أفريقيا ومجموعة العشرين ـ تكثيف الاستثمارات مصلحة مشتركة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
برلين احتضنت قمة مجموعة العشرين حول أفريقيا المعروفة باسم "الاتفاق مع أفريقيا"
أكد غزالي عثماني، رئيس جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، على الحاجة إلى ضخ استثمارات "هائلة" في الدول الإفريقية وذلك خلال كلمته أمام قمة مجموعة العشرين مع أفريقيا المعروفة باسم "الاتفاق مع أفريقيا" التي عقدت في برلين في العشرين من الشهر الجاري.
قالت وزيرة خارجية ألمانيا في خطاب لزعماء الاتحاد الأفريقي، إن ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى تعتمد على دعم من أفريقيا. ودعت بيربوك لإجراء إصلاحات في مجلس الأمن الدولي من شأنها تخصيص مقعدين دائمين لأفريقيا.
شولتس: إفريقيا يمكنها الاعتماد على ألمانيا في إنتاج الهيدروجين الأخضرفي انعقاد قمة جمعته بقادة وممثلي الدول الإفريقية قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين حول إفريقيا بمشاركة 12 دولة إفريقية، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس على أهمية إفريقيا بالنسبة لبلاده خاصة فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر.
وأضاف أنه رغم من أن معدل استثمار بلدان مجموعة العشرين في الدول الأفريقية يتخطى في الوقت الراهن مستويات ما قبل جائحة كورونا، إلا أن المعدل مازال "أقل بكثير" مقارنة بما تحقق خلال 2017-2018 حيث بلغ حجم الاستثمار معدلا قياسيا تجاوز عتبة 53 مليار دولار.
وترمي مبادرة "الاتفاق مع أفريقيا" إلى تشجيع المزيد من الاستثمارات الخاصة في أفريقيا حيث تضم المبادرة 13 دولة أفريقية مع ممثلين عن الاقتصادات الرئيسية في مجموعة العشرين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي.
وكشفت كلمات الزعماء الأفارقة الذين شاركوا في القمة عن رغبة بلدان القارة السمراء في تنويع علاقاتها وشركاتها التجارية مع مختلف دول العالم بما في ذلك ألمانيا.
واستغل عثماني القمة للدفاع عن رغبة أفريقيا في جذب استثمارات من الصين حيث دعا إلى انخراط أوروبا في "منافسة إيجابية" مع الصين في القارة السمراء، مؤكدا "لا احتكار في أي مكان.. لكل شخص مكانه".
بدوره، سلط موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، الضوء على "الإمكانات الهائلة" التي تزخر بها أفريقيا، مضيفا أن المستثمرين سوف يستفيدون من العنصر الشبابي في أفريقيا والموارد الطبيعية الكبيرة التي تتمتع بها القارة السمراء.
أهمية القمة؟
وشارك في القمة 18 زعيما ومسؤولا أفريقيا من بينهم الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس السنغالي ماكي سال بالإضافة إلى حضور حوالي 800 شركة.
وفي مسعى لتأكيد الأهمية التي توليها أوروبا للقارة الافريقية، شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وعدد من وزراء بلدان الاتحاد الأوروبي في القمة التي استضافها المستشار الألماني أولاف شولتس.
وفي تعليقه، قال روبرت كابيل، الخبير في الاقتصاديات الأفريقية، إن هذا الحضور الكبير في القمة من زعماء وممثلي شركات "يظهر قدرا معينا من التقدم وسط آمال أن يمثل ذلك بداية جديدة لعلاقات قوية مع أفريقيا".
وفي مقابلة مع DW، أضاف "علينا أن نرى الآن ما إذا كان ستحدث تدفقات استثمارية من بلدان مجموعة العشرين ومن ألمانيا، وما إذا كان سيتم الوفاء بالتعهدات. مازال يساورني بعض الشكوك حول ما إذا كان هذا سيحدث بالفعل بهذه السرعة وما إذا كان ستحقق انفراجه بالفعل!"
أفريقيا تمثل "أولوية" لألمانيا
الجدير بالذكر أن الدول الأفريقية الأعضاء في المبادرة، التي تم تدشينها في 2017 خلال رئاسة ألمانيا لمجموعة العشرين، هي المغرب وتونس ومصر والسنغال وغينيا وساحل العاج وغانا وتوغو وبنين وبوركينا فاسو ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا.
أطلقت ألمانيا مبادرة "الاتفاق مع أفريقيا" عام 2017 خلال رئاستها ألمانيا مجموعة العشرين
من جانبه، شدد أليكس فاينز، رئيس برنامج أفريقيا في مركز أبحاث "تشاتام هاوس" في لندن، على أن النتائج مازالت محل نقاش قوي، مضيفا أنه من غير الواضح ما إذا كان الدول المنضوية تحت لواء المبادرة ترصد تحقيق المزيد من النمو.
