قال تقرير لصحيفة "إيكونوميست" إن الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي يواجه وضعا اقتصاديا أصعب بكثير من أي رئيس آخر خلال السنوات الأخيرة.

وأضافت أن كثيرين صوتوا لصالح ميلي الذي يصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي" ليس بسبب "خطابه التحريضي"، بل لأنه يأتي ضمن وضع يائس.

وأفادت الصحيفة بأن الأرجنتين تعيش وضعا سيئا، إذ يتجاوز معدل التضخم السنوي حاليا 140%، ومن المتوقع أن يصل إلى 200% بحلول أوائل العام المقبل، في حين يعيش 4 من بين كل 10 أرجنتينيين حالة من الفقر.

وذكرت الصحيفة أن الدين العام في الأرجنتين بلغ 90% نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، بينما يصل العجز المالي، نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأوضحت الصحيفة أن السندات الدولارية يتم تداولها بأقل من 33% من قيمتها الاسمية، مشيرة إلى أن البلاد مدينة لصندوق النقد الدولي بمبلغ 44 مليار دولار، في وقت يبلغ احتياطياتها من النقد الأجنبي نحو 10 مليارات دولار، مما يجعلها في المنطقة الحمراء.

ولفتت الصحيفة إلى هناك ما لا يقل عن 15 سعر صرف مختلف في الأرجنتين، موضحة أن سعر الصرف الرسمي يصل إلى 354 بيزو لكل دولار واحد، مقابل 900 في السوق السوداء.

 تدابير طارئة

حسب الصحيفة سيتعيّن على حكومة ميلي اتخاذ 3 تدابير اقتصادية طارئة.

أولا، التقشف السريع لخفض العجز المالي، وتشكل معاشات التقاعد وإعانات دعم الوقود مجالا واضحا ينبغي استهدافه. ثانيا، تحرير نظام سعر الصرف على الرغم من أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض قيمة العملة وتحفيز التضخم. وهذا أمر لا مفر منه فالأرجنتين لم تعد تمتلك كثيرا من الدولارات. تحتاج البلاد إلى إعادة هيكلة ديونها لخفضها إلى مستويات مستدامة، وربما يتطلب هذا من صندوق النقد الدولي الاعتراف بالخسائر أو فرض أسعار فائدة منخفضة، على القروض التي قدمها للأرجنتين، والتي تمثل واحدة من أكبر الأخطاء في تاريخ الصندوق، حسب تعبير الصحيفة. معركة الدولرة

كما استعرضت الصحيفة سياسة الدولرة التي ينتهجها ميلي، مشيرة إلى أنه عندما تتدهور المصداقية المالية لدولة ما فإن اعتماد العملة الأميركية بدلا من عملتها المحلية قد يكون منطقيا.

وأشارت إلى أن هناك 8 دول غير الولايات المتحدة تعتمد الدولار كعملة قانونية، منها الإكوادور وبنما، لكنها قالت إن هذه الخطوة تتطلب الوقت الكافي لإجراء الاستعدادات التفصيلية المطلوبة وتعويم أولي كبير للدولار لدعم النظام المصرفي.

من جهتها، نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريرا قالت فيه إن خافيير ميلي أعلن أن السيطرة على التضخم في بلاده قد تستغرق ما بين 18 و24 شهرا.

وقال ميلي في مقابلة إذاعية "إذا خفضنا الإصدار النقدي اليوم، فإنّ هذه العملية ستستغرق ما بين 18 و24 شهرا" من أجل "إعادتها إلى أدنى المستويات الدولية".

لكن ميلي أكد أنه لا يعتزم إلغاء الضوابط على الصرف فورا، لأن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى "تضخّم مفرط".

وجدد الرئيس المنتخب التأكيد على رغبته بإلغاء البنك المركزي الأرجنتيني في نهاية المطاف، متهما المصرف المركزي بأنه "يسرق" المواطنين.

وأضاف "الدولرة ستكون الطريقة لفعل ذلك. العملة ستكون تلك التي يختارها الأرجنتينيون بحريّة. أنت أساسا تقوم بالدولرة للتخلص من البنك المركزي".

ولم يحدد الرئيس المنتخب موعدا لهذه "الدولرة" المرتقبة لاقتصاد البلاد.

الخصخصة

وفي مقابلته الإذاعية شدد ميلي على أن البرنامج الذي وضعه لخصخصة كثير من مؤسسات القطاع العام سيكون واسع النطاق و"كلّ ما يمكن أن يكون في أيدي القطاع الخاص سيصبح كذلك".

وتثير رغبة الرئيس المنتخب في خفض الإنفاق العام -تقول وكالة الصحافة الفرنسية- قلقا بشأن الأثر الاجتماعي للخصخصة في بلد يعيش 40% من سكانه تحت خط الفقر و51% من سكانه يتلقون شكلا من أشكال المعونة أو الدعم الاجتماعيين.

