البوابة نيوز:
2025-03-18@02:37:13 GMT

11 % من سكان الدول العربية يعانون من أمراض نفسية

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

الأمراض النفسية منتشرة بشكل واسع في بلاد العالم بين النساء والرجال الأطفال والكبار، ومن ضمن العالم الدول العربية فهناك عدد من الأمراض النفسية المنتشرة فيها أكثر من غيرها وفقا لعدة دراسات عن انتشار الامراض النفسية في العالم، وتشير الدراسات إلى أن حوالي 792 مليون شخص (11% من سكان العالم) يعيشون شكل من أشكال الامراض النفسية، وأكثرها شيوعًا هو الاكتئاب أو اضطرابات القلق.

 وتؤكد أن هناك نسبة أعلى في البلدان العربية، حيث ما يقرب من 30% يعانون من الاكتئاب (خاصة العراقيين والتونسيين والفلسطينيين)، وأشهر الامراض النفسية المنتشرة في البلاد العربية وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يعاني 1 من كل 4 أشخاص من اضطراب عقلي أو عصبي، وحوالي ثلثي هؤلاء الأفراد لا يسعون للعلاج بينما تكون بعض هذه الاضطرابات الشائعة قصيرة العمر، فإن البعض الآخر، إذا ترك دون علاج، يمكن أن يصبح مزمنًا.
غالبًا ما يشعر الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية شائعة أنهم بمفردهم، وغالبًا ما يشعرون بالعار والخجل ومع ذلك يجب أن يعلموا أنه من الشائع أن يواجه الأفراد مشاكل نفسية منها:
-القلق:

وفقًا لمعهد القياسات الصحية والتقييم، يقدر أن 792 مليون شخص في جميع أنحاء العالم  يعانون من القلق، ومع وصول جائحة COVID-19 العالمي مؤخرًا، تستمر هذه الأرقام في الارتفاع حيث يشعر الأفراد بالقلق على صحتهم ووظائفهم وسلامة أحبائهم وبينما يعتبر القلق العرضي هو جزء طبيعي من الحياة، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق يعانون من مشاعر متكررة من القلق المفرط والمكثف والمستمر مما يؤثر سلبًا على جودة الحياة والسعادة عند تركه دون علاج.
ومن خصائص القلق المرضي “التهيج، شد عضلي، صعوبة السيطرة على المخاوف أو القلق، صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم، عدم القدرة على التركيز على أي شيء آخر غير مصدر القلق، والشعور بالحرج أو القلق”.

-الاكتئاب:
يعد الاكتئاب الذي يصيب ما يقدر بنحو 300 مليون شخص على مستوى العالم العربي، من أكثر الامراض النفسية شيوعًا التي تؤثر على دولة الإمارات العربية المتحدة ومن الممكن أن يكون الاكتئاب متكرر أو طويل الأمد، و يمكن أن يتعارض مع قدرة الشخص على العمل والعيش حياة سعيدة ومرضية في حال تركه بدون تدخل علاجي كما قد يصل الأمر إلي ميول انتحارية في حالات الاكتئاب الحاد.
ومن خصائص الاكتئاب “حزن عام، فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تجلب المتعة في السابق، الشعور بانعدام القيمة، تدني احترام الذات، الشعور بالذنب، الأرق (صعوبة النوم)، التغييرات في عادات الأكل، قلة التركيز، والانسحاب من الأصدقاء والعائلة”.

-اضطراب ما بعد الصدمة:

اضطراب يتطور لدى بعض الأشخاص الذين مروا بحدث مخيف أو خطير أو مروع أو صادم وهو أمر طبيعي أن تشعر بالخوف بعد حدث صادم، ويتعافى معظم الناس من ردود الفعل الأولية هذه بشكل طبيعي بينما أولئك الذين يستمرون في المعاناة المزمنة بعد حدثهم الصادم قد يتم تشخيصهم باضطراب ما بعد الصدمة، وغالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بالخوف أو القلق حتى عندما لا يكونون في خطر وتظهر اعراض اضطراب ما بعد الصدمة عمومًا فور انتهاء الحادث الصادم أو في غضون 3 أشهر.