ويقول خبراء إن الدول الأفريقية دائما ما تشتكي من أن الحديث الأوروبي عن الاستثمار لا يرافقه ضخ الكثير من الأموال في القارة السمراء من قبل الشركات الأوروبية رغم قيام العديد من البلدان الأفريقية مثل غانا والسنغال ورواندا بتحسين ظروف العمل والاستثمار داخلها بشكل كبير خلال السنوات العديدة الماضية.
وفي ذلك، تظهر التقديرات أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، تتخلف عن الركب عندما يتعلق الأمر بحجم الاستثمار في أفريقيا إذ بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة من ألمانيا إلى أفريقيا بين عامي 2016 و2020 قرابة 9.7 مليار يورو.
وفي تعليقه، قال فاينز في مقابلة مع DW إن هذا المعدل يعد "صغيرا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى"، مضيفا أن ألمانيا تستثمر في أفريقيا بمعدل يبلغ نصف ما تنفقه فرنسا فقط وثلاثة أخماس ما تنفقه المملكة المتحدة.
وتشير البيانات إلى أن القارة السمراء حصلت على 1٪ فقط من 163.7 مليار يورو استثمرتها الشركات الألمانية في البلدان الأجنبية العام الماضي فيما نالت جنوب أفريقيا على نصيب الأسد من حجم الاستثمارات الألمانية حيث تعمل في هذا البلد حوالي 400 شركة ألمانية فيما تعمل 30 شركة ألمانية فقط في نيجيريا التي تشكل أكبر اقتصاد في أفريقيا.
ويرى الخبير الاقتصادي كابيل أن "الشركات الألمانية خلقت 30 ألف فرصة عمل جديدة فقط في السنوات العشر الأخيرة في أفريقيا. وهذا يعني 3000 فرصة عمل سنويا.. هذا يمثل رقما قليلا للغاية".
ويعتقد أن أفريقيا توفر إمكانيات استثمارية كبيرة للشركات الأوروبية تتجاوز الموارد الطبيعية التي تزخر بها خاصة في قطاعات الصناعة والغذاء والزراعة والسياحة وصناعة الخدمات.
ألمانيا تستثمر في الطاقة الخضراء في أفريقيا
وخلال مشاركته في القمة، تعهد المستشار الألماني شولتس باستثمار 4 مليارات يورو (4.4 مليار دولار) في مشاريع الطاقة الخضراء في أفريقيا بحلول عام 2030، مضيفا أن ألمانيا ستحصل على "نسبة كبيرة" من احتياجاتها من الهيدروجين الأخضر من أفريقيا.
وشدد على أن أفريقيا يمكنها الاعتماد على ألمانيا في الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر، مضيفا "يتطلب إنتاج الهيدروجين استثمارا كبيرا في البداية، لذا يجب أن يكون هناك إشارات لتعاون طويل الأمد ودائم. ويهدف مؤتمر الاتفاق مع أفريقيا إلى إرسال رسالة مفادها ‘يمكنكم الاعتماد على ألمانيا كشريك".
بدوره، قال الخبير في الشؤون الجيوسياسية أوفيغوي إيغويغو إن المستشار الألماني يعد "ملتزما للغاية" ببناء علاقة عمل أفضل مع أفريقيا وهو ما تجلى في قيامه بثلاث جولات في أفريقيا منذ توليه منصبه قبل عامين تقريبا.
وفي مقابلة مع DW، أضاف أن "شولتس حاضر بالفعل وينخرط مباشرة في حراك دبلوماسي رفيع المستوى"، فيما ترغب الدول الأفريقية من جانبها في جذب المزيد من مشاريع القيمة المضافة، لكن ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى لا تمنح أفريقيا الأولوية.
وقال إيغويغو إن "النموذج القديم في الاستثمارات (الأوروبية في أفريقيا) مازال قائما بمعنى ضخ بضعة مليارات يورو في الصناعات الاستخراجية. لكن أولوية القارة في الوقت الراهن قد تغيرت وتجاوز ذلك. يتعين أن تركز مبادرة (الاتفاق مع أفريقيا) على أولويات أفريقيا وليس فقط على أولويات أحادية الجانب".
كيت هيرسين / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الاستثمار في إفريقيا مجموعة العشرين قمة افريقية قمة حول إفريقيا التعاون الاقتصادي المانيا أوروبا الاتفاق مع أفريقيا الاستثمار في إفريقيا مجموعة العشرين قمة افريقية قمة حول إفريقيا التعاون الاقتصادي المانيا أوروبا الاتفاق مع أفريقيا المستشار الألمانی الهیدروجین الأخضر الدول الأفریقیة القارة السمراء مجموعة العشرین فی أفریقیا ما إذا کان فی القمة
إقرأ أيضاً:
كيف تفاعلت الدول الأوروبية مع مقترح ترامب بشأن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"؟
أثارت خطة الرئيس دونالد ترامب لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" استياء عدد من الدول الأوروبية، التي أكدت تمسكها بحل الدولتين، محذرة من أن هذا المقترح يتناقض مع القانون الدولي.
اعلانوقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك إن "طرد المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون فقط غير مقبول ومخالفًا للقانون الدولي، بل سيخلق معاناة وكراهية جديدة".
