“القومي للحوكمة” يطلق مبادرة "العقول الخضراء" بمدارس الفيوم
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
أطلق المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، الذراع التدريبية لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية "مبادرة العقول الخضراء" بمدارس محافظة الفيوم، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
وأشارت د.شريفة شريف، المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة إلى أن إطلاق "مبادرة العقول الخضراء" بمدارس محافظة الفيوم يأتي استكمالاً للمرحلة التمهيدية للمبادرة والتي تم إطلاقها خلال العام السابق 2022-2023 ونجح المعهد في تنفيذها في خمس مدارس بمحافظة القاهرة وبلغ إجمالي عدد الطلاب المستفيدين 2400 طالب وطالبة منهم 1385 من المرحلة الإبتدائية، 1015 من المرحلة الإعدادية، إلى جانب تدريب 50 معلما ومعلمة من معلمي المرحلة الإبتدائية على مبادئ وأهداف التنمية المستدامة ، موضحة أنه تم وضع خطة لاستهداف طلاب المراحل الإبتدائية، الإعدادية، والثانوية في الفئة العمرية من 6 إلى 18 عامًا في أربع محافظات هي: القاهرة، الإسكندرية، الفيوم، والإسماعيلية.
وأضافت شريف أنه في إطار إطلاق المبادرة في محافظة الفيوم، تم تدريب 800 طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية في مدرستي الدكتور سليمان داود ومدرسة جمال عبد الناصر على مدى يومين لكل مدرسة، موضحة أنه تم توجيه التدريب باستخدام منهجية التعلم من خلال الخبرة والتجربة والممارسة، بهدف نشر الوعي حول مفهوم الاستدامة، مع إدراج عدة أهداف من أهداف التنمية المستدامة، مثل الهدف الثاني: القضاء التام على الجوع، الهدف 6: المياه النظيفة والنظافة الصحية، الهدف 7: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، إلى جانب الهدف 12: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والهدف 13: العمل المناخي.
وأوضحت شريف، أن المبادرة تهدف إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الأرض والبيئة، متسلحة بشعار "أنا حامي الأرض"، كما تتجاوز رؤية المبادرة مجرد نشر الوعي والمعرفة، إذ تسعى إلى تغيير السلوكيات لدى الطلاب وأسرهم ومدرسيهم، بهدف إيجاد مجتمع يشجع على اعتماد نمط حياة مستدام ينبع من شعورهم بالمسؤولية تجاه المجتمع والبيئة، مؤكدة أنه بعد المرحلة التجريبية للمبادرة ودروسها المستفادة، طورنا من منهجية المبادرة والتي ستبدأ مرحلتها الأولى في العام الأكاديمي 2023 ـ 2024 ، وتشمل محاور المرحلة القادمة أنشطة التعلم بالخبرة في المدارس، تدريب المعلمين، معسكرات الأسرة، مسابقة المدارس، الشق الإلكتروني.
من جانبه، أوضح نبيل فؤاد، مدير عام إدارة تطوير الأعمال والموارد البشرية بالمعهد أن تغير المناخ والمشكلات البيئية يشكلان تهديدًا فعليًا في الوقت الراهن ، ومن هنا جاءت فكرة مبادرة العقول الخضراء التى تسعى الى نشر فكر التنمية المستدامة بين الاطفال والشباب في المدارس من سن ٦ الى ١٨ عاًما، باعتبار أنهم من سيعانون في المستقبل من الآثار العنيفة لتغير المناخ ، على الرغم من أنهم لم يكن لهم دور في التسبب فيه .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المعهد القومي للحوكمة مبادرة العقول الخضراء
إقرأ أيضاً:
الفراغ جُحْـــرُ الشيطان ومَنْفَـذُ الحرب الناعمة
يمانيون|عبد القوي السباعي
إنَّ بناءَ الجيل لا يأتي بالتمنِّي، ولا يكون صدفةً، ولا يُستورَدُ كما تُستورَدُ السلع، بل يُنحَتُ كما يُنحَتُ الحجر، في محاريب الجِد، وعلى سِنان العزم.
ونحن قد ودَّعنا عامًا دراسيًّا خاضهُ أبناؤنا؛ فطوى الزمان صحائفه، واستراحت الأقلام من سعيها، فكان للنفوس فسحة، وللعقول فراغٌ قد يُغري أَو يُبري، وهنا تكمن الفتنة والخطورة، فَــإنَّ الفراغ جُحرُ الشيطان، ومَنْفَـذُ الحرب الناعمة لقوى العدوان، التي لا تُرى رماحها ولا تُسمع طبولها، لكنها تُزحزح الجبال وتُفتِّتُ الإيمانَ في القلوب، إن تُركت بلا حصنٍ أَو درع.
فيا سائلي عن جيلٍ نَبَتَ في حِمى الإيمان، وشبّ على رحيق اليقين، ألا فاسمع، ويا أبناء اليمن، ويا فلذات الأكباد، يا من تنبتون كما الزهر في روابي الحكمة، ألا فاعلموا أن في الدورات الصيفية حياةً بعد حياة، وبناءً بعد بناء، وصقلًا للنفوس والعقول.
ألا ترون كيف تسعى الأمم من حولنا لصياغة عقول أجيالها، وتُسرِجُ لهم مناهجها؟ فكيف بنا ونحن أُمَّـة القرآن، وحَمَلَةُ الرسالة، أن نترك أبناءنا في مهاوي الفراغ، وأهوال التسلية المفرغة من كُـلّ معنى؟
إن المراكز الصيفية ودوراتها العلمية ليست لهوًا، ولن تكون عبثًا؛ بل هي ميادينُ تهيئة وإعداد، وساحاتُ عِلم وجهاد، ومراسمُ فخرٍ لأمةٍ تتشبث بهُويتها؛ كي لا تُسلَخ عنها، كما يتشبثُ السابحُ الغِـــرِّ بطوق النجاة.
فيها يُرتل القرآن كما نزل، وتُفهم معانيه كما أراد الله لها أن تُفهم، فتُثمر التقوى في الصدور، وتزهر العقول بضياء البصائر، وفيها تُصقَلُ المواهب، وتُنمَّى الإبداعاتُ والقدرات، وتُكتشَفُ الجواهرُ المكنونة في صدور الفتية والفتيات.
وما الدورات الصيفية إلا مواسمُ بناء، وأعياد معرفة، تُنبتُ في الجيل يقينًا راسخًا، وتغرسُ فيه حب الوطن، كما يُغرس الغراس في أرضٍ خصبة، كخصوبةِ الأرض اليمنية بأمجادها التاريخية.
فإن أردتم أُمَّـة راسخة، فلا تُهملوا الجذور، وإن أردتم أجيالًا حرةً كريمةً، فاجعلوا من العطلة ميدانًا للتزود، ومن المراكز الصيفية منابر إشعاع، ومن مخرجاتها قواعد إبداع.
هلمّوا إليها، وادفعوا بأبنائكم إلى سوح قلاعها كما يُدفع الغيث للأرض العطشى، فَــإنَّها –والله– حصنٌ منيع، ومصنع رجال، ومأوى العقول الحرة والإرادات الصُّلبة، لجيلٍ نصنعهُ اليوم ليقود الأمم في الغد، وإنَّ غدًا لناظرهِ قريب.