في العصر الحديث، شهد العالم العديد من المعاهدات الهامة التي أُبرمت بهدف تحقيق السلام وإنهاء النزاعات الدولية. تلك المعاهدات لها أهمية كبيرة في تاريخ العلاقات الدولية وتأثيرها المستمر حتىن اليوم. فيما يلي نستعرض بعضًا من أهم تلك المعاهدات:

1. معاهدة فيرساي (1919):
تُعتبر معاهدة فيرساي واحدة من أهم المعاهدات في التاريخ الحديث، حيث وضعت حدًا للحرب العالمية الأولى وأعطت البداية لنظام الأمم المتحدة.

وقد أحدثت المعاهدة تغييرات جذرية في الخريطة السياسية لأوروبا، وفرضت عقوبات على ألمانيا واعتبارها المسؤولة الرئيسية عن الحرب.

2. معاهدة لوزان (1923):
وقعت معاهدة لوزان بين تركيا والدول الانتصارية في الحرب العالمية الأولى، وأنهت الصراع بينهما. تمت الموافقة في هذه المعاهدة على توسيع حدود تركيا الحالية واعتراف الدول الأخرى بها كدولة ذات سيادة.

3. معاهدة باريس (1947):
وُقعت معاهدة باريس بعد الحرب العالمية الثانية والتي أنهت الحالة الرسمية للحرب بين الدول المشاركة في النزاع وألمانيا. وكانت المعاهدة تهدف إلى إعادة بناء أوروبا وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الأوروبية.

4. معاهدة الأمم المتحدة (1945):
تأسست الأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة ووقعت المعاهدة في عام 1945. تهدف المنظمة إلى الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وتعزيز التعاون الدولي في مجالات مثل حقوق الإنسان والتنمية المستدامة وحل النزاعات الدولية.

5. اتفاقية جنيف (1949):
تعتبر اتفاقية جنيف سلسلة من المعاهدات الموقعة في عام 1949، وتهدف إلى حماية الضحايا المدنيين والجرحى والمرضى والسجناء والمدنيين في زمن الحرب. تعتبر هذه المعاهدة أساسية في تطوير القانون الإنساني الدولي وحماية الحقوق الإنسانية في النزاعات المسلحة.

هذه مجرد بعض الأمثلة على المعاهدات الهامة في العصر الحديث. هناك العديد من المعاهدات الأخرى التي لها أهمية كبيرة في تعزيز السلام والتعاون الدولي، مثل معاهدة نيسي (1975) التي أسهمت في تعزيز الأمن الأوروبي وتحسين العلاقات بين الدول الشرقية والغربية، ومعاهدة أوسلو (1993) التي وقعت بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في محاولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

تُعد المعاهدات السلمية في العصر الحديث أدوات هامة لتحقيق الاستقرار وتعزيز العلاقات الدولية. ومع ذلك، فإن تحقيق السلام هو عملية مستمرة وتتطلب جهودًا مستمرة من جميع الأطراف المعنية.
الدكتورة/ شيماء فوزي عزيز

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فی العصر الحدیث الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

خالد عمر يوسف يؤكد معارضة حزبه للحكومة الموازية

خالد عمر يوسف

نشأت “تقدُّم” كأوسع مظلة مدنية ديمقراطية مناهضة للحرب، تدعو إلى إيقافها، وجمعت تحت رايتها كيانات لم يسبق لها أن اجتمعت من قبل، شملت قوى سياسية، وحركات كفاح مسلح، ولجان مقاومة، ومهنيين، ونقابات، ومجتمعًا مدنيًا، ولاجئين ونازحين، ومبدعين، ومزارعين، ورعاة، وأصحاب أعمال، ومنظمات ذوي الإعاقة. اجتمعت هذه المكونات في مؤتمر تأسيسي، كان الحدث المدني الأكبر منذ اندلاع الحرب، ليشكل تيارًا مضادًا لقوى الحرب التي تسعى إلى تمزيق البلاد، حيث وحد أشخاص من جميع أرجاء السودان على هدف واحد: إطفاء الحريق الذي يلتهم الوطن، ومعالجة آثاره المدمرة على الناس.

واجهت “تقدُّم” حربًا شرسة من قوى داخلية وخارجية، إذ تمثل تهديدًا جديًا لكل من استثمر في هذه الحرب وعمل على إشعالها وإطالة أمدها. فبينما جاءت الحرب لوأد الثورة وتحطيم الحركة المدنية، حدث العكس، حيث توحّد قطاع واسع من قوى الثورة، متمسكين باستكمالها رغم التكاليف الباهظة. وبينما يواصل المسلحون حربهم في الميدان، وجّهوا سهامهم إلى “تقدُّم”، رغم أنها لا تحمل سلاحًا، لأن بسالة هذا التحالف في فضح حربهم تقلقهم وتربك حساباتهم.