كما أعلنت فرنسا رفضها القاطع لخطة ترامب، قائلةً إن التهجير القسري للفلسطينيين "سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وهجومًا على التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني"، ولفتت إلى أن أي حل بشأن غزة يجب أن يكون في إطار إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وليس عبر سيطرة دولة ثالثة.
أما إسبانيا وإيرلندا، اللتان اعترفتا العام الماضي بدولة فلسطين، فقد أعربتا عن معارضتهما للاقتراح. إذ قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس صباح الأربعاء: "أريد أن أوضح شيئًا واضحًا للغاية: غزة هي أرض الفلسطينيين، وجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية، والغزاويين يجب أن يبقوا في أرضهم".
وقال نظيره الإيرلندي، سيمون هاريس، إن دولته تقيّم أداء البيت الأبيض "بناءً على أفعاله وليس أقواله"، مطالبًا بتوضيح من الرئيس الأمريكي.
Relatedالغارديان: "مرحبًا بكم في عالم ترامب، حيث يرى رجل العقارات دولاراتٍ بين ركام غزة"كيف اهتدى دونالد ترامب لفكرة تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"؟ترامب يريد الاستثمار بغزة.. رغبة الرئيس الأمريكي بالسيطرة على القطاع وتهجير سكانه تثير الجدل"هذه أرضي أنا".. هكذا رد سكان غزة على خطة ترامب لتهجير فلسطينيي القطاعإلى جانب ذلك، أكد رئيس وزراء إيرلندا ميشيل مارتن على الحاجة إلى حل الدولتين، وقال إن لدى شعبي فلسطين وإسرائيل الحق في العيش بسلام جنبًا إلى جنب.
وتحفظ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن تصريحات ترامب وقال: "يجب السماح لسكان غزة بالعودة إلى ديارهم. ويجب أن يُسمح لهم بإعادة البناء، ويجب أن نكون معهم في عملية إعادة البناء هذه في الطريق إلى حل الدولتين."
كما أشار وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلى أن روما ستنظر في خطة ترامب، لكن بلاده لا تزال تؤيد حل الدولتين.
وقال: "يبدو لي أنه فيما يتعلق بإجلاء السكان المدنيين من غزة، فإن رد الأردن ومصر كان سلبيًا، لذلك من الصعب بعض الشيء تنفيذ الخطة."
من جانب آخر، أيّد خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف (PVV) الهولندي، اقتراح ترامب وكتب عبر منصة "إكس": "الأردن = فلسطين". "دعوا الفلسطينيين ينتقلون إلى الأردن. حلت مشكلة غزة!"
وفي وقت لاحق، ندّدت هولندا بتصريحات الزعيم اليميني، وقال وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب إنها لا تمثل سياسة الحكومة الرسمية، لافتًا: "بالنسبة لهولندا، ليس هناك شك: غزة ملك للفلسطينيين."
ولم تعلق المفوضية الأوروبية بعد على تصريحات ترامب، كما لم ترد على طلب التعليق من يورونيوز.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مخاوف وشكوك تلف خطة الاتحاد الأوروبي بناء مراكز احتجاز المهاجرين خارج حدود التكتّل كاتس يوعز الجيش بإعداد خطة لترحيل أهل غزة ومقتل جنديين إثنين في انهيار رافعة بالقطاع سكان غزة يجدون في الطاقة الشمسية بديلا لمواجهة أزمة شحّ الكهرباء في القطاع المدمر دونالد ترامبقطاع غزةإسبانياألمانيافرنساايرلندااعلاناخترنا لكيعرض الآنNext بنما تُحرج الولايات المتحدة الأمريكية وتنفي ما أوردته خارجيتها: "لا لم نعفيكم من دفع الجمارك" يعرض الآنNext ممثلة تركية تواجه تهمة الترويج للإرهاب بعد ظهورها في مسلسل تلفزيوني فرنسي يعرض الآنNext "تهادوا تحابّوا".. نتنياهو يقدم لترامب "جهاز بيجر ذهبيا" والمضيف يسحب الكرسي للحليف يعرض الآنNext الغارديان: "مرحبًا بكم في عالم ترامب، حيث يرى رجل العقارات دولاراتٍ بين ركام غزة" يعرض الآنNext "هذه أرضي أنا".. هكذا رد سكان غزة على خطة ترامب لتهجير فلسطينيي القطاع اعلانالاكثر قراءة جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث الرياضة والطبيعة والعافية: أهم الأماكن السياحية في قطر بالمشاركة مع Media City مسابقة "بوم بوم" لاختيار أجمل مؤخرة امرأة بالبرازيل حصيلة دامية في غوما: دفن 900 قتيل في مقابر جماعية بعد أسابيع من القتال حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامببنيامين نتنياهوإسرائيلغزةالمفوضية الأوروبيةقطاع غزةسوريافلاديمير بوتينضحايابشار الأسدسياسة الهجرةالشرق الأوسطالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025