مصر – أعلنت شركة شل مصر حفر أول بئر- ضمن مشروعها الاستكشافي لحفر ثلاثة آبار – بئر غرب مينا (Mina West)، الواقع في امتياز شمال شرق العامرية، بالبحر المتوسط.

وتم حفر البئر الذي يقع عنده مستوى 250 مترا تحت سطح البحر وأظهرت النتائج وجود طبقة حاملة للغاز، ولا تزال عمليات التقييم وجمع البيانات جارية لتحديد حجم الكشف والإنتاج المتوقع.

وقال خالد قاسم، رئيس مجلس إدارة شركات شل في مصر: “يعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو الأمام بالنسبة لشركة شل مصر لتعزيز تطلعاتنا نحو المزيد من التوسع والتأثير الإيجابي في السوق المحلي، كما يعزز التزامنا المستمر كشريك رئيسي في مجال الطاقة في مصر. ويعد الإتمام الناجح لحملتنا الاستكشافية الحالية جزءاً من استراتيجية شل للنمو في مصر وستعمل شركة شل مع الشركاء على الإسراع بتنمية الحقل بأفضل كفاءة باستخدام أعلى معايير السلامة “.

في سبتمبر من هذا العام، وقعت شل اتفاقية مع الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبك) والتي بموجبها استحوذت شركة كوفبك على حصة 40٪ من قطاع 3، مع امتلاك شل للحصة المتبقية البالغة 60٪ من حصة الشريك مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية (ايجاس).

المصدر: اليوم السابع

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

اكتشاف اللذة

"من دون اللذة لا معنى للحياة،

الكفاح في سبيل اللذة هو الكفاح في سبيل الحياة".

نيتشه ("إنسان مفرط في إنسانيته")

من دون أدنى شك، لو عدنا إلى تاريخ الأفكار، وإلى سياقه التاريخاني، لوجدنا أن الإغريق "اخترعوا" كلّ شيء فيما يتعلق بهذا التاريخ. ومن بين اختراعاتهم "المنسية" (فيما لو جاز القول)، هناك "تيّار اللذة" (الذي يطرح فكرة تحقيق اللذة كهدف أساسي للحكمة، وقد عرفت بأنها أول "مدرسة في المتعة"). وقد أطلق عليه اسم التيّار القوريني، لأنه نشأ في قورينا، أي في برقة التي كانت مستعمرة يونانية تقع في شمال أفريقيا، وهي ما تُعرف بــ(ليبيا) اليوم.

لو عدنا إلى تلك الفترة، لوجدنا أن الفلاسفة القورينيين قد تحلّقوا حول أريستيبوس القوريني (الذي كان معاصراً جداً لأفلاطون، في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، بل كان أيضا واحدا من تلاميذ سقراط)، وهو رجل "خيالي" لم يتردد في ارتداء ملابس النساء واللجوء إلى النكات ليقود جمهوره إلى التفكير والفلسفة بشكل أفضل. في تلك الحقبة عرف أريستيبوس انتقادات كبيرة وكثيرة، إذ على الأقل، لم يؤخذ على محمل الجدّ، بسبب "تنكره" المستمر بثياب النساء، ومع ذلك، فقد سمح "فكره" لبعض الفلاسفة المعاصرين واللاحقين بتطوير عقيدتهم الخاصة، قبل أن يُصار إلى تشويه سمعته من قبل جميع "الفلاسفة الرسميين"، من البداية إلى يومنا هذا... كان فكر أريستيبوس ينادي بأن "اللذة الحسيّة هي الخير الأسمى والهدف الوحيد الجدير بالاهتمام في الحياة". من هنا، لو حاولنا أن نختصر هذه الفلسفة بشذرة من شذرات أريستيبوس لوجدنا جملته الشهيرة هذه: "أنا أمتلك، أنا لست مملوكا". بمعنى آخر، إن على البحث عن هذه المتعة أن لا يستعبدنا. فما الأمر في النهاية سوى "تشجيع الحرية الشخصية بقدر ما لم يكن المرء مرتبطا بمهام الآخرين الفلسفية والثقافية وتأسيس وجهة نظره الخاصة عن معنى الحياة" (وفق ما يقول مترجم الكتاب في مقدمته).

حول فلسفة اللذة هذه، القورينية، يأتي كتاب الفيلسوف الفرنسي المعاصر ميشيل أونفري، "اكتشاف اللذة" الذي صدر مؤخرا بترجمة عربية (نقله كامل العامري) عن منشورات "نينوى"، ويتضمن أيضا نصوصا ومقاطع (ما تبقى منها على مرّ العصور) والتي تسمح لنا باكتشاف نظريات هؤلاء الفلاسفة حول المال والحب والسلطة والعلاقات مع الآخرين، كما تسمح لنا باكتشاف الآلهة (التي كانوا يدورون في فلكها)، وعلاقاتهم بالنساء، وما إلى ذلك. من هنا، تسمح لنا المقدمة الطويلة التي كتبها ميشيل أونفري، بوضع هؤلاء المفكرين وأطروحاتهم في السياق الفلسفي والتاريخي والأيديولوجي لذلك العصر. باختصار، يعيد هذا العمل إحياء قارة الفلسفة اليونانية المغمورة حقاً، وبخاصة عبر الجانب المتعلق بهذه الفلسفة، لكن بعيدا عن المفاهيم اللامعة والخطابات "الدخانية" التي تندثر في الهواء، لذا نجد أن ما يقترحه أونفري علينا، هو وبالدرجة الأولى، إعادة تركيب هذا السياق التاريخي أولا، ومن ثم هذه المحاولة الجدية والمهمة، لإعادة اكتشاف نصوص، لعبت دورا كبيرا في بناء مفهوم اللذة على مرّ الأجيال الفلسفية. إذًا نحن أمام فكرة مغرية: تركيز كلّ الجهود الفلسفية على مسألة الحكمة العملية والأخلاق القادرة على توفير قواعد الحياة، والمؤشرات الوجودية، والأسباب الواضحة للسلوك المناسب. ليحدد، لاحقا، معنى فلسفة اللذة هذه التي يقدرها لدى أريستيبوس: إنها متعة مقاسة، محسوبة، مبنية. إنها هذا التوتر والزهد، وليست استرخاءً ولا ترهلًا بمعنى آخر، هي إرادة وليس ضعفا: بل هي إخضاع الواقع لعقل المرء، ولإرادته، ولقراره.

أمام ذلك كله، يأتي الحديث عن "كنز قورينا"، إذ هناك خطوة صعبة يجب اتخاذها. في الواقع، تظل الأجزاء التي تم جمعها... مجزأة، لا بسبب عمل الكاتب (الفرنسي)، بل لأن ما وصلنا منها هو قليل جدا. من المؤكد أنها يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق للدفاع عن "دافع الحياة المرحة والمبهجة"، ولكنها تترك القارئ متعطشًا بعض الشيء فيما يتعلق بالحجج، وإن كانت هذه الشذرات تصف القورينيين ومعلمهم وتنقل فكرهم بالتفصيل، لكن "المتعة" الفعلية، تكمن في النصوص الموازية وأقصد بذلك نصوص منتقدي هذه الفلسفة التي لم تكن خالية من الأخلاق، بل على العكس من ذلك، إذ نجدها قريبة جدا من "متعة الأخلاق".

أقول ذلك لأشير إلى فكرة جوهرية ما بين التيار القوريني والتيار الأبيقوري. فنحن لو عدنا، مرة جديدة، إلى مقارنة هاتين المدرستين، لرأينا أن مدرسة أبيقور قد طغت على مدرسة أريستيبوس التي كانت ترى بدورها أن "اللذة هي هدف الحياة الرئيس". بيد أن الأبيقورية كانت أكثر اعتدالا، لأنها لم تتوقف عن المناداة "بضبط النفس والسيطرة على الذات والقبول بالملذات البسيطة"، بينما مدرسة أريستيبوس، من جهتها، كانت تطالب الإنسان وتحثه أكثر على البحث عن اللذة قدر الإمكان "طالما أنها لم تكن تعتمد على هذا البحث، وعلى فلسفة القورينيين اللاحقين الأكثر تطرفا، مثل هيجيسياس" على سبيل المثال.

في الخلاصة، نحن أمام كتاب جيد، يمنحنا أوضح صورة ممكنة عن بدايات فلسفة اللذة، فتاريخ أهل اللذة والمتعة (القورينيين أو حتى الابيقوريين) يسمح لنا أن نفهم بسهولة متى تتحول طريقة الحياة القائمة على عبادة الموت والهوس الفاحش بالدوافع إلى حد الرغبة في توبيخها، والحياء الفاحش إلى رؤية الجانب الإنساني من الحياة، وذلك من أجل الاحتفال بفرحة الحياة.

كاتب وصحفي من لبنان

مقالات مشابهة

  • وظائف شاغرة لدى الشركة الوطنية للرعاية الطبية
  • مي عبد الحميد: الإعلان عن طرح جديد من الإسكان المتوسط نهاية مارس
  • طنجة المتوسط يعزز مكانته كأكبر ميناء في البحر المتوسط
  • الشركة العامة لكهرباء حلب تعلن عن أرقام لتقديم الشكاوي ‏
  • الكونغو تلاحق آبل.. قاضٍ بلجيكي يحقق في تورط الشركة في قضية المعادن
  • النائب العام يستدعي مدير شركة البحر الأبيض المتوسط – دبي
  • اكتشاف اللذة
  • مصر جميلة.. قصور الثقافة تواصل فعاليات اكتشاف ورعاية المواهب بالبحر الأحمر
  • العراق.. الإعلان عن اكتشاف أكبر خزان نفطي وسط البلاد
  • كبار مديري شركة بترومسيلة.. نرفض استهداف الشركة وإدارتها وكوادرها ونحمّل الجهات التي تحاول تعطيل وتدمير هذا الصرح الوطني كامل المسئولية القانونية