إعلام تركي: إحباط مخطط للموساد لخطف هكر فلسطيني عطل نظام القبة الحديدة
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
صحيفة صباح التركية: الشاب الفلسطيني عمر عطل نظام "القبة الحديدة"
كشفت صحيفة صباح التركية، أن جهاز الاستخبارات التركي قام بإحباط عملية الاستخبارات الاحتلال "الموساد" استغرق التخطيط لها لسنوات من أجل القبض على هكر فلسطيني عطل نظام "القبة الحديدة".
اقرأ أيضاً : حماس: يجري الآن تبادل قوائم الأسرى مع الاحتلال وتدقيقها
وكشفت مصادر أمنية واستخباراتية أن الهكر الفلسـطيني "عمر أ" المولود عام 1991 نجح في تعطيل نظام الدفاع الجوي المعروف باسم "القبة الحديدة" عدة مرات عامي 2015 و2016، حسبما نقلت الصحيفة.
وتابعت أن عمر تخرج من قسم برمجة الحاسوب بالجامعة الإسلامية في غزة، ووضعت دولة الاحتلال عدة خطط للقبض عليه.
وأشارت وسيلة الإعلام، أن عمر تلقى عام 2019 عروضاً للعمل من شركة نرويجية، ولكنه رفضها للاشتباه بتعاملها مع "الموساد" بعد رفض مسؤوليتها إجراء مقابلة بالاتصال المرئي معه.
ولفتت أن عمر قدم إلى إسطنبول عام 2020، وبدأ في تقديم دروس (أونلاين) حول برمجة الحاسوب والتطبيقات، قبل أن يراقبه "الموساد" ويكلف عميلاً له يدعى رياض غزال بالتواصل معه في نيسان عام 2021 بالادعاء أنه مسؤول في شركة "ثينك هاير" الفرنسية.
وذكرت أن غزال وعمر التقيا عدة مرات في مراكز تسوق مختلفة بإسطنبول لمناقشة مشاريع عمل عرضها غزال قبل أن يوكل الأخير المهمة لعميل آخر يدعى عمر شلبي، حيث كانت غاية العميلين هي تأمين نقل عمر إلى أوروبا تمهيداً لخطفه إلى تل أبيب لاحقاً.
وأكدت أن شلبي عرض على عمر وظيفة قبل أن يوكل مهمته لعميل آخر يدعى نيكولا رادونيح من الجبل الأسود عام 2022، الذي عرض على الهكر الفلسطيني راتب 5 آلاف و200 دولار في حال العمل من إسطنبول و20 ألف دولار في حال وافق على العمل من البرازيل في مصنع هناك، لإغرائه من أجل مغادرة تركيا.
وبعدها بفترة طلب رادونيج من عمر إرسال معلومات جواز سفره ومكان إقامته بذريعة أن لديه معارف في مديرية الهجرة في إسطنبول، وسيستخرج له إقامة بسهولة، فيما كان الهدف الحقيقي هو معرفة مكان إقامته لأن عمر كان حريص على إخفاء ذلك، إذ كان يركب 3 حافلات عمداً قبل الوصول لأي نقطة لقاء، بحسب المصادر.
وشددت المصادر أن الاستخبارات التركية تدخلت بعد إصرار رادونيج على سفر عمر خارج البلاد، وحذرت الهكر الشاب ومنعت خروجه من تركيا.
وأوضحت أن عمر قرر في أيلول 2022 إجراء رحلة سياحية إلى ماليزيا، وأن الاستخبارات التركية حذرته وزودته بتطبيق يرسل إحداثيات موقعه إلى إسطنبول حتى في حال كان هاتفه الشخصي منطفئ.
وفي ماليزيا وضع الموساد عمر تحت المراقبة عبر 3 خلايا، وتمكنوا من خطفه في 28 أيلول عام 2022، واقتياده إلى منزل ريفي على بعد 50 كيلومتراً عن كوالالمبور، قبل تعذيبه والتحقيق معه لـ 36 ساعة من قبل مسؤولين في الاستخبارات من تل أبيب بالاتصال المرئي، بحسب الصحيفة التركية.
وأشارت المصادر إلى أن مسؤولي الموساد استجوبوه بشكل دقيق خلال التحقيق عن طريقة تعطيل القبة الحديدة وما لغات البرمجة التي استخدمها للقيام بذلك، وهل لديه شركاء برمجة في إسطنبول.
وأكدت المصادر إبلاغ الاستخبارات التركية نظيرتها الماليزية بموقع عمر، والتي بدورها أنقذته وألقت القبض على 11 شخصاً متورطين بخطفه.
ولفتت أن الاستخبارات التركية جلبت عمر إلى تركيا، وخصصت له منزلاً آمناً ليستكمل عمله منه.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: القبة الحديدية تركيا الموساد الاستخبارات الترکیة القبة الحدیدة أن عمر
إقرأ أيضاً:
علم الأعصاب والحرب المعرفية تحول جذري في عمل الاستخبارات
نشر موقع (فوكس بلس) التركي مقالا يرى كاتبه أن عالمنا يشهد تحولا جذريا في أنشطة الاستخبارات، إذ لم تعد المعلومات هدفا بحد ذاتها، بل أصبحت وسيلة للسيطرة على العقول في ضوء تصاعد الحرب الإدراكية واستخدام أدوات متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويرى كاتب المقال جهاد إسلام يلماز أن هذه التحولات لا تطرح تحديات تقنية فحسب، بل تثير أسئلة أخلاقية عميقة تتعلق بخصوصية العقل البشري، والحرية الفردية، وإرادة اتخاذ القرار، وهي قيم أساسية ستحدد حدود استخدام هذه التكنولوجيا مستقبلا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرىlist 2 of 2برافدا: روسيا الطرف الوحيد القادر على إنجاح المفاوضات الإيرانية الأميركيةend of listويقول إنّ النشاط الاستخباراتي كان على مرّ التاريخ البشري أحد أكثر الأدوات الإستراتيجية التي تضمن بقاء الدول، موضحا أن هذا النشاط تطور في العصر الحديث ليكتسب مزيدا من المنهجية ويعتمد على تقنيات جديدة، وقد بات يُصنَّف ضمن فئات مثل: الاستخبارات الإشارية، والبشرية، والصورية، والمصادر المفتوحة.