ومن خصائص اضطراب ما بعد الصدمة “عودة ذكريات الماضي، تكرار الأحلام أو الذكريات أو الأفكار أو المشاعر المؤلمة، تجنب أو الابتعاد عن الأحداث أو الأماكن أو الأشياء التي تكون بمثابة تذكير بالحدث الصادم، تجنب الأفكار والمشاعر المتعلقة بالحدث الصادم، وسهولة الاستثارة والانفعال والضيق، صعوبة في التركيز، الاستمرار في النوم أو صعوبة في النوم، المشاركة في سلوك غير مسؤل أو خطير أو هدام، نوبات الغضب أو العدوانية، تقلب المزاج، صعوبة تذكر التفاصيل أو الحقائق الأساسية حول الحدث الصادم، الشعور بانعدام القيمة أو العزلة الاجتماعية، الشعور بالذنب أو اللوم، وفقدان الاهتمام بالأنشطة أو الهوايات”.

-الاضطراب الرهابي:

نوع من اضطراب القلق وهو من أشهر الامراض النفسية المنتشرة في البلاد العربية، الرهاب هو خوف دائم وغير منطقي من شيء أو شخص أو حيوان أو نشاط أو موقف و عادة يحاول الشخص المصاب باضطراب الرهاب تجنب الموقف أو الشيء الذي يثير خوفه ويتراوح الرهاب من البسيط والمحدد، مثل الخوف من العناكب أو الطيران إلى الرهاب الاجتماعي (الخوف من الإحراج أو الحكم عليه من قبل الآخرين في المواقف الاجتماعية) إلى أكثر تعقيدًا، مثل الخوف من الخروج (رهاب الخلاء).

وتشمل خصائص اضطرابات الرهاب “الشعور المفرط أو غير المعقول أو المستمر بالخوف أو القلق الناجم عن نشاط أو شيء أو موقف معين، ردود فعل ومشاعر إما غير عقلانية أو غير متناسبة (الخوف بشكل أساسي)، الابتعاد عن الطريق لتجنب نشاط أو شيء أو موقف يؤدي إلى الرهاب، المعاناة من أعراض جسدية مرتبطة بالقلق مثل الرعشة أو التعرق أو خفقان القلب أو ضيق التنفس أو الغثيان أو الدوخة”.

-اضطرابات الشخصية:

نوع من الاضطراب العقلي يكون لدى الفرد فيه نمط من التفكير والأداء والتصرف غير صحي و غالبًا ما يواجه الشخص المصاب صعوبة في التعرف على المواقف والأشخاص والتعامل معهم، تبدأ اضطرابات الشخصية عادة في سنوات المراهقة أو في بداية البلوغ وفي حال تُركت دون علاج متخصص، يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة في العلاقات والأنشطة الاجتماعية والمدرسة والعمل.

ويمكن أن تؤثر اضطرابات الشخصية بشكل كبير على الحياة ، وتشمل طريقة التفكير في النفس والآخرين، طريقة الرد عاطفيا، طريقة التواصل مع الآخرين

من أنواع اضطراب الشخصية:
مجموعة أ:

تتصف هذه المجموعة بسمات الشك والغرابة وتشمل “اضطراب الشخصية المرتابة، انعدام الثقة أو الشك الدائم في الآخرين ودوافعهم، الشعور الدائم أن الآخرين يحاولون إيذاءهم أو خداعهم بدون مبرر، التردد، الخوف غير المنطقي، الاعتقاد أن الآخرين سيستخدمون المعلومات ضدهم، إساءة فهم الإشارات أو المواقف التي لا تحمل أي شر على أنها إهانة في شخصهم أو انتهاك لحقوقهم، الغضب أو العدوانية نحو أي تقصير أو تجاوز، الحقد والغل، الشك غير المبرر والمتكرر بالخيانة”.
 

واضطراب الشخصية الفصامية، الاتجاه للوحدة و عدم الرغبة في الدخول في علاقات شخصية أو اجتماعية، الحد من التعبيرات الانفعالية في أضيق الحدود، فقدان القدرة علي الإحساس بالمتعة بمعظم الأنشطة، عدم القدرة علي فهم الدلالات الاجتماعية العادية، الظهور في صورة البرود أو اللامبالاة تجاه الآخرين، ومرضى اضطراب الشخصية الفصامية يتسموا بالغرابة في اللبس أو التفكير أو المعتقدات والكلام أو التصرفات، حدوث أمور ادراكية غريبة، مثل سماع صوت يهمس ياسم المريض، الانفعالات السطحية أو الاستجابات الانفعالية غير المناسبة للموقف، القلق من الاجتماعيات وقطع العلاقات القريبة أو عدم الارتياح لها، تتسم الاستجابات باللامبالاة، أو غير لائقة أو تشككية حول الآخرين.

