فعاليات شـتاء «الـعُــلا» تحكي طبيعتها الساحرة وتراثـها التاريـخي عبر آلاف السنيـن
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
تعتبر مدينة العلا من أشهر الوجهات السياحية والتاريخية بالمملكة العربية السعودية وعلى مستوى العالم، إذ تجمع بين التاريخ والثقافة والطبيعة، وتتميز بتضاريس جبلية متنوعة وكثبان رملية ذهبية، يتسم موقعها الجغرافي بالثراء التاريخي، وتحتضن صخورًا ذات رموز غامضة ونقوشًا تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، إلى جانب النصوص التي نحتت في جبالها، وتتيح المدينة للزوار فرصة استكشاف معالمها الأثرية والانبهار برحابة ضيافة السكان وتذوق المأكولات الشهية المحلية، كما تتيح المنتجعات الفاخرة والفنادق تجربة إقامة مريحة.
يعتبر فصل الشتاء في العلا واحدًا من أفضل الأوقات لزيارتها، حيث يمتد من أكتوبر إلى أبريل، ويشهد مواسم ترفيهية وأنشطة شتوية ذات برامج وجولات استكشافية منظمة، حيث انطلق مؤخرا مهرجان «المماليك القديمة» الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العلا، إذ يعزز المهرجان تجارب ثقافية من خلال قصص تعود إلى آلاف السنين بين الحضارات والممالك العربية القديمة، وتربط بين الثقافات المتنوعة عبر التاريخ، وينتهي المهرجان في «2 ديسمبر» القادم، وسلط الضوء في نسخة هذا العام على المدن القديمة الواقعة على طريق البخور مثل دادان والحِجر، ويتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة عشرة لإدراج مدينة الحِجر على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي؛ وهي أول مدينة تنال هذه المنزلة في المملكة العربية السعودية، وتبلغ مساحتها 130 فدانًا، وكانت الحجر المدينة الرئيسية لمملكة الأنباط في الجنوب، وتضم 111 مقبرة لا تزال على حالتها الأصلية منحوتة في كتل الحجر الرملي التي كانت تحيط بالمدينة المسورة، وتشير الأبحاث الحالية إلى أن الحِجر كانت أبعد نقطة عسكرية على حدود الإمبراطورية الرومانية جنوبًا بعد أن غزا الرومان مملكة الأنباط في عام 106 بعد الميلاد.
«تجارب ثقافية».
كما يمكن للزوار أن يلقوا نظرة على اكتشافات جديدة تحدث على الواقع؛ ومنها دادان القديمة عاصمة مملكتي دادان ولحيان، إلى جانب باقة من الفعاليات تبث حكايات واحة العلا وواحتي خيبر وتيماء التاريخيتين، ويعتبر المهرجان رابطا تاريخيا من خلال التجارب الثقافية بين المحافظات الثلاث العلا، وتيماء، وخيبر، كما أنه يبرز الهوية الفريدة لكل موقع والتاريخ الذي يحمله، بدءًا من عروض الضوء، وصولاً إلى رحلات المنطاد، وكذلك الجولات عبر الطائرات المروحية، وجولات برفقة مرشدين في مختلف المواقع التراثية التي تختزل الإرث الإنساني.
ويقدم المهرجان لمحة عن «تيماء» الواحة التي تقع على مفترق طرق الحضارات، وزيارة «بئر هداج»، الذي يعد بمثابة تحفة يُعتقد بأنه قام ببنائها آخر ملوك بابل، كذلك «سوق الناجم»، وجولة في تيماء بزيارة لـ«قصر الرمان»، ويسمى أيضاً بـ«قصر الحاكم»، وهو مثالٌ رائع للهندسة المعمارية العربية، ترافقه خدمة الدليل السياحي الصوتين وفي الجانب الآخر من مهرجان «المماليك القديمة»، تظهر «خيبر»، بتاريخها وثقافتها الضاربة في عمق التاريخ مثل «مخيم خيبر»، القريب من حرة خيبر البركانية، و«مسارات المغامرة» عبر الحمم البركانية التي تتشكل في تجربة ثقافية طويلة الزمن.
