عربي21:
2024-12-18@07:47:19 GMT

تركيا والناتو.. تعريف جديد للعلاقات

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

فجَّر قائد القوات البحرية التركية، أرجومنت تاتلي أوغلو، قنبلة من العيار الثقيل، في كلمته التي ألقاها خلال حفل أقيم الجمعة الماضية في مدينة يالوفا، بمناسبة الذكرى الــ133 لتأسيس مدارس الضباط البحرية، إلا أن صوتها غاب وسط انشغال العالم بالعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، والمجازر الدموية التي يرتكبها جيش الاحتلال، والجهود الدبلوماسية المبذولة من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية.



الأدميرال تاتلي أوغلو أكد في كلمته أن تركيا تضمن كل الأمن في البحر الأسود، وأنه لا ينبغي تحويل البحر الأسود إلى شرق أوسط، وأضاف قائلا: "لا نريد دخول أي دولة أو الناتو"، كما لفت إلى الأهمية البالغة التي يكتسيها البحر الأسود من الناحية الاقتصادية بعد اكتشاف الغاز الطبيعي فيه.

الدولة التي لم يسمها الأدميرال التركي في كلمته هي الولايات المتحدة. وترى أنقرة أن الحضور الأمريكي في البحر الأسود قد يحول المنطقة إلى ساحة صراعات مسلحة بين القوى الدولية والإقليمية على غرار الصراعات التي يشهدها الشرق الأوسط، لتتجاوز حدودها الحرب الروسية الأوكرانية وتهدد أمن كافة الدول المجاورة للبحر الأسود. كما أن الاستقرار في البحر الأسود أمر ضروري لتواصل تركيا فيه أنشطة البحث والتنقيب عن النفط والغاز، بالإضافة إلى استخراج الغاز الطبيعي المكتشف.

رفض تركيا للحضور الأمريكي في البحر الأسود يمكن تفهمه، إلا أن ورود ذكر الناتو في كلمة قائد القوات البحرية التركية أثار استغراب الموالين للغرب. وانتقد السفير التركي الأسبق لدى واشنطن والنائب عن حزب الشعب الجمهوري، نامق طان، تصريحات الأدميرال تاتلي أوغلو، وقال في حسابه بمنصة إكس مستهزئا: "أدميرال لا يعرف أن تركيا عضو في الناتو، كما أنه قائد للقوات؟! خسارة..".

قائد القوات البحرية التركية يعرف جيدا أن تركيا عضو في حلف شمالي الأطلسي، إلا أن تصريحاته هذه تشير إلى إعادة تعريف العلاقات بين تركيا والحلف، والتشديد على أن عضوية تركيا في الناتو لا تعني التبعية، بل المشاركة في صنع القرار لحماية أمنها ومصالحها. ويبدو أن السفير طان هو ذاته يجهل هذه الحقيقة أو منزعج منها.

تركيا انضمت إلى الناتو عام 1952 بعد أن أرسلت لواء في خريف 1950 إلى شبه الجزيرة الكورية للمشاركة في الحرب الكورية إلى جانب القوات الأمريكية. وقاتل الجنود الأتراك في الصفوف الأولى وقتل منهم المئات. ومنذ ذاك التاريخ كانت الدول الغربية تنظر إلى تركيا على أنها "خزان للجنود" و"قوة عسكرية جاهزة" للاستخدام في تنفيذ خطط الناتو. وكان الملياردير الأمريكي جورج سوروس قال ذات مرة إن أفضل بضاعة يمكن أن تصدرها تركيا هي جيشها، إلا أن تركيا لم تعد تقبل أن ينظر إليها بتلك النظرة الاستعلائية.

رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان زار قبل أيام العاصمة الألمانية برلين، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، سأل أحد الصحفيين الألمان عن رأيه فيما إذا كان موقفه من حركة حماس وهجمات إسرائيل على قطاع غزة يمكن أن يؤثر على التعاون بين دول حلف شمال الأطلسي، في إشارة إلى قول أردوغان بأن حماس حركة تحرير وطنية وانتقاده للعدوان الإسرائيلي على القطاع، في الوقت الذي تعتبر كافة دول الحلف الحركة "منظمة إرهابية" وترى الهجمات الإسرائيلية "دفاعا عن النفس". ورد أردوغان على السؤال قائلا بأن تركيا من أهم الدول في الناتو، وفي المرتبة الخامسة فيه، وأنها ليست دولة عادية في الحلف.

الصحفي الألماني الذي وجه رئيس الجمهورية التركي ذاك السؤال يريد من تركيا أن تتبع بقية دول الناتو كدولة هامشية، كما كانت في السابق، إلا أن أردوغان قام بتذكيره بأن هناك الآن "تركيا جديدة" تدرك مدى أهميتها في المنطقة ومكانتها في الناتو، وترفض التبعية العمياء، وتطالب باحترام رأيها ومراعاة مخاوفها ومصالحها. ومن المؤكد أن موقف تركيا من ملف انضمام السويد إلى الحلف هو أحد تجليات إعادة تعريف العلاقات بين تركيا والناتو، علما أن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي أجلت قبل أيام مناقشة مشروع القانون الخاص بالموافقة على بروتوكول انضمام السويد إلى الناتو، إلى أجل غير مسمى، على الرغم من أن الولايات المتحدة ومعظم الدول الأعضاء في الحلف تطلب من تركيا أن تصادق على البروتوكول فورا.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الناتو امريكا تركيا الناتو البحر الاسود مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی البحر الأسود فی الناتو أن ترکیا إلا أن

إقرأ أيضاً:

أردوغان: تركيا كدولة في الناتو لا يمكنها القبول ببقاء المنظمات الارهابية في سوريا

قال رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، اليوم الثلاثاء، إن بلاده كدولة في الناتو، لا يمكن أن تقبل أن تبقى المنظمات الإرهابية في سوريا. 

السفير صالح موطلو شن: التجارة المتبادلة بين تركيا ومصر سترتفع إلى 15 مليار دولار في خمس سنوات تركيا وقطر.. على الوليمة السورية

وبحسب روسيا اليوم، قال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين في أنقرة، إنه من الضروري أن نخرج سوريا من وحل الإرهابيين، سواء داعش أو العمال الكردستاني، لتصل لمرحلة الاستقرار.وأضاف: "تباحثنا حول معظم المواضيع المتعلقة بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، واتفقنا على ضرورة نقل سوريا إلى مرحلة النور، بعد مرحلة الظلام الذي استمر أكثر من 60 عاما ونحن قمنا بالمرحلة الأولى لتطوير الاستقرار في سوريا".

وقال: "نحن أمام مشهد مروع في سوريا، بعد إفلاس نظام البعث، الذي قتل مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري"، مشددا على أن "سوريا لا يمكن أن تنهض من هذا الوضع، إلا بدعم كامل من المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية"، وأضاف: "يمكن تلافي الوضع السيء في سوريا عبر دعم سوريا بشكل كامل".

ولفت الرئيس التركي إلى أنه "ناقشنا إمكانيات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، لدعم سوريا الجديدة بالمرحلة المقبلة".

 وشدد على أنه "من الضروري أن نخرج سوريا من وحل الإرهابيين، سواء داعش أو العمال الكردستاني، لتصل لمرحلة الاستقرار"، وقال: "تركيا كدولة في الناتو، لا يمكن أن تقبل أن تبقى المنظمات الإرهابية في سوريا".

وأشار إلى أنه "في الشمال السوري، عملت تركيا بشكل دؤوب إلى جانب الشعب السوري، ومستعدون لتوسيع الدعم التركي للشعب السوري".

من جهتها، قالت فون دير لاين، إن "انهيار نظام الأسد يعطي أملا للشعب السوري، ولكنه لا يزال فيه مخاطر والوضع الأمني في سوريا لا يزال متقلبا"وأضافت أن "الوحدة الوطنية في سوريا يجب أن تحترم ويجب أن تحمى الأقليات، كما يجب أن نقوم بدورنا في دعم سوريا عند هذا المفترق الحرج".وأكدت المسؤولة الأوروبية أن "الديبلوماسيين الأوروبيين  سوف يعودون إلى دمشق، ونحن حافظنا على حضورنا في سوريا لدعم من كان بحاجة لدعمنا هناك، ولكن دون تواصل أو تنسيق مع نظام الأسد، والآن يجب أن ندعم البنية التحتية السورية، وأطلقنا جسرا جويا، ونتوقع أن تصل أولى البضائع هذا الأسبوع إلى سوريا".ولفتت إلى أن "أوروبا من أكثر الداعمين لسوريا، وسنركز على إعادة الإعمار، وسنبدأ حوارا حول تخفيف العقوبات، ولكن هذا يتم عندما نرى انتقالا سلميا في الميدان".وأكدت أن "عودة اللاجئين السوريين يجب أن تكون عودة آمنة وطوعية، وننسق مع مفوضية اللاجئين في هذا الأمر"، وقالت إن "تركيا استقبلت أعدادا كبيرة من اللاجئين، والاتحاد الأوروبي دعم تركيا في هذا الملف، ومنذ عام 2011 قدمنا لتركيا أكثر من 11 مليار يورو لدعم اللاجئين".وقالت إن "الرئيس أردوغان ساهم بالاستقرار في سوريا، وأن المخاوف الأمنية التركية يجب أن تؤخذ بالاعتبار، ولا يجب أن تسيطر المنظمات الإرهابية على مناطق في سوريا"، وأضافت: "نتابع انتشار عناصر داعش في الشرق السوري، ولن نسمح بالإرهاب في سوريا".

مقالات مشابهة

  • موقع إيطالي: ليبيا قد تصبح مسرحا جديدا للنزاع بين روسيا والناتو
  • أردوغان: تركيا كدولة في الناتو لا يمكنها القبول ببقاء المنظمات الارهابية في سوريا
  • تعرف على أقوى القوات الجوية في الناتو.. هذا ترتيب تركيا
  • تركيا الناتو والمطبعون العرب وجّهوا الطعنة الأقسى للطوفان
  • نقل 11 مصابًا إلى المستشفي إثر جنوح ناقلتي نفط في البحر الأسود
  • غرق سفينتي نفط روسيتين في البحر الأسود
  • هل بدأ حلف الناتو بنشر قواته في جزيرة قبرص تمهيدا لضمها؟
  • ناقلتا نفط روسيتان تتعرضان لأضرار في البحر الأسود بسبب الطقس
  • تعرض ناقلتين نفط روسيتين لأضرار في البحر الأسود
  • اصطدام ناقلتي نفط روسيتين إثر عاصفة في البحر الأسود