ما هي أهم التحديات التي تواجه تقنية التقاط الكربون؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
تعتبر تقنيات التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لإبعادها عن الغلاف الجوي عنصرا أساسيا في استراتيجيات المناخ للعديد من حكومات العالم في سعيها لتنفيذ الالتزامات الدولية بإزالة الكربون بحلول منتصف القرن.
لكن هذه التقنيات باهظة الثمن ولم تثبت جدواها على نطاق واسع، وقد يكون من الصعب الترويج لها بين عامة الناس.
وبينما تجتمع الدول في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (كوب28) في دولة الإمارات العربية المتحدة في نهاية نوفمبر، فإن مسألة الدور المستقبلي لالتقاط الكربون في عالم صديق للبيئة سوف تكون محل تركيز. وفيما يلي بعض التفاصيل حول حال القطاع الآن، والعقبات التي تعترض طريق انتشاره على نطاق واسع.
أشكال التقاط الكربون
يتمثل الشكل الأكثر شيوعا لتقنية التقاط الكربون التقاط الغاز من مصدر ثابت مثل مداخن المصانع. ومن هناك، يمكن نقل الكربون مباشرة إلى مخزن دائم تحت الأرض أو يمكن استخدامه في غرض صناعي آخر، وهي أشكال يطلق عليها على التوالي التقاط الكربون وتخزينه والتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.
ويوجد في الوقت الراهن 42 مشروعا تجاريا عاملا في مجال التقاط وتخزين الكربون والتقاطه واستخدامه وتخزينه في جميع أنحاء العالم، بقدرة تخزين 49 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويا وفقا للمعهد العالمي لالتقاط وتخزين الكربون المعني برصد نشاط القطاع. ويمثل هذا حوالي 0.13 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية المرتبطة بالطاقة والصناعات والتي تبلغ حوالي 37 مليار طن متري على مستوى العالم.
ويستخدم نحو 30 من هذه المشروعات، التي تمثل 78 بالمئة من إجمالي الكربون الذي تلتقطه المجموعة، الكربون في الاستخراج المعزز للنفط، إذ يتم حقن الكربون في آبار النفط لتحرير النفط المحتجز. وتقول شركات التنقيب إن الاستخلاص المعزز للنفط يمكن أن يجعل الخام أكثر مراعاة للمناخ، لكن علماء البيئة يقولون إن هذه الممارسة تأتي بنتائج عكسية.
أما المشروعات الاثني عشر الأخرى، التي تقوم بتخزين الكربون بشكل دائم في تكوينات تحت الأرض دون استخدامها لتعزيز إنتاج النفط، فهي موجودة في الولايات المتحدة والنرويج وأيسلندا والصين وكندا وقطر وأستراليا، وفقا للمعهد العالمي لالتقاط وتخزين الكربون.
وشكل آخر من أشكال التقاط الكربون هو التقاط الانبعاثات مباشرة من الهواء.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه يجري التخطيط لإنشاء حوالي 130 منشأة من مرافق الالتقاط المباشر من الهواء في جميع أنحاء العالم، وهناك 27 منشأة فحسب تعمل حاليا وتلتقط عشرة آلاف طن متري فقط من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وأعلنت الولايات المتحدة في أغسطس تخصيص منح قيمتها 1.2 مليار دولار لمركزين للالتقاط المباشر للكربون من الهواء في تكساس ولويزيانا تعهدا بالتقاط مليوني متر مكعب من الكربون سنويا، على الرغم من أن القرار النهائي للاستثمار في المشروعين لم يتخذ بعد.
تكاليف مرتفعة
التكلفة هي إحدى العقبات التي تحول دون توسيع استخدام تقنيات التقاط الكربون.
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، تتراوح تكلفة التقاط وتخزين الكربون من 15 إلى 120 دولارا لكل طن متري إذ تتفاوت التكلفة حسب مصدر الانبعاثات، وفيما يتعلق بمشاريع الالتقاط المباشر من الهواء تتراوح التكلفة بين 600 دولار و1000 دولار للطن المتري ما يجعلها مكلفة أكثر والسبب وراء ذلك هو كمية الطاقة اللازمة لالتقاط الكربون من الغلاف الجوي.