المجموعة ب:

تتسم هذه المجموعة بطريقة التفكير أو الافعال الدرامية أو المبالغ فيها أو خارج النطاق المتوقع ومنها "اضطراب الشخصية الانطوائية، التغاضي عن رغبات ومشاعر الآخرين، اللجوء للكذب والسرقة واستخدام الأسماء المستعارة وخداع الآخرين، اعتياد الافعال المنافيه للقانون، التعدي علي حقوق الآخرين باستمرار، العنف و العدوانية، عدم الاهتمام بسلامة الذات أو الآخرين، التهور، عدم تحمل المسؤولية، عدم الندم على التصرفات السيئة.
اضطراب الشخصية الحدية، التصرفات والافعال المتهورة والتي قد تعرضه للخطر، مثل ممارسة الجنس بدون اتباع احتياطات الآمن، أو المقامرة أو شراهة الأكل".
ويري نفسه في صورة غير مستقرة أو ضعيفة، توتر وعدم استقرار علاقاته، تقلب المزاج، نتيجة الضغط النفسي الواقع عليه من العلاقات مع الأفراد، ميول انتحارية أو التهديدات بإلحاق الضرر بالتفس، الرعب والزعر من الوحدة أو الهجر، الاحساس بالفراغ دوما، نوبات ثورة وغضب متكررة وشديدة، ظهور واختفاء الخوف المرتبط بالضغط النفسي.
 

-اضطراب الشخصية التمثيلية:
فرط الرغبة في خطف الاضواء ولفت الانتباه، المبالغة في الانفعال أو التحريض الدرامي أو الجنسي للفت الانظار، الحديث بطريقة درامية جادة وذكر آراء قوية، وفي المقبل لا يوجد وقائع حقيقية تدل علي ذلك، تأثر المريض بالاخرين بسهولة، ذبذبة وسطحية الانفعالات، المظهر الخارجي هو محط الاهتمام، الظن الخاطئ ان العلاقات مع الآخرين قوية بعكس ما هو علي الواقع.
 

-اضطراب الشخصية النرجسية:
يري الشخص أنه متميز وأهم من الآخرين.

خيال واسع حول قوته ونجاحه وجاذبيته.
عدم مراعاة حاجات ومشاعر الآخرين.
الافراط في تقدير الإنجازات أو المواهب.
الانتظار للشكر والإعجاب من الاخرين دائما.
التعالي.
توقع المجاملات والمزايا غير المبررة والاستيلاء علي امتيازات الآخرين.
الغيرة والحسد من المريض للآخرين أو ظنه أنهم يحسدونه.
 

اضطراب الشخصية الاجتنابية:
فرط التحسس تجاه الانتقاد أو الرفض.
عدمالثقة بالنفس و الشعور انخفاض  المكانة أو عدم الجاذبية.
البعد عن أنشطة العمل التي تحتاج تواصل بين الأفراد.
منه العلاقات الاجتماعية، والبعد عن الأنشطة الجديدة أو مقابلة الغرباء.
المبالغة في الخجل في المواقف الاجتماعية والعلاقات الشخصية.
الخوف من الرفض أو الاحرج أو السخرية.
اضطراب الشخصية الاعتمادية
المبالغة في التوكل على الآخرين والشعور بالحاجة إلى الحصول على الرعاية.
السلوك الانصياعي أو التعلقي نحو الآخرين.
القلق من الاعتماد علي النفس في رعاية ذاته.
عدم الثقة بالنفس و المبالغة في طلب النصائح والطمئنة من الآخرين بخصوص اتخاذ قرارات بسيطة.
العجز عن تنفيذ مشروعات أو اي امر جديد دون مساعدة.
عدم القدرة علي الافصاح عن الاختلاف مع الآخر والخوف من الرفض.
تحمل الأسلوب السيء في التعامل علي الرغم من توفر بدائل اخري.
الإصرار علي بدء علاقة جديدة فور انتهاء علاقة أخرى.
 

