"العين للكتاب" يحتفي بمرور 20 عاماً على توقيع الدولة اتفاقية اليونسكو للتراث
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
في احتفال بمرور 20 عاماً على توقيع الإمارات اتفاقية اليونسكو للتراث غير المادي عام 2003، استضافه مهرجان العين للكتاب، أكد 3 من كبار الخبراء والأكاديميين المعنيين بتوثيق وجمع التراث الإماراتي وتسجيله في المنظمات الدولية، على أهمية الحفاظ على التراث غير المادي، الذي يعبّر عن هوية وتاريخ مجتمع الإمارات.
خبراء وأكاديميون: الإمارات حققت إنجازات مهمة في توثيق التراث غير المادي
عبدالعزيز المسلم: اعتماد الشارقة مركزًا دوليًا لبناء القدرات في مجال دراسة التراث يؤكد الحضور الفاعل للإمارات في اليونسكو
عوض علي صالح: الاهتمام بالجانب الثقافي وتوثيق التراث الإماراتي أسهم في تحقيق حضور إيجابي متميز للدولة لدى المنظمات العالمية
عائشة بالخير: التاريخ الشفاهي يؤكد عراقة المجتمع الإماراتي للباحثين
حيث استضاف "بيت محمد بن خليفة" بمدينة العين كلٌ من رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلم والأكاديمي والمستشار الثقافي الدكتور عوض علي صالح، ومستشارة الأبحاث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، الدكتورة عائشة بالخير في جلسة حوارية، أدارها رئيس قسم الدراسات العربية بمعهد التكنولوجيا التطبيقية الدكتور أمين كساسبة، وتناولوا فيها تجاربهم وإنجازاتهم والتحديات التي واجهتهم في مجال توثيق التراث غير المادي، وسلّطوا الضوء على دور دولة الإمارات في التعاون الدولي والمساهمة في تطوير الاتفاقية وتطبيقها.
واعتبر المسلم أن مدينة العين تشحذ الذاكرة وتقودها نحو الاهتمام بالتراث، موضحًا أن الإمارات حققت مكاسب متعددة من التوقيع على اتفاقية اليونسكو للتراث غير المادي من بينها اعتماد إمارة الشارقة لتكون مركزًا دوليًا لبناء القدرات في مجال دراسة التراث غير المادي، في خطوة تؤكد الحضور الفاعل للإمارات في منظمة اليونسكو نتيجة لجهود الدولة في تيسير قدوم الباحثين، ودعم المشاريع المتعلقة بالتراث في دول المنطقة العربية.
وقال المسلّم إن "معهد الشارقة للتراث الذي يحظى بالدعم الكبير من قبل عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يسعى لزيادة إصداراته السنوية التي بلغت أكثر من 700 عنوان، ويكثف تعاونه مع عدد من الشركاء، ويعمل بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية على نشر مكنز التراث العربي وإتاحته للباحثين والمهتمين بدراسة التراث".
وبين الدكتور عوض علي صالح، أن إسهام مركز أبوظبي للغة العربية في الحفاظ على اللغة ينسجم مع كونها أداة حفظ التراث، مؤكداً أن تنوع المبادرات الوطنية المهتمّة بالجانب الثقافي والحفاظ على توثيق التراث الإماراتي، أسهم في تحقيق حضور إيجابي متميز للدولة في مختلف المنظمات الدولية ومن ضمنها اليونسكو.
وحول انضمام الإمارات لاتفاقية اليونسكو للتراث غير المادي،ذكر أن هذه الخطوة ساعدت في زيادة حماية التراث غير المادي الذي يتصل بحياة المجتمع وهويته، انطلاقاً من استيعاب أهمية استدامة التراث من خلال ممارسي الحرف وفنون الأداء وسرد الحكايات الشعبية والحفاظ على العادات والتقاليد، والاستفادة من التعاون الدولي والخبرات التي تكونت لدى فرق البحث والتوثيق في الإمارات.
وأوضحت الدكتورة عائشة بالخير أن التاريخ الشفاهي يسد الثغرات التاريخية ويمكّن الباحثين من العثور على ما يؤكد عراقة المجتمع الإماراتي، وتحدثت عن تجربتها في جمع وتوثيق وتحليل شهادات الشهود الأحياء عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الإمارات قبل وبعد قيام الاتحاد.
وأضافت أن "مجتمع الإمارات يتميز بقوة الموروث والتسامح والتفاصيل الغنية عن العادات والتقاليد التي تحفظ ذاكرة الوطن، وذلك يتطلب توثيق ما لدى كبار السن من معلومات، وأن ضمان استمرار جمع التراث والحفاظ عليه مسؤولية مجتمعية تشترك فيها الجمعيات الأهلية وكل من يمارسون مختلف أشكال التراث غير المادي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مهرجان العين للكتاب 2023 التراث غیر المادی الیونسکو للتراث توثیق التراث
إقرأ أيضاً:
معرض القاهرة للكتاب يحتفي برواية أحمد القرملاوي "الأحد عشر"
استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة لمناقشة أحدث أعمال الكاتب أحمد القرملاوى، رواية "الأحد عشر" الصادرة عن "ديوان".
وأدار اللقاء صانع المحتوى عمرو المعداوي وحاورته الكاتبة منصورة عز الدين والكاتب محمد سمير ندا. وحضر الندوة نخبة من الكتاب والناشرين والصحفيين.
وقالت منصورة عز الدين: "يفاجئني القرملاوي دائماً في كتابته، إذ قدم سرداً تجاوز القصة المعروفة لشيء يخصه هو، تتداخل فيه أجناس المسرح والرواية بجرأة كبيرة نادراً ما نجدها في نص واحد. ومعيار التناص الناجح في رأيي هل نجح الكاتب أن يأخذ القصة إلى منظور جديد أم انسحق أمامها. الكاتب هنا نجح في فرض رؤيته وطمس كل العناصر الأخرى والفيصل هو استمتاع القارئ بالنص".
وأكدت منصورة على انتصار القرملاوي للرواية: "أوجد صوتاً لمن ليس له صوت حيث تتعاطف كل النصوص الدينية مع يوسف يعقوب ولكنه حاضر غائب في الرواية، وأبطال الرواية هم إخوته ونشعر أيضاً أن الذئاب لهم دور محوري في استدعاء أو تخليص أبطال الرواية من البئر إلى عالم الرواية".
ومن جانبه قال الكاتب والناقد محمد سمير ندا: "أرى أن هذا أجرأ نص للقرملاوي يكتب فيه بحرية بلا ضغوط فهو كاتب لديه تحقق ومقروئية يكتب بدون قيود. نجحت الرواية في رصد ما وراء الكاميرا في الحكاية التاريخية وأيضاً في النص المعاصر، فرصد صراعات الوسط الثقافي والأدبي من كواليس الجوائز والمنح الأدبية إلى فكرة الاقتباس الأدبي وسيطرة وسائل التواصل الاجتماعي والجري وراء المادة وغيرها من الصراعات".
أما عمرو المعداوي فقال إنه كان ينتظر الجزء المسرحي في النص بفارغ الصبر لتعلقه بفن المسرح، وسأل القرملاوي: "ألم تتخوف من التنقل الحاد في اللغة والشكل والمكان في النص؟" فأجاب القرملاوي بالنفي: "الرواية فن مطاط يستوعب كل أشكال السرد والتجريب".
ورداً على سؤال "لماذا اخترت تقديم نماذج سيئة من الوسط الأدبي؟" قال القرملاوي "إنها نماذج إنسانية بتعقيداتها وضعفها ولا أراها شريرة واخترتها لأغراض درامية وأرى أن الحضارة الإنسانية قائمة على فكرة التنافسية".
فى روايته الجديدة "الأحد عشر"، يعيد القرملاوى سرد قصة أبناء يعقوب التاريخية من وجهة نظر الأشرار هذه المرة، لكنه لا يكتفى بحكاية الزمن القديم التي تتوه فيها البطلة داينا فى مملكة شكيم، ثم يقع الاعتداء عليها من الأمير وهو فى حالة من فقدان الوعى، قبل أن ينتبه ويعرف أنه آذى واحدة من أجمل الحوريات ويقع في حبها. بالتوازي يكتب القرملاوى كذلك قصة دينا (لاحظ تشابه اسمى البطلتين) فى الزمن الحاضر، وهى حكاية غريبة كذلك، فقد كانت شخصية فى رواية مؤلفٍ ثم فوجئ بها تقفز من الورق إلى الحياة وتصبح إنسانة من لحم ودم. وقد ظهرت قدرات القرملاوى الكبيرة فى الربط بين القصتين فى قصة ثالثة إطارية فتتداخل أساليب الحكي بين السرد والحوار وبين الحاضر والماضي.
العنوان "الأحد عشر» مأخوذ من سورة يوسف والآية التى تشير إلى إخوته "أحد عشر كوكباً"، وهناك إشارات بامتداد صفحاتها عن قصة يوسف.
ولكن الرواية تتجاوز قصة يوسف وقصة أبناء يعقوب لتأخذ القراء فى رحلة مثيرة فى عوالم ساحرة غنية بالحكايات الثرية فى تاريخ الآشوريين والكنعانيين والحضارات المجاورة. واختار القرملاوى فى هذه التجربة مزيجاً من تقنية الكتابة المسرحية والروائية ومزج بين الحاضر والماضى.