برلين احتضنت قمة مجموعة العشرين حول أفريقيا المعروفة باسم "الاتفاق مع أفريقيا"

 أكد غزالي عثماني، رئيس جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، على الحاجة إلى ضخ استثمارات "هائلة" في الدول الإفريقية وذلك خلال كلمته أمام قمة مجموعة العشرين مع أفريقيا المعروفة باسم "الاتفاق مع أفريقيا" التي عقدت في برلين  في العشرين من الشهر الجاري.

مختارات برلين تحتضن قمة لمجموعة العشرين حول إفريقيا ما جديد استراتيجية التنمية الألمانية الجديدة تجاه إفريقيا؟ منهم ألمان.. أصحاب ملايين يتبرعون بجزء من أموالهم لحماية الطبيعة بإفريقيا ألمانيا تدعو إلى تعاون أفريقي أوروبي في مواجهة أزمات العالم

قالت وزيرة خارجية ألمانيا في خطاب لزعماء الاتحاد الأفريقي، إن ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى تعتمد على دعم من أفريقيا. ودعت بيربوك لإجراء إصلاحات في مجلس الأمن الدولي من شأنها تخصيص مقعدين دائمين لأفريقيا.

شولتس: إفريقيا يمكنها الاعتماد على ألمانيا في إنتاج الهيدروجين الأخضر

في انعقاد قمة جمعته بقادة وممثلي الدول الإفريقية قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين حول إفريقيا بمشاركة 12 دولة إفريقية، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس على أهمية إفريقيا بالنسبة لبلاده خاصة فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر.

وأضاف أنه رغم من أن معدل استثمار  بلدان مجموعة العشرين  في الدول الأفريقية يتخطى في الوقت الراهن مستويات ما قبل جائحة كورونا، إلا أن المعدل مازال "أقل بكثير" مقارنة بما تحقق خلال 2017-2018 حيث بلغ حجم الاستثمار معدلا قياسيا تجاوز عتبة 53 مليار دولار.

وترمي مبادرة "الاتفاق مع أفريقيا" إلى تشجيع المزيد من الاستثمارات الخاصة في أفريقيا حيث تضم المبادرة 13 دولة أفريقية مع ممثلين عن الاقتصادات الرئيسية في مجموعة العشرين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي.

وكشفت كلمات الزعماء الأفارقة الذين شاركوا في القمة عن رغبة بلدان القارة السمراء  في تنويع علاقاتها وشركاتها التجارية مع مختلف دول العالم بما في ذلك ألمانيا.

واستغل عثماني القمة للدفاع عن رغبة أفريقيا في جذب استثمارات من الصين حيث دعا إلى انخراط أوروبا في "منافسة إيجابية" مع الصين في القارة السمراء، مؤكدا "لا احتكار في أي مكان.. لكل شخص مكانه".

بدوره، سلط موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، الضوء على "الإمكانات الهائلة" التي تزخر بها أفريقيا، مضيفا أن المستثمرين  سوف يستفيدون من العنصر الشبابي في أفريقيا والموارد الطبيعية الكبيرة التي تتمتع بها القارة السمراء.

أهمية القمة؟

وشارك في القمة 18 زعيما ومسؤولا أفريقيا من بينهم الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس السنغالي ماكي سال بالإضافة إلى حضور حوالي 800 شركة.

وفي مسعى لتأكيد الأهمية التي توليها أوروبا للقارة الافريقية، شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وعدد من وزراء بلدان الاتحاد الأوروبي في القمة التي استضافها المستشار الألماني أولاف شولتس.

وفي تعليقه، قال روبرت كابيل، الخبير في الاقتصاديات الأفريقية، إن هذا الحضور الكبير في القمة من زعماء وممثلي شركات "يظهر قدرا معينا من التقدم وسط آمال أن يمثل ذلك بداية جديدة لعلاقات قوية مع أفريقيا".

وفي مقابلة مع DW، أضاف "علينا أن نرى الآن ما إذا كان ستحدث تدفقات استثمارية من بلدان مجموعة العشرين ومن ألمانيا، وما إذا كان سيتم الوفاء بالتعهدات. مازال يساورني بعض الشكوك حول ما إذا كان هذا سيحدث بالفعل بهذه السرعة وما إذا كان ستحقق انفراجه بالفعل!"

أفريقيا تمثل "أولوية" لألمانيا

الجدير بالذكر أن الدول الأفريقية الأعضاء في المبادرة، التي تم تدشينها في 2017 خلال رئاسة ألمانيا لمجموعة العشرين، هي المغرب وتونس ومصر والسنغال وغينيا وساحل العاج وغانا وتوغو وبنين وبوركينا فاسو ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا.

أطلقت ألمانيا مبادرة "الاتفاق مع أفريقيا" عام 2017 خلال رئاستها ألمانيا مجموعة العشرين

من جانبه، شدد أليكس فاينز، رئيس برنامج أفريقيا  في مركز أبحاث "تشاتام هاوس" في لندن، على أن النتائج مازالت محل نقاش قوي، مضيفا أنه من غير الواضح ما إذا كان الدول المنضوية تحت لواء المبادرة ترصد تحقيق المزيد من النمو.

ويقول خبراء إن الدول الأفريقية دائما ما تشتكي من أن الحديث الأوروبي  عن الاستثمار لا يرافقه ضخ الكثير من الأموال في القارة السمراء من قبل الشركات الأوروبية رغم قيام العديد من البلدان الأفريقية مثل غانا والسنغال ورواندا بتحسين ظروف العمل والاستثمار داخلها بشكل كبير خلال السنوات العديدة الماضية.

وفي ذلك، تظهر التقديرات أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، تتخلف عن الركب عندما يتعلق الأمر بحجم الاستثمار في أفريقيا إذ بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة من ألمانيا إلى أفريقيا بين عامي 2016 و2020 قرابة 9.7 مليار يورو.

وفي تعليقه، قال فاينز في مقابلة مع DW إن هذا المعدل يعد "صغيرا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى"، مضيفا أن ألمانيا تستثمر في أفريقيا بمعدل يبلغ نصف ما تنفقه فرنسا فقط وثلاثة أخماس ما تنفقه المملكة المتحدة.

وتشير البيانات إلى أن القارة السمراء حصلت على 1٪ فقط من 163.7 مليار يورو استثمرتها الشركات الألمانية في البلدان الأجنبية العام الماضي فيما نالت جنوب أفريقيا على نصيب الأسد من حجم الاستثمارات الألمانية حيث تعمل في هذا البلد حوالي 400 شركة ألمانية فيما تعمل 30 شركة ألمانية فقط في نيجيريا التي تشكل أكبر اقتصاد في أفريقيا.

ويرى الخبير الاقتصادي كابيل أن "الشركات الألمانية خلقت 30 ألف فرصة عمل جديدة فقط في السنوات العشر الأخيرة في أفريقيا. وهذا يعني 3000 فرصة عمل سنويا.. هذا يمثل رقما قليلا للغاية".

ويعتقد أن أفريقيا توفر إمكانيات استثمارية كبيرة  للشركات الأوروبية تتجاوز الموارد الطبيعية التي تزخر بها خاصة في قطاعات الصناعة والغذاء والزراعة والسياحة وصناعة الخدمات.

ألمانيا تستثمر في الطاقة الخضراء في أفريقيا

وخلال مشاركته في القمة، تعهد المستشار الألماني شولتس باستثمار 4 مليارات يورو (4.4 مليار دولار) في مشاريع الطاقة الخضراء في أفريقيا بحلول عام 2030، مضيفا أن ألمانيا ستحصل على "نسبة كبيرة" من احتياجاتها من الهيدروجين الأخضر من أفريقيا.

وشدد على أن أفريقيا يمكنها الاعتماد على ألمانيا في الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر، مضيفا "يتطلب إنتاج الهيدروجين استثمارا كبيرا في البداية، لذا يجب أن يكون هناك إشارات لتعاون طويل الأمد ودائم. ويهدف مؤتمر الاتفاق مع أفريقيا إلى إرسال رسالة مفادها ‘يمكنكم الاعتماد على ألمانيا كشريك".

بدوره، قال الخبير في الشؤون الجيوسياسية أوفيغوي إيغويغو إن المستشار الألماني يعد "ملتزما للغاية" ببناء علاقة عمل أفضل مع أفريقيا وهو ما تجلى في قيامه بثلاث جولات في أفريقيا منذ توليه منصبه قبل عامين تقريبا.

وفي مقابلة مع DW، أضاف أن "شولتس حاضر بالفعل وينخرط مباشرة في حراك دبلوماسي رفيع المستوى"، فيما ترغب الدول الأفريقية من جانبها في جذب المزيد من مشاريع القيمة المضافة، لكن ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى لا تمنح أفريقيا الأولوية.

وقال إيغويغو إن "النموذج القديم في الاستثمارات (الأوروبية في أفريقيا) مازال قائما بمعنى ضخ بضعة مليارات يورو في الصناعات الاستخراجية. لكن أولوية القارة في الوقت الراهن قد تغيرت وتجاوز ذلك. يتعين أن تركز مبادرة (الاتفاق مع أفريقيا) على أولويات أفريقيا وليس فقط على أولويات أحادية الجانب".

كيت هيرسين / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الاستثمار في إفريقيا مجموعة العشرين قمة افريقية قمة حول إفريقيا التعاون الاقتصادي المانيا أوروبا الاتفاق مع أفريقيا الاستثمار في إفريقيا مجموعة العشرين قمة افريقية قمة حول إفريقيا التعاون الاقتصادي المانيا أوروبا الاتفاق مع أفريقيا المستشار الألمانی الهیدروجین الأخضر الدول الأفریقیة القارة السمراء مجموعة العشرین فی أفریقیا ما إذا کان فی القمة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يطالب الدول الأوروبية بدعم مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية

التقى د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة، اليوم، مع ألكسندر شالنبرج، وزير الشئون الأوروبية والخارجية للنمسا، وذلك على هامش أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

أكد وزير الخارجية خلال اللقاء ضرورة مواصلة جهود تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة، معرباً عن التطلع لدفع التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري، وكذلك فيما يتعلق بتنمية مصادر الطاقة المتجددة، ولاسيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذا إنتاج الهيدروجين الأخضر.

تطرق وزير الخارجية إلى الجهود التي تبذلها مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً على أهمية قيام الدول الأوروبية بتقديم الدعم المناسب لمصر لمواصلة جهودها في هذا المجال، خاصة مع تزايد الضغوط الناتجة عن تعدد الآزمات في المنطقة.  

تناول الوزير عبد العاطي التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان مؤكداً على ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وحذر من اتساع نطاق الصراع في المنطقة وجرها إلى حرب إقليمية. 

كما أكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان وغزة مشيراً لمواصلة مصر لمساعيها الدولية لحشد الدعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفى مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ومتصلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • أهداف الطاقة المتجددة في أفريقيا تواجه صعوبات رغم مضاعفة الاستثمارات (تقرير)
  • ألمانيا: زعزعة استقرار لبنان ليس في مصلحة أمن إسرائيل
  • هدى عبد الناصر: هناك قواسم مشتركة بين الرئيس السيسي وعبد الناصر
  • دانوب هوم تكشف عن مظهرها الجديد ومجموعة الأثاث الخارجي – وضع العملاء في المقام الأول
  • لأول مرة.. تنظيم كأس أمم أفريقيا للمحليين 2025 بملف مشترك
  • وزير الخارجية يطالب الدول الأوروبية بدعم مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية
  • بالفيديو.. أستاذ اقتصاد: مصر المنطقة الأفضل في تدفق الاستثمارات على مستوى العالم
  • أستاذ اقتصاد: مصر المنطقة الأفضل في تدفق الاستثمارات على مستوى العالم
  • مذكرة تفاهم بين “سيدات الشارقة” و”الرابطة الأوروبية” لدعم ريادة الأعمال النسائية وتشجيع الاستثمارات المشتركة
  • أستاذ اقتصاد: مصر المنطقة الأفضل في تدفق الاستثمارات عالميا