نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لديفيد إغناتيوس في قال فيه إن صفقة تبادل الأسرى بين تل أبيب وحماس ستكون مفرحة لعائلات الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، حيث سيفرج بداية عن 50 امرأة وطفلا وأربعة أيام من توقف القتال يحتاجها الفلسطينيون الواقعين وسط الحرب في غزة، وربما مددت تدريجيا لتتحول إلى عملية خفض التوتر وبعيدا عن كابوس النزاع.

 

وتقوم الفكرة الأساسية على تبادل الرهائن- الإفراج عن السجناء الفلسطينيين  على "زيادة تقابل بزيادة"، وهي صيغة معروفة في مفاوضات الحد من الحروب. فلو أفرجت حماس عن مزيد من الرهائن، فستقابل تل أبيب الخطوة بمد التوقف، حسبما قال مسؤول إسرائيلي بارز للكاتب.




 ولا يوجد هناك سقف بشأن الوقت الذي ستوقف تل أبيب عملياتها في غزة، وهي تحاول الإفراج النهائي عن كل الأسرى لدى حماس، بمن فيهم الجنود. 

وقال المسؤول "لو استخدموا التوقف للإفراج عن الرهائن وإطلاق سراح المزيد، فسنمنحهم مزيدا من الوقت". ويعلق الكاتب أن هذه صيغة براغماتية لخفض التوتر الذي بدأ بهجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر واستمر من خلال العدوان الإسرائيلي الذي لا يرحم على غزة. 

ويقول إغناتيوس إن روايته عن الطريقة التي تم فيها التوصل لاتفاق  يوم الثلاثاء قام على حوارات مكثفة مع مسؤول قطري بارز ومسؤول إسرائيلي بارز. وطلب الإثنان عدم الكشف عن هويتهما لحساسية المفاوضات. وأثنى المسؤولون الأمريكيون الذي وجهوا دفة المفاوضات على   الدور القطري في الوساطة وكذا المساعدة المصرية.




 وحققت حماس بناء على الصفقة الإفراج عن 150 امرأة وطفلا في السجون الإسرائيلية ووقف للقتال لمدة أربعة أيام ووصول المساعدات الإنسانية والوقود. 

ويعلق الكاتب أن الصفقة التي توسط بها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني هي حالة دراسة حول عمل الوساطات الدبلوماسية. وكانت القناة في جزء منها استخباراتية أدارتها  سرا سي آي إي مع مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.

وأثبتت قطر التي هوجمت لأنها منحت الملجأ لقادة حماس السياسيين أنها  وسيط لا يستغني عنه. ومع مضي الوقت، وثقت حماس والاحتلال بالمرسال، وأثنى مسؤول في إدارة بايدن على الدور المصري الذي أنجح الصفقة. 




وكما في معظم الإتفاقيات فإن "الشيطان في التفاصيل"، وبدأ العمل الأولى على الإطار التفاوضي في 25 تشرين الأول/أكتوبر أي قبل يومين من بدء العدوان البري الإسرائيلي على غزة. وعرقلت العملية البرية المفاوضات لكنها لم توقفها.

وقبل أسبوعين وضح رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد للكاتب في الدوحة صيغة تبادل الرهائن مقابل السجناء. وحدث مزيد من التأخير، إلا أن مسؤولا بارزا وضح للكاتب في تل أبيب وقبل أسبوعين ما تمت المصادقة عليه يوم الثلاثاء.

وقال مسؤول قطري "هذا دليل عن نجاح الحوار" وذلك في مقابلة يوم الثلاثاء، مضيفا "هذه أول خطوة، وفي كل الوساطات، تبدأ بخطوات صغيرة تقود إلى صفقات كبيرة". 

لكن الموضوع الشائك في التفاوض كان من يتحكم بالرهائن، فمع أنهم تحت سيطرة حماس إلا أن مسؤولين اسرائيليين أخبروا الكاتب أن حوالي مئة امرأة وطفلا رهينة لدى حماس منفذا مباشرا عليهم، سيفرج عن 50 منهم. 



وربما حصلت الحركة على 20 آخرين ولو أفرج عنهم فسيمدد الاحتلال الهدنة. أما الـ 30 رهينة فتحتجزهم جماعات أصغر مثل الجهاد الإسلامي وعائلات. والعثور عليهم سيكون صعبا، لكن حماس لديها حافز لكي تصل إليهم.

وربما سمحت الهدنة لحماس كي تعيد ترتيب صفوفها، لكنها ستخفف الضغط والنقد الدولي لدولة الاحتلال بسبب الحرب والتي باتت تهدد مصالحها القومية. وحتى لو أفرج عن كل الرهائن من الأطفال والنساء فستبقى 140 رهينة.

