بيروت- يعد حل الواجبات المدرسية من المهام الشاقة التي تواجه الطلاب، خاصة في المراحل التعليمية المتقدمة، إذ تتطلب فهمًا عميقًا للمادة الدراسية ومتابعة حثيثة من أولياء الأمر.

ويبدو أن ظهور الذكاء الاصطناعي -كتقنية واعدة- يمكن أن يساعد الطلاب في حل واجباتهم المدرسية، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الأسئلة وتقديم الحلول، إضافة إلى تقديم شرح مبسط للمفاهيم الصعبة.

ويؤكد خبراء أن التطويرات الجديدة تتيح إنتاج نصوص وصور ومحتويات مختلفة، ومنها مساعدة الأطفال على إنجاز واجباتهم المدرسية، من خلال التقاط صورة لمسألة حسابية يقوم البرنامج بحلها، مع كتابة الخطوات لتعليم التلميذ كيف يمكن أن يحل مثلها.

الذكاء الاصطناعي يساعد الطلاب على تحسين مهارات التعلم الذاتي لديهم، وفق خبراء التطبيقات (غيتي) تعزيز كفاءة الطلاب

يقول أخصائي التكنولوجيا والتطبيقات مكسيم طه، إن أدوات الذكاء الاصطناعي تعمل على "تعزيز كفاءة الطلاب في الدراسة وحل الواجبات. فهي مفيدة في تكملة المهام الروتينية مثل: التحرير والتدقيق النحوي والتنسيق، وكل ذلك من شأنه تسهيل التعلم السريع".

ويبين لـ"الجزيرة نت"، أن "شات جي بي تي" -على سبيل المثال-، يعمل كمساعد فوري ويسهل فهم المصطلحات، وإجابة الأسئلة المعقدة، ومعالجة المشكلات بسهولة.

وبالنسبة للاستفسارات الصعبة، ينصح طه باستخدام "شات جي بي تي 4″، إذ "قد تحتوي الإصدارات السابقة على معلومات غير دقيقة".

كما يمكن طرح أسئلة مختلفة، وتقديم الإجابات بغض النظر عن الموضوع، سواء كانت الأسئلة تتعلق بالرياضيات أو التاريخ أو العلوم أو الجغرافيا، أو أي موضوع آخر، يحاول "شات جي بي تي" تقديم معلومات دقيقة ودقيقة.

"شات جي بي تي" يعمل كمساعد فوري لفهم المصطلحات وإجابة الأسئلة المعقدة (غيتي) ماذا يقدم الذكاء الاصطناعي للطلاب؟

ووفقا لطه، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم شرح مبسط للمفاهيم الصعبة، مما يساعد الطلاب على فهم المادة الدراسية بشكل أفضل، كما يساعدهم على تحسين مهارات التعلم الذاتي لديهم، إضافة لمساعدتهم في حل الواجبات المدرسية، ومنها:

حل المعادلات الرياضية المعقدة. شرح النظريات العلمية. كتابة نصوص تعبيرية.  كتابة أبحاث بطريقة إبداعية.

توضيح المصطلحات والكلمات والمعاني المعقدة أثناء الدراسة.

التربوية هوفانيزيان تعتبر أن "التطبيقات التقنية" ليست بديلا عن الفكر الأصلي والجهد الدؤوب (الجزيرة) هل يؤثر الذكاء الاصطناعي سلبا على الطلاب؟

من جانبها، تؤكد المرشدة التربوية آنا هوفانيزيان على ضرورة أن لا يتم التعامل مع هذه الأدوات كبديل عن التفكير وبذل الجهد الدؤوب.

وتبرز مخاوف جمة من التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على التعليم، وحدّه من تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، كونهم سيحصلون على المعلومة بسرعة وسهولة، دون تفكير أو جهد.

"ومن أهم السلبيات، عدم التحقق من المعلومات الواردة في الأبحاث وكذلك الأنشطة والمهام التي تطلب من الطلاب لتنمية مهارات معينة، والتي قد لا يتم تنميتها بالاعتماد على أداة ذكاء اصطناعي، وهو ما نددت بها العديد من الجامعات العالمية ومنعت استخدامه"، بحسب هوفانيزيان.

