تعتبر مدينة العلا من أشهر الوجهات السياحية والتاريخية بالمملكة العربية السعودية وعلى مستوى العالم، إذ تجمع بين التاريخ والثقافة والطبيعة، وتتميز بتضاريس جبلية متنوعة وكثبان رملية ذهبية، يتسم موقعها الجغرافي بالثراء التاريخي، وتحتضن صخورًا ذات رموز غامضة ونقوشًا تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، إلى جانب النصوص التي نحتت في جبالها، وتتيح المدينة للزوار فرصة استكشاف معالمها الأثرية والانبهار برحابة ضيافة السكان وتذوق المأكولات الشهية المحلية، كما تتيح المنتجعات الفاخرة والفنادق تجربة إقامة مريحة.

يعتبر فصل الشتاء في العلا واحدًا من أفضل الأوقات لزيارتها، حيث يمتد من أكتوبر إلى أبريل، ويشهد مواسم ترفيهية وأنشطة شتوية ذات برامج وجولات استكشافية منظمة، حيث انطلق مؤخرا مهرجان «المماليك القديمة» الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العلا، إذ يعزز المهرجان تجارب ثقافية من خلال قصص تعود إلى آلاف السنين بين الحضارات والممالك العربية القديمة، وتربط بين الثقافات المتنوعة عبر التاريخ، وينتهي المهرجان في «2 ديسمبر» القادم، وسلط الضوء في نسخة هذا العام على المدن القديمة الواقعة على طريق البخور مثل دادان والحِجر، ويتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة عشرة لإدراج مدينة الحِجر على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي؛ وهي أول مدينة تنال هذه المنزلة في المملكة العربية السعودية، وتبلغ مساحتها 130 فدانًا، وكانت الحجر المدينة الرئيسية لمملكة الأنباط في الجنوب، وتضم 111 مقبرة لا تزال على حالتها الأصلية منحوتة في كتل الحجر الرملي التي كانت تحيط بالمدينة المسورة، وتشير الأبحاث الحالية إلى أن الحِجر كانت أبعد نقطة عسكرية على حدود الإمبراطورية الرومانية جنوبًا بعد أن غزا الرومان مملكة الأنباط في عام 106 بعد الميلاد.

«تجارب ثقافية».

كما يمكن للزوار أن يلقوا نظرة على اكتشافات جديدة تحدث على الواقع؛ ومنها دادان القديمة عاصمة مملكتي دادان ولحيان، إلى جانب باقة من الفعاليات تبث حكايات واحة العلا وواحتي خيبر وتيماء التاريخيتين، ويعتبر المهرجان رابطا تاريخيا من خلال التجارب الثقافية بين المحافظات الثلاث العلا، وتيماء، وخيبر، كما أنه يبرز الهوية الفريدة لكل موقع والتاريخ الذي يحمله، بدءًا من عروض الضوء، وصولاً إلى رحلات المنطاد، وكذلك الجولات عبر الطائرات المروحية، وجولات برفقة مرشدين في مختلف المواقع التراثية التي تختزل الإرث الإنساني.

ويقدم المهرجان لمحة عن «تيماء» الواحة التي تقع على مفترق طرق الحضارات، وزيارة «بئر هداج»، الذي يعد بمثابة تحفة يُعتقد بأنه قام ببنائها آخر ملوك بابل، كذلك «سوق الناجم»، وجولة في تيماء بزيارة لـ«قصر الرمان»، ويسمى أيضاً بـ«قصر الحاكم»، وهو مثالٌ رائع للهندسة المعمارية العربية، ترافقه خدمة الدليل السياحي الصوتين وفي الجانب الآخر من مهرجان «المماليك القديمة»، تظهر «خيبر»، بتاريخها وثقافتها الضاربة في عمق التاريخ مثل «مخيم خيبر»، القريب من حرة خيبر البركانية، و«مسارات المغامرة» عبر الحمم البركانية التي تتشكل في تجربة ثقافية طويلة الزمن.

وسيقام في العلا بتاريخ 21 ديسمبر المقبل مهرجان طنطورة للاحتفال بالتراث المحلي مع برنامج متنوّع من الحفلات الموسيقية، والفعاليات الفنية، والنشاطات الثقافية، حيث يستقبل شتاء طنطورة ضيوف العلا في كل عام مع أهم نجوم الغناء في الوطن العربي والعالم، وفنون الطهي المبتكرة، وعروض الأزياء المُبهرة، ومهرجان الحمضيات وغيرها، وينتهي في 24 يناير 2024م.

تقع محافظة العلا على مسيرة 1,100 كيلومتر من الرياض، شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتبلغ مساحتها 22,5 ألف كيلومتر مربع، وتضم واديًا عامرًا بواحات واسعة، وجبال شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع قديمة زاخرة بالتراث الثقافي يعود تاريخها لآلاف السنين في عهد مملكتي اللحيانيين والأنباط.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"رُفع الستار".. فرنسا تتحدث عن عودة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها

 

◄ وزير الخارجية الفرنسي في الجزائر بعد محادثات بين رئيسي البلدين

العلاقات توترت بعد تغيير باريس موقفها بشأن الصحراء الغربية

◄ استبعاد شركات فرنسية من العمل في الجزائر وانهيار واردات القمح

◄ قضية الهجرة تُلهب الساحة السياسية الفرنسية

 

 

الجزائر- رويترز

 

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأحد إن العلاقات مع الجزائر "عادت إلى طبيعتها"، بعد محادثات استمرت ساعتين ونصف الساعة مع الرئيس الجزائري بعد المجيد تبون، عقب خلافات لأشهر أضرَّت بمصالح باريس الاقتصادية والأمنية في مُستعمرتها السابقة.

