السويداء-سانا

تبحث الفنانة التشكيلية سماح نقور عن التجدد في عملها الفني الذي تغوص فيه غالباً في عالم المرأة والحالات الإنسانية بأسلوب واقعي تعبيري، وذلك بما يخدم تطور أفكارها وطريقة شغلها وسعيها للأفضل دائماً.

سماح 34 عاماً المنحدرة من قرية لبين بريف السويداء تقدم تجربتها الفنية، استناداً لموهبة فطرية دعمتها بدراسة أكاديمية بعد تخرجها من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 2012 اختصاص رسم وتصوير، لتنطلق عبرها إلى فضاء الفن التشكيلي المحبب بالنسبة لها، كما ذكرت خلال حديثها لمراسل سانا.

وبينت سماح أن ظهورها الفعلي ضمن الوسط الفني بدأ عام 2017 مع أول المعارض التي شاركت فيها بالمركز الثقافي بمدينة السويداء عبر 11 لوحة ما شكل لها حافزاً للمشاركة بعدها بـ 13 معرضاً في السويداء ودمشق واللاذقية ركزت خلالها على نوع الأعمال وقيمتها وفكرتها وليس عددها، وفق قناعتها بهذا الخصوص.

وحسب سماح، فإنها تميل بأعمالها لاستخدام ألوان الإكريليك مع تقنية الكولاج وكذلك إدخال مواد أحياناً مثل الخيطان والأقمشة والمحارم تخدم فكرة الأعمال التي تكون غالبا مادتها المرأة رمز العطاء والحنان والمحبة والتي تجعلها حسب وجهة نظرها قادرة على إيصال الفكرة بطريقة أفضل.

كما تعمل سماح حالياً على مشروع الأقنعة الذي أنجزت فيه حتى الآن نحو 10 أعمال، وتصور من خلاله حالات الصراع التي يعيشها الإنسان بين مكنوناته الداخلية وما هو خارجي مع إدخالها لزخارف ومنمنمات وفق تشكيل خاص بها لإخفاء المعالم الداخلية التي تكون أحياناً مؤلمة أو حزينة.

سماح لا تقيد أعمالها بألوان معينة بل تعطي العمل ما يناسبه فعلياً من ألوان، كما بينت، وتركز أحياناً على تكنيك خاص بها للتدرج الضبابي اللوني بخلفيات اللوحات بهدف إخفاء أشخاص ثانوية فيها وإبراز الشخصية الرئيسية، لافتة إلى أن هذا التكنيك عملت عليه بمشروع تخرجها الذي تناولت فيه الثنائيات للتأكيد بأن كل شيء بالحياة يكمل الآخر.

ووفقاً لسماح التي تجمع بين الفن وتدريسه، فإنها أنجزت خلال الفترة الماضية لوحات جدارية لثماني شعب صفية ضمن مدرسة الشهيد فارس نقور في قريتها لبين بشكل تطوعي، وقدمت خلالها أفكارا تخدم العملية التدريسية والتربوية.

الفن التشكيلي هو الحياة والمتنفس للهروب من الضغوطات بالنسبة للفنانة سماح عضو اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء التي تطمح خلال الفترة القادمة للمشاركة بمعارض دولية، وترك بصمتها في هذا الميدان وإيصال فنها لأكبر عدد من متذوقي الفن بالعالم.

عمر الطويل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

النحات السكندري طارق زبادي خلال حواره لـ «البوابة نيوز»: أتفرغ في رمضان للعبادة.. النقد الفني يؤثر على مسار الحركة التشكيلية.. والذكاء الاصطناعى أداة مساعدة للإبداع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نموذج يحتذى به كمبدع وأكاديمي، أعماله النحتية ذات بصمة جمالية خاصة، دمج بين الخشب والمعدن في أعماله الفنية، مما جعل تجربته الفنية متفردة وغير تقليدية، يُعد أحد الرموز المهمة الذين صنعوا بدأبهم تاريخًا وبصمة في ساحة الفن المصري المعاصر، إنه الفنان السكندري الدكتور طارق زبادي.

80 عملًا نحتيًّا و70 لوحة رسم بخامات متعددة

والذي زينت أعماله قاعة أفق بمتحف محمد محمود خليل، حيث افتتح الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، معرضًا استعاديًا لمجمل تجربته الإبداعية على مدار تاريخه الحافل، معرض يضم 150 عملًا فنيًا منذ الستينيات وحتى الآن، 80 عملًا نحتيًا و70 لوحة رسم بخامات متعددة، وذلك بحضور لفيف من الفنانين ورموز فكرية وفنية كبيرة، حيث يستمر المعرض حتى 29 مارس 2025. أجرت «البوابة نيوز» حوارًا، مع الفنان السكندري الدكتور طارق زبادي خلال السطور التالية:

■ حدثنا عن طقوسك كفنان تشكيلي في شهر رمضان الكريم؟

- في شهر رمضان المبارك فعادة تكون الالتزام بالصيام والقيام وقراءة القرآن وتبادل الإفطار المشترك، وقد يتبقى وقت فيكون للقراءة أو الرسم والالتزامات الجامعية قراءة وإشراف على رسائل الدراسات العليا وخلافه شأن كل المصريين وحقيقي رمضان شهر يحمل لنا ذكريات الطفولة والأهل والتي يتأكد فيها الشخصية المصرية ذات الهوية المميزة.

■ معرضك الاستعادي الأخير لاقى استحسان وإشادة من أكاديميين وفنانين.. حدثنا عنه باستفاضة؟

 

- أقول الحمد لله ربّما يكون بسبب حرصي الدائم على الصدق في التجربة وبذل أقصى جهد فيما تتطلبه العملية الفنية ولأني أدرك جيدًا أن المتلقي دائمًا لديه من الوعي والإدراك والقدرة على التمييز بين الإبداع الحقيقي والمزيف بالإضافة لما يتحقق لدي من استمتاع أثناء الممارسة.

■ جمعت في منحوتاتك بين الخشب والمعادن.. هل هناك أهداف فنية من هذا الدمج؟

- في الحقيقة أن المكوث لفترة طويلة في مرسمي والتأمل والتفكير كل هذا قادني إلى التجرؤ نحو تحقيق هذا المنحى أو ما يسميه البعض ابتكار أو إبداع، وأود أن أقول إن المعايشة والتفاعل مع الخامة النحتية أدى بي إلى الإحساس بالطاقة التي تطلقها كل خامة من خامات النحت، وتتميز بها عن سواها وبرغم الاختلاف الكبير بين الخشب والنحاس إلا أنني أردت في عملية الجمع هذه الحصول على مجموع الميزات لكلتا الخامتين.

التواصل بين الأجيال 

■ بصفتك أستاذًا متفرغًا بكلية الفنون الجميلة.. في رأيك من الضروري التواصل بين أجيال الفنانين؟

- التواصل بين الأجيال لا مفر منه وكل فنان لا يخرج من فراغ، ولذلك كليات الفنون تختلف جوهريًا عن كلية الآداب مثلًا لأن القائمين بالتدريس في الفنون لابد أن تكون لهم تجارب إبداعية تكون كفيلة بتحقيق قدر كبير من التواصل مع الطلاب حتى بدون كلام ويتحقق من خلالها التقدير والمحبة والاحترام، وهذا ما وجدناه ولمسناه من أجيالنا السابقة، ونحرص عليه مع الأجيال القادمة الجديدة.

■ كفنان تشكيلي وأكاديمي قدير.. هل يقلقك اقتحام الذكاء الاصطناعي للفن؟

- إذا نظرنا إلى اختراع التصوير الفوتوغرافي وتأثيره الكبير على فن التصوير والرسم سنجد أنه ساعد بلا شك على تطور الفن الحديث وساعد بشكل كبير في التخلص من مبدأ المحاكاة بل لقد انطلق الفكر الفني التشكيلي نحو آفاق أكثر رحابة وأنا أتوقع أن يحدث شيء مشابه له.

■ الفن في مصر يواجه أزمة التسويق الفني للأعمال.. فما تعليقك؟

- بلا شك، وجود سوق للفن في بلادنا شيء مهم وإيجابي بالنسبة للأجيال الجديدة، لأن كثيرًا من الفنانين لا يستطيعون تسويق أعمالهم، وطبعا ممكن أن تكون هناك تأثيرات سلبية، ولذلك يجب أن تتوفر لدينا مكملات هذا المنحى من مختصين بالمحكمة الفكرية والتوثيق الجيد والحركة النقدية، لأن ذلك كله يساعد في تصويب الاتجاه والحفاظ على الهوية والأصالة.

 مسار الحركة الفنية

■ هل ترى أن النقد شيء إيجابي للفنان التشكيلي؟

- بلا شك، النقد الفني مهم جدًا لكل فنان، فمهمة الناقد تؤثر بشكل كبير في مسار الحركة الفنية، وخاصة إذا قام به ناقد موسوعي الثقافة، بل يمكن أن يكون للنقد دور في إحياء وإثارة الاهتمام والارتفاع بالذوق العام وربط الفنان بجمهور التلقي.

مقالات مشابهة

  • تكريم الفنان عبد الغفار شديد بالمعرض العام للفنون التشكيلية الـ45
  • الجن زمن الإنسانية المتحولة
  • رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي يطلع على العمل في مديرية ‏التخطيط بمحافظة السويداء
  • يظهر أحيانا مع محمود عباس اسمه روحي فتوح
  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!
  • ​ما هي الألوان التي ترمز إلى يوم المرأة العالمي؟
  • سحر رامي تكشف عن انطلاقتها الحقيقية في عالم الفن
  • النحات السكندري طارق زبادي خلال حواره لـ «البوابة نيوز»: أتفرغ في رمضان للعبادة.. النقد الفني يؤثر على مسار الحركة التشكيلية.. والذكاء الاصطناعى أداة مساعدة للإبداع
  • استشارية أسرية تكشف أبرز التحديات التي تواجه المقبلين على الزواج
  • نشرة الفن| محمد رمضان يعلن عن المسابقة الجديدة في مدفع رمضان .. إياد نصار: لم أقلل من المرأة الأردنية