تشكيل الوعي البشري
ويضيف أن دور الاستخبارات بات يسعى لتشكيل إدراك البشر، وتوجيه مشاعرهم، والتأثير في عمليات اتخاذ القرار، والسيطرة على العقول لكسب النزاعات، مما يجعل علم الأعصاب ركيزة جديدة في الأمن الإستراتيجي.
ويعتبر الكاتب هذه الحرب المعرفية أو الإدراكية الجديدة أخطر من الحروب التقليدية والسيبرانية، إذ تهاجم العقل البشري عبر أدوات مثل الدعاية والمعلومات المضللة، مدعومة بتقنيات علم الأعصاب الأكثر تطورا.
إعلانوتقوم هذه الحرب -وفقا للكاتب- على قياس العمليات الذهنية بتقنيات حديثة، وعلى التدخل المباشر في عملية استيعاب المعلومات، مضيفا أن "التجسس العصبي" يشكل تهديدا غير مسبوق للبشرية، إذ إن تحليل البيانات الدماغية بدقة عالية قد يؤدي إلى تهديد خصوصية الفكر والتلاعب بالإرادة إذا استُخدم بشكل غير أخلاقي.
علم الأعصاب يتجاوز المجال الطبيوأوضح الكاتب أن تطور علم الأعصاب جعل منه أداة إستراتيجية تتجاوز المجال الطبي، حيث بات من الممكن التنبؤ بالسلوك البشري وتوجيهه باستخدام تقنيات محددة.
وقال إن هذه التقنيات تتمثل في التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتخطيط الكهربائي للدماغ والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، كما تتيح الواجهات العصبية الحاسوبية التواصل بين الدماغ والآلات، ما قد يُحدث ثورة في تقنيات الاستجواب والاستخبارات.
ويتابع بأن دمج مثل هذه المعطيات في الإعلام والدعاية يرفع من فاعليتها، إذ تسمح بتحليل المحفزات العاطفية وتوقّع ردود أفعال المجتمع، منبها إلى أن هذه التطورات تفتح الأبواب أمام تهديدات غير مسبوقة، مثل اختراق بيانات الدماغ، ما يستدعي تطوير بروتوكولات أمنية عصبية تُعنى بحماية خصوصية الدماغ على المستوى الفردي والجماعي.
موجات الوعي الجمعيوحسب الكاتب، يتشكل وعي الجماهير عبر "موجات الوعي الجمعي"، وعلم الأعصاب قادر على تحليل هذه التفاعلات من خلال رصد السلوك في وسائل التواصل والاستجابات البيولوجية للضغوط.
وأضاف أن البيانات التي يتم استخراجها تتيح فهما أعمق لسيكولوجيا الجماهير، وتسهم في قياس قابلية التوجيه الجماعي عبر أدوات مثل الدعاية الخوارزمية والإرهاق العاطفي.
ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي بعلم الأعصاب، بات بالإمكان تحليل الانفعالات البشرية لحظيا عبر ملامح الوجه الدقيقة، ونبرة الصوت، وردود الفعل الجسدية.
واستمر الكاتب يقول إن هذه الأنظمة تُستخدم في المجالات الأمنية لاكتشاف التهديدات والتنبؤ بالسلوك، كما توفّر قدرة تحليلية دقيقة تتفوق أحيانا على المراقبة البشرية التقليدية، مما يمنح ميزة حاسمة في عمليات صنع القرار الاستخباراتي.
إعلان
أسئلة أخلاقية
ويبيّن الكاتب أن توسع استخدام تقنيات علم الأعصاب في المجال الاستخباراتي يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية حول حدود التدخل في أكثر جوانب الإنسان خصوصية، أي عقله، مشيرا إلى أن حماية "الكرامة الذهنية" باتت ضرورة تتطلب تجاوز أنظمة الحماية القانونية التقليدية المعتمدة على السلامة الجسدية.
القدرة على تتبع الأفكار حتى قبل التعبير عنها تضع حرية التعبير تحت ضغط جديد، وتؤدي إلى رقابة ذاتية تضر بالصحة النفسية للمجتمع والإحساس العام بالحرية
وحسب الكاتب، تُمثّل البيانات العصبية شكلا جديدا من أشكال الخصوصية، إذ تعكس ميول الإنسان وقراراته، وهي خصوصية تفتقر حاليا إلى قوانين وآليات واضحة تهدف إلى حمايتها، ما يفتح الباب أمام التجاوزات التي ترتكبها أجهزة الاستخبارات ويخلق ثغرات تهدد الحريات الفردية.
ويضيف أن القدرة على تتبع الأفكار حتى قبل التعبير عنها تضع حرية التعبير تحت ضغط جديد، وتؤدي إلى رقابة ذاتية تضر بالصحة النفسية للمجتمع والإحساس العام بالحرية.
ويتوقع الكاتب أن يحتل مفهوم "السيادة المعرفية" موقعا مركزيا في سياسات الأمن المستقبلية، في ظل تطور تقنيات علم الأعصاب والقدرة على التحكم بالتفكير البشري، وهي تقنيات لن تكون ذات معنى إلا إذا اقترنت باحترام الكرامة الإنسانية، حسب تعبير الكاتب.