-اضطراب الشخصية الوسواسية:
الاهتمام بالتفاصيل وقواعد النظام .
السعي وراء الوصول للصورة المثالية، مما يؤدي إلى تعطيل العمل والإحباط عند فشل الوصول للمثالية نتيجة للشروط الشخصية الصارمة.
السيطرة على الآخرين والاعمال والمواقف وعدم القدرة علي توزيع المهام مع الآخرين.
تجاهل الأصدقاء والأنشطة من اجل فرط الالتزام بالعمل..
عدم القدرة علي التخلص من الأشياء التي بها خلل أو التي لاتستحق الاحتفاظ بها.
عدم المرونة والعند.
الحسم والملاحقة مع البخل في الميزانيات وإنفاق الأموال.
ومن غير الصحيح فهم اضطراب الشخصية الوسواسية علي انه مثل  الوسواس القهري، والذي يعتبر نوع من اضطرابات القلق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الامراض النفسية اضطرابات القلق الاكتئاب الامراض النفسیة اضطراب الشخصیة من اضطراب یعانون من الخوف من

إقرأ أيضاً:

حوار جاد لتغيير آمن بديلا للقلق في مصر

ليس خافيا ما يعيشه أنصار السيسي وحتى بعض القوى المعارضة من حالة ترقب وقلق بعد عديد التطورات في المنطقة وأهمها طوفان الأقصى وتداعياته، وانتصار الثورة السورية وتداعياتها أيضا، حتى أن السيسي نفسه حاول لمرات عديدة التدخل بنفسه لتبديد أو تخفيف هذا القلق ببعض كلمات جوفاء دون جدوى.

وعلى رأي المثل "أراد أن يكحلها فأعماها"، فإن السيسي حرص أكثر من مرة على إطلاق رسائل الطمأنة للقلقين خلال زياراته ولقاءاته المتكررة والمتزايدة للأكاديمية العسكرية وغيرها من الكليات العسكرية بمناسبة وغير مناسبة، فتترس السيسي بالمؤسسة العسكرية وليس بالشعب هو عين القلق الذي يحاول تبديده لدى أنصاره. فالحاكم المطمئن غير القلق يتحرك بشكل طبيعي بين الناس، ويكون عنوان إقامته معروفا وليس مجهولا رغم مرور 12 عاما على انقلابه.

وحين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدري، فأنصار النظام في مصر الذين حرضوا على الانقلاب، ثم على قتل المعارضين لهذا الانقلاب في مجازر لن تمحى من الذاكرة الوطنية، يشعرون أنهم سيكونون هدفا لردود فعل غير منضبطة حال حدوث تغيير، ولذا فإن الرسالة المبطنة لهم هي التمسك بهذا النظام والعض عليه بالنواجذ حتى يتجنبوا ذلك المصير، لكن ذلك لا يبدد القلق لديهم بل يزيده.

حين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدريقوى سياسية مدنية لا تخفي قلقها أيضا من احتمالات تغيير يمكن أن يفتح الباب لتصفية حسابات، وإسالة دماء، وهي أيضا مذعورة مما حدث في سوريا، خاصة أن بعضها كانت داعمة لنظام بشار الأسد، أو أنها في خصومة أيديولوجية مع التيار الإسلامي عموما في المنطقة، وساهمت هذه القوى في نشر الذعر مما حدث في سوريا في معركة الساحل الأخيرة ضد فلول نظام الأسد، وإن وجب التنويه هنا لرفضي واستنكاري التام لجرائم القتل على الهوية التي تمت للعلويين، فانتماء الأسد أو معظم أركان حكمه لهذه الطائفة لا يبرر قتل المدنيين الأبرياء منها، وحسنا فعلت السلطة السورية بفتح تحقيقات لمحاسبة الجناة.

