لجريدة عمان:
2024-07-06@15:47:09 GMT

هوامش ومتون.. صورة لها فعل الرصاصة

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

خلال قراءتي في تاريخ السينما الفلسطينية وجدت أنّ المخرج مصطفى أبو علي، وهو من روّاد السينما الفلسطينية، أخرج سنة 1973 فيلمًا بعنوان «مشاهد من الاحتلال في غزة» مدته 13 دقيقة، ويتحدّث عن معاناة سكان غزة، محاولا من خلال الفيلم تصوير الأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناء قطاع غزة، في ذلك الوقت، واليوم بعد نصف قرن، تتكرّر المأساة فـ«ما أشبه الليلة بالبارحة»!، كلّ هذا يجري وسط صمت عالمي مريب، وهو العالم نفسه الذي صمت على جرائم المحتل الصهيوني منذ بداية الاحتلال في 1948، وهو لم ينكر هذه الجرائم، وإذا أنكر، فالصور شاهدة على الجرائم، تلك المشاهد دوّنتها الكاميرا، ضوئيا، فوفّرت لنا ذاكرة بصريّة تدين العدوان، وتوثّق الجرائم التي ارتكبها بحقّ الأبرياء، والنساء والأطفال.

فالسينما الفلسطينية واكبت الأحداث، وأكّدت أنّ الصورة مثل الكلمة، لها فعل الرصاصة، لذا استخدمها السينمائيّون سلاحا في المعركة، فوقفت بصلابة بوجه أكاذيب وسائل إعلام الصهيونية العالمية، متصدّية له، موثّقة الكثير من الأحداث، معرّفة العالم بأبعاد القضية، وكانت بحقّ سينما ثوريّة، تنطلق من أفكار وأيديولوجيا، فقد انطلقت سينما الثورة الفلسطينية مع انطلاق الثورة المسلحة التي أعلنت في 1/ 1/ 1965م فوقفت الكاميرا إلى جانب البندقية، إيمانا من المقاومة بأهمية الصورة، التي قدّمت وثيقة عن تلك الجرائم، وكذلك أظهرت بطولات المقاومة، والعمليات التي قامت بها، وبدون الصورة لن تبلغ الثورة أهدافها، ولن تكون بدون تضحيات، فسقط العديد من السينمائيين والمصورين في ساحات القتال، من بينهم المخرج والمصور السينمائي الفلسطيني هاني جوهريه أحد مؤسسي السينما النضالية الذي استشهد في جبال عينطورة اللبنانية عام 1976م، أثناء قيامه بتصوير فيلم عن الثورة، يقول زميله توفيق خليل: كان هاني يرقص فرحًا عندما يصور كادرًا ويقول أصبحت لدينا وثائق عن ثورتنا عن قضيتنا تعالوا شوفوا هذا الفيلم عن القضية.

ورغم كل الإنجازات التي حققتها السينما الفلسطينية يشعر السينمائيون بالمرارة لأن أفلامهم غير مسموح لها بالعرض داخل الأراضي المحتلة، لأن المحتلين أرادوا قطع صلة التواصل بين السينمائيين والجمهور المستهدف فمنعوها من العرض داخل فلسطين، وكذلك منعت من العرض في بعض البلدان العربية، وهذا أثّر على تسويقها، فصارت سينما مهرجانات وأسابيع ثقافية، ورغم ذلك فللسينما الفلسطينية جمهور، ومنذ بداية تفتح وعينا، كانت تستهوينا مشاهدة الفيلم الفلسطيني رغم أن السينما الفلسطينية، اقترنت بالوجع والوضع الإنساني المأساوي وغالبا ما تكون تلك الأفلام تسجيلية، وكانت تقام في بغداد مهرجانات خاصة بتلك الأفلام، الطويلة والقصيرة التي يخرجها سينمائيون فلسطينيون وعرب، وأحيانًا أجانب، فلم يقتصر هذا الاهتمام علينا نحن الذين اختلط الجرح الفلسطيني بحليب أمهاتنا، بل نالت اهتمام الجمهور في العالم، لأنّها سينما قضية وموقف، وليس من المستغرب أن تحتلّ اليوم مكانة مرموقة في السينما العربية، بل وحتى على المستوى الدولي، وقد أكّدت هذه المكانة مشاركاتها في مهرجانات سينمائية عالمية، وحصولها على جوائز دولية، ويكفي أن فيلم «الجنة الآن» لهاني أبو سعد قد رشّح لجائزة الأوسكار، ونال أكثر من جائزة في مهرجانات دولية، مثلما نال فيلمه «عمر» اهتماما نقديا، وينطبق الكلام على أفلام محمد بكري، وميشيل خليفي وإيليا سليمان وعلي نصار وتوفيق أبو وائل وليانة بدر، هذه المكانة جاءت نتيجة تراكم خبرات، فالمعروف أن فلسطين عرفت فن السينما قبل النكبة 1948م، ورغم أن أرشيف السينما الفلسطينية اختفى في لبنان 1982 مع اجتياح إسرائيل لبيروت لكن مما لا ينسى أن أولى المحاولات السينمائية بدأت في عام 1935م مع تجارب إبراهيم سرحان صاحب فيلم «أحلام تحققت» و«معركة في جرش» الذي أخرجه سنة 1957 وفيلم «وطني، حبي» للمخرج الفلسطيني عبدالله كعوش وهو من إنتاج سنة 1964، وفي سنة 1969، أخرج عبدالوهاب الهندي فيلميه «كفاح حتى التحرير» و«الطريق إلى القدس» ولا يمكن نسيان المخرج الرائد مصطفى أبو علي الذي درس في الستينيات فن السينما في بريطانيا.

ولم يقف المخرج الفلسطيني وحيدا في الميدان فقد وقف إلى جانبه مخرجون عرب كثيرون وأخرج السينمائي العراقي قاسم حول عدة أفلام تسجيلية إلى جانب فيلمه الروائي «عائد إلى حيفا» الذي أعدّه عن رواية غسان كنفاني بالاسم نفسه وأخرجه عام 1982م، كما أخرج المصري سمير سيف عام 1979 فيلم «شناو» عزت العلايلي ماجدة الخطيب، أديب قدورة وأخرج العراقي قيس الزبيدي «صوت القدس»، «وطن الأسلاك الشائكة»، «ملف مجزرة»، وكذلك أخرجت أنعام محمد علي فيلم «الطريق إلى إيلات» 1993 الذي تحدّث عن عملية نفذتها الضفادع البشرية في ميناء إيلات الحربي، والكثير من المخرجين الغربيين بالثورة مثل فانيسا رديغريف وجون لوك جودارد، والمخرج السويسري ريشارد ديندو، لأنهم عرفوا أن القضية عادلة، فوقفوا موقفا مشرّفا، وقاتلوا إلى جانب أصحاب الأرض بالصورة التي لها فعل الرصاصة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السینما الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

حماس ترفض أي خطط لإدخال قوات أجنبية إلى غزة

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها أي تصريحات أو مواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة تحت أي مسمى أو مبرر.

وعبرت الحركة أيضا عن رفضها أي خطط أو مشاريع تسعى إلى تجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأي وصاية أو فرض أي حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكزة على حقه الخالص في نيل حريته وتقرير مصيره.

كما شددت على أن إدارة قطاع غزة "بعد دحر العدوان الفاشي هي شأن فلسطيني خالص يتوافق عليه شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه".

ودعت حماس الدول العربية والإسلامية كافة إلى الضغط "لوقف حرب الإبادة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني، وتقديم كل سبل الدعم والإسناد له في معركته التي يدافع من خلالها عن وجوده على أرضه، والوفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا وأرضه والمقدسات الإسلامية والمسيحية".

بسم الله الرحمن الرحيم

????تصريح صحفي????

نؤكد في حركة المقا9مة الإسلامية (حoاس)، رفضنا لأي خطط أو مشاريع أو مقترحات، تسعى لتجاوُز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غز.ة، ورفض أي تصريحات ومواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى القطاع تحت أي مُسمّى أو مبرر.

– إن إدارة قطاع غز.ة…

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 5, 2024

رفض فلسطيني واسع

وكانت فصائل فلسطينية قد أعلنت قبل أسابيع أن أي قوة دولية أو عربية تدخل قطاع غزة مرفوضة وغير مقبولة وبمثابة قوة احتلال.

جاء ذلك في بيان للجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية التي تضم معظم الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حركة حماس.

وقالت الفصائل إن "حديث قادة الاحتلال حول تشكيل قوة دولية أو عربية لقطاع غزة وهم وسراب، وإن أي قوة تدخل لقطاع غزة مرفوضة وغير مقبولة، وهي قوة احتلالية، وسنتعامل معها وفق هذا التوصيف".

وأضافت "نثمن موقف الدول العربية التي رفضت المشاركة والتعاون مع مقترح قادة الاحتلال حول تشكيل القوة".

وشددت الفصائل على أن إدارة الواقع الفلسطيني "شأن وطني فلسطيني داخلي لن نسمح لأحد بالتدخل فيه، وأن كل محاولات خلق إدارات بديلة تلتف على إرادة الشعب الفلسطيني ستموت قبل ولادتها ولن يكتب لها النجاح".

وفي منتصف مايو/أيار الماضي وبالتزامن مع وصول أول شحنة مساعدات عبر الرصيف العائم الذي أقامه الجيش الأميركي قبالة شواطئ مدينة غزة أكدت حركة حماس رفضها أي وجود عسكري لأي قوة كانت على الأراضي الفلسطينية.

وقالت الحركة في بيان إنها وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد على "حق شعبنا بوصول كل المساعدات التي يحتاجها في ظل الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في عدوانه الغاشم على قطاع غزة".

كما أعادت حماس التأكيد على رفض أي وجود عسكري لأي قوة كانت على الأرض الفلسطينية، وفقا للبيان.

وشددت على أن "أي طريق لإدخال المساعدات -بما فيه الرصيف المائي- ليس بديلا عن فتح المعابر البرية كافة وتحت إشراف فلسطيني".

مقالات مشابهة

  • غادة عبدالرازق.. أيقونة القوة التي أحبها الجمهور
  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • حماس ترفض أي خطط لإدخال قوات أجنبية إلى غزة
  • لقاء عن "سينما ثورة يوليو" ضمن أنشطة ثقافة الفيوم
  • رزان جمّال تواصل تصوير الجزء الثاني من مسلسل The Sandman
  • 5 أفلام إماراتية تنافس في صالات العرض
  • لقاء عن "سينما ثورة يوليو" ضمن أنشطة قصور الثقافة بالفيوم
  • إدارت الأمن في المربع الشمالي بالحديدة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • مديرية زبيد بالحديدة تشهد مسيرا راجلا لخريجي دورات التعبئة العامة
  • وقف الحرب والقرار الإنتحاري