وترى المرشدة التربوية أن سوء استخدام التقنيات الحديثة من شأنه أن يؤدي "لتخريج طلاب ليسوا على درجة كبيرة من الكفاءة العلمية، كما أن أغلب التخوفات كانت أخلاقية في الأساس. لا بد من التأكيد على أهمية العامل البشري والإنساني في العملية التعليمية بين الطلاب والأساتذة".

وتؤكد هوفانيزيان أن استخدام الطلاب لتقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات صحيحة بسهولة ودون الحاجة إلى المذاكرة والتحضير للاختبارات، "يؤدي إلى زيادة معدلات الغش، بسبب توفير إجابات سريعة ودقيقة للطلاب، وقد يصبحون أقل عرضة للتفكير والتحليل والاستنتاج، وبالتالي يؤثر ذلك على قدراتهم الذهنية والتفكيرية في المستقبل".

وتعتبر أن أبرز عيوب الذكاء الاصطناعي يكمن في ارتفاع نسبة الكسل لدى الطلاب مع قلة الإبداع لديهم.

من أهم عيوب الذكاء الاصطناعي إرتفاع نسبة الكسل لدى الطلاب مع قلة الإبداع لديهم (غيتي) أسئلة تحتاج إجابات!

من جانبه، اقترح موقع "تايم فور كيدز" طرقا كفيلة برفع مستويات التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى إمكان الدمج بين الطرق التقليدية والحديثة لإحداث ثورة في التعليم.

في المقابل، لفت الموقع إلى خطورة الإفراط في الاعتماد على "ذكاء" الأدوات الحديثة، مشيرا إلى أنها ليست بمستوى الذكاء الذي يتصوره كثيرون، "إذ لم يتم تصميم هذه الأدوات للتفكير المنطقي… هذه الأدوات مبرمجة لتتعلم مما يتم تغذيتها به من معلومات، وتميل إلى الأنماط المتكررة".

ويشدد "تايم فور كيدز" على ضرورة اهتمام الطلاب بمصادر المعلومات، "والحكم على ما يجب تصديقه كمصدر موثوق، حتى يتمكنوا من التعايش مع أدوات الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية الأخرى".

أدوات ذكاء صناعي للطلاب "توتر إيه آي" (Tutor AI): منصة تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأداة متقدمة لحل الواجبات المدرسية تساعد في فهم مواد مختلفة مثل الفيزياء والتاريخ والعلوم والأدب. يقدم الموقع المعلومات من خلال دروس متميزة، ما يجعل التعلم شاملا وممتعًا. "غرامرلي" (Grammarly): منصة لتحسين الكتابة باللغة الإنجليزية، وأداة بارزة مصممة لتحسين مهارات الكتابة. تأتي مزودة بمجموعة من الميزات التي تساعد على كتابة الواجبات بشكل دقيق نحويًا، وخالٍ من الانتحال لرفع جودة الكتابة، والمساعدة في التنسيق، واقتراح أنماط كتابة بديلة. "سلايدسغو" (Slidesgo): يساعد في إنشاء العروض التقديمية وتقديمها بسلاسة، وتعزيز الأفكار، وإضافة لمسة إبداعية لخلق انطباع دائم لدى المتلقي، ويحتوي على قوالب جاهزة للاستخدام تجعل إنشاء العروض التقديمية أمرًا سهلا للغاية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الواجبات المدرسیة الذکاء الاصطناعی شات جی بی تی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يُشعل الخلاف بين ترامب وإلون ماسك

تسبب مشروع بخصوص الذكاء الاصطناعي في إشعال الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورائد الأعمال والملياردير الشهير إلون ماسك.

اقرأ أيضاً: العدوان على غزة يُحفز سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين

البابا فرانسيس يشكر مصر بعد إنجاز اتفاق غزة لبنان بعد انتخاب عون رئيساً.. خريطة طريق بدون حزب الله

وسردت شبكة سي إن إن الأمريكية تفاصيل القصة إذ قالت إنه بعد فترة وجيزة من إعلان الرئيس ترامب إقامة مشروع جديد بشأن دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قام ماسك بالتشكيك في المشروع برمته. 