منذ وقت مبكر، أثارت “تقدُّم” قضية شرعية سلطة بورتسودان الزائفة، إدراكاً منها أن منح الشرعية لأي جماعة مقاتلة سيطيل أمد الحرب ويقسم السودان، وهو ما حدث بالفعل. فقد استغلت هذه الجماعة سلطاتها لترسيخ الانقسام عبر قرارات مثل تغيير العملة، وحرمان قطاع من السودانيين والسودانيات من الوثائق الثبوتية، وإجراء امتحانات الشهادة السودانية في بعض المناطق وحرمان مناطق أخرى. كما استخدمت هذه السلطة صلاحياتها لمنع وصول الإغاثات إلى مناطق واسعة، مما جعل الغذاء سلاحاً في الحرب، وفاقم خطر المجاعة. إضافة إلى ذلك، سعت إلى إطالة أمد الحرب برفضها كل مبادرات السلام، رغم إدراكها أن نهايتها ستكون عبر التفاوض، لكنها ترغب في تفاوض يمنح جنرالاتها، ومن خلفهم عناصر الحركة الإسلامية، شرعيةً انتزعها منهم الشعب في ثورة ديسمبر المجيدة، ويحاولون استعادتها عبر شعارهم الأثير: “أو ترق كل الدماء”.

بناءً على هذه الحيثيات، توافق أعضاء “تقدُّم” على ضرورة مناهضة هذه الشرعية الزائفة وعدم الاعتراف بها، بهدف إعادة توحيد البلاد وتقصير أمد الحرب. غير أن الرؤى تباينت داخلها بين تيارين: الأول يرى ضرورة تشكيل حكومة لمنازعة هذه الشرعية، والثاني يرى مواصلة مقاومتها بوسائل العمل المدني دون تشكيل حكومة.

ينتمي حزبي، حزب المؤتمر السوداني، إلى التيار الرافض لتشكيل الحكومة، انطلاقاً من قناعتنا بأن “تقدُّم” يجب أن تمثل طريقاً ثالثاً في المشهد السياسي، لا أن تتطابق مع أي من الطرفين المتحاربين، وألا تكون طرفاً في الحرب بأي شكل، بل قوة تسعى لإنهائها بصورة عادلة وعاجلة. رؤيتنا تقوم على ضرورة بناء موقف شعبي ودولي واسع، يضغط لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام يعالج جذور الأزمة السودانية. وهذا يتطلب استقلالية “تقدُّم”، وحصر تواصلها مع أطراف النزاع في إطار الوصول إلى السلام ووقف الحرب، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.

هذا هو موقفنا في حزب المؤتمر السوداني، مع كامل الاحترام والتقدير لرفاقنا من التيار الآخر، فهذه تقديراتهم السياسية التي قد تصيب أو تخطئ، لكننا نعلم صدقهم في حمل رؤى السلام والوحدة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. اختلاف التقديرات حول قضية ما ليس مدخلًا للعداء، بل نرى أنه يمكننا العمل من منصتين مستقلتين لتحقيق هدف مشترك: وقف الحرب، مع تعظيم نقاط الالتقاء في كل ما يخدم مصالح بلادنا وشعبها.

تعكف “تقدُّم” حاليًا على معالجة هذا التباين، بما يضمن لكل تيار حقه في اتباع تقديراته دون فرضها على الآخر. ونحن على ثقة بأن عملية فك الارتباط بين التيارين ستتم في أجواء من الود والتفاهم، فالتباين في الرؤى طبيعي في ظل حرب معقدة كحرب 15 أبريل. الأهم أن يتسع صدر وذهن كل دعاة وقف الحرب لهذه الاختلافات، وأن يركزوا طاقاتهم على إطفاء الحريق، ومواجهة قوى الثورة المضادة، التي تريد استغلال الحرب لدفن ثورة ديسمبر. فالغاية واضحة، والعدو واضح، والمخاطر واضحة، وتلك هي المعركة الحقيقية التي تستحق أن نصوّب أنظارنا نحوها، بدلاً من الانشغال بمعارك جانبية لا طائل منها.

الوسومخالد عمر سوسف

مقالات مشابهة

  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • تركيا: نشر بخيبة أمل من قرار مجلس الأمن بشأن قبرص
  • الأمم المُتحدة غاضبة من التجاوزات الإسرائيلية بحق سوريا
  • الإسلام و العصر الحديث مراجعة نقدية شاملة للموروث الديني.. كتاب جديد
  • خالد عمر يوسف يؤكد معارضة حزبه للحكومة الموازية
  • وداعا دكتور الباقر العفيف (الزول الدُغري)
  • الأمم المتحدة: الاحتلال الصهيوني خلّف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية
  • الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية
  • الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا في غزة لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية
  • الأمم المتحدة تشكل مجموعة عمل لتنسيق إزالة ركام الحرب في غزة