ويأمل القطريون بأن تفرج حماس عنهم بشكل تدريجي، بمن فيهم الجنود والجنديات، وما ستطلبه حماس مقابل الإفراج عنهم من سجناء فلسطينيين ليس واضحا. 

وتعرضت العملية اللوجيستية إلى مساومة، فقد أصر الإسرائيليون على عدم فصل الأطفال عن أمهاتهم في الطريق للحرية، وطلبت حماس وقف الرقابة على ناشطيها وهم يتحركون لتجميع الرهائن من الأماكن التي احتجزوا فيها. ورغبت قطر بغرفة عمليات تديرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمساعدة في عمليات الإتصال.




وأصرت دولة الاحتلال على أن السجناء الفلسطينيين الذين قتلوا إسرائيليين لن يفرج عنهم إلا بعد تقدم عائلات الإسرائيليين بالتماس للمحكمة العليا بمدة لا تتجاوز عن 24 ساعة.

وتم التفاوض أيضا على مستوى الدعم الإنساني لغزة. وما لم تتراجع عنه إسرائيل في التفاوض على الرهائن هو رغبتها بتدمير القوة السياسية لحماس في غزة.

وقال مسؤول إسرائيلي بارز "لن نسمح لحماس بالخروج من الأنفاق وإعلان النصر ومواصلة حكم غزة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة تل أبيب حماس غزة الهدنة تل أبيب حماس غزة الهدنة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا نعرف عن الهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل؟

كشف مسؤول إسرائيلي كبير، الثلاثاء، أن التحذير من الهجوم الإيراني المحتمل وصل إلى إسرائيل في حدود منتصف النهار بالتوقيت المحلي.

وأضاف المسؤول لموقع "أكسيوس" الأميركي: "إسرائيل تعتقد أن الهجوم سينفذ في الساعات القليلة المقبلة".

كما نقل "أكسيوس" عن مصدر غربي: "يتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل بصواريخ باليستية تصل أهدافها بغضون 12 دقيقة".

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد مشاورات أمنية بشأن هذه القضية.

وقالت صحيفة "إسرئيل هيوم" إن وزير الدفاع يوآف غالانت يجري أيضا تقييما للوضع مع رئيس الأركان اللواء وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ"سكاي نيوز عربية": "طهران أبلغت جهات دولية بحجم وتوقيت هجومها المرتقب على إسرائيل".

من جهتها، كشفت هيئة البث عن مصدر إسرائيلي: "الاستعدادات جارية لهجوم إيراني واسع النطاق على منشآت أمنية في إسرائيل وقد يلحق الضرر أيضا بأهداف مدنية".

وذكر مسؤول أميركي لـ"فوكس نيوز" أن "إيران بدأت في تحريك منصات إطلاق الصواريخ لاستهداف إسرائيل".

كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله، الثلاثاء، إن هناك مؤشرات على أن إيران تستعد لشن هجوم صاروخي باليستي ضد إسرائيل قريبا.

وأضاف المسؤول أن "أي هجوم عسكري مباشر من إيران على إسرائيل ستكون له عواقب وخيمة على طهران".

ولفت إلى أن واشنطن تدعم بشكل نشط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل ضد هذا الهجوم.

وقال مسؤول أميركي ثان إن الضربة الإيرانية قد تكون كبيرة أو من المحتمل أن تكون أكبر من الضربة التي شنتها طهران بصواريخ وطائرات مسيرة في أبريل.

وعلق متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على هذه التقارير بالقول: "الهجوم الإيراني الصاروخي قد يكون واسعا جدا".

وتابع: "لم نرصد بعد أي تهديد جوي من إيران"، مضيفا "القيادة المركزية الأميركية متأهبة لأي تهديد إيراني وأنظمة الدفاع الجوي لدينا جاهزة تماما".

وأكد: "أي هجوم إيراني على إسرائيل ستكون له عواقب".

وفي أبريل، شنّت إيران هجوما صاروخيا غير مسبوق على إسرائيل ردا على استهداف قنصليتها في دمشق، غير أنه تم اعتراض غالبية هذه الصواريخ.

مقالات مشابهة

  • الرشق يعقب على أنباء إبعاد قيادات حماس عن غزة
  • أكاديمي بارز يحذر من ارتكاب نتنياهو خطأ بوش في غزو العراق.. ماذا قال؟
  • قيادي في حماس: إبعاد الحركة عن غزة وهم لن يتحقق
  • من هو النصف الآخر للسنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله؟
  • هيئة الأسرى ونادي الأسير ينعيان الأسير المحرر المبعد عبد العزيز صالحة
  • من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟
  • «شؤون الأسرى»: قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية
  • ماذا نعرف عن الهجوم الإيراني المحتمل على إسرائيل؟
  • مسؤول بارز في حزب الله: هذه ليست إلا البداية
  • محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن جثمان الشهيد الأسير وليد دقة