وقال ماسك في تعليقه عبر موقع إكس (المملوك له) :"هم بالفعل لا يملكون المال، رصيد سوفت بانك يقل عن 10 مليار دولار".

وكان ترامب قد أعلن عن استثمار في شركة جديدة تُدعى "ستارجيت"، وتهدف الشركة الجديدة لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في أمريكا. 

ويأتي إعلان ترامب عن الشركة الجديدة بالتعاون مع سوفت بانك وشركة أوبن إيه آي وأوراكل. 

وبُناءً على الخطة المُعلنة فإن الشركات المُشار إليها ستستثمر بما قيمته 100 مليون باوند لبداية المشروع، على أن يضخوا 500 مليار دولار في المشروع خلال السنوات المُقبلة. 

ولم يرد ترامب أو أحد من إدارته على مزاعم ماسك، وستكشف الأيام المُقبلة عن السؤال بشأن مدى صدق تصريح رائد الأعمال المُشكك في جدوى مشروع الرئيس الأمريكي. 

تبذل الولايات المتحدة جهودًا كبيرة لتطوير مجال الذكاء الاصطناعي باعتباره عنصرًا أساسيًا في تعزيز ريادتها التكنولوجية والاقتصادية. 

تعمل الحكومة الأمريكية على وضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تسريع البحث والتطوير في هذا المجال، مثل إصدار "خطة المبادرة الوطنية للذكاء الاصطناعي" التي تسعى إلى تعزيز الابتكار وتوسيع نطاق الاستثمار في الأبحاث الأساسية والتطبيقية. تمثل المؤسسات الأكاديمية والمختبرات الحكومية والشركات التكنولوجية الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"جوجل" و"أوبن إيه آي" محاور رئيسية في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم في قطاعات متعددة كالصحة، والتعليم، والطاقة، والدفاع. كما توفر الولايات المتحدة تمويلاً كبيرًا لمشاريع الذكاء الاصطناعي من خلال وكالات مثل وكالة مشاريع البحوث المتطورة للدفاع (DARPA)، التي تدعم الابتكارات الرائدة.

على المستوى التشريعي، تعمل الحكومة الأمريكية على وضع إطار قانوني وأخلاقي لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان تطويره بطريقة تحترم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. تُركّز الجهود أيضًا على بناء قوى عاملة متخصصة من خلال تعزيز برامج التعليم والتدريب في الذكاء الاصطناعي داخل الجامعات والمعاهد.

 تسعى أمريكا أيضًا إلى التعاون مع الدول الحليفة والمؤسسات الدولية لوضع معايير عالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، تولي اهتمامًا كبيرًا للأمن السيبراني وحماية البيانات لضمان الاستخدام الآمن للتكنولوجيا.

 هذه الجهود المتكاملة تُظهر التزام الولايات المتحدة بأن تكون في طليعة الابتكار العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي مع الحرص على مواجهة التحديات المرتبطة به.

 

مقالات مشابهة

  • 5 ميزات الذكاء الاصطناعي في هواتف Galaxy S25.. تعرف عليها
  • الذكاء الاصطناعي يُشعل الخلاف بين ترامب وإلون ماسك
  • أول علاج للسرطان وأمراض القلب مطور من قبل الذكاء الاصطناعي
  • عبر الذكاء الاصطناعي.. "أدنوك" تخفض الانبعاثات في حقل شاه النفطي
  • التربية تعلن انطلاق «حملة التحصين المدرسية» للعام الدراسي
  • تعليم الفيوم يُكرم الفائزين على مستوى الجمهورية في مسابقة الإذاعة المدرسية
  • سامسونج Galaxy S25 Ultra.. الريادة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل الهواتف الذكية
  • الذكاء الاصطناعي في المسرح
  • سعر iPhone SE 4.. أرخص آيفون يدعم الذكاء الاصطناعي
  • "مدرستي".. تدعم العملية التعليمية وتعزز مهارات الطلاب ومعارفهم