وشهدت العلاقات بين باريس والجزائر تعقيدات على مدى عقود، لكنها تدهورت في يوليو الماضي عندما أغضب ماكرون الجزائر باعترافه بخطة للحكم الذاتي لمنطقة الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية. ويقول مسؤولون فرنسيون إن تدهور العلاقات له تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية جسيمة؛ فالتبادل التجاري كبير ونحو عشرة بالمئة من سكان فرنسا البالغ عددهم 68 مليون نسمة تربطهم صلات بالجزائر.

وقال بارو في بيان بالقصر الرئاسي بالجزائر العاصمة "نعيد اليوم تفعيل جميع آليات التعاون في جميع القطاعات. نعود إلى الوضع الطبيعي، ونكرر قول الرئيس تبون 'رُفِع الستار'".

وتأتي زيارة الوزير الفرنسي بعد اتصال هاتفي بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الجزائري تبون في 31 مارس الماضي، اتفقا خلاله على خارطة طريق شاملة لتهدئة أوجه التوتر بين الجانبين.

ويقول مسؤولون فرنسيون إن الجزائر وضعت عراقيل أمام التراخيص الإدارية والتمويل الجديد للشركات الفرنسية العاملة في البلاد.

وتجلى هذا التأثير في واردات القمح. ويقول متعاملون إن الخلاف الدبلوماسي دفع الديوان الجزائري المهني للحبوب ​​إلى استبعاد القمح والشركات الفرنسية ضمنيًا من مناقصاته الخاصة بالاستيراد منذ أكتوبر. وأكد الديوان الجزائري أنه يعامل جميع الموردين بإنصاف، ويطبق الشروط الفنية. وقال بارو إنه أثار تحديدًا الصعوبات المتعلقة بالتبادلات الاقتصادية، لا سيما في قطاعات الأعمال الزراعية والسيارات والنقل البحري.

وأضاف "أكد لي الرئيس تبون رغبته في منحها قوة دافعة جديدة".

وبعيدًا عن العلاقات التجارية، توترت العلاقة أيضا بين فرنسا والجزائر للدرجة التي توقف معها التعاون الأمني بين الجانبين، بما في ذلك التعاون في مجال مكافحة التشدد الإسلامي. وأدى اعتقال الجزائر للكاتب الفرنسي الجزائري الأصل بوعلام صنصال (80 عاما) في نوفمبر إلى زيادة العلاقات سوءًا.

وحُكم على صنصال بالسجن خمس سنوات. ويقول دبلوماسيون إن باريس تأمل في حصوله على عفو رئاسي.

ومع تزايد الضغوط على حكومة ماكرون لتشديد سياسات الهجرة، انعكس هذا الخلاف على السياسات الداخلية في كلا البلدين.

فقد دعا وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إلى مراجعة اتفاقية عام 1968 التي تُسهل على الجزائريين الاستقرار في فرنسا وذلك بعد أن رفضت الجزائر استعادة مواطنيها الذين صدرت لهم أوامر بمغادرة فرنسا بموجب نظام الترحيل "أو.كيو.تي.إف (التزام بمغادرة الأراضي الفرنسية).

وتأثرت العلاقات بين البلدين بذكريات الحرب التي اندلعت بين عامي 1954 و1962، وأدت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا.

وخلال هذه الحرب، قُتل نحو 400 ألف مدني ومقاتل جزائري، إضافة إلى نحو 35 ألف فرنسي، وما يصل إلى 30 ألف مسلم "حركي" كانوا يقاتلون في الجيش الفرنسي ضد الجزائريين.

وعلى مر السنين، طالب ماكرون بمزيد من الشفافية فيما يتعلق بماضي فرنسا مع الجزائر، لكنه قال أيضا إن "النظام السياسي العسكري" في الجزائر أعاد كتابة تاريخ الحقبة الاستعمارية على أساس "كراهية فرنسا".

وقال جلال حرشاوي، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة "اعترف الرئيس ماكرون بالطابع المغربي للصحراء الغربية وهي خطوة تعتبرها الجزائر خيانة. وفي ظل غياب أي مؤشر على أن ماكرون سيتراجع عن هذا القرار، لن يقدم الجزائريون تسهيلات للشركات الفرنسية للقيام بأعمال تجارية جديدة في بلادهم".

مقالات مشابهة

  • إعادة الذئب الرهيب إلى الحياة بعد انقراض دام آلاف السنين!
  • استنساخ ذئاب عملاقة وشرسة انقرضت منذ آلاف السنين
  • صناعة السفن الخشبية العمانية إرث بحري وجذور تاريخية تعود إلى آلاف السنين
  • استنساخ ذئاب عملاقة وشرسة "انقرضت منذ آلاف السنين"
  • وسيم السيسي: جينات المصريين موجودة منذ آلاف السنين.. وهذه هي مكونات أي شخصية
  • وقفة لأهالي مدينة دوما في الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد
  • البحيرات والأنهار جرت بالجزيرة العربية قبل 9 آلاف سنة
  • ما علاقة باب خيبر بباب المندب ؟
  • "رُفع الستار".. فرنسا تتحدث عن عودة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن