنا عليها لرفع قيمة القرض المقدم من البنك الدولي لإعادة الاعمار فيديو بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 23/04/2025 17:47:31 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 23/04/2025 17:47:31 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 23/04/2025 17:47:31 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24