لكن ميلي شدّد على أن الخصخصة لن تطال قطاعي التعليم والصحّة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تم منعه في عدة دول.. ما أزمة فيلم ديزني الجديد سنو وايت

أثار فيلم «سنو وايت» من إنتاج ديزني جدلًا واسعًا منذ الإعلان عنه، حيث تباينت الآراء حوله بعد بدء عرضه في بعض الدول ومنعه في أخرى. 

الممثلة الأمريكية ذات الأصول الإسرائيلية، جال جادوت، كانت محور هذا الجدل، حيث واجه الفيلم عدة أزمات تعوق تحقيقه إيرادات كبيرة في شباك التذاكر العالمي.

أزمة فيلم «سنو وايت»

تجاوزت تكلفة إنتاج فيلم «سنو وايت» 250 مليون دولار، لكن يبدو أن مصيره في شباك التذاكر سيكون مخيبًا للآمال. إذ تمت دعوة الممثلة اللاتينية رايتشل زيجلر لأداء دور سنو وايت، ما أثار انتقادات واسعة. 

بالإضافة إلى ذلك، تم اختيار ممثلين غير أقزام لأداء دور الأقزام السبعة، مما زاد من استياء الجماهير.

في ظل كل هذه التحديات، زادت الأمور تعقيدًا بعد تصريحات رايتشل زيجلر، التي عبرت عن أن نسختها من «سنو وايت» أكثر استقلالية ولا تحتاج إلى «أمير» لإنقاذها. هذه التصريحات أثارت غضب بعض المعجبين الذين يرون أنه يجب الحفاظ على القصة الأصلية دون تعديل.

مواقف متعارضة لبطلتي الفيلم

بعد عرض الفيلم في عدد من الدول، برزت تصريحات متعارضة من البطلين. فقد عبّرت زيجلر وزميلتها جال جادوت عن آرائهما المختلفة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. 

رفضت زيجلر حذف منشوراتها التي تدعم القضية الفلسطينية، مما أدى إلى مواجهة مع منتجي الفيلم. بعض التعليقات في هوليوود ألقت باللوم عليها، معتبرة دعمها للقضية الفلسطينية السبب الرئيسي لفشل الفيلم التجاري. في المقابل، كانت جادوت تدافع عن الموقف الإسرائيلي.

إيرادات الفيلم مقارنة بأفلام ديزني

وفقًا للتقارير، فإن إجمالي إيرادات فيلم «سنو وايت» في شباك التذاكر المحلي بأمريكا الشمالية بلغ 100 مليون دولار، وهو أقل من إيرادات فيلم «دامبو» الذي حقق 115 مليون دولار في عام 2019. بينما بلغ إجمالي الإيرادات العالمية للفيلم بعد أسبوعين من عرضه 143.1 مليون دولار.

تتوقع بعض الأوساط السينمائية في هوليوود أن يحقق فيلم «سنو وايت» إيرادات تصل إلى 295 مليون دولار، تشمل عائدات الأفلام، وأرباح الترفيه المنزلي، بالإضافة إلى إيرادات البث التلفزيوني والبضائع. 

ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن حساب العائدات سيكون أكثر تعقيدًا مما كان عليه في السابق، خصوصًا مع التغيرات في طرق توزيع الأفلام.

منع الفيلم في بعض الدول

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «سنو وايت» تم منعه رسميًا من العرض في عدد من الدول بسبب دعم بطلتها جال جادوت لإسرائيل، بما في ذلك الكويت.

جال جادوت، التي شاركت في فعاليات سياسية مؤيدة لإسرائيل، أثيرت حولها الكثير من الانتقادات بعد تأكيد دعمها للاحتلال الإسرائيلي بشكل علني. لم تتطرق تصريحاتها إلى معاناة المدنيين الفلسطينيين، مما زاد من حدة الانتقادات تجاهها وتجاه الفيلم عمومًا.

مقالات مشابهة

  • رئيس "المركزي الأمريكي": الأسواق تحاول استيعاب "تحولات جذرية"
  • صوان: ليبيا تعاني أزمة اقتصادية شاملة ومركّبة
  • الحفناوي: مكاسب اقتصادية وسياسية من زيارة الرئيس السيسي للكويت وقطر
  • بتهمة سب وقذف ريهام سعيد.. كروان مشاكل يواجه هذه العقوبة طبقا للقانون
  • تم منعه في عدة دول.. ما أزمة فيلم ديزني الجديد سنو وايت
  • حماة الوطن: جولة الرئيس السيسي الخليجية تفتح آفاقا اقتصادية جديدة لمصر
  • لجنة المالية النيابية تلتقي محافظ المركزي لبحث إصلاحات اقتصادية
  • "كان" الفتيان... المنتخب المغربي يواجه كوت ديفوار وعينه على التأهل للمشهد الختامي
  • السودان يواجه أسوأ أزمة جوع في العالم بسبب الحرب
  • رئيس الأرجنتين يعلن استعداده لعقد صفقة مع واشنطن لرفع الرسوم