بعد اتفاق الهدنة: تحركات دبلوماسية مكثفة لتعزيز التهدئة في غزة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
المستشفى الأندنونيسي في غزة (12 نوفمبر 2023)
قال الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله يتوجه اليوم (الأربعاء 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) إلى القاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "لبحث الأوضاع المتدهورة فيقطاع غزة". وقال مسؤول إن المحادثات ستركز على كيفية تحويل هدنة أربعة أيام متفق عليها بين إسرائيل وحماس إلى وقف دائم لإطلاق النار يضع حدا للقصف الإسرائيلي في غزة ويتفادى كارثة إنسانية.
ونقلت قناة "خبر ترك" ووسائل إعلام تركية أخرى اليوم أيضا عن الرئيس رجب طيب أردوغان القول إنه قد يسافر إلى مصر قريبا ويناقش كيفية تسريع إجلاء المرضى من غزة وخطوات أخرى. وفي تصريحات لصحفيين على طائرته العائدة من رحلة إلى الجزائر، نُقل عن أردوغان قوله إن العالم الإسلامي يجب أن يتصرف بروح الوحدة والتضامن بشأن غزة. وأضاف "قد أرتب زيارة إلى مصر في أقرب وقت ممكن. سنتحدث عن الخطوات التي يمكننا اتخاذها وكيف يتسنى لنا تمهيد الطريق لإجلاء المرضى".
ونُقل بالفعل العديد من المرضى من غزةإلى تركيا عبر مصر. وأوضح أردوغان أنه يتعين على العالم الإسلامي أن يتصرف بروح وحدة وتضامن وأن يكون "على قلب رجل واحد" فيما يتعلق بغزة. وأضاف أنه يجب بذل جهود لضمان وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات كافية لغزة وإعادة بناء القطاع باستخدام وسائل اقتصادية وسياسية ودبلوماسية. وقال "علينا أن نجبر إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي والمحاسبة على أفعالها" في غزة.
دول عربية تسعى لتحويل الهدنة لوقف للحرب
في الوقت نفسه رحب وزراء خارجية عرب باتفاق الهدنة المؤقتة بينإسرائيل وحركة حماس، لكنهم قالوا إنه ينبغي تمديدها لتصبح خطوة أولى نحو وقف كامل للأعمال القتالية. وقال وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن في إفادة صحفية بلندن إن الاتفاق، الذي يتضمن إطلاق سراح رهائن وزيادة المساعدات لقطاع غزة المُدمر، يجب أن يؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف محادثات حل الدولتين.
ووافقت إسرائيل وحماس، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت اليوم الأربعاء، على وقف القتال لمدة أربعة أيام للسماح بالإفراج عن 50 رهينة ممن تحتجزهم حماس في غزة مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا من المسجونين في إسرائيل، ودخول مساعدات إنسانية إلى القطاع. وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إنه ينبغي استمرار المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها، كما يجب عدم ربطها لاحقا بمزيد من عمليات الإفراج عن رهائن.
البابا يلتقي أسر رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين
التقى البابا فرنسيس على نحو منفصل ذوي رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة، وأقارب معتقلين فلسطينيين في إسرائيل، وقال إن الجانبين "يعانيان بدرجة كبيرة". وفي ختام لقائه العام الأسبوعي في الفاتيكان كشف البابا، أنه استقبل وفدين "أحدهما يضم إسرائيليين لديهم أقارب محتجزين في غزة، والآخر يضم فلسطينيين لديهم أقارب مسجونين في إسرائيل". وقال "إنهم يعانون بدرجة كبيرة وسمعت الآن عن معاناة الطرفين" مناشدا الجموع في ساحة القديس بطرس الصلاة من أجل السلام.
وأضاف "هذا ما تفعله الحروب، لكننا تخطينا الحروب. هذه ليست حرب إنها إرهاب" من دون تحديد ما إذا كان يشير إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أو إلى العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ردا على ذلك الهجوم، أو الإثنين معا. وكان الفاتيكان قد أعلن الأسبوع الماضي أن البابا يأمل التعبير عن "تعاطفه الروحي" خلال اللقاءين، مشددا على "الطابع الإنساني الصرف" لهما.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
الأمم المتحدة: لا يزال ينبغي القيام بالكثير
من جهتها رحّبت الأمم المتحدة الأربعاء بالاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس. وأكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أن أنطونيو غوتيريش "يرحب بالاتفاق المبرم بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية وبدعم من مصر والولايات المتحدة"، مضيفا "هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح"، لكن "لا يزال ينبغي القيام بالكثير". وتابع أن "الأمم المتحدة ستحشد كل إمكاناتها لدعم تنفيذ الاتفاق وزيادة تأثيره الإيجابي على الوضع الإنساني في غزة".
