الناتو يضع خططا لمواجهة أي هجوم روسي
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، إلى فيلنيوس لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تركّز على الدعم العسكري لأوكرانيا بعد 18 شهرا من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
أخبار متعلقة
أمين «التعاون الخليجي»: التنسيق مع روسيا جلب الاستقرار لسوق النفط
كينيدي: لا يوجد طريقة في العالم تُمكّن أوكرانيا من هزيمة روسيا.
وحطت الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» عصرا في المطار الدولي للعاصمة الليتوانية آتية من لندن حيث التقى بايدن في وقت سابق الملك تشارلز الثالث ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، نقلا عن فرانس برس.
وقال 3 دبلوماسيين لرويترز إن الدول الأعضاء في حلف الناتو توصلت، الاثنين، إلى اتفاق حول خطط توضح بالتفصيل كيف سيرد الحلف على أي هجوم روسي، متغلبا على محاولة تركية لعرقلة الاتفاق.
ويشير ذلك إلى تحول كبير إذ أن هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها الحلف مثل هذه الخطط منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.
وحاولت تركيا عرقلة الاتفاق على الخطط بسبب مشكلة صياغة تتعلق بمواقع جغرافية مثل قبرص، نقلا عن رويترز.
وفي وقت سابق، أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتبرغ، الاثنين، أن قمة الحلف المقررة غدا ستتخذ قرارا بتوسيع الدعم العسكري لأوكرانيا وجعلها أقرب إلى عضوية الناتو، فيما حذر الكرملين من أن انضمام أوكرانيا للناتو ستكون له تداعيات «سلبية جدا» على الأمن الأوروبي.
وشدد ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الليتواني، على أن حلف الناتو سيدافع عن كل إنش من أراضي الدول الأعضاء.
كما أكد أن قمة الحلف ستبحث مسار انضمام أوكرانيا، ولفت إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي سينضم إلى اجتماع مجلس الناتو – أوكرانيا.
الرئيس الأمريكي جو بايدن الناتوالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين الرئيس الأمريكي جو بايدن الناتو
إقرأ أيضاً:
خريف البلطيق كالينينغراد قوة روسيا الضاربة في عمق أوروبا
تسببت الحرب في أوكرانيا بتصعيد غير مسبوق بين روسيا والدول الغربية على مختلف مساحات التماس بينهما في أوروبا، إذ أصبح بحر البلطيق أحد أبرز نقاط المواجهة بين قوى تتنافس على النفوذ فيه تاريخيا.
وينذر التنافس بين روسيا من خلال حصنها المتقدم في قلب القارة بمقاطعة كالينينغراد وحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يسعى لجعل البلطيق بحيرة مغلقة للحلف بمواجهة مفتوحة على جميع السيناريوهات.
وتعد كالينينغراد -وفق تقرير بثته الجزيرة- شوكة روسيا النووية في خاصرة أوروبا ودرعها المتقدم في مواجهة دول الناتو، إذ منحها موقعها الجغرافي المطل على بحر البلطيق خصوصية إستراتيجية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية.
وتحولت منطقة البلطيق مع تدهور العلاقات الروسية الغربية إلى ساحة صراع بين موسكو والناتو، وهو صراع يتصاعد يوميا لتحشيد الجيوش وتفجير أنابيب الغاز وقطع شبكات الاتصالات البحرية واعتراض السفن التجارية.
وتتجمع في مقاطعة كالينينغراد قوة عسكرية روسية جوية وبحرية ضاربة مزودة بأحدث الأسلحة ومنظومات الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، إضافة إلى محطات الرادار والكشف المبكر عن الهجمات الصاروخية الإستراتيجية.
ويتمركز فيها أيضا أسطول بحر البلطيق الروسي، ويضم عشرات قطع البحرية المتعددة المهام.
إعلان
ووفق فاليري غروماك، وهو قبطان بأسطول بحر البلطيق الروسي، فإن المقاطعة محمية بشكل متين، وفيها أحدث الأسلحة الروسية.
وقال غروماك للجزيرة إن الصواريخ الموجودة في كالينيغراد "تحتاج دقائق معدودة لتصل إلى مراكز القرار في أوروبا"، مشيرا إلى أن كالينينغراد موجودة عمليا في العمق الأوروبي.
وتخشى دول البلطيق إمكانية سيطرة روسيا على ممر سوالكي الذي يربط بيلاروسيا بكالينينغراد عبر ليتوانيا وفصل تلك الدول عن بقية بلدان الناتو.
ويزيد من حدة التوتر، توسيع نشاط الناتو ووجوده العسكري في المناطق المحيطة بكالينينغراد، إضافة إلى ما تراه موسكو استفزازات عبر إعادة دول أوروبية تسميات قديمة للمنطقة قبل ضمها إلى الاتحاد السوفياتي، مما أثار استياء روسيا.
ويقول الخبير الإستراتيجي يوري زفيريف إن خلف كالينينغراد تقف كل القوة العسكرية الروسية، لذلك "لن تكون لقمة سائغة لدى المواجهة مع الناتو"، معربا عن قناعته بأن "محاولة حصارها لعب بالنار".
وحسب حديث زفيريف للجزيرة، فإن الغرب يعي ذلك جيدا خصوصا بعد تعديل العقيدة النووية الروسية التي تنص على أنه "إذا لم تتمكن روسيا من إيقاف العدوان بالأسلحة التقليدية فستكون حينئذ للسلاح النووي كلمة الفصل".
وكان الزعيم السوفياتي ستالين استحوذ على كالينينغراد من ألمانيا النازية بهدف الحصول على ميناء لا يتجمد على بحر البلطيق، ثم أصبحت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي جزءا من روسيا الاتحادية بسبب تبعيتها الإدارية لها في الحقبة السوفياتية.
لكن الحال تغير اليوم، إذ تعد جيبا منفصلا عن روسيا في العمق الأوروبي محاطا بدول الناتو من جميع الجهات، كما قيدت دول البلطيق عبور البضائع من أراضيها بين روسيا والمقاطعة مع اندلاع حرب أوكرانيا، وفرضت عقوبات لوجستية لتصبح كالينينغراد أكثر الأقاليم الروسية تضررا جراء العقوبات الغربية.
إعلانويبقى الطريقان البحري والجوي المجال الوحيد المتاح لإمداد المقاطعة باحتياجاتها، كما تراجعت الحركة الصناعية والتجارية في المقاطعة التي كانت تعتمد بالدرجة الأولى على الاستيراد والتصدير مع دول الاتحاد الأوروبي بسبب إغلاق الحدود.
تقول آلا إيفانوفا مساعدة حاكم مقاطعة كالينينغراد إن حظر عبور البضائع عبر البر يكلف نفقات إضافية، وكذلك يواجه النقل البحري صعوبات لوجستية، مؤكدة وجود أسطول من 25 سفينة روسية يعمل على مدار الساعة، لتأمين نقل البضائع من كالينينغراد وإليها.
وترى موسكو أن حصار مقاطعة كالينينغراد وعزلها بالكامل عن البر الروسي يهددان بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب.
ولم تخفِ موسكو هواجس محاولات الغرب تحويل بحر البلطيق إلى بحيرة مغلقة للناتو، مما يهدد بإغلاق البحر أمام السفن الحربية والتجارية الروسية عند اندلاع مواجهة مباشرة مع الغرب، خاصة بعد انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.