وتم إيقاف بعض من مشاريع التقاط وتخزين الكربون مؤقتا في بلدان مثل النرويج وكندا لأسباب مالية.
وقدمت بعض الدول من بينها الولايات المتحدة إعانات حكومية لتنفيذ مشاريع التقاط الكربون، كما يقدم قانون الحد من التضخم الذي صدر عام 2022 إعفاء ضريبيا قدره 50 دولارا لكل طن متري من الكربون يتم التقاطه باستخدام تقنيات التقاط واستخدام وتخزين الكربون و85 دولارا لكل طن متري يتم التقاطه باستخدام تقنيات التقاط وتخزين الكربون و180 دولارا لكل طن متري يتم التقاطه من خلال مشاريع الالتقاط المباشر.
وقال بنجامين لونجستريث، المدير العالمي لالتقاط الكربون في منظمة (كلين إير تاسك فورس)، إنه على الرغم من أن هذه حوافز مجدية فلا تزال الشركات بحاجة إلى تحمل بعض التكاليف الإضافية للمضي في مشروعات التقاط وتخزين الكربون ومشاريع الالتقاط المباشر من الهواء.
ووفقا لتقرير قدمه أصحاب المشروعات إلى وزارة الطاقة الأميركية،فشلت بعض مشاريع التقاط وتخزين الكربون في إثبات مدى جاهزية التقنية، فعلى سبيل المثال، واجه مشروع بقيمة مليار دولار لاستغلال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من مصنع للفحم في تكساس مشاكل ميكانيكية مزمنة ولم يحقق أهدافه قبل إغلاقه في عام 2020،
وتم استئناف مشروع بيترا نوفا في سبتمبر.
الموقع، الموقع، الموقع
وفقا للمعهد العالمي لالتقاط وتخزين الكربون، تتحكم العوامل الجيولوجية في الأماكن التي يمكن التخزين فيها وهذا الأمر قد يكون أكثر وضوحا إذا تم استخدام تقنيات التقاط الكربون على النطاق المطلوب للتصدي لتغير المناخ. وأفضل مواقع لتخزين الكربون تقع في أجزاء من أمريكا الشمالية وشرق أفريقيا وبحر الشمال.
وهذا يعني أن نقل الكربون المحتجز إلى مواقع التخزين قد يتطلب شبكات خطوط أنابيب كبيرة أو حتى أساطيل شحن ما يشكل عقبات جديدة من المحتمل مواجهتها.
وعلى سبيل المثال، في أكتوبر، كان هناك مشروع خط أنابيب لالتقاط وتخزين الكربون بقيمة ثلاثة مليارات دولار اقترحته شركة (نافيجيتور سي.أو.2 فينتشرز) في وسط غرب الولايات المتحدة يهدف إلى نقل الكربون من مصانع الإيثانول في وسط البلاد إلى مواقع تخزين جيدة، لكن تم إلغاؤه بسبب مخاوف السكان حيال احتمال حدوث تسربات للكربون.
وقال سايمون ستيوارت، المتخصص في السياسات الصناعية في الاتحاد الوطني للحياة البرية، إن الشركات التي تستثمر في إزالة الكربون يجب أن تأخذ على محمل الجد مخاوف السكان بشأن مشاريع البنية التحتية الجديدة.
وأضاف "لن تكون جميع التقنيات ممكنة في جميع المواقع".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المناخ كوب28 الإمارات التقاط الكربون الكربون ثاني أكسيد الكربون النفط النفط التقاط الانبعاثات التكلفة النرويج الكربون التضخم ثاني أكسيد الكربون المناخ التقاط الكربون مشروع التقاط الكربون كوب 28 المناخ كوب28 الإمارات التقاط الكربون الكربون ثاني أكسيد الكربون النفط النفط التقاط الانبعاثات التكلفة النرويج الكربون التضخم ثاني أكسيد الكربون المناخ مناخ ثانی أکسید الکربون التقاط الکربون الکربون فی طن متری
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعتقل رئيس سجن عدرا سيء السمعة في سوريا.. هذه الأحكام التي تنتظره
وجهت السلطات الأمريكية، الخميس، تهما، إلى مشرف سجن عدرا سيئ السمعة في سوريا من عام 2005 إلى عام 2008 في عهد رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، سمير عثمان الشيخ، تخصّ: التعذيب والتآمر لارتكاب التعذيب.
وكان المسؤولون الفيدراليون قد اعتقلوا الشيخ، البالغ من العمر 72 عامًا في تموز/ يوليو في مطار لوس أنجلوس الدولي، بتهمة الاحتيال في مجال الهجرة، وتحديدا أنه نفى في طلبات الحصول على التأشيرة والجنسية الأمريكية، واضطهد أي شخص في سوريا، وفقا لشكوى جنائية.
وسبق أن اشترى تذكرة طائرة ذهابا وإيابا لمغادرة مطار لوس أنجلوس الدولي في 10 تموز/ يوليو، في طريقه إلى بيروت، لبنان. ومن خلال منصبه كرئيس لسجن عدرا، يقال إن الشيخ أمر مرؤوسيه بإلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء وشارك بشكل مباشر في إلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء.
وبحسب مسؤولين فيدراليين، فإنه: أمر السجناء بالذهاب إلى -جناح العقاب-، حيث تعرضوا للضرب وهم معلقون في السقف، وأذرعهم ممدودة، وتعرضوا إلى جهاز يطوي أجسادهم إلى نصفين عند الخصر، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى كسور في العمود الفقري.
وفي السياق نفسه، قالت محامية عثمان الشيخ، نينا مارينو، خلال بيان عبر البريد الإلكتروني: "ينفي موكلنا بشدة هذه الاتهامات الكاذبة ذات الدوافع السياسية"، فيما وصفت القضية بأنها "استخدام مضلل للموارد الحكومية من قبل وزارة العدل الأمريكية من أجل محاكمة مواطن أجنبي بسبب جرائم مزعومة وقعت في دولة أجنبية ضد مواطنين غير أمريكيين".
من جهتهم، قال عدد من المسؤولين إنّ: الشيخ بدأ حياته المهنية بالعمل في مناصب قيادية بالشرطة قبل أن ينتقل إلى جهاز أمن الدولة السوري، الذي ركز على مكافحة المعارضة السياسية. وأصبح فيما بعد رئيسا لسجن عدرا وعميدا في عام 2005.
وفي عام 2011، تم تعيين الشيخ محافظا لدير الزور، وهي منطقة شمال شرق العاصمة السورية دمشق، حيث كانت هناك حملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين. فيما تشير لائحة الاتهام إلى أنّه قد هاجر نحو الولايات المتحدة في عام 2020 وتقدم بطلب للحصول على الجنسية في عام 2023.
كذلك، اتهمت السلطات الاميركية مسؤولين سوريين اثنين بإدارة سجن ومركز تعذيب في قاعدة المزة الجوية في العاصمة دمشق، وذلك خلال لائحة اتهام تم الكشف عنها، الاثنين، وكان من بين الضحايا سوريون وأمريكيون ومواطنون مزدوجون؛ بينهم عاملة الإغاثة الأمريكية، ليلى شويكاني، البالغة من العمر 26 عامًا، بحسب المدعين العامين وفرقة العمل الطارئة السورية.
وقال المدعون الفيدراليون إنهم قد أصدروا أوامر اعتقال بحق المسؤولين اللذين ما زالا مطلقي السراح. فيما قال المدير التنفيذي لفرقة العمل الطارئة السورية، معاذ مصطفى، ومقرها الولايات المتحدة: "إنها خطوة كبيرة نحو العدالة..".
وتابع: "محاكمة سمير عثمان الشيخ سوف تؤكد من جديد أن الولايات المتحدة لن تسمح لمجرمي الحرب بالقدوم والعيش في الولايات المتحدة دون محاسبة، حتى لو لم يكن ضحاياهم مواطنين أمريكيين".
تجدر الإشارة إلى أنه في حالة إدانة الشيخ، فإنه سيواجه عقوبة قصوى بالسجن 20 عاما بتهمة التآمر لارتكاب التعذيب بالإضافة إلى عقوبة قصوى تصل إلى 10 سنوات في السجن لكل من تهمتي الاحتيال في الهجرة.