لا يمكن لعاقل تجاهل هذه المخاوف وهذا القلق، وبعضه مشروع، خصوصا لدى بعض الأقليات الدينية أو الثقافية، ولكن الاحتماء بحكم عسكري يستغل هذا الخوف لتعزيز قبضته لن يمحو هذه المخاوف وهذا القلق، لأنه يتغذى بالأساس عليه، كما أن احتماء النظام بقواه العسكرية والأمنية، وبنائه الأسوار حول عاصمته الإدارية أو قصور حكمه لحمايته، أو بناء المزيد من السجون لاعتقال معارضيه؛ ليس كافيا لتحقيق الأمن والاستقرار، أو الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية. وهنا نستحضر ما كتبه أحد الولاة إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) يطلب منه مالا كثيرا ليبني سورا حول عاصمة الولاية، فقال عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل ونقِّ طرقها من الظلم.

بدلا من تغذية المخاوف والقلق تعالوا بنا إلى حوار مجتمعي حقيقي، يطرح فيه كل طرف مخاوفه وهمومه، فليس صحيحا أن أطرافا بعينها فقط لديها مخاوف، بل إن كل الأطراف المنشغلة بالشأن العام لديها مخاوف من بعضها، إذن لنكن صرحاء ومباشرين في الحوار حول هذه المخاوف، ليس لمجرد الفضفضة أو البحث عن خلاص وأمان شخصي أو طائفي،كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية ولكن بحثا عن أمان للشعب كله، وللوطن كله، بحثا عن صيغة مقبولة للعيش المشترك، بحثا عن عقد اجتماعي جديد يحدد الحقوق والواجبات، والتحديات المشتركة، وسبل التنافس الشريف سياسيا واقتصاديا وثقافيا لصالح الوطن والمواطن.

كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية، ولذا فقد دعوت أكثر من مرة -وها أنا أكرر الدعوة- لحوار تقوده جهة موثوقة مثل الأزهر الشريف، أو بيت العائلة، أو لجنة مشتركة من النقابات المهنية، أو لجنة من شخصيات وطنية تحظى بقبول عام، وتقوم هذه الجهة الداعية للحوار بوضع أجندته، وتحديد مساراته، وتحدد توقيتاته، وتحدد قوائم المستهدفين بالحوار من كل التيارات، والفئات، من المصريين المقيمين داخل الوطن أو خارجه، لتكون النتيجة وثيقة تأسيسية جديدة، تضع الحلول والتوجهات العامة لإنقاذ الوطن، واستعادة اللحمة الوطنية، وتضع تقييما أمينا لما جرى خلال السنوات الماضية وكيف يمكن تجنبه مستقبلا، وترسم الحدود الدقيقة بين ما هو مدني وما هو عسكري، وما هو ديني وما هو دنيوي، وعلاقة هذا بذاك، كما تحدد الثوابت الوطنية التي يلتزم بها الجميع، ويمكن أن تكون الخطوة العملية العاجلة هي الإفراج عن السجناء السياسيين، والدعوة لانتخابات جديدة رئاسية وبرلمانية وفق ضمانات نزاهة كافية، وتنافسية حرة لا تستبعد أحدا.

إن حوارا وطنيا مجتمعيا حقيقيا هو الكفيل فعلا بطي صفحة العشرية السوداء، بكل مآسيها، والانتقال بمصر إلى الحكم المدني الرشيد، واستعادة مكانتها اللائقة في إقليمها وفي العالم، وبدخولها مرحلة جديدة من التنمية والحرية والاستقرار والرخاء.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • هل ينجح الجمهوريون في تصنيف “متلازمة اضطراب ترامب” كمرض عقلي؟
  • بين الانقسام والانتقام.. سوريا تدخل مرحلة اضطرابات جديدة
  • الدول العربية الأكثر ضرراً من الرسوم الجمركية الأميركية
  • إذا لم تفشل.. فأنت لم تحاول من الأساس
  • الرئيس السيسي: بفضل الله والمصريين.. نحن بخير وسلام رغم التحديات
  • حميدتي أكد أن أهالي قتلى الدعم السريع يعانون من التجاهل والنسيان
  • حوار جاد لتغيير آمن بديلا للقلق في مصر
  • الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
  • حجر صحي في نينوى يُحدث اضطرابًا ويفضح تلاعباً بنتائج فحوص طبية
  • إسلام فوزي معلقا على مسلسل أثينا: 99.9% من أبطاله يعانون من الاكتئاب