وسيقام في العلا بتاريخ 21 ديسمبر المقبل مهرجان طنطورة للاحتفال بالتراث المحلي مع برنامج متنوّع من الحفلات الموسيقية، والفعاليات الفنية، والنشاطات الثقافية، حيث يستقبل شتاء طنطورة ضيوف العلا في كل عام مع أهم نجوم الغناء في الوطن العربي والعالم، وفنون الطهي المبتكرة، وعروض الأزياء المُبهرة، ومهرجان الحمضيات وغيرها، وينتهي في 24 يناير 2024م.
تقع محافظة العلا على مسيرة 1,100 كيلومتر من الرياض، شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتبلغ مساحتها 22,5 ألف كيلومتر مربع، وتضم واديًا عامرًا بواحات واسعة، وجبال شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع قديمة زاخرة بالتراث الثقافي يعود تاريخها لآلاف السنين في عهد مملكتي اللحيانيين والأنباط.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
من مركز إيواء.. عائلة الضيف تحكي للجزيرة عن قائد طوفان الأقصى
التقت قناة الجزيرة عائلةَ قائد أركان كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- محمد الضيف، الذي أُعلن استشهاده الخميس، وذلك في مركز إيواء شرق مدينة غزة شمال القطاع.
وأمس الخميس، أعلنت كتائب القسام، عبر المتحدث باسمها أبو عبيدة، عن استشهاد قائد أركانها الضيف إضافة إلى عدد من القيادات البارزة للمقاومة من رفاقه في المجلس العسكري.
وتشارك عائلة الضيف آلاف الفلسطينيين مرارة النزوح والجوع والقصف، حيث تحدثت الأسرة عن مسيرة أبو خالد وذكرياتهم معه، ووصيته الأخيرة التي تجسدت في أبنائه وأحفاده.
واستذكرت أم خالد (زوجة الشهيد) مسيرة زوجها النضالية التي امتدت لنحو 3 عقود، قائلة: "أبو خالد هو أيقونة الشعب الفلسطيني ورافع راية الإسلام. استشهد في خان يونس مسقط رأسه، لكن عزاءنا أنه نال الشهادة بعد سنوات من الجهاد".
وأضافت بفخر: "في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، كان أبو خالد يخطط وينفذ عملية طوفان الأقصى، وهي ذروة مسيرته الجهادية".
وعن حياتهم المتواضعة في مراكز الإيواء، أكدت أم خالد أن هذه "حقيقتنا قبل الحرب وبعدها"، مشيرة إلى أن الشهيد عاش كأي جندي في الكتائب، مكرسا حياته لـ"إعلاء كلمة الله واستعادة القدس".
إعلان على طريق التحريرمن جانبه، تحدث خالد نجل الضيف عن آخر لقاء مع والده في السادس من أكتوبر/تشرين الأول قائلا: "كانت وصيته أن أحفظ القرآن وأدرسه، وأن نستمر في طريق التحرير سواء نحن أو أبناؤنا"، مضيفا: "والدي علمنا أن الشهادة ليست نهاية، بل بداية لمسيرة جديدة".
أما ابنته حليمة، فاستحضرت ذكرياتها مع والدها عبر دموع مختنقة: "رغم بعده الجسدي، كان حاضرا معنا في كل لحظة. عندما مرضت، كان يمرض قبلي.. كنا نحن روحه التي لا تفارقه"، ووصفته بأنه "رجل جمع بين عطاء الأب وحماسة المجاهد".
بدورها، رثت حماة الشهيد (أم إبراهيم عصفورة) صهرها بكلمات مؤثرة: "كان أبو خالد نعم الرجل.. صادقا شجاعا مقداما رحل جسده، لكن روحه ستظل خالدة مع الشهداء في عليين"، ودعت له بأن "يكون رفيق النبيين والصديقين".
وعند سؤالها عن سبب بقاء العائلة في مراكز الإيواء رغم مكانة الشهيد، أجابت أم خالد: "هذه حياتنا منذ البداية.. لم نعش حياة الترف، بل كأي مقاتل في الكتائب"، مضيفة أن التحدي الأكبر الآن هو "تربية الأبناء على منهج أبو خالد: الجهاد في سبيل الله وتحرير القدس".
وولد محمد دياب إبراهيم المصري -وشهرته محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948.
وصباح السبت، السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى" وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها.