آية البشارة بزوال إسرائيل هي واحدة من أكثر الأمور جدلًا خاصة بعد أن أثير على لسان عدد من المشككين في تفسير آيات سورة الإسراء بأنها متعلقة بأحداثٍ ماضية.

آية البشارة بزوال إسرائيل

يقول تعالى: «وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً ۝ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ۝ ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ۝ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً ۝ عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً » [سورة الإسراء:4-8].

وتساءل الشيخ محمد متولي الشعراوي وزير الأوقاف الأسبق، في تفسير آية سورة الإسراء «وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين»: وهل أفسد بنو إسرائيل في الأرض مرتين فقط؟، ليبين أن العلماء ذهبوا إلى أن المرتين حدثتا قبل الإسلام، مستدلين بأن المتأمل لسورة الإسراء يجدها قد ربطتهم بالإسلام، قائلًا "فيبدو أن المراد بالمرتين أحداثٌ حدثتْ منهم في حضْن الإسلام".

ووافق الشعراوي هذا الرأي مستدلًا بقوله تعالى: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا"، فقال "معلوم أن (إذَا) ظرف لما يستقبل من الزمان، فهذا دليل على أن أولى الإفسادتين لم تحدث بعد، فلا يستقيم القول بأن الفساد الأول جاء في قصة طالوت وجالوت، وأن الإفساد الثاني جاء في قصة بختنصر".

وقال إن قوله: "بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ" دليل آخر على أن الإفسادتين كانتا في حضن الإسلام "لأن كلمة {عِبَادًا} لا تطلق إلا على المؤمنين، أما جالوت الذي قتله طالوت، وبختنصر فهما كافران".

وأوضح في تفسيره أن وضع انتصار عباد الله عليهم لم يستمر لأن المسلمين تخلَّوْا عن منهج الله وتَنصَّلوا من كَوْنهم عبادًا لله، فدارت عليهم الدائرة، وتسلّط عليهم اليهود، وأنه بعد أن استحقوا أن يكونوا عبادًا لله بحق تراجعت كِفتهم وتخلَّوْا عن منهج ربهم، وتحاكموا إلى قوانين وضعية، فسلَّط عليهم عدوهم ليؤدّبهم، فأصبحتْ الغلبة لليهود".

وأكد أن العرب واسرائيل لم تدور بينهما حروب منذ عصر الرسول إلى أن حدث وَعْد بلفور، الذي أعطى لهم الحق في قيام دولتهم المزعومة في فلسطين، وكانت الكَرَّة لهم علينا في عام 1967، وأمدهم الله بالمال "حتى أصبحوا أصحاب رأس المال في العالم كله، وأمدّهم بالبنين الذين يُعلِّمونهم ويُثقّفونهم على أعلى المستويات، وفي كل المجالات".

وشدد الإمام على أن "اليهود ضعفاء في أنفسهم ولابد لهم لكي تقوم لهم قائمة من مساندة أنصارهم وأتباعهم من الدول الأخرى، وهذا واضح لا يحتاج إلى بيان منذ الخطوات الأولى لقيام دولتهم ووطنهم القومي المزعوم في فلسطين، وهذا معنى قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}". وأوضح أن النفير المراد بها هنا الدول الكبرى التي ساندت اليهود وصادمت المسلمين.

واختتم الشعراوي تفسيره للآيات ببشرى من الله أن النصر عليهم لن يأتي إلا بعودة المسلمين عباد لله "ومازالت الكَرَّة لهم علينا، وسوف تظل إلى أنْ نعود كما كُنَّا، عبادًا لله مُسْتقيمين على منهجه، مُحكِّمين لكتابه، وهذا وَعْد سيتحقّق إنْ شاء الله، كما ذكرتْ الآية التالية: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا...}".

الأزهر يحيي الجهود المصرية القطرية في إقرار هدنة إنسانية بغزة دا.عش والصهاينة وجهان لعملة واحدة| “مرصد الأزهر” يكشف بالأدلة: طموح التنظيم الإرهابي يشبه أفكار اليهود آية البشارة بزوال إسرائيل

بينما يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في بيانه آية البشارة بزوال إسرائيل وذلك من خلال قول ربنا سبحانه وتعالى - يصف ما نعيش فيه في هذا العالم اليوم - وكأنها آيات نزلت إلينا الآن في هذه اللحظة وهذه السنة : {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ }، فعلاً قلوبهم مُنْكرةٌ وهم مستكبرون، وسبب ذلك أنهم يريدون أن يعيشوا في الحياة الدنيا كما يشاءون لا كما يريد الله، فأنكروا أول ما أنكروا الآخرة نَحَّوْها من الطريق وعاشوا حياتهم، في شهواتهم، في قبائحهم، في شذوذهم، في خرابهم للأرض ، في تحطيمهم للإنسان، في كفرهم وإلحادهم ، فلا يروا إلا أنفسهم.

وتابع: {وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * لَا جَرَمَ} - يعني حقاً – {لَا جَرَمَ} تركيب عربي معناه "حقًا" ، والحقُ هو الثابت وهو الحقيقة وهو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، {لَا جَرَمَ} يعني : حقاً { أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } [النحل: 23] … ربُنا عز وجل لا يحب المستكبرين ، وهنا إخبار وإنشاء – الله لا يحب المستكبرين - حقيقة وضحها القرآن أجلى ما وضح، لا تكن أيها المؤمن من المستكبرين ولا من أتباع المستكبرين حتى لا تدخل في دائرة غضب الله عليك ، إياك إياك أن تتكبر على الخلق … دع عنك الخالق، من الذي يتكبر عليه!!! هم لا يستطيعون أن يتكبروا على الخالق ، ولكنهم قد نسوه وأخرجوه من حياتهم حتى تطمئن قلوبهم النجسة بحياتهم الدنيا من غير أن يلتفتوا إلى شيء غير ذلك.

وأوضح في بيانه آية البشارة بزوال إسرائيل: فيا أيها المسلم لا تتكبر {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} وفي هذا بشرى للمؤمنين، إن رأيتم عدوكم ومن أراد إبادتكم ومن أراد هلاككم ومن أراد أن يتدخل بين عظامكم ولحمكم من المستكبرين، فاعلموا أنهم في دائرة غضب الله وأنهم يسيرون إلى الهلاك آجلاً أو عاجلاً هذه سنة الله في كونه، فتمسك أيها المؤمن بتواضعك لرب العالمين حيث تنتمي لأمة قد سجدت له سبحانه وتعالى دون سواها من الأمم، لا تتكبر حتى تكون في دائرة رحمة الله ونظره سبحانه وتعالى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الشعراوي زوال إسرائيل نبوءة إشعياء سبحانه وتعالى عباد ا

إقرأ أيضاً:

لو عملت فيديو يحرك ميت بالذكاء الاصطناعي فهل هذا حرام؟.. علي جمعة يجيب

وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (لو في شخص ميت عزيز عليا جبت الصورة بتاعته وعملتها بالذكاء الاصطناعي خلتها بتتحرك كأنها حية، فما الحكم؟

إقبال متفرد .. سباق المستثمرين نحو أدوات البرمجة بالذكاء الاصطناعيهل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟تحريك الميت بالذكاء الاصطناعي

وقال الدكتور علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامج "نور الدين والدنيا" المذاع طوال أيام شهر رمضان المبارك، إنه لو تم استعمال الذكاء الاصطناعي في هذا الموقف للكذب وتوثيق أمر لم يحدث قبل وفاته فهذا أكل أموال الناس بالباطل وتزوير محرم شرعا.

وأشار إلى أن ملخص الإجابة في هذا الأمر أنه يجوز فعله لو كان فيه منفعة ولو كانت فيه عدم منفعة فلا يجوز فعله، منوها أن الذكاء الاصطناعي جديد على العالم كله سواء الكبار في السن أم الصغار.

حكم استخدام الذكاء الاصطناعي

وأكد الشيخ عبد الرحمن أنور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن البحث العلمي يحتاج إلى جهد وتدقيق، مشيرًا إلى أن الباحث لا بد أن يعمل بجد حتى يصل إلى مرحلة الإتقان.

واستشهد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، بحديث النبي: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، موضحًا أن مجرد نقل المعلومات دون تحقق أو بذل مجهود لا يُعد إتقانًا.  

وأشار  إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث قد يكون وسيلة مساعدة، لكنه لا يغني عن التحقق من صحة المعلومات ومصادرها، موضحًا أن البعض قد ينقل بحثًا كاملًا دون تدقيق، مما يؤدي إلى أخطاء علمية ومغالطات، خاصة عند نقل الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو أقوال العلماء.  

وأكد  أن الباحث يجب أن يكون أمينًا فيما ينقله، مستشهدًا بقول النبي: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك"، موضحًا أن نقل المعلومات دون تحقق قد يؤدي إلى نشر الكذب، وهو أمر خطير.

كما أشار إلى أن الله أمر الإنسان بالتدبر والتفكير، مستشهدًا بقوله تعالى: "أفلا يتدبرون" و"أفلا يعقلون" و"أفلا يتفكرون"، مؤكدًا أن البحث العلمي يتطلب العقل والتحقق، وليس مجرد النقل.  

وبشأن الذكاء الاصطناعي، أوضح أنه يمكن أن يكون فرصة للتعلم والبحث العلمي إذا تم استخدامه بضوابط صحيحة، مشيرًا إلى ضرورة عدم الاعتماد عليه بشكل كامل، بل اعتباره وسيلة مساعدة فقط.

وفي نصيحته للطلاب والباحثين، أكد على ضرورة التحري من صحة المعلومات قبل نقلها، لأن كل شخص مسؤول أمام الله عما ينشره، وقد يؤدي عدم التدقيق إلى نقل معلومات خاطئة للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • الدقيقة بـ 34 سنة.. علي جمعة يكشف مدة عمر الإنسان بالنسبة للزمن الكوني
  • الشيخ محمد الصغير: التقوى مقياس التفاضل والخيرية ليست ميراثا
  • فتاة تسأل: لو حطيت صورة شخص ميت على موبايلي هل كده بيتعذب؟ علي جمعة يجيب
  • أحمد عمر هاشم: هذا هو ما رآه رسول الله في رحلة الإسراء والمعراج
  • علي جمعة: ملك السيئات لا يسجل الذنب إلا بعد ست ساعات «فيديو»
  • علي جمعة: ملك السيئات لا يسجل الذنب إلا بعد مرور 6 ساعات
  • لو عملت فيديو يحرك ميت بالذكاء الاصطناعي فهل هذا حرام؟.. علي جمعة يجيب
  • هؤلاء المرضى يجوز لهم عدم الصيام في هذه الحالة.. تعرف عليهم
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية.. فيديو
  • خالد الجندي: هذه الآية ليست دعوة للكفر وإنما تحدٍ إلهي