بدوره، رحّب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بالاتفاق على منصة "إكس" وشدد كذلك على أن ذلك "ليس كافيا لوضع حد لمعاناة المدنيين". ودعا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وفي الوقت نفسه رعاية الأشخاص الذين ما زالوا في الأسر. وجدد دعوته "إلى وقف إطلاق النار" ليتمكن من مساعدة سكان غزة بشكل فعلي.
ح.ز/ ا.ف/ ع ج (أ.ف.ب / رويترز )
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الهدنة إسرائيل حماس مصر الأردن تركيا البابا الرهائن الأمم المتحدة دويتشه فيله الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل الوساطة القطرية بين حماس وإسرائيل تطورات الوضع في غزة الهدنة إسرائيل حماس مصر الأردن تركيا البابا الرهائن الأمم المتحدة دويتشه فيله الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل الوساطة القطرية بين حماس وإسرائيل تطورات الوضع في غزة إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحرك مصري جديد لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
حسن الورفلي (القاهرة)
أخبار ذات صلةسلم الوسيط المصري خلال الساعات الماضية حركة حماس والجانب الإسرائيلي مقترحاً جديداً محدثاً يدعو لاستئناف عملية التفاوض بأسرع وقت ممكن، وذلك لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى والرهائن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بحسب ما أكده مصدر لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن المقترح المصري الجديد يطرح بعض الأفكار التي جرى تطويرها عن المقترح السابق، ومنها على سبيل المثال إفراج حركة حماس عن 7 رهائن إسرائيليين أحياء، وعيدان ألكسندر الجندي الذي يحمل الجنسية الأميركية وعدد من رفات جثامين بعض الجنود الإسرائيليين، مشيراً إلى أن المقترح يتضمن دعوة للاتفاق على تمديد المرحلة الأولى لمدة تتراوح بين 8 و 10 أسابيع يتم خلالها وقف كافة العمليات العسكرية، إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية إلى النازحين الفلسطينيين.
وأشار المصدر إلى ترقب الوسيط المصري لردود حركة حماس والجانب الإسرائيلي على المقترح الجديد مع وجود رغبة مصرية في وقف العمليات العسكرية وإقرار تهدئة كاملة في غزة، والعمل على تشجيع الجانبين على استئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل باعتبارها الحل الوحيد والأمثل لإنهاء الصراع.
وكشف المصدر عن وجود اتصالات وتحركات تقودها القاهرة بالتنسيق مع الدوحة للترويج للمبادرة المصرية الجديدة التي تهدف لوقف العمليات العسكرية في غزة، والدفع نحو خطوات متقدمة بإقرار تهدئة طويلة الأمد لمدة 10 سنوات على أن يتم الدفع نحو إعادة إعمار المناطق المدمرة في غزة وفق الخطة المصرية التي تبنتها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وتطرق المصدر إلى الترتيبات التي تجريها القاهرة لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة والاستجابة الإنسانية الملحة لدعم النازحين الفلسطينيين داخل القطاع، مرجحا أن يتم تنظيم المؤتمر خلال الشهر الجاري أو مايو المقبل على أقصى تقدير.
وفي ظل إصرار إسرائيل على الحسم العسكري، قتل 15 فلسطينياً وأصيب آخرون، منذ فجر أمس، إثر قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، الذي يشهد إبادة جماعية منذ نحو 18 شهراً.
يأتي ذلك مع استمرار استهداف المنازل والأحياء السكنية، والقصف المدفعي المكثف، في وقت يعمق فيه الاحتلال توغله البري بشكل خاص في رفح جنوبي القطاع الفلسطيني.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت بصاروخ تكية طعام خيرية، بمخيم القطاطوة غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مما أدى لمقتل 3 مواطنين، مضيفة أن طائرة مسيرة قصفت شقة سكنية وسط خان يونس، مما أدى لمقتل فلسطيني، وإصابة زوجته وطفله بجروح، كما قصفت مدفعية الاحتلال شارع السكة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، مما أدى لمقتل شابة فلسطينية.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية أيضاً منزلاً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مما أدى لمقتل وإصابة عدد من المواطنين. كما قتل اثنين في قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وقصفت مدفعيات الاحتلال وسط مدينة رفح، ومنطقة عريبة ومحيطها شمال المدينة.
وأعلنت مصادر طبية مقتل شاب متأثراً بجروح أصيب بها في وقت سابق جراء قصف الاحتلال على بلدة النصر شمال شرق مدينة رفح.
وذكرت وزارة الصحة أن 60 قتيلاً و162 مصاباً وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.